[align=center]ظاهرة الاستلهام الشعري والأدبي[/align]
[align=justify]يقصد "بالاستلهام الشعري" قيام شاعر، يكتب بلغة أخرى، باستعارة فكرة ما أو موضوع ما أو حكاية ما عن شاعرٍ آخر يكتب بلغة أخرى، سبق له أن عالج تلك الفكرة أو ذلك الموضوع أو تلك الحكاية في شعره.
مثال ذلك قول أحمد شوقي مستلهماً من بعض شعراء الترك:
فقول شوقي ليس ترجمة عن التركية، بل هو استلهام لفكرة أعجبته في قصيدة لشاعر تركي، فاستلهمها عنه وقرضها شعراً أصلياً في العربية. فالفرق بين الترجمة والاستلهام يكمن في أن ظاهرة الاستلهام تكون مخصوصة بالشعراء الذين يجيدون لغات أخرى غير لغتهم التي يقرضون الشعر فيها، فيستعيرون عن شعراء تلك اللغات الأفكار التي تروق لهم وتدغدغ خيالهم الشعري، ويقرضونها شعراً في لغتهم الأم بعد الإشارة إلى صاحب الفكرة الأصلي في مطلع القصيدة حتى لا يرموا بالنحل أو السرقة الأدبية!
وظاهرة الاستلهام ظاهرة قديمة إلا أنها كانت في القديم تقتصر على أبيات أو قطع أو قصائد صغيرة، لكن الشاعر الألماني الشهير ولفغانغ غوته (1749-1832) جعل منها ظاهرة أدبية كبيرة في ديوانه الشهير "الديوان الغربي الشرقي"، حيث استلهم كل قصائد ديوانه هذا عن شعراء الفرس الكبار مثل حافظ الشيرازي وغيره، مؤسساً لذلك تقليداً غربياً جعل شعراء كباراً أتوا من بعده يقتفون أثره في البحث عن استلهام الأفكار البديعة والمعاني الشريفة من شعراء المشرق.
من هؤلاء الشعراء الكبار الذين اقتفوا أثر غوته، الشاعرُ الهولندي ي.هـ. ليوبولد (الراحل سنة 1925)، أحد أهم الشعراء الهولنديين في العصر الحديث، الذي استلهم من شعراء العربية الكبار أفكاراً ومعاني دغدغت خياله الشعري، فأخذ عن عمر الخيام كثيراً من أفكاره ونظم فيها رباعيات رائقة في الهولندية، وأعجب بحكايا "ألف ليلة وليلة" ونظم فيها قصائد بديعة، وتأثر كثيراً بالشعر الصوفي العربي وحاكاه في الهولندية ... إلا أن الشاعر العربي الذي ترك لديه أكبر الأثر كان المعري، حيث استلهم عنه بعض المواضيع ذات الطابع الانساني العام ونظمها في الهولندية مجتهداً أثناء النظم في الحفاظ على المعاني وبحور الشعر الأصلية حفاظاً تاماً، مما أكسب استلهامه طابعاً جمالياً خاصاً.
من ذلك قوله استلهامه قول المعري:
هَفَتِ الحَنِيفةُ والنصارى ما اهْتَدَتْ ***** وَيهودُ حارت وَالمجوسُ مُضَلَّلَهْ
اِثنانِ أهلُ الأرضِ: ذُو عَقـلٍ بلا ***** دِيـنٍ، وَذُو دِيـنٍ لا عَقلَ لَهْ!
وصياغته له في الهولندية كما يلي:
[align=center]Christenen, Joden, Parsen, Moslemin
zij dolen allen; voor wie toe wil zien
vervalt de gansche menschheid slechts in tweeën
twee soorten enkel worden er ontdekt
intelligente menschen zonder vroomheid
en vrome mensen zonder intellect
[/align]
والمهم في ظاهرة الاستلهام التي أشرت إليها أعلاه، هو أن الشعراء الغربيين المستلهِمين عن شعراء شرقيين، يذكرون واقعة الاستلهام وكذلك الشاعر الأصلي المستلهم عنه في مستهل قصائدهم، وذلك بصريح العبارة. فالشاعر الألماني غوته يفعل ذلك، وكذلك الهولندي ليوبولد، الذي يستهل قصائده في ديوانَيه "مشرقيات 1" و"مشرقيات 2" بقوله: "naar Al Ma’arri" أي "عن المعري" كما نقرأ في مستهل قطعته الهولندية التي نشرتها أعلاه. فهذا يخرج المسألة من قضية النحل ويدخلها في باب الأدب والتأثر الأدبي والإلهام الأدبي من أوسع أبوابه كما ترى.
من جهة أخرى: لا تقتصر ظاهرة الاستلهام على الشعراء الذين يذكرون ذلك بصريح العبارة في مستهل قصائدهم المستلهمة، فهنالك قصائد الاستلهام فيها جلي واضح من دون الإشارة إلى الأصل. وقد يكون ذلك بسبب القدم، أو بسبب عدم تواتر الرواية، أو بسبب سوء النية. فالمعروف أن دانته استلهم شكل "الكوميديا الإلهية" وكذلك موضوعها عن "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري؛ وهنالك مستعربون كثيرون أشاروا إلى ذلك وبينوا مواضع التشابه الشكلي والموضوعي بين "رسالة الغفران" و"الكوميديا الإلهية". ومن المعروف أيضاً أن المعري استلهم فكرة رسالته عن معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما وردت في كتب السير. وبما أن دانته أديب إيطاليا الكبير ورمز من رموزها الوطنية، فإن الاعتراف بفضل المعري عليه مسألة غائظة وموجعة لقوم يعرفون بالشوفينية!
أما عدم ذكر المصدر بحكم القدم فأمثل عليه بمثال من شعر المتصوفة الهولندية المشهورة هادَوِيخ (القرن الثالث عشر للميلاد):
[align=center]Ay, minne op trouwe; want ghi al sijt
Miere zielen ioie, mier herten vlijt
Ontfaermt den moet, siet ane den strijd
Hort cordis clamor
[/align]
وكل شعرها على هذا المنوال، وكل شيء فيه يشير إلى أنها كانت مطلعة على أشعار رابعة العدوية وأقوالها وأقوال غيرها من أوائل المتصوفة، خصوصاً جنيد والبسطامي وذي النون المصري!
ومن المثير للدهشة في هذا المجال استشهاد نص "التربية الدينية المعيارية" (Catechismus) الذي أصدره الفاتيكان بعد المجمع المسكوني الثاني المنعقد سنة 1962 وعمَّمه على سائر الكاثوليك في العالم، بقول الحلاج:
وذلك للتدليل على وجود معانى "المحبة" ـ كما يُفهم منها في الديانة المسيحية ـ في الإسلام.
ومن الأعمال الغربية المشهورة المستلهمة عن أعمال شرقية مشهورة أيضا:
1. رواية "الكوميديا الالهية" (Divina Commedia) للشاعر الإيطالى دانته اليجيرى (Alighieri Dante)، الراحل سنة 1321، المستلهمة عن رسالة الغفران للمعرى، أو عن الاسراء والمعراج فى الإسلام كما أشار إلى ذلك الكثير من المستعربين، خاصة وإنها تصف رحلة فى سبعة أيام مقسمه إلى ثلاثة مراحل هي الجحيم والمطهر والفردوس!
2. قصة "روبنسون كروزو" (Robinson Crusoe) لديفو (D. Defoe) المستلهمة عن قصة "حي بن يقظان" للفيلسوف ابن طفيل وهي قصة فلسفية ترجمت إلى اللاتينية وإلى كل اللغات الحديثة ومنها الإنكليزية (القرن الخامس عشر) والهولندية (القرن السادس عشر)، أي قبل ظهور كتاب ديفو الراحل سنة 1719 بعقود كثيرة.
3. قصة "طرزان" لإدجر رايس (Edgar Rice Burroughs) الراحل سنة 1950، وهي أيضا مستلهمة عن قصة "حي بن يقظان" لابن طفيل.
4. حكايا لافونتين (Fables) للافونتين (La Fontaine) الراحل سنة 1695، وهي مستلهمة عن "حكايات كليلة ودمنة" لابن المقفع.
5. "حكايا ديكاميرونه" (Decamerone) لبوكاتشيو (Boccaccio) الراحل سنة 1350 وكذلك "حكايا كانتربري" (The Canterbury Tales) لشوسر الراحل آواخر القرن الرابع عشر، وهي مستلهمة عن "حكايا ألف ليلة وليلة" الإطارية الشكل وهو نوع أدبي ما كان معروفا في الغرب.
وكذلك أشعار "شعراء الطروبادور" في الأندلس وجنوب فرنسا ذات الطابع الغنائي الغزلي، وهي مستلهمة عن الشعر الغنائي العربي شكلا ومضمونا. ولعل في كلمة "طروبادور" المستقة من "الطرب" ما يشير إلى ذلك شكلا لأن تأثر هذا النوع مضمونا بالشعر الغنائي العربي أمر ثابت في جميع الأحوال.
ومن عجائب الاستلهام الأدبي ما وجدته عند القديس برناردوس كليرفو (Bernardus de Clairvaux)، الراحل سنة 1153، وذلك في مديحياته الغنائية لمريم العذراء، التي يمدحها ويتغنى بحبه لها على طريقة المتصوفة الإسلاميين، وباستخدام قوالبهم الشعرية ومعانيهم الوجدانية، وذلك على الرغم من أنه كان "الواعظ الرسمي" للحملة الصليبية الثانية!
هذا والأمثلة كثيرة![/align]
[align=justify]يقصد "بالاستلهام الشعري" قيام شاعر، يكتب بلغة أخرى، باستعارة فكرة ما أو موضوع ما أو حكاية ما عن شاعرٍ آخر يكتب بلغة أخرى، سبق له أن عالج تلك الفكرة أو ذلك الموضوع أو تلك الحكاية في شعره.
مثال ذلك قول أحمد شوقي مستلهماً من بعض شعراء الترك:
كُن في التواضع كالمدامةِ ***** حينَ تجلى في الكؤوسْ
مَشَتِ اِتِّئاداً في الصُّدُور ***** فَحكّموها في الرؤوسْ!
مَشَتِ اِتِّئاداً في الصُّدُور ***** فَحكّموها في الرؤوسْ!
فقول شوقي ليس ترجمة عن التركية، بل هو استلهام لفكرة أعجبته في قصيدة لشاعر تركي، فاستلهمها عنه وقرضها شعراً أصلياً في العربية. فالفرق بين الترجمة والاستلهام يكمن في أن ظاهرة الاستلهام تكون مخصوصة بالشعراء الذين يجيدون لغات أخرى غير لغتهم التي يقرضون الشعر فيها، فيستعيرون عن شعراء تلك اللغات الأفكار التي تروق لهم وتدغدغ خيالهم الشعري، ويقرضونها شعراً في لغتهم الأم بعد الإشارة إلى صاحب الفكرة الأصلي في مطلع القصيدة حتى لا يرموا بالنحل أو السرقة الأدبية!
وظاهرة الاستلهام ظاهرة قديمة إلا أنها كانت في القديم تقتصر على أبيات أو قطع أو قصائد صغيرة، لكن الشاعر الألماني الشهير ولفغانغ غوته (1749-1832) جعل منها ظاهرة أدبية كبيرة في ديوانه الشهير "الديوان الغربي الشرقي"، حيث استلهم كل قصائد ديوانه هذا عن شعراء الفرس الكبار مثل حافظ الشيرازي وغيره، مؤسساً لذلك تقليداً غربياً جعل شعراء كباراً أتوا من بعده يقتفون أثره في البحث عن استلهام الأفكار البديعة والمعاني الشريفة من شعراء المشرق.
من هؤلاء الشعراء الكبار الذين اقتفوا أثر غوته، الشاعرُ الهولندي ي.هـ. ليوبولد (الراحل سنة 1925)، أحد أهم الشعراء الهولنديين في العصر الحديث، الذي استلهم من شعراء العربية الكبار أفكاراً ومعاني دغدغت خياله الشعري، فأخذ عن عمر الخيام كثيراً من أفكاره ونظم فيها رباعيات رائقة في الهولندية، وأعجب بحكايا "ألف ليلة وليلة" ونظم فيها قصائد بديعة، وتأثر كثيراً بالشعر الصوفي العربي وحاكاه في الهولندية ... إلا أن الشاعر العربي الذي ترك لديه أكبر الأثر كان المعري، حيث استلهم عنه بعض المواضيع ذات الطابع الانساني العام ونظمها في الهولندية مجتهداً أثناء النظم في الحفاظ على المعاني وبحور الشعر الأصلية حفاظاً تاماً، مما أكسب استلهامه طابعاً جمالياً خاصاً.
من ذلك قوله استلهامه قول المعري:
هَفَتِ الحَنِيفةُ والنصارى ما اهْتَدَتْ ***** وَيهودُ حارت وَالمجوسُ مُضَلَّلَهْ
اِثنانِ أهلُ الأرضِ: ذُو عَقـلٍ بلا ***** دِيـنٍ، وَذُو دِيـنٍ لا عَقلَ لَهْ!
وصياغته له في الهولندية كما يلي:
[align=center]Christenen, Joden, Parsen, Moslemin
zij dolen allen; voor wie toe wil zien
vervalt de gansche menschheid slechts in tweeën
twee soorten enkel worden er ontdekt
intelligente menschen zonder vroomheid
en vrome mensen zonder intellect
[/align]
والمهم في ظاهرة الاستلهام التي أشرت إليها أعلاه، هو أن الشعراء الغربيين المستلهِمين عن شعراء شرقيين، يذكرون واقعة الاستلهام وكذلك الشاعر الأصلي المستلهم عنه في مستهل قصائدهم، وذلك بصريح العبارة. فالشاعر الألماني غوته يفعل ذلك، وكذلك الهولندي ليوبولد، الذي يستهل قصائده في ديوانَيه "مشرقيات 1" و"مشرقيات 2" بقوله: "naar Al Ma’arri" أي "عن المعري" كما نقرأ في مستهل قطعته الهولندية التي نشرتها أعلاه. فهذا يخرج المسألة من قضية النحل ويدخلها في باب الأدب والتأثر الأدبي والإلهام الأدبي من أوسع أبوابه كما ترى.
من جهة أخرى: لا تقتصر ظاهرة الاستلهام على الشعراء الذين يذكرون ذلك بصريح العبارة في مستهل قصائدهم المستلهمة، فهنالك قصائد الاستلهام فيها جلي واضح من دون الإشارة إلى الأصل. وقد يكون ذلك بسبب القدم، أو بسبب عدم تواتر الرواية، أو بسبب سوء النية. فالمعروف أن دانته استلهم شكل "الكوميديا الإلهية" وكذلك موضوعها عن "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري؛ وهنالك مستعربون كثيرون أشاروا إلى ذلك وبينوا مواضع التشابه الشكلي والموضوعي بين "رسالة الغفران" و"الكوميديا الإلهية". ومن المعروف أيضاً أن المعري استلهم فكرة رسالته عن معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما وردت في كتب السير. وبما أن دانته أديب إيطاليا الكبير ورمز من رموزها الوطنية، فإن الاعتراف بفضل المعري عليه مسألة غائظة وموجعة لقوم يعرفون بالشوفينية!
أما عدم ذكر المصدر بحكم القدم فأمثل عليه بمثال من شعر المتصوفة الهولندية المشهورة هادَوِيخ (القرن الثالث عشر للميلاد):
[align=center]Ay, minne op trouwe; want ghi al sijt
Miere zielen ioie, mier herten vlijt
Ontfaermt den moet, siet ane den strijd
Hort cordis clamor
[/align]
إلهي، أنت سعادة روحي، ونور فؤادي.
تأمل عذاب روحي، والطف بي،
أَصْغِ لنداء قلبي!
تأمل عذاب روحي، والطف بي،
أَصْغِ لنداء قلبي!
وكل شعرها على هذا المنوال، وكل شيء فيه يشير إلى أنها كانت مطلعة على أشعار رابعة العدوية وأقوالها وأقوال غيرها من أوائل المتصوفة، خصوصاً جنيد والبسطامي وذي النون المصري!
ومن المثير للدهشة في هذا المجال استشهاد نص "التربية الدينية المعيارية" (Catechismus) الذي أصدره الفاتيكان بعد المجمع المسكوني الثاني المنعقد سنة 1962 وعمَّمه على سائر الكاثوليك في العالم، بقول الحلاج:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا ***** نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرتـه أبصرتـني ***** وإذا أبصرتني أبصرتنا!
فإذا أبصرتـه أبصرتـني ***** وإذا أبصرتني أبصرتنا!
وذلك للتدليل على وجود معانى "المحبة" ـ كما يُفهم منها في الديانة المسيحية ـ في الإسلام.
ومن الأعمال الغربية المشهورة المستلهمة عن أعمال شرقية مشهورة أيضا:
1. رواية "الكوميديا الالهية" (Divina Commedia) للشاعر الإيطالى دانته اليجيرى (Alighieri Dante)، الراحل سنة 1321، المستلهمة عن رسالة الغفران للمعرى، أو عن الاسراء والمعراج فى الإسلام كما أشار إلى ذلك الكثير من المستعربين، خاصة وإنها تصف رحلة فى سبعة أيام مقسمه إلى ثلاثة مراحل هي الجحيم والمطهر والفردوس!
2. قصة "روبنسون كروزو" (Robinson Crusoe) لديفو (D. Defoe) المستلهمة عن قصة "حي بن يقظان" للفيلسوف ابن طفيل وهي قصة فلسفية ترجمت إلى اللاتينية وإلى كل اللغات الحديثة ومنها الإنكليزية (القرن الخامس عشر) والهولندية (القرن السادس عشر)، أي قبل ظهور كتاب ديفو الراحل سنة 1719 بعقود كثيرة.
3. قصة "طرزان" لإدجر رايس (Edgar Rice Burroughs) الراحل سنة 1950، وهي أيضا مستلهمة عن قصة "حي بن يقظان" لابن طفيل.
4. حكايا لافونتين (Fables) للافونتين (La Fontaine) الراحل سنة 1695، وهي مستلهمة عن "حكايات كليلة ودمنة" لابن المقفع.
5. "حكايا ديكاميرونه" (Decamerone) لبوكاتشيو (Boccaccio) الراحل سنة 1350 وكذلك "حكايا كانتربري" (The Canterbury Tales) لشوسر الراحل آواخر القرن الرابع عشر، وهي مستلهمة عن "حكايا ألف ليلة وليلة" الإطارية الشكل وهو نوع أدبي ما كان معروفا في الغرب.
وكذلك أشعار "شعراء الطروبادور" في الأندلس وجنوب فرنسا ذات الطابع الغنائي الغزلي، وهي مستلهمة عن الشعر الغنائي العربي شكلا ومضمونا. ولعل في كلمة "طروبادور" المستقة من "الطرب" ما يشير إلى ذلك شكلا لأن تأثر هذا النوع مضمونا بالشعر الغنائي العربي أمر ثابت في جميع الأحوال.
ومن عجائب الاستلهام الأدبي ما وجدته عند القديس برناردوس كليرفو (Bernardus de Clairvaux)، الراحل سنة 1153، وذلك في مديحياته الغنائية لمريم العذراء، التي يمدحها ويتغنى بحبه لها على طريقة المتصوفة الإسلاميين، وباستخدام قوالبهم الشعرية ومعانيهم الوجدانية، وذلك على الرغم من أنه كان "الواعظ الرسمي" للحملة الصليبية الثانية!
هذا والأمثلة كثيرة![/align]
تعليق