يا شاااام
[align=center]شعر : د. جمال مرسي[/align]
[poem=font="simplified arabic,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عَلَى غُصنِكِ المَذبُوحِ نَاحَ الحَمَامُ=و فِي نَهرِكِ المَسفُوحِ ضَجَّ الحِمَامُ
و فِي الجَامِعِ المَكلُومِِ صَاحَ أُمَيَّةٌ :=سَلامٌ عَلَى عَينَيكِ مِنِّي ، سَلامُ
كَأَنِّي و قَد شَقَّ المَسَافَاتِ صَوتُهُ=صَرِيعُ هَوَىً ، لَمَّا يَزُرْهُ غَرَامُ
و لَكِنَّمَا اْلأَقدَارُ أَلقَتْ شِرَاعَهُ =عَلَى شَطِّهَا الغَافِي ، فَكَيفَ يُلامُ ؟!
هِيَ الشَّامُ نِبرَاسُ الحَضَارَةِ والهُدَى=لَهَا مِن دِمَائِي مَوْثِقٌ و ذِمَامُ
جَرَى النِّيِلُ مُشتَاقاً لَهَا تَحتَ أَضلُعِي=فَكَانَ لَهُ فِي مُقلَتَيهَا مُقَامُ
فَإِمَّا بَكَت مِن جُرحِهَا ، أَجَّ دَمعُهُ=و إِمَّا بَكَى ، فَالدَّمعُ فِيهَا ضِرَامُ
و إِن عَزَفَت "بِنتُ المُعِزِّ" لُحُونَهَا=فَفِي " جِلَّقَ " العَذرَاءِ مَالَ الخُزَامُ
و تَحنُو عَلَى" بَنيَاسَ " "أَسوَانُ" إِن كَبَت=و تَصبُو إِلَى"الإِسْكَندَرِيَّةِ" "شَامُ"
فَيَا شَامُ مَا لِي أُبصِرُ اليَومَ فِتنَةً=يَبَشُّ لَهَا .. و هْوَ الظَّلُومُ .. ظَلامُ
أَرَاهَا مُدَىً فِي إِثْرِهَا غُرِسَتْ مُدَى=بِظَهرِ المَدَى قَد أَتبَعَتْهَا سِهَامُ
فَسَالَت دِمَاءُ الزَّهرِ ، و هْيَ بَرِيئَةٌ=و مَاتَ عَلَى ثَغرِ اللُّغَاتِ كَلامُ
و غَابَت شُمُوسُ الصُّبحِ فَاختَنَقَ الضُّحَى=و وَارَى نُجُومَ اللَّيلِ عَنَّا غَمَامُ
فَهَل عَادَ أَمسٌ مِن "حَمَاةَ " ، يَسُوقُهُ=بِذَاتِ العَصَا لِلمَوتِ مَوتٌ زُؤَامُ ؟
و يَلبَسُ فِي " دَرعَا " رِدَاءً مُفَصَّلاً=عَلَى قَدرِهَا حَاكَتهُ ظُلماً لِئَامُ
خَلِيلَيَّ : إِنِّي قَد سَئِمتُ وُقُوفَنَا=عَلَى طَلَلٍ فِيهِ السُّكُوتُ حَرَامُ
قِفَا أَنتُمَا مَا شِئتُمَا ، لا تُحَرِّكَا=لِسَاناً ، و نَامَا و الجُمُوعُ قِيَامُ
و لَو أَضحَتِ الدُّنيَا جَحِيماً ، فَغَرِّدَا=بَعِيدَيْنِ عَن سِربٍ قَلاهُ نِظَامُ
فَأَرسَلَ عِقبَاناً تُقَوِّضُ عُشَّهُ=و دَكَّ عَلَيهِ الغُصنَ ، فَهْوَ حُطَامُ
و أَمَّا أَنَا ، فَلتَترُكَا لِي حَبِيبَتِي=فَمَا كُنتُ بِالمَسلُوبِ حِينَ تُضَامُ
هِيَ النِّيلُ صَلَّى فِي عُرُوقِي مُيَمِّماً=إلى " بَرَدى " وَجهاً و قَلبِي إِمَامُ
و شِعرِي تَرَاتِيلُ المُتَيَّمِ بِالضُّحَى=و فِي الحَقِّ..إِنْ عَزَّ الكَهَامُ..حُسَامُ
أَذُودُ بِهِ عَن عَيْنِهَا لَو يَمَسُّهَا=قَذَىً ، أَو يُجَافِيِهَا بِلَيْلٍ مَنَامُ
فَيَا شَامُ تِيهِي فِي رُبَاكِ ، فَإِنَّنِي=عَلَى العَهدِ بَاقٍ ، فِي فُؤَادِي هُيَامُ
غَداً أَلفُ " تَحرِيرٍ " تُشِعُّ شُموسُهَا=عَلَى "الغُوطَةِ" الفَيحَا، و يَخبُو ظَلامُ
فَأَلقَاكِ و الدُّنيَا رَبِيعٌ مُعَطَّرٌ=و أَنتِ عَلَى صَدرِ الرَّبِيعِ وِسَامُ[/poem]
[align=right]*الكَهَام : الرجل الذي يتباطأ عن النصرة و هي أيضا من أسماء السيف[/align]