[align=justify]
لأيام ونحن فى غرق التفتيش عن نجم شاعرنا " محمد حسين بزى " ، استهلك البحث قوتنا ، وبعدها دلتنا الظنون انه ربما هجر البيت، فتحققنا ؛ فعرفنا أن العلوم أخذته عن نفسه ، فأشفقنا وترحمنا على حال كان لنا مؤنس بطلعته .
راقبنا منازله ، فعرفنا أنه يمتنع عن السفور والظهور ، ولكن نادت الطيور بكشفه عن نقاب ، بعدما فقد ملاذه وراح يفتش عنه بين حروف المنثور ، وراحت جريدة السفير اللبنانية تنشر هذا البوح ، فشرعنا بمحبتنا على كسر عزلته ومشاركته حنينه بوصلة حرف توحد آلام الأنا .[/align]
[align=center]
وعدتُ ملاكاً
هاربة ٌ تِلكَ الصُّوَرْ
من بوَّابةِ البَوحِ العتيقة ْ
لا تشغلُني عنْها كلُّ داناتِ(1) البحرِ
ولا ثرثراتِ الأزمنة ْ
ولا تُشعلُني آخرُ القبلاتْ
ولا رِضَابُها المَاسي
بوابة ُ البَوحِ شرّعتْ أسرارَها
ولا حقيبة َ
ولا خبزَ!
ولا أُسافرُ
ولا تُسافرْ ..
أنا.. سأَمكثُ هُنا
خلفَ الرِتاجْ
بين الدانةِ والقُبلة ْ
أحتقبُ الماضيْ مِنْ زَمَني
والفصولَ المنزوعةَ مِنْ حضنِ أُمي
وبعضَ خُبزِها القديمِ في كينونتي..
وقليلاً مِنْ دُعَاءْ
سأَبقى هُنا..
أنتظرُ مواسِمَ العَصْفِ
بين الشعرِ والحضنِ السَّماويْ..
أنتظرُ انبلاجَ الصُّفرةِ مِنْ لونِ الخريفْ
علها تحتضنُ بقايا زنبقةٍ مُسَافرة ْ
عبرَ الفصول.. حيثُ عُمْريَ الآخرْ..
عُمْريَ.. الذي أنتظرُهُ مُذ كنتُ كبيراً
أنا هُنا..
أحتطبُ للشتاءِ القادمِ بِضعَ ياقاتْ
أُدَثّرُ بها وجهَ السَّماءِ
الذي يُقابلُني بنورٍ باردْ..
سأَبقى هُنا..
أُمسكُ الغروبَ بينَ الشفقِ والماءْ
الفجرُ الجديدُ لا يُبشِّرُ بالوصولْ..
مِنْ هُنا..
سأُطلُّ على عُمري من شرفةِ الخريفْ
وأسعى بمسافةٍ فريدة ْ
لا تتعدى لحظةَ الياقةِ اليتيمة ْ
قد تنخلعُ البوابةُ فجأةً
ويعبرُ البوحُ بِلا مسافة ْ
بِلا قيامة ْ
وأنتشرُ هناكْ
حيثُ عُمري المنتظِرْ
في يقينِ أُمِّي
في عينِ أُمِّي
مِنْ كفَّيها نحو السَّماء ْ
يُطلُّ ربيعُ الملائِكْ
وتدلفُ مِنْ عيني منازلُ القَمَرْ
والزيتُ الأَزَليْ
يطفو على الشاطِئِ الأيمنْ
مِنْ سراجِ أُمِّي
مِنْ وَجْهِها المِشكاة ْ..
هُنا..
بحضنِ أُمِّي صلاةٌ لا تنقطِعْ:
سبحانُكَ ربِّي.. رجعتُ صغيراً
وعدتُ مَلاكاً بحُضِن أُمِّي.
.
.
محمد حسين بزى
[/align]
([align=right]1) مفردها دانة، وهي اللؤلؤة الكبيرة.[/align]
[align=justify][/align]
رابط النثرية بجريدة السفير :
لأيام ونحن فى غرق التفتيش عن نجم شاعرنا " محمد حسين بزى " ، استهلك البحث قوتنا ، وبعدها دلتنا الظنون انه ربما هجر البيت، فتحققنا ؛ فعرفنا أن العلوم أخذته عن نفسه ، فأشفقنا وترحمنا على حال كان لنا مؤنس بطلعته .
راقبنا منازله ، فعرفنا أنه يمتنع عن السفور والظهور ، ولكن نادت الطيور بكشفه عن نقاب ، بعدما فقد ملاذه وراح يفتش عنه بين حروف المنثور ، وراحت جريدة السفير اللبنانية تنشر هذا البوح ، فشرعنا بمحبتنا على كسر عزلته ومشاركته حنينه بوصلة حرف توحد آلام الأنا .[/align]
[align=center]
وعدتُ ملاكاً
هاربة ٌ تِلكَ الصُّوَرْ
من بوَّابةِ البَوحِ العتيقة ْ
لا تشغلُني عنْها كلُّ داناتِ(1) البحرِ
ولا ثرثراتِ الأزمنة ْ
ولا تُشعلُني آخرُ القبلاتْ
ولا رِضَابُها المَاسي
بوابة ُ البَوحِ شرّعتْ أسرارَها
ولا حقيبة َ
ولا خبزَ!
ولا أُسافرُ
ولا تُسافرْ ..
أنا.. سأَمكثُ هُنا
خلفَ الرِتاجْ
بين الدانةِ والقُبلة ْ
أحتقبُ الماضيْ مِنْ زَمَني
والفصولَ المنزوعةَ مِنْ حضنِ أُمي
وبعضَ خُبزِها القديمِ في كينونتي..
وقليلاً مِنْ دُعَاءْ
سأَبقى هُنا..
أنتظرُ مواسِمَ العَصْفِ
بين الشعرِ والحضنِ السَّماويْ..
أنتظرُ انبلاجَ الصُّفرةِ مِنْ لونِ الخريفْ
علها تحتضنُ بقايا زنبقةٍ مُسَافرة ْ
عبرَ الفصول.. حيثُ عُمْريَ الآخرْ..
عُمْريَ.. الذي أنتظرُهُ مُذ كنتُ كبيراً
أنا هُنا..
أحتطبُ للشتاءِ القادمِ بِضعَ ياقاتْ
أُدَثّرُ بها وجهَ السَّماءِ
الذي يُقابلُني بنورٍ باردْ..
سأَبقى هُنا..
أُمسكُ الغروبَ بينَ الشفقِ والماءْ
الفجرُ الجديدُ لا يُبشِّرُ بالوصولْ..
مِنْ هُنا..
سأُطلُّ على عُمري من شرفةِ الخريفْ
وأسعى بمسافةٍ فريدة ْ
لا تتعدى لحظةَ الياقةِ اليتيمة ْ
قد تنخلعُ البوابةُ فجأةً
ويعبرُ البوحُ بِلا مسافة ْ
بِلا قيامة ْ
وأنتشرُ هناكْ
حيثُ عُمري المنتظِرْ
في يقينِ أُمِّي
في عينِ أُمِّي
مِنْ كفَّيها نحو السَّماء ْ
يُطلُّ ربيعُ الملائِكْ
وتدلفُ مِنْ عيني منازلُ القَمَرْ
والزيتُ الأَزَليْ
يطفو على الشاطِئِ الأيمنْ
مِنْ سراجِ أُمِّي
مِنْ وَجْهِها المِشكاة ْ..
هُنا..
بحضنِ أُمِّي صلاةٌ لا تنقطِعْ:
سبحانُكَ ربِّي.. رجعتُ صغيراً
وعدتُ مَلاكاً بحُضِن أُمِّي.
.
.
محمد حسين بزى
[/align]
([align=right]1) مفردها دانة، وهي اللؤلؤة الكبيرة.[/align]
[align=justify][/align]
رابط النثرية بجريدة السفير :
تعليق