قصّتان مؤلمتان ،،،
**،،قال أبو أحمد ،،: كنتُ أمشي قبل وقت السحور أحملُ على ساعدي مصباحا ضئيلا وأطرق على الصفيحة ،،ليقوم الناس إلى سحورهم ،،تتعثّر قدميّ في الظلام يرتجّ المصباح في يدي وهي ترتعش بسبب البرد وبسبب شيخوختي ،،وحين آخذ من النا س أجري يوم العيد ،،يأتي ابني ويأخذ كلّ شيء ،،وأخفي شيئا من النقود لأنفق منها ويركلني بقدميه ويأخذ كلّ شيء ،،
،،،وأنا أسأل عنه الناس : كيف حاله ،،،،!1،،كلّما طالت غيبته ،،فقلبي هو المخطىء أم قلبه العاق !!
،،وتوسّط لي أحدهم لأعيش في ملجأ العجَزة ،،فقد كان أيّ مكان من الحجارة أرحم من قلب ولدي ،،فقام ابني إلى المحاكم يُطلب إخراجي ،وأنّه أحقّ من الملجأ بخدمتي وكسب رضاي ،،وفي طريق عودتنا ،قال لي وهو يركلني : تريد أن تهرب من العمل ،،،قلت : أيّ عمل ،،قال: تقعد ويتصدّق عليك الناس ،،،وحين آتيك ،،إيّاك أن تُخبِّىء من المال شيئا ،،،،وإلاّ ،،،،!! ،،
،،،،فمن أشدّ عذاباً ،،هذا الأب بإبنه ،،،أم ذاك العقيم بفقد ابنه،،!،،
،،وحين نسأل الله : لمَ تؤجّل عذاب هذا ،،،يقول: ليس في الدنيا عذاب ،،يطهّر ذنبه ،،،فأجلّتُ عذابه إلى أن يأتيني ،،،،،،ويبرز إليّ أنا الواحد القهّار ،،،لا فرق عندي بينه وبين الملوك الظالمين ،،،.
****،،قال: كنت أمشي مسرعا والمطر يتساقط بغزارة ،،عائدا الى البيت آخر الليل .،،أحلمُ بالمدفأة وكأس الشاي الساخن ،،وبينما أنا أحلمُ بالفراش والبيت رأيت ظلاً معتما أسفل عمود الكهرباء المضيء ،،المطر ينزل علية أكثر من باقي الأمكنة ،،!،،حدّقت فإذا هو فقير متجمد من البرد ،،!،،غارق في بؤس نفسه ينظر اليّ ،،بعينين لا تقولان شيئا ،،هما فتحتان في وجه متجمد ،،أحسُّ أنّه تجمّد منذ زمن بعيد ،،وما تزال تلك العينين تجولان كدودتين جائعتين ،،غارقتين في قاع نهر ،،،لا تقدران على الصعود إلى وجه الأرض ،،،،،لتريا العالَم السعيد ،،!!،
.
،،كيف قذفته الدنيا في قعر هذا الألم رغم أنّها مليئة بالثمار والدور والبساتين ،،،!! ،،ولماذا الدولة إذا لم تطعم وتُؤوي هذا !!،،لوعاش هذا في حياة الإنسان الأولى في المشاع ،،لوجد وهو يمشي بخط مستقيم كل متر شجرة ،،،!!،،ولو عاش مع العدل لوجد مأوى وخبزا ،،،،ولو كان جاره أخاً ما نام في المطر
.
،،قلتُ في نفسي : فأنا كنت أحثُّ الخُطا ،،أستطول الطريق وبيتي هناك ولي فيه مدفأة وفراش ،،فكيف يشعر من ليس له بيت وفراش ،،وهو بلا صديق ،،حميم ،، ،،حجر ملقى في الشارع ولكنه يحسّ ويشعر ،،!،،وهو قشّة في الأعاصيرإلى أن يُؤويه الله
.
،،قلتُ في نفسي وأنا أنظرُ اليه وهو يأكل ويشرب لأوّل مرّة منذ عهد بعيد ويضحك للمدفأة ،،كأنّه بُعث من قبر نفسه للتوّ ،، يتأمّل جنّة الطعام والدفء ،،ينظر اليّ ويغشاه القلق ،،،فهو يعلم أنّه في جنّتي أنا ،،وهو لا يثق بالإنسان ويظنّ أن ألقيه في المطر بعد حين ،،،ويتمنى أنّ الجنّة لله فالله لا يلقي أحدا في الألم ،،،
.
،،جلستُ جنبه وقلت له : ما أفعل لك ،،!!،،وأنت منقطع كما انقطع جدول ضاع في الصحراء ،،كيف يعود للبحر ،،!!،،فإذا انشغل عنك الأغنياء ،،فلا يبني بنيانك المتهالك إلاّ الله
.
،،أمّة ألقَتْ فقراءها في المطر ،،وتتكلّم كثيرا عن قداسة قانونها ،،هي أمّة كاذبة ،،فإنسان له بطن يجوع ،،حُقّ الطعام له ،،،والله يطعم خلقه ولكنّه يبتلينا ببعض ،، ليرى مانعمل ،،،لكي يبرز أهل الجنة إلى الجنّة ،،والظالمون الى الجحيم ،،!!
..
.
.
عبدالحليم الطيطي
**،،قال أبو أحمد ،،: كنتُ أمشي قبل وقت السحور أحملُ على ساعدي مصباحا ضئيلا وأطرق على الصفيحة ،،ليقوم الناس إلى سحورهم ،،تتعثّر قدميّ في الظلام يرتجّ المصباح في يدي وهي ترتعش بسبب البرد وبسبب شيخوختي ،،وحين آخذ من النا س أجري يوم العيد ،،يأتي ابني ويأخذ كلّ شيء ،،وأخفي شيئا من النقود لأنفق منها ويركلني بقدميه ويأخذ كلّ شيء ،،
،،،وأنا أسأل عنه الناس : كيف حاله ،،،،!1،،كلّما طالت غيبته ،،فقلبي هو المخطىء أم قلبه العاق !!
،،وتوسّط لي أحدهم لأعيش في ملجأ العجَزة ،،فقد كان أيّ مكان من الحجارة أرحم من قلب ولدي ،،فقام ابني إلى المحاكم يُطلب إخراجي ،وأنّه أحقّ من الملجأ بخدمتي وكسب رضاي ،،وفي طريق عودتنا ،قال لي وهو يركلني : تريد أن تهرب من العمل ،،،قلت : أيّ عمل ،،قال: تقعد ويتصدّق عليك الناس ،،،وحين آتيك ،،إيّاك أن تُخبِّىء من المال شيئا ،،،،وإلاّ ،،،،!! ،،
،،،،فمن أشدّ عذاباً ،،هذا الأب بإبنه ،،،أم ذاك العقيم بفقد ابنه،،!،،
،،وحين نسأل الله : لمَ تؤجّل عذاب هذا ،،،يقول: ليس في الدنيا عذاب ،،يطهّر ذنبه ،،،فأجلّتُ عذابه إلى أن يأتيني ،،،،،،ويبرز إليّ أنا الواحد القهّار ،،،لا فرق عندي بينه وبين الملوك الظالمين ،،،.
****،،قال: كنت أمشي مسرعا والمطر يتساقط بغزارة ،،عائدا الى البيت آخر الليل .،،أحلمُ بالمدفأة وكأس الشاي الساخن ،،وبينما أنا أحلمُ بالفراش والبيت رأيت ظلاً معتما أسفل عمود الكهرباء المضيء ،،المطر ينزل علية أكثر من باقي الأمكنة ،،!،،حدّقت فإذا هو فقير متجمد من البرد ،،!،،غارق في بؤس نفسه ينظر اليّ ،،بعينين لا تقولان شيئا ،،هما فتحتان في وجه متجمد ،،أحسُّ أنّه تجمّد منذ زمن بعيد ،،وما تزال تلك العينين تجولان كدودتين جائعتين ،،غارقتين في قاع نهر ،،،لا تقدران على الصعود إلى وجه الأرض ،،،،،لتريا العالَم السعيد ،،!!،
.
،،كيف قذفته الدنيا في قعر هذا الألم رغم أنّها مليئة بالثمار والدور والبساتين ،،،!! ،،ولماذا الدولة إذا لم تطعم وتُؤوي هذا !!،،لوعاش هذا في حياة الإنسان الأولى في المشاع ،،لوجد وهو يمشي بخط مستقيم كل متر شجرة ،،،!!،،ولو عاش مع العدل لوجد مأوى وخبزا ،،،،ولو كان جاره أخاً ما نام في المطر
.
،،قلتُ في نفسي : فأنا كنت أحثُّ الخُطا ،،أستطول الطريق وبيتي هناك ولي فيه مدفأة وفراش ،،فكيف يشعر من ليس له بيت وفراش ،،وهو بلا صديق ،،حميم ،، ،،حجر ملقى في الشارع ولكنه يحسّ ويشعر ،،!،،وهو قشّة في الأعاصيرإلى أن يُؤويه الله
.
،،قلتُ في نفسي وأنا أنظرُ اليه وهو يأكل ويشرب لأوّل مرّة منذ عهد بعيد ويضحك للمدفأة ،،كأنّه بُعث من قبر نفسه للتوّ ،، يتأمّل جنّة الطعام والدفء ،،ينظر اليّ ويغشاه القلق ،،،فهو يعلم أنّه في جنّتي أنا ،،وهو لا يثق بالإنسان ويظنّ أن ألقيه في المطر بعد حين ،،،ويتمنى أنّ الجنّة لله فالله لا يلقي أحدا في الألم ،،،
.
،،جلستُ جنبه وقلت له : ما أفعل لك ،،!!،،وأنت منقطع كما انقطع جدول ضاع في الصحراء ،،كيف يعود للبحر ،،!!،،فإذا انشغل عنك الأغنياء ،،فلا يبني بنيانك المتهالك إلاّ الله
.
،،أمّة ألقَتْ فقراءها في المطر ،،وتتكلّم كثيرا عن قداسة قانونها ،،هي أمّة كاذبة ،،فإنسان له بطن يجوع ،،حُقّ الطعام له ،،،والله يطعم خلقه ولكنّه يبتلينا ببعض ،، ليرى مانعمل ،،،لكي يبرز أهل الجنة إلى الجنّة ،،والظالمون الى الجحيم ،،!!
..
.
.
عبدالحليم الطيطي