أربع قصص قصيرة جداً
بقلم / مجدي جعفر
1- سـعاد حسـنى
أقسم الولد قائلاً : أن سعاد حسنى عندما تظهر على الشاشة - تلهيني عن المذاكرة وتشغلني عن كل شئ في الدنيا، تأسرني بعينيها الجميلتين ، وتجذبني بخفتها ورقتها ، تنثر زخات ضوءٍ تبدد مساحة العتمة ، وأظل أدور في مساحة جسمها الضئيل وملامحها الدقيقة ، غطت صورها حوائط غرفتي ، وأغلفة كتبي وكراريسي المدرسية ، وملأت فراغ قلبى، وشغلت تفكيري ، تتسلل إلى غرفتي في الليل تداعب أصابع البيانو ، تغمز لي بعينيها الجميلتين، تعزف وترقص وتغنى وتتشابك أيادينا وتتعانق عيوننا ، وتمضى بدلالٍ وغنج ، وفى الصباح أستيقظ وألعن نساء قريتنا البدينات وبناتها المسترجلات !!
2- دون كيشـوت
أقسم الولد قائلاً: أن المسافة بين الكلمة والفعل تزداد اتساعاً يوماً بعد يوم ،وأن الجملة الاسمية في اللغة العربية تأنقت ، وتألقت ، وتعطرت ، وتعملقت ، ولم نعرف من الأفعال غير أفعال الماضي وأفعال الأمر وقال :
- امتشقت سيفي ، وامتطيت صهوة جوادي ، وأقسمت لأضيقن المسافة وأمزقن الجملة الإسمية، وأبعث الحياة في الجملة الفعلية ، وأجعل الغلبة للفعل المضارع وأفعال الغد !!
- أغمدت سيفي في كتب التاريخ .. وفى دفاتر الشعراء .. في .. وفى .. وفى ،أحسست بأني" دون كيشوت " أبله ، أحارب طواحين الهواء، وارتد سيفي إلى نحري ، ووجدتني وحيداً منزوياً في زنزانة رطبة .
( 3 ) الخروج من الدائرة المغلقة
لما بشروا أبى بأنثى للمرة السادسة ، اسود وجهه ولم يوقد في بيتنا نار ولم أر الابتسامة تملأ وجهه إلا بعد أن وضعت أمي البطن السابع .... نحروا خرافاً وتيوساً ولم ينطفئ لنا موقد ....
في البيت وفى الكُتَّاب وفى السنوات القليلة التي أمضيتها في المدرسة لم أعرف غير أفعال الأمر وأكُفّاً غليظة محفورة على الخد .... فتملكني الخوف وسكنتني الطاعة .
( 4 ) عنــا ق
كانت لحظة اكتشاف مفاجئ ، رغم وقوع التجربة أمامي مرات ومرات .. وكأني أشاهدها لأول مرة .. ولا أدرى لماذا رحت أربط بين ما يقع أمام عينيّ وبين وقائع حياتي .. ولا أذيع سر إذا قلت أن الكتكوت كان أكثر جرأة وشجاعة .فلم يستسلم للقدر الذى دفنه في هذه الدائرة المغلقة .. نقراته في جدار البيضة تتصاعد شيئاً فشيئاً ، أحدث في جدار البيضة ثقباً
وثقبين ، تسلل إليه قليل من الضوء ، انتشى وهو يطل برأسه من النافذة التي أحدثها في جدار البيضة .. تصاعدت صرخاته ونقراته ، راح ينقر بعنف وشراسة ، امتلأ الجدار بالثقوب ، اهترأ ، وتهلهل ، وقفز فرحاناً منتشياً .
بقلم / مجدي جعفر
1- سـعاد حسـنى
أقسم الولد قائلاً : أن سعاد حسنى عندما تظهر على الشاشة - تلهيني عن المذاكرة وتشغلني عن كل شئ في الدنيا، تأسرني بعينيها الجميلتين ، وتجذبني بخفتها ورقتها ، تنثر زخات ضوءٍ تبدد مساحة العتمة ، وأظل أدور في مساحة جسمها الضئيل وملامحها الدقيقة ، غطت صورها حوائط غرفتي ، وأغلفة كتبي وكراريسي المدرسية ، وملأت فراغ قلبى، وشغلت تفكيري ، تتسلل إلى غرفتي في الليل تداعب أصابع البيانو ، تغمز لي بعينيها الجميلتين، تعزف وترقص وتغنى وتتشابك أيادينا وتتعانق عيوننا ، وتمضى بدلالٍ وغنج ، وفى الصباح أستيقظ وألعن نساء قريتنا البدينات وبناتها المسترجلات !!
2- دون كيشـوت
أقسم الولد قائلاً: أن المسافة بين الكلمة والفعل تزداد اتساعاً يوماً بعد يوم ،وأن الجملة الاسمية في اللغة العربية تأنقت ، وتألقت ، وتعطرت ، وتعملقت ، ولم نعرف من الأفعال غير أفعال الماضي وأفعال الأمر وقال :
- امتشقت سيفي ، وامتطيت صهوة جوادي ، وأقسمت لأضيقن المسافة وأمزقن الجملة الإسمية، وأبعث الحياة في الجملة الفعلية ، وأجعل الغلبة للفعل المضارع وأفعال الغد !!
- أغمدت سيفي في كتب التاريخ .. وفى دفاتر الشعراء .. في .. وفى .. وفى ،أحسست بأني" دون كيشوت " أبله ، أحارب طواحين الهواء، وارتد سيفي إلى نحري ، ووجدتني وحيداً منزوياً في زنزانة رطبة .
( 3 ) الخروج من الدائرة المغلقة
لما بشروا أبى بأنثى للمرة السادسة ، اسود وجهه ولم يوقد في بيتنا نار ولم أر الابتسامة تملأ وجهه إلا بعد أن وضعت أمي البطن السابع .... نحروا خرافاً وتيوساً ولم ينطفئ لنا موقد ....
في البيت وفى الكُتَّاب وفى السنوات القليلة التي أمضيتها في المدرسة لم أعرف غير أفعال الأمر وأكُفّاً غليظة محفورة على الخد .... فتملكني الخوف وسكنتني الطاعة .
( 4 ) عنــا ق
كانت لحظة اكتشاف مفاجئ ، رغم وقوع التجربة أمامي مرات ومرات .. وكأني أشاهدها لأول مرة .. ولا أدرى لماذا رحت أربط بين ما يقع أمام عينيّ وبين وقائع حياتي .. ولا أذيع سر إذا قلت أن الكتكوت كان أكثر جرأة وشجاعة .فلم يستسلم للقدر الذى دفنه في هذه الدائرة المغلقة .. نقراته في جدار البيضة تتصاعد شيئاً فشيئاً ، أحدث في جدار البيضة ثقباً
وثقبين ، تسلل إليه قليل من الضوء ، انتشى وهو يطل برأسه من النافذة التي أحدثها في جدار البيضة .. تصاعدت صرخاته ونقراته ، راح ينقر بعنف وشراسة ، امتلأ الجدار بالثقوب ، اهترأ ، وتهلهل ، وقفز فرحاناً منتشياً .