"كيف ينطق الأطفال"- قصيدة للزميل رامي الابراهيم، من الموقع السابق

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • RaedHabash
    عضو رسمي
    • May 2006
    • 280

    "كيف ينطق الأطفال"- قصيدة للزميل رامي الابراهيم، من الموقع السابق

    كيف ينطق
    الأطفال



    يرسمون مدفأة قرب خد البيت
    يبين منها:
    دفؤها
    رائحة الخبز الشهي
    تنبيه أهاليهم بألا يقربوا
    وأن يحذروا حرارتها كثيراً
    و يبين منها:
    احتفالهم فيها
    .... .... ....
    يرسم الأطفال أزهاراً
    تعجز المزهريات أن تخفي:
    سيقاناً و أطرافاً لها
    يرسمونها على الحرف
    عرضة للسقوط
    رغم توصيات الأساتذة
    بوضعها
    _ كما يشاء المنطق _
    وسط الطاولة
    .... .... ....
    منطق الأطفال نهر
    يخرج من ضفاف البيت
    تفرشه الأسماك سريراً
    تتمطى فيه..
    تمله..
    تسبح فوقه في الهواء
    و ترفض أن تخفيها لجة الماء
    عن أنظار الصغار
    .... .... ....
    يرسم الأطفال مديرهم
    أكبر من باقي الاساتذة
    .... .... ....
    يرسم الأطفال خوفهم
    أشواقهم..
    ويودعون المخدات أفكارهم
    يحشوها بها
    ويرسلون خدودهم للريح تلفحها...
    .... .... ....
    لا يصدق الأطفال
    أن من الممكن لأمهم
    أن تكبر والدهم بشهر
    أو حتى بيوم
    يكذب الاطفال
    وفي كذباتهم
    رنين الصدق
    .... .... ....
    يكبر الأطفال في شجرٍ
    يزرعون الموج من عجزٍ
    و من شغفٍ
    يزرعون الموج
    بالأمل المجنح
    .... .... ....
    رمت بالتعلق أقاويلنا صغار النوق
    كنا نريدها نوقاً
    نعلق نحن عليها
    و تقلنا إلى حيث نفترش الصحارى
    .... .... ....
    يكبر الأطفال في شجرٍ
    يورقون بالأمل المجنح
    يرسمون الشمس قرب بابهم
    تحت شباكهم
    الغيم من مدافئهم تشكل
    و الماء من عرق والدهم أو من بكاء أمهاتهم
    أو من
    تقطرهم فوق البساط
    وفي
    أفيائها الدنيا الرحيبة
    .... .... ....
    يسكت الأطفال من خوفٍ
    يصرخ الأطفال من ألمٍ
    يركض الأطفال من ثقةٍ بالطريق و من
    إيمانٍ أنه يفضي
    لا يهم إلام...
    مهمٌ.. أنه يفضي
    .... .... ....
    نحن أفضيناه من كل ما يفضي إليه...
    و عدنا
    نقشر الأيام عن تاريخها
    كي نصل نحن إلى
    لب الوصول
    وصوليين كنا
    وكنا
    نذروهم أطفالنا في البلاد
    يفترشون رغائبهم صغاراً
    و ينتعلون
    خف أهليهم إذا كبروا قليلاً..
    و يسيرون
    في دربٍ يجردهم من
    طفولتهم
    و من أحلامهم
    طوعاً
    و من
    عذوبتهم
    .... .... ....

    يتقاطرون على الدنيا
    و كل منهم
    مشروع نبيٍ
    فكيف تغتال مدائننا صحاريها
    وكيف
    تقتات صحارينا مدائنها
    وكيف "نبي" من طفولته
    يفطم على النسيان
    وعلى الإتيان
    فقط
    بكل ما يرضي
    .... .... ....
    طفولتي بحرٌ يفاجئني
    بعالي موجه العالي
    و يدعوني
    لأغطس فيه
    أغرق فيه
    وأن أتذكر آخر عهدي بوعد قطعته على نفسي
    و عقد مع المدائن أن أزورها كلها
    و مع الصحاري
    ومع اللوحات أن أحيا وإياها
    ومع الفقراء أن
    أعيش لهم..
    مع الأصدقاء ألا أجور عليهم
    ومع الدنيا أن لا أكون إلا وفياً لها
    .... .... ....
    يكبر الأطفال في شجر
    وعلى مطرٍ يصعدون ويهبطون
    يزرعون الموج من عجزٍ ومن شغفٍ
    يأتون كما قيثارة في الليل تأتي بلحنٍ
    غامق النغمات
    فاتح الهمسات
    منتعلٌ
    رهافتها
    نعل الأبوة جاهزٌ
    كعب الأمومة جاهزٌ
    سقف المدينة واطئٌ
    إني حزين
    ...
    يسكن الأطفال في قلبي
    وفي قلب حبيبتي أيضاً
    رغم أنا قد تعاهدنا ألا يكون أطفالٌ لنا
    لا لشيءٍ
    غير أني
    لست أجرؤ
    و لست أصلح أبداً
    لهذا
    .... .... ....
    يسكن الأطفال في شجرٍ
    وعلى مطرٍ يصعدون ويهبطون
    يرسمون الشمس قرب
    بابهم
    تحت شباكهم
    يزرعون الموج من عجزٍ ومن
    شغفٍ
    تأتي بهم قيثارة الليل
    وعلى ضجيج طبولنا
    وصراخنا الهمجي
    يهجرون هم طفولتهم
    و يذهبون.
    مهندس/ رائد حبش
    mobile: 0021374323046 Algeria
يعمل...