الميلاد بعد الخمسين .. أحياناً
شعر : د. جمال مرسي
"كتبت الأبيات الأولى من هذه القصيدة في عز احتدام الثورة المصرية
( 25/1/2011م ـ 11/2/2011م ) .. و صادفت ذكرى ميلادى فلم أستطع أن أحتفل به
و لا أن أتم القصيدة إلى أن منّ الله عليّ بتكملتها قبل يومين فقط "
( 25/1/2011م ـ 11/2/2011م ) .. و صادفت ذكرى ميلادى فلم أستطع أن أحتفل به
و لا أن أتم القصيدة إلى أن منّ الله عليّ بتكملتها قبل يومين فقط "
[poem=font="simplified arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ثَورَةُ النُّورِ أَشرَقَت فِي وَرِيدِي =و أَشَعَّت فِي خَافِقِي يَومَ عِيدِي
بَعدَ غَيمٍ وَارَى الضِّيَاءَ و أَخفَى=دِفئَهَا ، جَاءَت كَي تُذِيبَ جَلِيدِي
فَتَغَنَّت مِلءَ الضُّلُوعِ طُيُورِي=و اْرتَوَت رَوضَتِي و فَاحَت وُرُودِي
مَرَّ عُمرٌ ، حَسِبْتُهُ ضَاعَ مِنِّي= دُونَ بُشرَى تَخُطُّ شَكلَ وُجُودِي
و كَأَنَّ الَّذِي مَضَى مِن حَيَاتِي=كَانَ صِفراً عَلَى شِمَالِ قَصِيدِي
كَانَ لا شَيءَ قَبلَ أَن تَتَهَادَى=فِي المَجَرَّاتِ شَمسُ هَذَا الوَلِيدِ
كَانَ غَيْباً فِي ظُلمَةِ الرَّحْمِ يَحيَا =مُنذُ خَمسِينَ فِي صِرَاعٍ شَدِيدِ
فَأَتَى لِلحَيَاةِ مِن بَعدِ لأْيٍ= لِيَرَى النُّورَ بَعد لَيلٍ بَلِيدِ
جَاءَ و البِشْرُ سُبحَةٌ فِي يَدَيهِ=بِشُمُوعٍ و زَهرَةٍ و نَشِيدِ
جَاءَ كَالنِّيلِ فَارِساً عَرَبِيّاً=يَتَبَاهَى فِي حُسنِهِ المَعهُودِ
يَحضُنُ النَّخلَ فِي شَوَاطِئِ سِينَا=و يَبُوسُ الثَّرَى بِأَقصَى الصَّعِيدِ
و كَأَنِّي بِهِ يُرَشرِشُ عِطراً=فِي المَيَادِينِ فَوقَ هَامِ الحُشُودِ
يَرفَعُ الصَّوتَ مِثلَهُم و يُنَادِي :=يَا بِلادِي : قَد آنَ لِي أَن تَعُودِي
يَا بِلادِي : أَوحَشتِنِي ، فَدَعِينِي=أَرْضَعِ الحُبَّ مِن لَمَاكِ ، و جُودِي
طِفلُكِ الغَضُّ طَائِرٌ دُونَ رِيشٍ =أَو جَنَاحٍ ، أَلقَوْهُ خَلفَ الحُدُودِ
غَرَّبُوهُ ، و الرِّيحُ كَالذِّئبِ تَعوِي=يَا لَرِيحٍ كَادَت بِطِفلِكِ تُودِي
فَاْحتَوِيهِ ..يَا أُمَّهُ .. و اْمنَحِيهِ=فِي رُبَاكِ الأَمَانَ بَعدَ صُدُودِ
و إِذَا مَاتَ عَاشِقاً فَاْجعَليهِ=فِي كِتَابِ الوَفَاءِ سَطرَ خُلُودِ
صَرخَةٌ دَوَّتْ فِي مَيَادِينِ عُمرِي=فَأَصَاخَت لَهَا مَسَامِعُ عِيدِي
غَيَّرَت وَجهَ الأَرضِ بَعدَ بَوَارٍ=فَاْرتَدَت مِصرُ ثَوبَ عَهدٍ جَدِيدِ
رَدَّدَ الشَّعبُ فِي " يَنَايِرَ " لَحناً =صَادِقَ النَّبْضِ ، مُرعِباً كَالرُّعُودِ
قَالَهَا ، فَلتَرحَلْ و ذُقْ مُرَّ كَأسٍ=جَرَّعَتْنَا يَدَاكَ مُنذُ عُقُودِ
كُنتَ تَحيَا مُنَعَّماً فِي قُصُورٍ=لا تُبَالِي بِجَائِعٍ أَو شَرِيدِ
و إِذَا مَا ثَارَت عَلَيكَ جُمُوعٌ=رَدَّ " هَامَانُ " بِاللَّظَى و الحَدِيدِ
كُنتَ تُصغِي إِلَى بِطَانِةِ سُوءٍ=كُنتَ تَنأَى عَن نُصحِ كُلِّ رَشِيدِ
فَنَمَت بَذْرَةُ الفَسَادِ ، و حَادَت=خُطوَةُ الحَقِّ عَن طَرِيقِ الجُدُودِ
الثَّلاثُونَ شَاهِدَاتٌ عَلَى مَا=ذَاقَهُ الشَّعبُ فِي لَيَالٍ سُودِ
و الحَضَارَاتُ سَجَّلَت فِي كِتابٍ =أَنَّنَا لا نَرضَى بِذُلِّ القُيُودِ
جَيشُنَا و الشَّعبُ العَظِيمُ كِيَانٌ=مُشرَئِبٌ فِي وَجهِ كُلِّ حَقُودِ
لَيسَ لِلفِتنَةِ العَقِيمَةِ بَابٌ=يَنفُذُ الكُرهُ عَبرَهُ لِلجُنُودِ
يَشهَدُ "التَّحرِيرُ" اْرتِقَاءَ سُلُوكٍ=عَبقَرِيٍّ فِي وَصفِهِ ، مَشهُودِ
قَالَهَا الشَّعبُ لِلظَّلُومِ : كَفَانَا=مَا لَقِينَا فِي عَهدِكَ المَوْؤُودِ
دَعْ لَنَا مِصرَ و اْرتَحِلْ عَن ثَرَاهَا=مَالَكَ اليَومَ عِندَنَا مِن رَصِيدِ
ذَا حَصَادُ الأَمسِ الَّذِي مِن دِمَانا=قَد تَرَوَّى ، فَذُقْ مُرارَ الحَصِيدِ
لَم نَكُن أَهلاً لِلشَّمَاتَةِ ، لَكِنْ =هُوَ عَدلُ المُهَيْمِنِ المَعبُودِ
إِنَّهُ الحَقُّ عَاد مِن بَعدِ ظُلمٍ=و أَشَعَّت شُمُوسُهُ فِي الوُجُودِ
فَطَوَى النِّيلُ صَفحَةً مِن سَوَادٍ=و مَضَى فِي طَرِيقِهِ المَعهُودِ
يَتَبَاهَى ، و كَيفَ لا يَتبَاهَي=بِشَبَابٍ مُكَافِحٍ صِندِيدِ
سَاقَ لِلنَّصرِ أَلفَ أَلفِ جَرِيحٍ=و لأَجلِ الخُلودِ أَلفَ شَهِيدِ
فَغَدَت مِصرُ بَينَ كُلِّ ذَوِيها=دُرَّةَ التَّاجِ ، نَجمُها فِي صُعودِ
لَيسَ يَثنِيهِِ عَن بُلُوغِ مُرَادٍ=حُجُبٌ أَو غَيمٌ بِدَربِ السُّعُودِ
فَاْصدَحِي اليَومَ يَا "رَبَابُ "و غَنِّي=و أَعِيدِي اللَّحنَ الشَّجيَّ لِعُودِي
أَوْقِدِي لِي فِي القَلبِ شَمعَةَ وَجدٍ = و اْرفَعِي رَايَاتِ الشُّمُوخِ بِعِيدِي
و دَعِينِي مِن بَعدِ خَمسِينَ قَهراً=أُعلِنِ الآنَ مَولِدِي مِن جَدِيدِ[/poem]
تعليق