صاحب الدار
شعر : د. جمال مرسي
مهداة بكل الحب للصديق المبدع د. أحمد الليثي
[poem=font="simplified arabic,6,,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]شعر : د. جمال مرسي
مهداة بكل الحب للصديق المبدع د. أحمد الليثي
مَا كَانَ مِن تَرَفٍ أُهدِيكَ أَشعَارِي=و لَيسَ مِن سَرَفٍ أُفضِي بِأَسرَارِي
لَكِنَّهُ الحُبُّ فِي اللهِ الذِي اْجتَمَعَت=عَلَيهِ و اْفتَرَقَت أَحلامُ أَخيَارِ
يَا صَاحِبَ الوُدِّ والمَعرُوفِ فِي زَمَنٍ=قَلَّ الودَادُ بِهِ فِي الأَهلِ و الجَارِ
كُلُّ الرَّوَافِدِ فِي أَسفَارِهَا نَبَعَت=مِن نُقطَةٍ سَبَحَت فِي نَهرِكَ الجَارِي
فَجَاءَنِي رَافِدٌ مِنهَا لِيَروِيَنِي=مِن بَعدِ أَن يَبِسَت فِي البِيدِ أَزهَارِي
يَا أَيُّهَا القَمَرُ الإِنسِيُّ مُتَّقِداً=ضَوَّأتَ فِي ظُلمَةِ اللَّيلاتِ أَقمَارِي
و امتَدَّ ضَوؤُكَ فِي ظَلمَاءِ قَافِيَتِي=فَأَقبَلَت شَغَفاً مِن بَعدِ إِدبَارِ
دَانَ القَصِيدُ بِفَضلٍ أَنتَ صَاحِبُهُ=فَعُدتُ للشِّعرِ أَزهُو بَينَ سُمَّارِي
أُنَمِّقُ الحَرفُ بَعدَ الحَرفِ ، أَزرَعُهُ=وَرداً بِرَوضَةِ نَيْسَانٍ و آيَارِ
و أَجتَنِي مِن ثِمَارِ الحُبِّ أَينَعَهَا=كَي مَا أُقَدِّمُهَا فِي صَحنِ أَفكَارِي
هِيَ القِرَى لِحَبِيبٍ قَرَّ فِي خَلَدِي=مَا كَانَ ضَيفاً و لَكِنْ صَاحِبُ الدَّارِ
لَيثٌ يَذُودُ عَنِ الفُصحَى و هَيْبَتِهَا=غَيثٌ تَقَاطَرَ فِي جَدبٍ و إِقفَارِ
بَحرٌ مِن العِلمِ لا يُفتِيكَ مِن عَبَثٍ=لَكِن أَدِلَّتُهُ أُمَّاتُ أَسفَارِ
أَنعِم بِمَن زَادَ بِالقُرآَنِ مَنزِلَةً=و بَالحَدِيثِ سَمَا كَالكَوكَبِ السَّارِي
رَطبُ اللِّسَانِ بِذِكرِ اللهِ ، جَنَّتُهُ=أَزهَارُهَا قُطِفَتْ مِن غُصنِ أَذكَارِ
فِي قَلبِهِ وَقَرَت مِصرُ الَّتِي سَطَعَت=كَالشَّمسِ فِي حَفلِ نَجْمَاتٍ و أَقمَارِ
بَعدَ الثَّلاثِينَ مِن ظُلمٍ و مِن ظُلَمٍ=تَطَهَّرَ النِّيلُ مِن غَدرٍ و غَدَّارِ
الشَّعبُ أَعلَنَ فِي المَيْدَانِ ثَورَتَهُ=فَحَقَّقَ النَّصرَ فِي عَزمٍ و إِصرَارِ
عَلَت حَنَاجِرُ شَعبٍ طَالَمَا خَفَتَت=و سَافَرَ اللَّحنُ فِي أَصوَاتِ ثُوَّارِ
فَأَنجَبَ الثَّورَةَ البَيضَاءَ مِن رَحِمٍ=كَانَت تَضِنُّ بِأَفرَاحٍ و أَنوَارِ
يا صَاحِبِي جِئتُ والأَحدَاثُ فِي وَطَنِي=لَمَّا تَزَلْ كَصَبِيبِ الزَّيتِ فِي النَّارِ
في كل يوم لها ريح تبعثرها=على البلادِ رماداً دون إنذارِ
هَذِي الشَّآمُ ، و ذِي لِبيَا ، و ذِي يَمَنٌ=عَلَى شَفَا جُرُفٍ..يَا صَاحِبِي..هَارِ
مَا بَينَ قَبضَةِ جَلاَّدٍ و حَاشِيَةٍ=و بَينَ نَسمَةِ تَغيِيِرٍ و إِعصَارِ
يَكَادُ يَقتَلِعُ الدُّنيَا إِذَا سَبَحَت=سَفِينَةُ الشَّعبِ يَوماً عَكسَ تَيَّارِ
سَأَلتُ نَفسِيَ هَل أَضحَت عُرُوبَتُنَا= نَهباً لكَامِلِ أَوصَافٍ و جَبَّارِ
تَلَطَّخَت بِدِمَاءِ الأَبرِيَا يَدُهُ=فَاغتَالَتِ الحُلمَ في جَهرٍ و إِسرَارِ
تَهوِي عَلَى رَأسِ مَظلُومٍ هرَاوَتُهَا=و لِلعَدُوِّ فَلَم تُرفَع بِبَتَّارِ
تَزَاحَمَت حُرَقِي..يَا صَاحِ..فِي وَرَقِى=و لَم أَشَأْ شَرَراً يَسرِي بِأَشعَارِي
لَكِنَّهُ النَّزفُ فِي الأَحشَاءِ يَفرِضُهُ=هَمٌّ بِمَوضِعِ تَعظِيمٍ و إِكبَارِ
فَالعُذرُ مِنكَ إِذَا أَطلَقْتُهُ بَدَداً=فَقَد عَرَفتُكَ أَغصَاناً لأَطيَارِي
تَحنُو عَليْهَا إِذَا مَا الحُزنُ شَتَّتَها=و تَضبِطُ اللَّحنَ فِي أَوتَارِ قِيثَارِي[/poem]
تعليق