صباح عاد ي
انتشر ضوء الصباح في ثنايا العتمة معلنا" بداية يوم جديد من أيام الصيف القائظ ..، دلفت أفواج العمال والباعة والناس إلى السوق حيث اصطفت صناديق الخضار وأكياس الفاكهة المتنوعة في مشهدها المعتاد.
لم يكن أبو سناء قد انتهى بعد من إفراغ حمولة الشاحنة الموكلة إليه ، تناثرت حبيبات العرق على جبينه المحروث بالسنين ، وتثنى جسده الكهل تحت وطأة التعب الممض ،شعر بأنه تلكأ قليلا" وهو يفكر بالبنات وعليه أن ينجز عمله قبل أن يحضر المعلم ياسر وتبدأ حفلة التقريع المعتادة .
- لكن تدخين لفافة لا يغير كثيرا" ؟؟؟؟ سأل نفسه
أشعل لفافته ، أسند ظهره الى حافة الشاحنة ، عاوده الهاجس القديم ، لو قدر لسناء أن تكون ولدا" ؟؟؟
- ربك له ارادة يا أبو سناء ... عاتب نفسه
- ونعمَ بالله ... همس
سحب نفسا" عميقا" ، نفثه ، استطرد :
-كان سيكون بمثل سن المعلم ياسر تقريبا"، واحد وعشرون عاما" ، أطول قليلا" ، وأمتن بنية ، وأكثر لطفا" _وما أدراك ...؟ ربما كان ألعن وأدق رقبة ، النفس ليست أختا" لأحد .
- والله صحيح يا عمي ، كما يقولون البطن بستان ، هل تقارن سناء أو هند أو نورا أو نوال أو مها بهذه القردة الصغيرة ختام ؟؟؟!!!
مسح العرق المنثال على وجهه بكمه ، اجتاحته أفكار كثيرة ، تراءت له أعراس القرية الكثيرة التي لايتأخر عن أحدها ، الاطفال وهم يتزاحمون على باب المضافة ليشاركوا في الاهازيج والدبكات ، عب نفسا" عميقا" ..
- ولكن يبقى الكحل أهون من العمى ،الولد لاغنى عنه ، سند يا أخي.
ارتفعت الشمس على خد الشرق ببهاء ، انهمك الباعة في ترتيب بضاعتهم اليومية ، شده الحلم أكثر ... انهمرت في ذاكرته الاشياء ، وصل المعلم ياسر ، وبدأت حفلة التقريع اليومية .
3/6/2005
انتشر ضوء الصباح في ثنايا العتمة معلنا" بداية يوم جديد من أيام الصيف القائظ ..، دلفت أفواج العمال والباعة والناس إلى السوق حيث اصطفت صناديق الخضار وأكياس الفاكهة المتنوعة في مشهدها المعتاد.
لم يكن أبو سناء قد انتهى بعد من إفراغ حمولة الشاحنة الموكلة إليه ، تناثرت حبيبات العرق على جبينه المحروث بالسنين ، وتثنى جسده الكهل تحت وطأة التعب الممض ،شعر بأنه تلكأ قليلا" وهو يفكر بالبنات وعليه أن ينجز عمله قبل أن يحضر المعلم ياسر وتبدأ حفلة التقريع المعتادة .
- لكن تدخين لفافة لا يغير كثيرا" ؟؟؟؟ سأل نفسه
أشعل لفافته ، أسند ظهره الى حافة الشاحنة ، عاوده الهاجس القديم ، لو قدر لسناء أن تكون ولدا" ؟؟؟
- ربك له ارادة يا أبو سناء ... عاتب نفسه
- ونعمَ بالله ... همس
سحب نفسا" عميقا" ، نفثه ، استطرد :
-كان سيكون بمثل سن المعلم ياسر تقريبا"، واحد وعشرون عاما" ، أطول قليلا" ، وأمتن بنية ، وأكثر لطفا" _وما أدراك ...؟ ربما كان ألعن وأدق رقبة ، النفس ليست أختا" لأحد .
- والله صحيح يا عمي ، كما يقولون البطن بستان ، هل تقارن سناء أو هند أو نورا أو نوال أو مها بهذه القردة الصغيرة ختام ؟؟؟!!!
مسح العرق المنثال على وجهه بكمه ، اجتاحته أفكار كثيرة ، تراءت له أعراس القرية الكثيرة التي لايتأخر عن أحدها ، الاطفال وهم يتزاحمون على باب المضافة ليشاركوا في الاهازيج والدبكات ، عب نفسا" عميقا" ..
- ولكن يبقى الكحل أهون من العمى ،الولد لاغنى عنه ، سند يا أخي.
ارتفعت الشمس على خد الشرق ببهاء ، انهمك الباعة في ترتيب بضاعتهم اليومية ، شده الحلم أكثر ... انهمرت في ذاكرته الاشياء ، وصل المعلم ياسر ، وبدأت حفلة التقريع اليومية .
3/6/2005
تعليق