مختارات من ديوان جميل بثينة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ladmed
    عضو منتسب
    • Jun 2006
    • 275

    مختارات من ديوان جميل بثينة

    للحصول على المزيد من الدواوين والكتب العربية في مختلف المجالات تفضل بزيارة الموقع على الرابط التالي :

    http://www.almeshkat.com
    ________________________________________

    مختارات من ديوان جميل بثينة
    ________________________________________
    مرتبة حسب القوافي

    هو جميل بن عبدالله بن معمر العذري القضاعي, نسبة إلى عذرة وهي بطن من قضاعة. شاعر من عشاق العرب, افتتن ببثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية, من فتيات قومه. خطبها إلى أبيها فرده وزوجها من رجل آخر. كان له معها أخبار تناقلها الناس, وقال فيها شعرا يذوب رقة. أكثر شعره في النسيب والغزل والفخر وأقله في المديح. قصد جميل مصر وافدا على عبد العزيز بن مروان، فأكرمه عبد العزيز وأمر له بمنزل, فأقام قليلا ومات ودفن في مصر, ولما بلغ بثينة خبر موته حزنت عليه حزنا شديدا وأنشدت:
    وإن ســلوي عــن جـميل لسـاعة * * * مـن الدهـر مـا حانت ولا حان حينها
    سـواء علينـا, يـا جـميل بـن معمر, * * * إذا مــت بأســاء الحيــاة ولينهـا

    ________________________________________


    مرتبة حسب القوافي

    قافية الهمزة
    أتاركتي للموت أنت فميّت * * * وعندكِ لي، لو تعلمين، شفاء
    ________________________________________
    لقد أورَثَتْ قلبـي وكان مصحـحـا * * * بثينـةُ صدغا يـوم طار رداؤهـا
    إذ خَطَرَتْ من ذكر بـثـنـة خطرةٌ * * * عصتني شؤون العين فانهلّ ماؤها
    فإن لم أزرها عادني الشوق والهوى * * * وعاود قلـبـي من بثينـة داؤها
    وكيف بنفـس أنتِ هيّجتِ سقمهـا * * * ويمنع منها يـا بثيـن شفـاؤهـا
    لقد كنت أرجـو أن تجـودي بنائل * * * فأخلف نفسـي من جداك رجاؤهـا
    فلو أن نفسـي يا بثيـن تطيعـني * * * لقد طال عنكم صبرهـا وعزاؤهـا
    ولكن عصتـني واستبدّت بأمرهـا * * * فأنتِ هـواهـا يا بثيـن وشاؤها
    فأحيي –هداك الله- نفسـاً مريضةً * * * طويـلاً بكم تهْيامُها وعـنـاؤهـا
    وكم وَعَدَتْنا من مواعد –لو وفـت * * * بوأيٍ- فلم تنجَزْ قليـلٍ غنـاؤهـا
    وكم لي عليها من ديـونٍ كثيـرةٍ * * * طويـلٍ تقاضيهـا بطيءٍ قضاؤهـا
    تجـود بـه في النّـوم غير معرّدٍ * * * ويحـزن أيقاظـاً عليها عطاؤهـا

    ________________________________________
    قافية الباء
    تعالي نَبِعْ في العام يا بثن ديننا * * * بدنيـا فإنا قابلا سنـتـوب
    فقالت : لَعَـنَّا يا جميـل نبيعه * * * وآجالنا من دون ذاك قريـب
    ________________________________________
    وأول ما قاد المـودّة بينـنـا * * * بوادي بغيضٍ يا بثين سِبابُ
    وقلت لها قولاً ، فجاءت بمثله * * * لكل كـلامٍ يا بثيـن جوابُ
    ________________________________________
    ألا أيّها النـوّام وَيْحَـكُمُ هُبّوا * * * أُسائِلُكُمْ هل يَقْتُلُ الرّجلَ الحُبُّ؟
    فقالوا : نعم حتّى يَسُلَّ عظامه * * * ويتركه حيـران ليس له لُـبُّ
    ________________________________________
    أعاتب من يحلو لديّ عتابه * * * وأترك من لا أشتهي وأجانبه
    ________________________________________
    ارحميني فلقد بليت فحسبي * * * بعض ذا الدّاء يا بثينة حسبي
    لامني فيك يا بثينة صحبي * * * لا تلوموا لقد أقرح الحب قلبي
    زعم النـاس أن دائي طبّي * * * أنـتِ والله يا بثيـنـة طبّي
    ________________________________________
    وقالوا: يا جميل أتى أخوها * * * فقلت أتى الحبيبُ أخو الحبيبِ


    ________________________________________
    قافية التاء
    حلفـت يمينـا يا بثينـة صادقـا * * * فإن كنت فيها كاذبـا فَعَميتُ
    إذا كان جلـد غير جلـدكِ مسّني * * * وباشرني دون الشّعار شريتُ
    حلفـت لهـا بالبدن تدمى نحورها * * * لقد شَقِيَتْ نفسي بكم وعنيتُ
    ولو أن راقي الموت يرقي جنازتي * * * بمنطقها في الناطقين حييتُ
    ________________________________________
    وما بكتِ النساء على قتيلٍ * * * بأشرفَ من قتيل الغانياتِ


    قافية الحاء
    حلفت لكي تعلمن أني صادق * * * وللصدق خير في الأمور وأنجح
    لتكليم يـوم من بثينـة واحد * * * ورؤيتهـا عندي ألـذ وأملـح
    من الدهر لو أخلو بكنّ وإنما * * * أعالج قلبـا طامحا حين يطمح
    ________________________________________
    وبثنـة قد قالت و كل حديثها * * * إلينا ولو قالت بسـوء مملـح
    رجال ونسـوان يودون أنني * * * وإياكَ نخزى يابْن عمي ونفضح
    وحولي نساء إن ذُكِرْتُ بريبة * * * شمتـن وما منهن إلا سيفـرح
    أتقرح أكباد المحبيـن كالذي * * * أرى كبدي من حـب بثنة يقرح
    فوالله ثـم الله إني لصـادق * * * لذكرك في قلبـي ألـذ وأملـح
    ________________________________________
    هل الحائم العطشان مسقًى بشربة * * * من المزن تروي ما به فتريح
    فقالت: فنخشى إن سقيناك شربة * * * تخبِّر أعـدائـي بهـا فتبـوح
    إذن فأباحتني المنـايـا و قادني * * * إلى أجلي عضب السلاح سفوح
    ________________________________________
    أظل نهـاري لا أراهـا وتلتقي * * * مع الليل روحي في المنام وروحها
    فهل لي في كتمان حبي راحة ؟ * * * وهل تنفعني بوحـة لو أبـوحهـا


    ________________________________________

    قافية الدال
    أقـول ولما تجز بالـود طائلا * * * جزى الله خيـرا ما أعف وأمجـدا
    فقالت: بغيري كنت تهتف دائبا * * * وكنت صبـورا للغـواني مصيـدا
    فقلت: فمن ذا تيّم القلب غيركم * * * وعوّده غيـر الذي كـان عـوّدا
    فقالت لتربيها لتصديق قولهـا: * * * هلما اسمعها منه المقالة واشهدا
    فقالت: وهل في ذاك بأس وإنما * * * أريـد لكيما تسعـداني وتحمـدا
    ________________________________________
    لا لا أبوح بحب بثنة إنها * * * أخذت علي مواثقا وعهودا
    ________________________________________
    حلّـت بثينة من قلبـي بمنزلة * * * بين الجوانح لم ينزل بها أحد
    يا ليتنا – والمنى ليست مقربة * * * أنا لقيناك والأحراس قد رقدوا
    فيستفيـق محـبّ قد أضرّ به * * * شوق إليك ويشفى قلبه الكمد
    وعاذلون لَحَوني في مودّتهـا * * * يا ليتهم وجدوا مثل الذي أجد
    ________________________________________
    إذا قلتُ: ما بي يا بثينـة قـاتـلـي * * * من الوجـد، قالت: ثابت ويزيد
    وإن قلتُ: ردّي بعض عقلي أعش به * * * مع الناس، قالت: ذاك منك بعيد
    فمـا ذُكـر الخـلان إلا ذكـرتـهـا * * * ولا البخل إلا قلتُ: سوف تجود
    إذا فكرَتْ قـالـت : قد أدركـت ودّه * * * وما ضرّني بخـلٌ ففيم أجـود
    علقت الهـوى منهـا وليـدا فلم يزل * * * إلى اليوم ينمي حبّهـا ويزيد
    يمـوت الهـوى مني إذا ما لقيتهـا * * * ويحيـا إذا فارقتـهـا فيعـود
    يقولـون جاهـد يا جميـل بغـزوة * * * وأي جهـاد غيـرهـن أريـد
    ________________________________________
    ونغّص دهر الشّيب عيشي ولم يكن * * * ينغّصه إذ كنت والرأس أسود
    نخصّ زمـان الشّيـب بالذّم وحده * * * وأي زمـان يا بثينـة يحمـد
    ________________________________________
    ليت شعري أجفوة أم دلال * * * أم عـدوّ أتى بثنـة بعـدي
    فمريني أطعك في كل أمر * * * أنت واللهِ أوجه الناس عندي
    ________________________________________
    يكاد فضيض الماء يخدش جلدها * * * إذا اغتسلت بالماء من رقة الجلد
    ________________________________________
    فلا تكثرا لومي، فما أنا بالذي * * * سننت الهوى في الناس أو ذقته وحدي


    ________________________________________
    قافية الراء
    ومما شجاني أنها يـوم ودّعـت * * * تولّت وماء العين في الجفن حائر
    فلمّا أعـادت من بعيـد بنظـرة * * * إليّ التفاتا أسلمتـه المحـاجـر
    يقولون لا تنظـر وتلـك بليّـة * * * بلى كلّ ذي عيـن لا بدّ نـاظـر
    أُلامُ إذا حنّت قلوصي من الهوى * * * ولا ذنب لي في أن تحـنّ الأباعر
    ________________________________________
    والحـب أول ما يكون لجـاجـة * * * تأتي به وتسوقه الأقـدار
    حتى إذا اقتحم الفتى لجج الهوى * * * جاءت أمور لا تطاق كبار
    ________________________________________
    لا والذي تسجد الجباه له * * * ما لي بما دون ثوبها خبر
    ولا بفيها ولا هممت بـه * * * ما كان إلا الحديث والنّظر
    ________________________________________
    أقلّب طرفي في السّماء لعله * * * يوافق طرفي طرفها حين تنظر
    ________________________________________
    إني عشيّة رُحْتُ وهي حزينة * * * تشكو إليّ صبابة لصبور
    وتقول: بِتْ عندي فديتك ليلة * * * أشكو إليك فإنّ ذاك يسير
    غرّاء مبسـام كأن حديثهـا * * * درّ تحدّر نظمـه منثـور
    لا حسنها حسـنٌ ولا كدلالها * * * دلٌّ ولا كوقارها توقيـر
    ________________________________________
    ألا قاتل الله الهوى كيف قادني * * * كما قيد مغلول اليدين أسير
    ________________________________________
    وكان التفرّق عند الصباح * * * عن مثل رائحة العنبر
    خليـلان لم يقربا ريبـة * * * ولم يستخفا إلى المنكر
    ________________________________________
    يقولـون: مسحـور يجنّ بذكرها * * * فأقسم ما بي من جنون ولا سحر
    * * *
    تجـود علينـا بالحديـث وتـارة * * * تجود علينا بالرضاب من الثّغـر
    فلو سألـت مني حيـاتي بذلتهـا * * * وجدت بها إن كان ذلك من أمري
    هي البـدر حسنا والنساء كواكب * * * وشتّان ما بين الكواكـب والبـدر
    بقد فُضِّلتْ حُسْنا على الناس مثلما * * * على ألف شهرٍ فُضِّلتْ ليلة القدر
    ________________________________________
    عليها سلام الله من ذي صبابـة * * * وصبّ معنّى بالوسـاوس والفكـر
    مضى لي زمـان لو أخيّر بينـه * * * ويبن حياتي خـالدا آخـر الدهـر
    لقلـت: ذروني سـاعـة وبثينـة * * * على غفلة الواشين ثم اقطعوا أمري
    مفلّجـة الأنيـاب لـو أن ريقهـا * * * يُداوى به الموتى لقاموا من القبـر
    إذا ما نَظَمْتُ الشّعْرَ في غير ذكرها * * * أبى وأبيها أن يطـاوعني شعـري
    ________________________________________
    وآخر عهدٍ لي بها يوم ودّعـت * * * ولاح لها خـدّ مليـح ومحجـر
    عشّية قالـت لا تضيعنّ سرّنـا * * * إذا غبت عنّا وارعه حين تدبـر
    وطرفـك إما جئتنـا فاحفظنّـه * * * فزيغ الهـوى باد لمن يتبصّـر
    وأعرض إذا لاقيت عينا تخافها * * * وظاهـر ببغـضٍ إن ذلك أستـر
    فإنك إن عرّضت بي في مقالـة * * * يزد في الذي قد قلت واشٍ مكثّر
    وينشر سرّاً في الصديق وغيره * * * يعزّ علينا نشـره حيـن ينشـر
    وما زلت في إعمال طرفك نحونا * * * إذ جئت حتى كاد حبّـك يظهـر
    لأهليَ حتى لامنـي كل ناصـح * * * شفيـق لـه قربى لدينـا وأيصر
    وقطّعني فيك الصديـق ملامـة * * * وإني لأعصي نهيهـم حين أُزْجَر
    وما قلـت هذا فاعلمـنّ تجنّبـا * * * لصرم ولا هذا بنـا عنـك يقصر
    ولكنني –أهلي فـداءك- أتقـي * * * عليك عيـون الكاشحيـن وأحذر
    وأخشى بني عمّي عليـك وإنما * * * يخـاف ويبقي عرضـه المتفكّر
    وأنت امرؤ من أهل نحد وأهلنا * * * تهـام ومـا النجـدي والمتغـوّر
    غريـب إذ ما جئت طالب حاجة * * * وحولي أعـداء وأنـت مشهّـر
    وقد حدّثوا أنا التقينا على هوى * * * فكلهـم من حمله الغيـظ موقـر
    فقلت لها: يا بثن أوصيت حافظا * * * وكل امـرئ لم يرعه الله معـور
    فإن تك أم الجهم تشكي ملامـة * * * إليّ فما ألفـي من اللـوم أكثـر
    سأمنح طرفي حين ألقاك غيركم * * * لكيما يروا أن الهـوى حيث أنظر
    وأكني بأسمـاء سـواك وأتقي * * * زيـارتكـم والـحـبّ لا يتغيّـر
    فكم قد رأينـا واجـدا بحبيبـه * * * إذا خاف يبدي بغضه حين يظهر

    ________________________________________

    قافية العين
    ديـار ليـلى إذ نحلّ بهـا معـا * * * وإذ نحن منها بالمودّة نطمـع
    إلى الله أشكو لا إلى الناس حبها * * * ولا بد من شكوى حبيب يروّع
    ألا تتقيـن الله فيمـن قتلـتـه * * * فأمسى إليكم خاشعـا يتضـرّع
    فإن يك جثمـاني بأرض سواكم * * * فإن فـؤادي عندك الدهر أجمع
    ألا تتقين الله في قتـل عاشـق * * * لـه كبـد حرّى عليـك تقطّـع
    فيا ربّ حببنـي إليهـا وأعطني * * * المـودّة منها أنت تعطي وتمنع
    وإلا فصبّرني وإن كنت كارهـا * * * فإني بها يـا ذا المعارج مولـع
    تمتّعْتُ منها يوم بانـوا بنظـرة * * * وهل عاشـقٌ من نظـرةٍ يتمتّع
    ________________________________________
    كفى حزنا للمرء ما عاش أنه * * * ببين حـبـيـب لا يـزال يـروّع
    فوا حزني لو ينفع الحزن أهله * * * ويا جزعي إن كان للنفس مجزع
    فأي قلـوب لا تذوب لما أرى * * * وأي عيـون لا تجـود فتـدمـع
    ________________________________________
    أبت مقلتـي كتمان ما بي وبيّنت * * * مكان الذي أخفي وفـاض المدامع
    غداة لقيناهـا على غير موعـد * * * بأسفـل خيـم والمطيّ خواضـع
    وأومت بجفن العين واحتار دمعها * * * لتقتلنـي مملوحـة الـدّلّ مانـع
    كمت دمعها عين الصحيح وبيّنت * * * مكان ذوي الشوق العيون الدوامع
    ورقرقت دمـع العيـن ثم ملكته * * * مجال القذى فالدمع في الجفن ناقع
    أحقّا عبـاد الله أن لست زائـرا * * * بثينـة إلا أُصْغِيَتْ لي المسـامـع
    وإلا عدانـي دون بثنـة أعيـنٌ * * * حـداد ولامتها النسـاء الهلامـع

    ________________________________________

    قافية الفاء
    أتاركتي للمـوت أنـت لميّـتٌ * * * وعندك لي لو تعلميـن شفـا
    فوا كبدي من حبّ من لا يحبّني * * * ومن عثـرات ما لهن شفـا
    ________________________________________
    فما سرت من ميل ولا سرت ليلة * * * من الدهر إلا اعتادني منك طائف
    ولا مرّ يوم مذ ترامت بكِ النـوى * * * ولا ليلـة إلا هـوى منك رادف
    أهـمّ سلـوّا عنـك ثـم تردّنـي * * * إليك وتثنيني عليـك العواطـف
    فلا تحسبنّ النـأي أسلى مودتـي * * * ولا أن عيني ردّها عنك عاطف
    وكم من بديـل قد وجدنا وطرفـة * * * فتأبى عليّ النفس تلك الطرائف


    ________________________________________
    قافية اللام
    بثينة من صنف يقلّبن أيدي * * * الرماة وما يحملن قوسـا ولا نبلا
    ولكنما يظفرن بالصيـد كلما * * * جلون الثنايا الغر والأعين النجلا
    يخالسن ميعادا يرعن لقولها * * * إذا نطقـت كانت مقالتها فصـلا
    ________________________________________
    وقالوا: تراها يا جميل تبدّلت * * * وغيّرها الواشي فقلت: لعلها
    ________________________________________
    أظن هواها تاركي بمضيعة * * * من الأرض لا مال لديّ ولا أهل
    ولا أحد أوصي إليه وصيّتي * * * ولا وارث إلا المطيّة والرّحـل
    ________________________________________
    تصدّ إذا ما النّاس بالقول أكثروا * * * علينا وتجري بالصّفـاء الرسائل
    فإن غفل الواشون عدنا لوصلنا * * * وعاد التّصـافي بيننا والتّراسـل
    فيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها * * * وإذ هي تذري الدّمع منها الأنامل
    عشيّة قالت في العتاب : قتلتني * * * وقتلـي بما قالـت هناك تحـاول
    فقلت لها: جودي! فقالت مجيبة * * * أللجدّ هذا منك أن أنـت هـازل؟
    لقد جعل الليل القصيـر لنا بِكُمْ * * * عليّ لروعات الهـوى يتطـاول
    ألا رُبَّ لاحٍ لو بلا الحبّ لم يَلُمْ * * * ولكنته من سورة الحـب جاهـل
    ________________________________________
    فما هكذا أحببت من كان قبلها * * * ولا هكذا فيما مضى كنت تفعل
    فيا قلـب دع ذكرى بثينة إنها * * * وإن كنت تهواها تضنُّ وتبخل
    ________________________________________
    فما غاب عن عيني خيالك لحظة * * * ولا زال عنها والخيال يزول
    ________________________________________
    أتتني و العـوائـد مسنداتي * * * فقالت: صحّ جسمك يا جميل
    فقلت لها: وأنت جزيت خيرا * * * فأنت العائد الحَسَنُ الجميـل
    ________________________________________
    ألا ليت قلبي عن بثينة يذهل * * * ويبدو له الهجران أو يتبدّل
    ________________________________________
    أريد لأنسى ذكرها فكأنما * * * تمثّل لي ليلى بكل سبيل
    ________________________________________
    ولو أن ألفاً دون بثنة كلهم * * * غيارى وكل حارب مزمع قتلـي
    لحاولتها إما نهارا مجاهرا * * * وإما سرى ليل ولو قطعت رجلي
    ________________________________________
    فلا تقتليني يا بثين ولم أصب * * * من الأمر ما فيه يحِلّ لكم قتلـي
    فأنت لعينـي قرّة حين نلتقي * * * وذكرك يشفيني إذا خدرت رجلي
    ________________________________________
    يقولون: مهلا يا جميـل وإنني * * * لأقسم ما لي عن بثينـة من مهـل
    إذا ما تراجعنا الذي كان بيننـا * * * جرى الدمع من عيني بثينة بالكحل
    فلو تركت عقلي معي ما طلبتها * * * ولكن طلابيها لما فات من عقلـي
    خليليّ فيما عشتما هل رأيتمـا * * * قتيـلا بكى من حـبّ قاتلـه قبلي
    ________________________________________
    ولست على بذل الصفاء هويتها * * * ولكن سبتني بالدّلال مع البخل
    ________________________________________
    أيا ريح الشمـال أما تريني * * * أهيم وأنني بادي النحول
    هبي لي نسمة من ريح بثنٍ * * * ومُنّي بالهبوب إلى جميل
    وقولي يا بثينة حسب نفسي * * * قليلك أو أقل من القليـل
    ________________________________________
    وإني ليرضيني قليل نوالكم * * * وإن كنت لا أرضى لكم بقليل
    ________________________________________
    أشاقتـك المعـارف والطلول * * * عَفَوْنَ وخفّ منهـنّ الحمـول
    نعم فذكـرت دنيـا قد تقضّت * * * وأيّ نعيـم دنـيـا لا يـزول
    أسائـل دار بثنـة أين حلّـت * * * كأن الـدار تخبـر ما أقـول
    فمـن هـذا يبلّغهـا رسـولاً * * * كذاك لكـل ذي حاج رسـول
    فيسألهـا وينظـر هل إليهـا * * * لخلـوة ساعـة منها سبيـل
    وقلت لها: اعتللت بغير ذنـب * * * وشرّ الناس ذو العلل البخيـل
    ففاتيني إلى حَكَـمٍ من اهلـي * * * وأهلـك لا يحيـف ولا يميـل
    فقالـت: أبتغي حكما من اهلي * * * ولا يدري بنا الواشي المحول
    فولّينـا الحكومـة ذا سجوف * * * أخـا دنيـا له طـرف كليـل
    فقلنـا: ما قضيـت به رضينا * * * وأنت بما قضيـت بـه كفيـل
    قضـاؤك نافـذ فاحكـم علينا * * * بما تهـوى ورأيـك لا يفيـل
    فقلـت لـه: قُتِلْتُ بغير جـرم * * * وغِبُّ الظلـم مرتعـه وبيـل
    فسل هذي: متى تقضي ديوني * * * وهل يقضيك ذو العلل المطول؟
    فقالـت: إن ذا كـذب وبطـل * * * وشـرّ من خصومتـه طويـل
    أأقلتـه ومـا لي من سـلاح * * * ومـا بي لـو أقاتلـه حويـل؟
    ولـم آخـذ لـه مـالا فيلفى * * * لـه ديـن علـيّ كمـا يقـول
    وعند أميـرنا حكـم وعـدل * * * ورأي بعـد ذلـكـم أصـيـل
    فقال أميـرنا: هاتوا شهـودا * * * فقلـت: شهيـدنا الملك الجليل
    فقـال يمينهـا وبذاك أقضي * * * وكـل قضائـه حسـن جميـل
    فبتّت حلفـة مـا لي لديهـا * * * نقـيـر أدّعيـه ولا فـتـيـل
    فقلت لها وقد غلب التّعزّي : * * * أما يُقضى لنا يا بثـن سـول؟
    فقالـت ثم زجّت حاجبيهـا * * * أطلت ولسـت في شيء تطيـل
    فلا يجدنّك الأعـداء عنـدي * * * فتثـكـلنـي وإيـاك الثكـول
    ________________________________________
    أبثين إنك قد ملكـت فأسجحي * * * وخذي بحظّك من كريـم واصل
    فلربّ عارضـة علينا وصلها * * * بالجـدّ تخلطه بقـول الهـازل
    فأجبتهـا بالقـول بعد تستّـر * * * حبّي بثينة عن وصالك شاغلي
    لو كان في صدري كقدر قلامة * * * فضـل وصلتك أو أتتك رسائلي
    ويقلن: إنك قد رضيـت بباطل * * * منها فهل لك في اجتناب الباطل
    ولبـاطل ممن أحـبّ حديثـه * * * أشهى إليّ من البغيـض الباذل
    ليزلن عنك هـواي ثم يصلنني * * * وإذا هويـت فما هـواي بزائل
    صادت فؤادي يا بثين حبـالكم * * * يوم الحجون وأخطأتـك حبائلي
    منّيتنـي فلويت مـا منّيتنـي * * * وجعلت عاجل ما وعدت كآجـل
    وتثاقلـت لما رأت كلفي بهـا * * * أحبـب إليّ بـذاك من متثاقـل
    وأطعـت فيّ عواذلا فهجرتني * * * وعصيت فيك وقد جهدن عواذلي
    حاولنني لأبتّ حبـل وصالكم * * * مني ولست وإن جهـدن بفاعـل
    فرددتهنّ وقد سعيـن بهجركم * * * لمّا سعيـن لـه بأفوق ناصـل
    يمشيـن حول عقيلة منسوبة * * * كالبـدر بيـن دمالـج وخلاخـل
    نصح الحميم يجول في أقرابها * * * حول الحباب إلى الحباب الجائل
    يعضضن من غيظ لعيّ أنامـلا * * * ووددت لو يعضضن صمّ جنادل
    ويقلـن : إنك يا بثين بخيلـة * * * نفسي فـداءك من ضنين باخل
    ولن ألفتك أو وصلـت حبالكم * * * لعلى المودّة من ضمير الواصل
    فصلي بحبلك يا بثيـن حبائلي * * * وعدي مواعـد منجز أو ماطل


    ________________________________________

    قافية الميم
    أتوهـا بقـولٍ لم أكـن لأقولـه * * * وكلّهـم حـرف عليّ ظلـوم
    بقولٍ جزيت النـار إن كنت قلته * * * وكلّ جـزاء الظالميـن أليـم
    لكِ الخير هلاّ عجت حتى تفهمي * * * وذو اللّب في كل الأمور فهيم
    فتستيقني أن لم يكن من خلائقي * * * وذلك أمـر يا بثيـن عظيـم
    ________________________________________
    ألا ليتني أعمى أصمّ تقودني * * * بثينة لا يخفى عليّ كلامها

    ________________________________________
    قافية النون
    شهـدت بأني لم تغيّر مودّتي * * * وأني بكم حتى الممات ضنين
    وأن فؤادي لا يلين إلى هوىً * * * سواكِ وإن قالوا : بلى سيلين
    وإني لأستغشي وما بي نعسةٌ * * * لعلّ لقـاءً في المنـام يكون
    ________________________________________
    أرى كل معشوقين غيري وغيرها * * * يلذّان في الدنيـا ويغتبطان
    وأمشي وتمشي في البـلاد كأننا * * * أسيـران للأعـداء مرتهنان
    أصلي فأبكي في صلاتي لذكرهـا * * * لي الويل مما يكتب الملكان
    ضمنت لها أن لا أهيـم بغيرهـا * * * وقد وثقت مني بغير ضمان
    ألا يا عبـاد الله قوموا لتسمعوا * * * خصومة معشوقين يختصمان
    وفي كـل عـام يستجدّان مـرة * * * عتابا وهجـرا ثم يصطلحان
    يعيشان في الدنيـا غريبين أينما * * * أقاما وفي الأعوام يلتقيـان
    ________________________________________
    فما لك لمّا خبّر الناس أنني * * * أسأت بظهر الغيب لم تسليني
    فأبلي عذرا أو أجيء بشاهد * * * من الناس عدل أنهم ظلموني
    ________________________________________
    تجنّى عليّ الذّنب أهلي وأهلها * * * ولو عرفوا وجدي بها عذروني


    ________________________________________
    قافية الهاء
    خليليّ إن قالـت بثينـة : ما له * * * أتانا بلا وعدٍ؟ فقولا لها : لها
    أتى وهو مشغولٌ لعظـم الذي به * * * ومن بات يرعى السّها سهـا
    بثينة تزري بالغزالة في الضحى * * * إذا برزت لم تبث يوما بِها بَها
    لها مقلة كحـلاء نجـلاء خلقة * * * كأن أباها الظّبي أو أمّها مهـا
    دهتني بودّ قاتـل وهـو متلفي * * * وكم قتلت بالودّ من ودّها دها
    ________________________________________
    أبلغ بثينـة أني لست ناسيهـا * * * ما عشت حتى تجيب النّفس داعيها
    بانت فلا القلب يسلو من تذكّرها * * * يوما ولا نحن في أمـر نلاقيهـا
    ________________________________________
    على الـدار التي لبست بلاهـا * * * قفـا، يـا صاحبيّ، فسائلاهـا
    ومـا يبكيـك من عرصات دار * * * تقـادم عهدهـا وبـدا بلاهـا
    ذكـرت بها التي ترمي فتوري * * * إذا ما أرسلت سهمـا شواهـا
    أتيحـت لـي ونفسي قد تجّلت * * * عمايـة غيّهـا ورأت هداهـا
    وزايلها السفاه فليـس منهـا * * * وتـاب الحلم واجتنبت صباهـا
    وقـد طالبتهـا حتـى مللنـا * * * مواعدهـا وأعيانـا منـاهـا
    فما جـادت لنـا حتى وردنـا * * * حياض المـوت أو كدنا نراها
    ذكرتـك إذ رأينـا أم خشـف * * * بذي ضـال تريع إلى طلاهـا
    رأتنـا قاصديـن لهـا فولّـت * * * أمام الخشف مضطربا حشاها
    وقـد حفّ الرّمـاة بجانبيهـا * * * وكلّهـم على حنـق يـراهـا
    فجالـت ساعـة ثم استظلّـت * * * إلى سنـد تحـاول ملتجاهـا
    إليه تـارة تـرمـي بطـرف * * * وأخرى نحونا قلقـا حشاهـا
    وقد آليـت خشيتهـم عليهـا * * * اكلّـم منهـم رجـلا رماهـا
    فقالوا: ما دهاك؟ فقلت: نفسي * * * وبيـت الله تعلم ما دهـاهـا
    وما بي فاعلموا من حبّ ظبيٍ * * * ولكنّي ذكـرت بهـا سواهـا
    ألا يا شبـه ذات الخـال قرّي * * * بأرضك لن تراعي في رباهـا
    فقد أشبهـت ذات الخـال إلا * * * مناط القـرط منهـا أو شواها
    وساقـك حمشة والسّاق منها * * * خدلّجة يغـضّ بهـا براهـا
    ولو ماشيتهـا لعجلـت عنها * * * وذات الخال مقصور خطاهـا
    ولكنّ الـذي أشبهـتِ منهـا * * * مقلّدهـا العتيـق ومقلتاهـا
    ________________________________________

    قافية الياء
    أعدّ الليالي ليلة بعد ليلة * * * وقد عشت دهرا لا أعدّ اللياليا
    ________________________________________
    ألم تعلمي يا عذبـة المـاء أنني * * * أظلّ إذا لم أُسقَ مـاءك صاديا
    وودت على حبّي الحيـاة لو أنّها * * * يزاد لها في عمرها من حياتيا
    فما زادني الواشـون إلا صبابـة * * * ولا زادني النّاهون إلا تماديـا
    وقالـوا بـه داء عيـاء أصابـه * * * وقد علمت نفسي مكان دوائيا
    هي السّحـر إلا أنّ للسّحـر رقية * * * وإنّي لا ألفي لها الدّهـر راقيا
    أحبّ من الأسماء ما وافق اسمها * * * وأشبهه أو كان منـه مدانيـا

    ________________________________________
    ________________________________________
    محمد لعضمات :lol:
يعمل...