عرج بمنعرج البطاح سبيـــلا
قد راح من جعل القصيد صقيـلا<O

ذرفت عيونك يا معاذ دموعهــا<O

لما رأت سند الأنام سجيــــلا<O

ورأت وجوه الحاضرين كأنــها<O

زفرات مُسْيٍ لليدين مسيــــلا<O

بفريدها الأنصارُ أضحى مجدهـم<O

أعلى وأقوم في العلى تبجيـــلا<O

وغدت مطاياهم بفضل أبي العـلا<O

تَطْوِي الفيافيَ بكرة وأصيـــلا<O

وروت علومَهمُ بجامعة الهــدى<O

مولاي إسماعيلَ أقوم قيــــلا<O

ورأى جموعُهمُ بأرض مَكانــس<O

زيتونَها الشرقيَّ أعذبَ مِيـــلا<O


لكنَّ رحلته إلى الأخرى أتـــت<O

ببريدها حَزَنَ الشجون طويــلا<O

فبكى الخليلَ خليلُهُ بمرامــــه<O

وسحا عليه الدمعتين عويـــلا<O


بَكِّي الكريمَ الشهمَ أفضل من تـلا<O

بُحُرَ القصيد دموع جفنك طيــلا<O

جودي عليه بدمع منكِ منهمــر<O

قد كان أحمد في الخصال جليـلا<O

قد كن بدرا للأنــــام منوِّرا<O


كلَّ القلوب من السداد نهيـــلا<O

قد راح شمسٌ من شُموس بلادنا<O

وخلا لها البدرُ الشَّموس فتيـلا<O

قرم تألق في المَحارِب كلهــا<O

خلواته صلواتُ قربِك طيــلا<O

من رام علمك يا فريد حبوتــه<O

علم الأصول وفقهه تأصيــلا<O

أنهلته من جودك البركات مــا<O

يكفيه عمر العالمين نبيــــلا<O

من رام مجدك يا حميد خصالــه<O

أمِن المنونَ وريبَها تعويـــلا<O

رام الحميدَ كريمَ نفسٍ طيبـــا<O

من آل أنصار الرسول أصيـلا<O

قد كان فينا مجده متبركــــا<O

فمضى بمفرده الفريدُ رســولا<O

وسِعَ الكتابَ علومَه وفنونَـــه<O

سرَّ البحارِ، وفي الأعماق ترتيلا<O

قد لاحت العبراتُ نحو حبيبنــا<O

يا خير أفضلنا عُلىً ترفيـــلا<O

قم للفقيد ولحده بمقامـــــه<O

قم للفريد، ووفه تبجيـــــلا<O

وانهل دموعك، أسْبِلَنَّ على الذي<O

رباك تربية الهدى تنزيــــلا<O

رباك تربية القران بمجلـــس<O

فيها بدعوته الفيحاءِ تهليـــلا<O

عَلَمَ المغارب والمشارق كُلِّهـا<O

فقدته أمتنا فتــــى مسؤولا<O

علَّامة الغرب طُرًّا في محاسنه<O

جماعُ ألوية العلوم أصــولا<O

أهلُ القصيد تنادوها بأجمعهـم<O

قد راح من جعل القصيد صقيلا<O

قد راح من جعل الخصال حميدة<O

قد راح من جعل العلوم سبيـلا<O

قد راح من كان الكميَّ على الورى<O

قد راح من جلَّى الأمور كهيـلا<O

قد راح جودكَ يا فريد عليمَنـا<O

بكُّوا الفقيد وأسبِلوا تسبيـــلا<O

عجَّلتَ عنا يا فريدُ بمَلْحَـــدٍ<O

ومضيتَ عنا يا فريدُ سجيــلا<O

وقضيتَ نحبَكَ يا خليليَ، إننـي<O

أصبحت بعدك هائما وعليــلا<O

فلمن تركت المجد يا مجد الورى<O

قد نال منك الموت علَّك طِيـلا<O

أسبلتُ دمعيَ، والسيول تنهلـت<O

منها الذروف على الذقون هطيلا<O

رحم الإله قصائدا وروائعــا<O

من طيب قولك يا فريدُ طويـلا<O

أسلمت روحكَ للإله أعلهـــا<O

من حوض أحمد تنهيلا وتعليلا<O

وأظلها يوم القيامة ظلــــه<O

في يوم سبعتها الخلانَ تبجيـلا<O

وأمدها بالطيبات مع الألـــى<O

صحبوا الرسول وبتلوا تبتيـلا<O


وأجلها يوم الحساب بمجمــع<O

في ذلك اليوم يومِ الجمع تنويلا
مكناسة الزيتون في: ظهر يوم الأحد 20 ذي القعدة الحرام 1430هـ الموافق 08 تشرين الثاني 2009م عند ضريح الأخ الحبيب فريد الأنصاري أكرم الله مثواه<O
