عبدالرحمن السليمان
شاركت: 15 فبراير 2006
نشرات: 717
المكان: بلجيكا
ارسل: الاثنين ابريل 17, 2006 2:11 pm موضوع الرسالة: الشاعر بدرالدين الحامد ـ في حفلة لملجأ الأيتام
ــــــــــــــــــــــــــ
قصيدة للشاعر الحموي الراحل بدرالدين الحامد يصف فيها تفاني المحسنين في القيام على الأيتام ـ وقد بنوا ملجأ كبيرا للأيتام في حماة وفر له المحسنون من الخيرات ما قد لا يتوفر لذوي الآباء من الأبناء ـ ويثني عليهم:
في حفلة لملجأ الأيتام
عهدَ الصباء سقتْكَ الدمعَ أجفاني
كم لذّ فيك الهوى للمُغرم العاني
ودّعتُ بعدكَ أحلامي وقد صَفِرتْ
مراتعُ اللهو من راحي وريحاني
بالأمس كنتُ كما شاء الهوى غَرِداً
الشعرُ شعريَ والميدان ميداني
بين الصبا والهوى كم موقفٍ خطرتْ
فيه الكواعبُ من نظمي وألحاني
علقتُ باللهو حتى كاد يصرفني
والكأسُ تعرف ما أُخفي، ونُدماني
لي في الشباب لُباناتٌ كلفتُ بها
لا ردّها الله كانت حِملَ خُسْران
ماذا أقول، وقلبي جلّ خالقهُ،
قلبٌ بساح التصابي، عارمٌ جاني
لا تعذلوني فقلبُ الشاعر اختلفتْ
أهواؤه بين تَهيامٍ وسِلوان
أنا الفَراشة والنيرانُ من وطري
فرحمةً لفراش بين نيران
والعمرُ أوّلُ شطر منه مبتسمٌ
لكنه قاتمٌ في شطره الثاني
يا ملعبَ الظبي لا زالت منعّمةً
أكنافك الخضر بين الرند والبان
ويا لياليَنا اللاتي صفونَ لنا
لكُنَّ منّيَ تَذكاري وتَحناني
قد كان عيشٌ لنا حلوٌ ومرَّ كما
يمرّ في حلبة الدنيا الجديدان
أصبحتُ من بعد آثامي وما عملتْ
يدايَ رائدَ إحسان وغفران
نفضتُ كفّيَ من صحبي وإخواني
وعدتُ أدراجَ لهوي غيرَ ندمان
أعود وهناً إلى الذكرى فيُرمضني
أني اتّبعتُ غواياتي وشيطاني
بالله يا نزعاتِ الشوق في كبدي
إلى اللبانات من صحبي وأخداني
كفى فإن الهوى المعسولَ فارقني
وأنكرتني الغواني منذ أزمان
لم يبقَ لي من رسيس الحب غيرُ منىً
في لفتة الظبي أو في ثغره القاني
مرّتْ عليَّ حياةٌ كلما ذُكرتْ
ألوتْ بروحي وعاقت فيضَ تبياني
واليتمُ أصعب ما لاقيتُ من مِحنٍ
إن اليتيم لهيفٌ نِضوُ أشجان
كم بتُّ في حالك من ليلهِ قَلِقاً
في مضجعي وعيونُ الليل ترعاني
وشمعتي في ظلام الليل تؤنسني
والدهر من كيده ما كان ينساني
في ريّقِ العمر والأحلامُ باسمةٌ
يُفرّق اليتمُ أنصاري وأعواني
ما لي على ما أعاني مَن يشاركني
ذكراً بذكر ونسياناً بنسيان
قضيتُ فجرَ الصبا بالبؤس متّشحاً
مُقسَّما بين آلام وأحزان
من لم يذق طعمَ هذا اليتم في صِغَرٍ
لم يدرِ منه، مريرَ السهد، جفنان
هذي الليالي التي مرّتْ على ألمٍ
قضيتُها بين تفكير وإمعان
والآنَ أحمدُ أيامي التي سلفتْ
فقد صقلتُ بها عقلي ووجداني
يا ملجأً شاده الإخلاصُ فانتظمتْ
فيه اليتامى رياحيناً ببستان
مثلَ العصافير تأوي في المساء إلى
أعشاشها بين تغريد وإرنان
كلٌّ له مرقدٌ في الوُكْن يحرسهُ
من كل شهم، حميد الفعل، عينان
كأنهم ومريرُ اليتم يجمعهم
من نعمة الله في جنّات رضوان
يا روضةً في ربا العاصي مزيّنةً
بكل غصن من الإخلاص فَيْنان
مرّتْ عليكِ أعاصيرُ الحياة على
ظُلم من الدهر في سِرٍّ وإعلان
لولا يدُ الله في الوادي ورحمتهِ
مال الزمانُ بآساس وأركان
المحسنون بحمد الله جمهرةٌ
يبنون للحق لا للباطل الفاني
والمخلصون يحفّون البناءَ بما
يُعليه من زخزف باقٍ وإتقان
هذا هو العمل المحمودُ عاقبةً
يبني الفخارَ على صدق وإيمان
من: «ديوان بدرالدين الحامد»، ج2، منقول عن:
http://www.albabtainpoeticprize.org/PoemDetails.aspx?pmId=1195&ptId=644
شاركت: 15 فبراير 2006
نشرات: 717
المكان: بلجيكا
ارسل: الاثنين ابريل 17, 2006 2:11 pm موضوع الرسالة: الشاعر بدرالدين الحامد ـ في حفلة لملجأ الأيتام
ــــــــــــــــــــــــــ
قصيدة للشاعر الحموي الراحل بدرالدين الحامد يصف فيها تفاني المحسنين في القيام على الأيتام ـ وقد بنوا ملجأ كبيرا للأيتام في حماة وفر له المحسنون من الخيرات ما قد لا يتوفر لذوي الآباء من الأبناء ـ ويثني عليهم:
في حفلة لملجأ الأيتام
عهدَ الصباء سقتْكَ الدمعَ أجفاني
كم لذّ فيك الهوى للمُغرم العاني
ودّعتُ بعدكَ أحلامي وقد صَفِرتْ
مراتعُ اللهو من راحي وريحاني
بالأمس كنتُ كما شاء الهوى غَرِداً
الشعرُ شعريَ والميدان ميداني
بين الصبا والهوى كم موقفٍ خطرتْ
فيه الكواعبُ من نظمي وألحاني
علقتُ باللهو حتى كاد يصرفني
والكأسُ تعرف ما أُخفي، ونُدماني
لي في الشباب لُباناتٌ كلفتُ بها
لا ردّها الله كانت حِملَ خُسْران
ماذا أقول، وقلبي جلّ خالقهُ،
قلبٌ بساح التصابي، عارمٌ جاني
لا تعذلوني فقلبُ الشاعر اختلفتْ
أهواؤه بين تَهيامٍ وسِلوان
أنا الفَراشة والنيرانُ من وطري
فرحمةً لفراش بين نيران
والعمرُ أوّلُ شطر منه مبتسمٌ
لكنه قاتمٌ في شطره الثاني
يا ملعبَ الظبي لا زالت منعّمةً
أكنافك الخضر بين الرند والبان
ويا لياليَنا اللاتي صفونَ لنا
لكُنَّ منّيَ تَذكاري وتَحناني
قد كان عيشٌ لنا حلوٌ ومرَّ كما
يمرّ في حلبة الدنيا الجديدان
أصبحتُ من بعد آثامي وما عملتْ
يدايَ رائدَ إحسان وغفران
نفضتُ كفّيَ من صحبي وإخواني
وعدتُ أدراجَ لهوي غيرَ ندمان
أعود وهناً إلى الذكرى فيُرمضني
أني اتّبعتُ غواياتي وشيطاني
بالله يا نزعاتِ الشوق في كبدي
إلى اللبانات من صحبي وأخداني
كفى فإن الهوى المعسولَ فارقني
وأنكرتني الغواني منذ أزمان
لم يبقَ لي من رسيس الحب غيرُ منىً
في لفتة الظبي أو في ثغره القاني
مرّتْ عليَّ حياةٌ كلما ذُكرتْ
ألوتْ بروحي وعاقت فيضَ تبياني
واليتمُ أصعب ما لاقيتُ من مِحنٍ
إن اليتيم لهيفٌ نِضوُ أشجان
كم بتُّ في حالك من ليلهِ قَلِقاً
في مضجعي وعيونُ الليل ترعاني
وشمعتي في ظلام الليل تؤنسني
والدهر من كيده ما كان ينساني
في ريّقِ العمر والأحلامُ باسمةٌ
يُفرّق اليتمُ أنصاري وأعواني
ما لي على ما أعاني مَن يشاركني
ذكراً بذكر ونسياناً بنسيان
قضيتُ فجرَ الصبا بالبؤس متّشحاً
مُقسَّما بين آلام وأحزان
من لم يذق طعمَ هذا اليتم في صِغَرٍ
لم يدرِ منه، مريرَ السهد، جفنان
هذي الليالي التي مرّتْ على ألمٍ
قضيتُها بين تفكير وإمعان
والآنَ أحمدُ أيامي التي سلفتْ
فقد صقلتُ بها عقلي ووجداني
يا ملجأً شاده الإخلاصُ فانتظمتْ
فيه اليتامى رياحيناً ببستان
مثلَ العصافير تأوي في المساء إلى
أعشاشها بين تغريد وإرنان
كلٌّ له مرقدٌ في الوُكْن يحرسهُ
من كل شهم، حميد الفعل، عينان
كأنهم ومريرُ اليتم يجمعهم
من نعمة الله في جنّات رضوان
يا روضةً في ربا العاصي مزيّنةً
بكل غصن من الإخلاص فَيْنان
مرّتْ عليكِ أعاصيرُ الحياة على
ظُلم من الدهر في سِرٍّ وإعلان
لولا يدُ الله في الوادي ورحمتهِ
مال الزمانُ بآساس وأركان
المحسنون بحمد الله جمهرةٌ
يبنون للحق لا للباطل الفاني
والمخلصون يحفّون البناءَ بما
يُعليه من زخزف باقٍ وإتقان
هذا هو العمل المحمودُ عاقبةً
يبني الفخارَ على صدق وإيمان
من: «ديوان بدرالدين الحامد»، ج2، منقول عن:
http://www.albabtainpoeticprize.org/PoemDetails.aspx?pmId=1195&ptId=644