رحمة الجنرال (دوتوف)* The Clemency of General Dutov قصة قصيرة للأديبة الروسية: - ليديا سيفيولينا Lidia Seifulina ترجمها عن الإنجليزية : خلف سرحان القرشي (نشرت بالمجلة العربية في عددها الصادر شهر ربيع الثاني للعام الهجري 1428هـ) ونشرت أيضا بمنتديات القصة العربيةWWW.Arabicstory.net ----------------------------------------------------------- العجوز تحملق بنظرات معبرة لا يمكن أن تصدر إلا عن كراهية شديدة أو عن محبة عميقة، الرياح تجلدها بقسوة، تنفخ عينيها بغبار قارس، ترفرف بنهايتي غطاء رأسها، كما لو كانتا في موضع سخرية، نفس الشيء تفعله الرياح بتنورتها السوداء الجديدة المصممة خصيصا للعطلات. ورغم ذلك ظلت العجوز واقفة على الناصية، لم ترفع نظرها عما كانت ترنو إليه، إنها تحملق في ذلك المنزل الطويل - ذي الكشكين المعدين للخفراء في جانبيه- وكأنها تنظر في الخفارات المحفورة، الشارع يمتد بينها وبين المنزل، لكن العجوز لم تكن مهتمة بما يجري فيه، حيث الناس يركبون ويمشون، يضحكون ويهرولون، يتحدثون ويصمتون، بدا كل هذا أشبه ما يكون بسديم يغطي عينيها. مر بجانبها شاب ذو وجنتين محمرتين في زي ضابط، نظر إليها وبدا يتمتم في انزعاج، تلفت يمنة ويسرة ثم سار نحوها، ارتعشت العجوز وحولت عينيها الغاضبتين إليه بدلا من المنزل، سألها بطريقة تفتقد الكياسة: - هل أنت والدة المفوض (بيرزيانتسف)؟ بدت العجوز كأنها تفيق من غيبوبتها، كست وجهها ابتسامة استجداء انتزعت من شدة الكرب، عيناها تتوسلان وكأنهما عيني كلب، شرعت في الانحناء مرة تلو أخرى: - أنا، أنا .... والدة ....نعم ....نعم، لقد عرفتني، سيادتك. أنا والدة، والدة.... أزاح الضابط نظره عنها كما لو كان يريد أن يتجنبها. تذكر بأنها وزوجها ظلا يسألان عنه طيلة الأيام الثلاثة الماضية، تهاوت العجوز عند قدميه، أرادت أن تقبل حذاءه، أما الرجل العجوز فقد وقف هناك، محنيا رأسه، وهو يكرر في صوت كسير: - إبن واحد، إبن واحد فقط بقي لنا على قيد الحياة، نحن مزارعان، صرفنا من أجله كل ما لدينا، وانفقنا على تعليمه، نعم سيدي الضابط، كل ما لدينا، وقد كنا نبيت على الطوى من أجله. كانت عينا الرجل العجوز ثقيلتين، واصل ترديد نفس العبارة مرة تلو أخرى: - كل شيء لدينا. كل شيء لدينا. هنا حدث الضابط نفسه : (ما بال هذا الرجل؟ لا يفكر إلا فيما انفقه على ابنه، لكنه ليس حزينا عليه). هذا الضابط هو محامي الدفاع في محكمة الدائرة العسكرية، وقد سبق له أن وعدهما بأن يتوسط لإبنهما، فقط من أجل أن يتخلص منهما ولكنه واثق من أن الإبن سوف يعدم من غير محاكمة. الآن، وبما أن الحكم قد صدر، فلماذا يا ترى تنتظر العجوز خارج منزل الجنرال (دوتوف)؟ لا حظ الضابط أنها ترتدي أفضل ملابسها. وتذكر أيضا أن زوجها الرجل العجوز يرتدي هو الآخر ملابس جيدة. لمعت في ذهن الضابط فكرة وهي أن هؤلاء المزارعيين يلبسان أفضل ما لديهما من أجل أن يكون الأخرون عنهما انطباعا حسنا، حيث قد ذهبا للمحكمة، وللجنرالات، ولعقداء الجيش في مراكزهم ودوائرهم وللمجالس القروية وللجان الحزبية، بل ولكل مكان أمكنهما الحصول على إذن بدخوله. إنهم يركعان ويتوسلان من أجل إبنهما، لقد توجا أخيرا كل سني عمريهما، الطويلة المليئة بالشقاء والعبودية، بهذا الفعل الذي لا يجدي نفعا، بل هو مهين لهما. شعر الضابط أن ربطة عنقه مشدودة أكثر مما ينبغي، أدار رأسه على نحو أخرق مرتين، لقد نشأ هذا الضابط في عائلة تميل للعقلانية، وسمع الكثير عن الإنسانية، في لحظة سريعة استعرض كل ذلك في مخيلته، شعر ثانية بالاضطراب: لماذا ياترى هي عند منزل الجنرال (دوتوف)؟ أجابت العجوز نفسها على السؤال غير المنطوق : - إن لإبني زوجة، إنهم سوف يعدمونها أيضا، لقد أخبروني بذلك كما أخبروا زوجي العجوز ، سيدي الضابط: إنها فقط في الثامنة عشرة من عمرها، نعم، (ميشا) في الرابعة والعشرين، أما هي ففي الثامنة عشرة، إنها لم تقترف إثما ً ، لم تكن غلطتها، هو مفوض في الجيش، أما هي ففي الثامنة عشرة فقط. وهنا بلغت الحيرة بالضابط مبلغها : - وماذا بوسع أي شخص أن يعمل ؟ لتواجه مصيرها ، إنها زوجته وليست إبنتك. - سيدي الضابط، من أجل الله، إنني لم أرها من قبل، لقد تزوجها (ميشا) في البلدة. إنني لا أتوسل من أجلها. بل من أجل الطفل، إنها حامل، سيكون لديها طفل، لا تقتلوها، دعوها تعيش معه….. - نعم، ولكنك تعلمين أن القانون يجب أن يأخذ مجراه. - سيدي الضابط، إنها فقط في الثامنة عشرة، لقد قالوا بأنها حزبية، وماذا عن الطفل، إنها تحمل طفل (ميشا). لم تكن المرأة العجوز تذرف دموعا، ولكن صوتها التوسلي الهرم كان يخنقه النشيج. ارتعشت شفتا الضابط، قطب حاجبيه، وسألها: - وما الذي تريدينه؟ - أريد أن أقدم عريضة التماس للجنرال (دوتوف)، فقد قالوا بأنه يستطيع أن يعمل شيئا، بوسعه أن يوقف تنفيذ حكم الإعدام. إنهم لم يسمحوا لي بالإقتراب منه، إنه يومي الثالث هنا، إنني أنتظر، قد يخرج من المنزل، وسوف أهرع إليه، لم أتمكن من ذلك بالأمس، كنت خائفة من الجنود، لقد نزل من سيارة، إنه رجل كبير، طوال الوقت و الحارس معه. تردد الضابط ثم قال: - لن يسمح لك بمقابلة الجنرال، لكن أعطني العريضة، وسوف أسلمها له. اهتزت العجوز اعترافا بالجميل، تناولت ورقة كبيرة من صدرها، ناولتها للضابط. *********** لعل صرخة – (أريد أن أعيش) - القوية المدوية، قد كتمت ، لم تستطع الفتاة أن تسمع صوتها بعد ذلك. ليس ذلك مهماً الآن. لم تبدو في الثامنة عشرة، بل كأن سبعين عاماً من عمرها قد انقضت. إنها من الناحية الجسمانية مدركة للثقل الذي في بطنها، فكرة وحيدة كانت تخدرها (إنها سوف تكون أكثر ارتياحاً، لو اضطجعت على الأرض) لقد قلبت يوم أمس الرأي في هذا الأمر ، تنهدت ثم بكت ، لقد أخبروها بقرار الجنرال (دوتوف)حين كتب على عريضة الإلتماس التي توسلوا إليه فيها الإبقاء على حياة الطفل: (يؤجل تنفيذ الحكم إلى حين ولادة الطفل). لم تكن تعلم بالتفاصيل، لقد قال الجنرال: - إنهم من نفس الطينة، ولكننا أناس متحضرون، سنسمح للطفل بأن يعيش. لم تعلم بهذا، ولكنها كانت تعلم بما لم يدر بخلد ذلك الجنرال، وهو أن طفلاً يولد في عذاب نفسي جسيم في زنزانة ، يجب أن يكافح ليبقى على قيد الحياة، ومع القرار أبلوغها بالأخبار من الخارج ومنها أن والد (ميخائيل) قد مات بسكتة دماغية. السيدة العجوز مازالت على قيد الحياة، ولكنها لن تبقى كثيراً، من يتولى الطفل؟ لماذا؟ إن ذلك لايهم الآن،سوف يعدمونها، يالها من فكرة ، ستكون أكثر راحة لو اضطجعت على الأرض وراحت في سبات ولكن أنى يأتيها النوم! فجأة تذكرت جملة من رسالة (ميخائيل) الأخيرة: (إنه مما يؤلمني، أنك مازلت فتاة غرة ، لم تنضج بعد ، ليس لديك الإيمان المشجع والقوي، لم تجدي نفسك بعد ، ولكنني حطمتك، أما تجدين عزاء في الأمل بأننا على صواب؟). إنها لاتعرف شيئاً الآن، كل شيء انهار فجأة وأصبح كالحطام.كان عزاؤها في كراهيتها الشديدة، إن أمثال هولاء الناس لايمكن الصفح عنهم، لقد جعلوا من الطفل جلاداً لأمه، إذ بمجرد أن يولد، فسوف تعدم، انتصبت في جلستها حالاً، إنها تعرف الجدران القذرة لتلك الزنزانة المنزوية ونافذتها الصغيرة ذات الحواجز الحديدية المتصالبة، و تعرف تلك الخطى التي لا معنى لها في الممر، هذا هو مكانها الأخير، سوف تلد ويقتلونها. هناك حركة في أحشائها، كما لو أن ذلك الجلاد غير المعين يذكرها بنفسها، شيء ما يشد حنجرتها، لكنها لم تستطع البكاء، غمرتها فجأة موجة من الحنان : ( طفلي ... طفلنا .. سوف يولد، شخص ما سوف يخبره كيف عذب أمه، كيف أجل نهايتها المحتومة، أجلها فقط. جعل اليأس يدوم طويلاً قبل موتها). بعد ذلك شع بصيص من الأمل ، "لعلهم ينحازون إلينا وينزاح القدر المحتوم". لكن ذلك مالبث أن تلاشى في الحال. " لا.لا أريد أن أعيش لأراه، لقد حان وقتي، الأخبار من الخارج سيئة". للمرة الثانية تتلوى، فقد تضخم الحمل في أحشائها. انكبت على السرير، لو استطاعت لعصرت الطفل إلى أن يموت كي توقف حركته، من الأحسن أن ينتهي الأمر الآن.كانت تتلوى في ألم ومرارة : "اللعنة. اللعنة". لم تعرف من كانت تشتم حينها، الجنرال والطفل على حد سواء، لقد حرمتها رحمة الجنرال (دوتوف) من أخر شيء تبقى لها في الحياة، فرح الأمومة. --------------------------------------------------------------------------- * هذه القصة اعتمدت على حادثة حقيقية، ففي عام 1919م وفي (أونبرج)، تم إعدام المفوض القانوي م. بيرزيانتسف. وعلى الرغم من أن زوجته لم تكن حزبية، ألا أنه حكم عليها أيضا بالإعدام وتهمتها ببساطة تكمن في أنها زوجة المفوض! تقدم أهل زوجها بالتماس للرحمة اعتمادا على أن الحكم في حالة تنفيذه، فسوف يطال شخصا لم يولد بعد. أحيل الأمر للجنرال دوتوف، رئيس الحكومة العسكرية الذي قيد الإلتماس بتنفيذ الحكم بعد ولادة الطفل.(ملاحظة من مؤلفة القصة:ليديا سيفيولينا). ----------------------------------------------------------------------------------------------- نبذة موجزة عن كاتبة القصة: ليديا سيفيولينا، كاتبة روسية عاشت في الفترة من(1889-م1954), و لها قصتين مشهورتين هما (الخارج عن القانون) و( امرأة عجوز). كانت ابنة لقس في قرية صغيرة في سيبيريا وعملت مدرسة في بلدة نائية تابعة لـ (يرالز). بعد الثورة واصلت عملها التربوي مع من تبقى من الأطفال بالإضافة إلى قيامها بمحو الأمية في صفوف جنود الجيش الأحمر وكذلك عمال المصانع ومزارعو الحقول. بعد ذلك تفرغت كلية للإعلام، وبدأت تعطي بعض المحاضرات. بدأت الكتابة وهي في العشرين من العمر، ألفت روايتها (فيرينيا) التي صورت فيها معاناة العامل اليومي المتطابقة مع معاناة الملايين في الإتحاد السوفيتي آنذاك. والعديد من الأعمال الناجحة الشعبية. وتوج نجاح روايتها تلك بأن مثلت سينمائيا وبعد ذلك عرضت كأوبرا وكمسرحية. تعد (ليديا سيفيوليما) مثالا حقيقا لمساهمة المرأة في البناء الاجتماعي. ----------------------------------------------------------- The Clemency of General Dutov* A short story by: L.N. Seifuline The old woman was staring with an expression that can only come from hatred or love. The wind was lashing her cruelly and blowing the acrid dust into her eyes .It was flapping, as if in derision, the ends of her headscarf and the new black skirt made specially for holidays. But she remained standing on the corner. Without taking her eyes off it, she stared at the long house with the two sentry-boxes on either side and at the board sentries. The street lay between her and the house. But the old woman was not interested in what was happening on that street. People were riding, walking, laughing, hurrying, talking, saying nothing- it was all as in a mist to her. A red- checked young man in the officer's uniform was passing by. He looked at the old woman and his mouth twitched in annoyance. He looked at either side of him and went up to her. The old woman trembled and transferred her inflamed eyes from the house to him. " Are you Commissar Burzyantesev's mother?*. He asked awkwardly. The old woman seemed to come out of a trance. Her face was contorted in a beseeching smile forced out of her by anguish. Her eyes begged, like those of a dog. She began bowing low, again and again. "I, I … The mother …. Yes.. Yes…You recognize me, Your Honor.. The mother…"" The officer had a shifty look, as if he wanted to avoid the old woman. He remembered that she and her husband had kept calling on him for three days. She had thrown herself at his feet and had wanted to kiss his boots. The old man had stood there with his head bowed low and had merely repeated in a muffled, imploring voice: " One son… Only one survived. We're peasants… we used up everything we had, we gave him an education, Mister Officer, everything we had…we went without food." The old man's eyes were dull and he kept saying the same thing over again: "Everything we had." " Reckons up his outgoings, but isn't sorry for his son," the officer had thought at the time. He was counsel for the defense in the military district court. He had promised to intercede, just to get rid of them. He knew that the commissar would be executed without trail. Now that "sentence had been carried out", why was the old woman waiting outside General Dutov's house? He glanced sideways at her best clothes with an apprehensive, passing thought. He remembered that the old man had been dressed up too. A picture flashed across his mind's eye. These peasants dressed up in their best so as to make a good impression. They had gone to the court, to the generals, to the colonels in their quarters, to the rural council, the party committees, wherever they could gain admission. They had bowed and pleaded for their son. They had crowned their long years of servitude with this last futile act of self-abasement. The officer's collar felt too tight. He turned his head awkwardly twice. He had been raised in an intellectual family and he had heard much about humaneness. He reviewed all his in a split second and again felt worried. Why was she at General Dutov's house? The old woman herself answered the unvoiced question. "My son has left a wife. They're going to shoot her too. They told me and my old man. Mister Officer, she's only eighteen… Misha was twenty-four, but she's only eighteen. She's not done anything wrong. It's not her fault he was a commissar. She's only eighteen." The officer was completely nonplussed. "What could anyone do? Face up to it: she was his wife, not your daughter." "Mister Officer… For Christ's sake … I've never seen her before. Misha got married in town… I'm not asking for her, I'm asking for the baby. She's carrying, she's going to have a baby. Don't shoot her , let her live with the child.." "Yes, but you see… The law has to strict.." " Mister Officer, she's only eighteen. They said she was non-party. And the child…Mister Officer… she's carrying Misha's child…" She wasn't weeping tears, but the senile, imploring voice was choked with sobs. The officer's lips twitched and he knitted his brows. " So what do you want?" he asked. " To hand a petition to General Dutov. They said he could do it. He could stop the execution, even though she's been sentenced. They won't let me through to him. This is my third day here. I'm waiting. He might come out of the house and I'll run up to him. I didn't make it yesterday, I was scared of the soldiers. He went off in an automobile. He's a big man, he has a bodyguard all the time." The officer hesitated. "You won't be admitted to see the general," he said. " Give me the petition and I'll hand it to him." The old lady began quivering all over with prayerful gratitude. She took a big sheet of paper out of her bosom and gave it to the officer. Perhaps the powerful, healthy cry-I want to live- had only been hidden. But she could not hear its voice any more. It made no difference. As if not eighteen, but seventy years of her life already passed by. She was only physically aware of the weight in her belly. And one sleepy, stupefied thought : she would be more comfortable if she could lie down. Yesterday she had thrashed about, sobbed and wept. They had informed her of General Dutov's resolution. On the petition in which they had asked for her child's life to be spared, the general had written: "Sentence to be carried out after birth of child." She did not know the details. The general had said: "They're all tarred with the same brush. But we're cultured people. The child can be allowed to live." She did not know this, but she knew what the general had not thought. A child born in mental anguish, in prison, must fight to survive. Along with the resolution, they had brought her the news from outside that Mikhail's father had died of a stroke. The old lady was alive, but she wouldn't last long after that. Who would take the child? Why? Oh, it made no difference. She felt neither tenderness for it nor pity. General dutov had deigned to save its life, but she wouldn't be there any more. They were going to kill her! Well, what of it! She would just be more comfortable if she could lie down and go to sleep! But sleep would not come. Suddenly, she remembered a sentence from Mikhail's last letter. " It hurts me that you're still an immature girl, you haven't really lived, you've not yet found yourself; but I've destroyed you. Will you find any consolation in the hope that we're in the right?.." She knew nothing now; everything had suddenly collapsed in ruins. Her consolation was in blazing hatred. Such people cannot be forgiven. They'd made the child his mother's executioner: as soon as it was born, they were going to kill her. And at once she sat up. She was suddenly aware of the filthy walls of the solitary confinement cell, the little window with the iron grille and the hollow, indifferent footsteps in the passage. This was her last home. She would give birth and they'd kill her. There was a movement in her belly. As if it was knocking to remind her of itself, the unwitting executioner. Something tugged at her throat, but she could not weep. She was overwhelmed by a sudden wave of a tenderness. "My child… Ours… It will be born, someone will tell it how it tormented its mother. Put off the inevitable end, but only put it off. Made the despair before death last longer." Then came a ray of hope. " Perhaps they'll come… Our side. Drive this lot away…" But it faded immediately. "No, I won't live to see it. My time is near and the news from outside is bad." Again she was crushed by a huge burden. She lay prone on the bed. If she could, he would have crushed the baby to death to stop it moving. It was bringing death. Why was it ever conceived? Better if it could be all over now. She writhed in anguish and bitterness. " Dammed… Dammed…" Who was she cursing? She didn't know. The general and the babe alike. Dutov's clemency had deprived her of the last thing left to her- the joy of motherhood. ----------------------------------------------------------- * This story based on an actual incident, In 1919, in Orenburg, M. Burzyantsev, gubernia commissar of law, had been shot. Although she was non-party, his wife was also condemned to death. The charge was simply that she was the wife of a commissar. Her husband's parents appealed for mercy on the grounds that the sentence would be carried out on a person as yet unborn. The decision was referred to General Dutov, head of the military government, he slapped a resolution on the appeal for mercy: " Sentence to be carried out after birth of child". – Note by L.N. Seifuline. -----------------------------------------------------------
(رحمة الجنرال) قصة قصيرة من الأدب الروسي مترجمة عن الإنجليزية من قبل (خلف سرحان)
تقليص
إحصائيات Arabic Translators International _ الجمعية الدولية لمترجمي العربية
تقليص
المواضيع: 10,513
المشاركات: 54,231
الأعضاء: 6,146
الأعضاء النشطين: 2
نرحب بالعضو الجديد, Turquie santé.