مهاجر
لا، لن أهاجرَ مضطراً إلى كندا
ولن أهاجرَ مختاراً لها أبدا
إذا نجوت ُبنفسي؛ ما نجوتُ بِها
إن عشتُ في قلَقٍ أن أخسرَ الولَدا
وما نسيتُ بلادي، ما زهوتُ بها
يوماً، ولا أبتغي من دونها بلدا
ولستُ أمضي إلى أرضٍ أغايِرُها
شوقاً ودرباً وآمالاً ومعتَقدا
إنْ ضاقتِ الأرضُ بي ما زلتُ مُدّكراً
عنايةَ اللهِ، ما ناشدْتُهُ السنَدا
أرضي ستبقى بلادي رغم مَنْ جحدوا
حقّي بِذاك، ويُخزي الله مَن جَحدا
ما قلتُ جارتْ، ولو جار اللئام ُبِها
على الكرام، وغالوا الفِكْرَ والرّشَدا
فيها من الذكريات الخضْرِ حَقْلُ هُدَىً
في الروح مُنطَبِعٌ، لا ينمحي أبدا
ما زال حبي لها يشتد ، دافقةً
عيونُه ، ولهيبُ الوجد ما بَرَدا
مهاجراً في سبيل الله كنتُ، ولم
أزلْ، ولو عشْتُ باقي العمْرِ مُضطَهَدا
بين المنافي أعاني الدهرَ محتسِباً
ما كان لله حاشا أن يضيعَ سُدى
تدري المنافي جميعاً إن سُئلْنَ، فهل
وجَدْنَ عنديَ إلا الحِلْمَ والجَلَدا
ولا بطولةَ، إلاّ أنني رجلٌ
آمنتُ بالله رباً واحداً أحَدا
أقول للنفس والأحباب في ثقةٍ
كما أراكم، أرى فجراً يُطِلّ غَدا
قالوا: جراحُ النوى في القلب غائرةٌ
ما يُبْرِئُ الجرْحَ؟ أو ما يَمْسَحُ الكَمَدا؟
فقلت: يومانِ في حمص ٍوفي حلبٍ
ورَشْفتانِ منَ العاصي، ومِنْ بردى!
سليم عبد القادر - رحمه الله رحمة واسعة
<!--[if gte mso 9]><xml> <w:WordDocument> <w:View>Normal</w:View> <w:Zoom>0</w:Zoom> <w:TrackMoves/> <w:TrackFormatting/> <w:HyphenationZone>21</w:HyphenationZone> <w:PunctuationKerning/> <w:ValidateAgainstSchemas/> <w:SaveIfXMLInvalid>false</w:SaveIfXMLInvalid> <w:IgnoreMixedContent>false</w:IgnoreMixedContent> <w:AlwaysShowPlaceholderText>false</w:AlwaysShowPlaceholderText> <wلا، لن أهاجرَ مضطراً إلى كندا
ولن أهاجرَ مختاراً لها أبدا
إذا نجوت ُبنفسي؛ ما نجوتُ بِها
إن عشتُ في قلَقٍ أن أخسرَ الولَدا
وما نسيتُ بلادي، ما زهوتُ بها
يوماً، ولا أبتغي من دونها بلدا
ولستُ أمضي إلى أرضٍ أغايِرُها
شوقاً ودرباً وآمالاً ومعتَقدا
إنْ ضاقتِ الأرضُ بي ما زلتُ مُدّكراً
عنايةَ اللهِ، ما ناشدْتُهُ السنَدا
أرضي ستبقى بلادي رغم مَنْ جحدوا
حقّي بِذاك، ويُخزي الله مَن جَحدا
ما قلتُ جارتْ، ولو جار اللئام ُبِها
على الكرام، وغالوا الفِكْرَ والرّشَدا
فيها من الذكريات الخضْرِ حَقْلُ هُدَىً
في الروح مُنطَبِعٌ، لا ينمحي أبدا
ما زال حبي لها يشتد ، دافقةً
عيونُه ، ولهيبُ الوجد ما بَرَدا
مهاجراً في سبيل الله كنتُ، ولم
أزلْ، ولو عشْتُ باقي العمْرِ مُضطَهَدا
بين المنافي أعاني الدهرَ محتسِباً
ما كان لله حاشا أن يضيعَ سُدى
تدري المنافي جميعاً إن سُئلْنَ، فهل
وجَدْنَ عنديَ إلا الحِلْمَ والجَلَدا
ولا بطولةَ، إلاّ أنني رجلٌ
آمنتُ بالله رباً واحداً أحَدا
أقول للنفس والأحباب في ثقةٍ
كما أراكم، أرى فجراً يُطِلّ غَدا
قالوا: جراحُ النوى في القلب غائرةٌ
ما يُبْرِئُ الجرْحَ؟ أو ما يَمْسَحُ الكَمَدا؟
فقلت: يومانِ في حمص ٍوفي حلبٍ
ورَشْفتانِ منَ العاصي، ومِنْ بردى!
سليم عبد القادر - رحمه الله رحمة واسعة




تعليق