شرف العيلة - نزار ب. الزين- موضوع من الموقع السابق

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • RaedHabash
    عضو رسمي
    • May 2006
    • 280

    شرف العيلة - نزار ب. الزين- موضوع من الموقع السابق

    N_Zain



    شاركت: 01 مايو 2006
    نشرات: 9

    ارسل: الثلاثاء مايو 09, 2006 6:46 pm موضوع الرسالة: شرف العيلة - نزار ب. الزين

    --------------------------------------------------------------------------------

    شرف العيلة

    قصة قصيرة

    بقلم : نزار ب. الزين*

    إسمه عِزَّة و يلقبونه (عزّو) تارة و ( أبو العز) تارة أخرى

    عندما بلغ المرحلة الثانوية كان خجولا و إنطوائيا ، فلقبه زملاؤه في الصف بالسلحفاة ؛ ثم حاول بصعوبة أن يندمج معهم و لكن تربيته الصارمة ، كانت تمنعه من مسايرتهم ، فمعظم ألفاظهم كانت سوقية ، و قاموس شتائمهم كان أوسع من مجلد ، و طريقة عبثهم مع بعضهم بعضا تدور كلها حول الجنس و الجنس المثلي .

    كانوا يرفضون مشاركته في أحاديثهم و يأبون مشاركته بألعابهم ، كان إذا أخطأ في إجابة مدرس على سؤال ، ينفجرون ضاحكين حتى لو لم يكن في الأمر فكاهة ، و إذا حاول التقرب من أحدهم يشيح عنه بوجهه و يتجاهله ، و ظل منبوذا و في حالة صراع مع نفسه إلى أن إكتشف أنه لا بد من الإستسلام .

    و رويدا رويدا بدأ يتقبل من بعضهم ما كان يرفضه من قبل ، ثم ما كاد العام الدراسي ينتصف حتى طال لسانه و تضاءل خجله !

    و ذات يوم أسود ، وفي أعقاب الإنصراف خرج أبو العز مع ثلة من زملائه ، و أخذوا جميعا يتعابثون و يتشاتمون و يتضاحكون ، و فجأة وجد نفسه بين براثن والده .

    *****

    بادره على الفور بصفعة دوخته و ألقته أرضا ، ثم بدأ يعالجه بمظلته فوق كل موقع من جسده .

    صُدِم زملاؤه

    و قفوا مذهولين فاغرين أفواههم

    و عندما أراد أحدهم التدخل أجابه بضربة من مظلته

    فابتعدوا جميعا و قد تملكهم الأسى على زميلهم

    مر أحد المدرسين ، فحاول التدخل ، فصرخ في وجهه :

    - " هذا إبني و أريد أن أربيه "

    - و ما الذي فعله يا أخ ، أنت تكاد تجهز عليه ؟

    فصاح أبو عزة بشكل هيستيري :

    - هذا ابني و أنا حر التصرف به ، أذبحه أشنقه أدفنه حيا ، أنا حر ( و ما حدا دخله ) . ثم انهال عليه ضرباً من جديد .

    الفتى يصرخ و يستغيث و الناس بدؤوا بالتجمهر حوله ، و لكن أمام هياج الوالد الشديد لم يتمكنوا من فعل شيء !



    *****

    صاح الوالد و قد تملكه الغضب الشديد :

    - إنهض يا كلب ، و إمشِ أمامي حتى الدكان ...

    استطاع عزة النهوض بصعوبة ، و بدأ يتحرك ببطء فقد كان يشعر بالدوار ، و لكن والده كان يعالجه بضربة من مظلته كلما حاول التلكؤ لإلتقاط الأنفاس .

    و بلغا أخيرا الدكان

    أمر أجيره بالإنصراف

    أغلق الدكان من الداخل

    و بدأ ت من ثم دورة أخرى من التعذيب ....

    كان الأجير، قد أطلق ساقيه يسابق الريح نحو دكان عم الفتى ، ثم عاد به جريا ، ثم أخذا يقرعان الباب معاً ، ثم كان لا بد من من كسره و اقتحامه ، ثم استطاعا معاً تخليص الفتى بصعوبة .

    كان عزة ساعتئذ في حالة غيبوبة تامة .

    - أتريد أن تقضي بقية حياتك في السجن يا أخي ؟

    سأله أخوه لا ئما ، فأجابه و هو يرتعش غضبا :

    - أريد أن أشرب من دمه و ليكن بعدئذ ما يكون !!

    ( شرف العيلة أهم من ستين ولد )

    لقد شاهدته بعيني و سمعته بأذني

    كان يتبادل مع رفاقه العبث البذيء الذي يؤكد وجود علاقة شاذة بينهم !

    ثم أضاف بغضب شديد :

    - هل ترضى لهذا الكلب أن يلوث شرف العائلة ؟

    - و لكنه ذكر !

    - لا فرق عندي بين ذكر و أنثى في مسائل الشرف !

    صمت أبو سليم طويلا و هو يهز برأسه ، ثم اقترح و هو يربت على كتف أخيه :

    - دعه لي ، و سأنتزع منه الحقيقة على طريقتي !



    *****

    كان أبو سليم أعزبا و لُقب أبو سليم رغم عدم وجود سليم ، فقد رفض الزواج بإصرار لا يعرف أحد سببه ..

    تعاون مع سامي أجير أخيه ، حتى أوصلا عزة شبه محمول ، ثم ألقياه على أريكة في ( ليوان ) المنزل .

    لم يقصر العم أبو سليم بالعناية به بداية ، فقام بتنظيف جراحه الكثيرة و استعان بحفنات من البن لقطع نزيف بعضها ، و عندما لاحظ ارتفاع حرارته ، غادر المنزل فاشترى قطعة جليد و إبريقا من عصير الليمون ، ثم عاد إلى منزله محاولا تخفيض حرارة ابن أخيه . ثم دئب على ذلك كل يوم .

    *****

    بعد حوالي أسبوعين بدأت بعض مظاهر العافية تبدو على عزة ، فقد أفاق من رقوده الطويل و تمكن من تحريك رأسه و لكن إحدى يديه لم يستطع تحريكها .

    كان يشعر بالإمتنان لعناية عمه به ، فكانت العبارة الأولى التي نطق بها شكره لعمه ، و لكنه صدم عندما أجابه عمه بغلظة :

    - كنت أخشى على أخي و ليس عليك !

    فرد عزة مستاء :

    - أنت تكرهني كما يكرهني أبي ، إذاً دعوني أسافر إلى أمي ...

    فأجابه عمه في لهجة تهكمية :

    - أمك ؟ أنت من عائلة فستق و لست من عائلة العبد الله ، ثم إن أمك ، يا حبيب أمك ، بعد أن طلقها أبوك ، تزوجت من آخر و تعيش معه في حلب ، إن قبلت إستقبالك فزوجها لن يقبل ، و خاصة إذا علم بفعلتك الشنعاء .

    - فعلتي ؟ و ما الذي فعلته ؟

    أجاب عمه و قد بدأت الدموع تتساقط من عينيه مرغما ، فرد عمه قائلا و قد تجهم وجهه و قطب جبينه :

    - عندما تتعافى تماما ، أنا من سيسألك عما فعلت ، و أنت من سيجيبب ، و لن ترحمك دموعك !

    *****

    التحقيق

    و بعد أسبوع آخر

    بدأ أبو سليم : يستجوب إبن أخيه :

    - إليك ورقة و قلما ، قبل كل شيء أكتب لي أسماء أصحابك الذين كانوا برفقتك .

    فكتبَ الأسماء ...

    - أيهم كان على علاقة بك ؟

    - كلهم !

    قالها ببراءة ، فأجابه عمه و قد ازداد تجهمه :

    - كلهم يا كلب ، و تقولها بملء الفم ؟

    - أجل ، كلهم زملائي في الصف و أصحابي ؟

    - عزة ، لا تتلاعب معي أو تراوغ ( إن كنت العدل فأنا رباطه ) ، اعترف لي بكل شيء ، إلى أين كنتم متوجهين ، و أين اعتدتم ممارسة رذائلكم .

    - عمّو ....

    أقسم لك أننا كنا نلعب و لا شيء غير اللعب .

    و عند رأس شارع المدرسة كنا سنفترق كالعادة ...

    هنا ، نهض العم أبو سليم غاضبا ،

    توجه إلى أحد الأدراج

    أخرج منه صندوق من الورق المقوى

    فتح الصندوق

    أخرج منه مسدسا

    ثم وجه كلامه إلى ابن أخيه مهددا :

    - أنظر إلى هذا المسدس ، إنه محشو بالكامل ، سأفرغ رصاصاته في رأسك ، إن لم تعترف لي اعترافا كاملا .

    صاح عزة بعصبية :

    - أعترف بماذا ، قلت لك كما قلت لأبي من قبل ، أننا كنا نلعب و نمزح و حسب و لا شيء بيننا غير اللعب و المزاح .

    إلا أن عمه عاجله برفسة أصابت يده التي لا زالت مصابة ، فصاح متألما ، ثم ما لبث أن فقد أعصابه و في أقصى حالات الهياج أخذ يشتم عمه و أباه و أبا أباه و كل ما يمت لعائلة فستق بنسب .

    تقدم أبو سليم نحوه ثانية و قد استبد به الغضب يريد توجيه ضربه جديدة ، فهب عزة واقفا ثم مبتعدا عنه ثم أسرع نحو الطاولة ، و بلمح البصر اختطف المسدس ، وجهه نحو عمه و أخذ يصيح بشكل هيستيري :

    -أنا من سيفرغ رصاصاته برأسك إن مسستني ثانية !

    ثم إزداد صراخه و هو يقول :

    * لا مزيد من الضرب ....

    * لا مزيد من الإذلال ....

    * لا مزيد من الظلم ....يا غجر .. يا نَوًر....

    * لا مزيد من الضرب.... يا حثالة البشر ....

    * يا وحوش .يا.وحوش .يا .وحوش.

    و فجأة انقض عليه عمه محاولا انتزاع المسدس منه

    و لكن رصاصة انطلقت خلال العراك فأصابت ساق العم

    و إذا بأبي سليم ملقىً على الأرض يتلوى و يتأوه و يستغيث .

    أصيب عزة بالذهول ، و العجز عن التصرف ، و لكنه أخذ يصرخ بشكل هستيري :

    - دم ....دم ... دم ....دم...

    يزداد صياح العم، و يزداد نزفه ...

    و أبو العز ، يدور حوله ، و هو يهتف بصوت مبحوح ، و في مزيج من الهلع و الفرح ، بين ضاحكٍ و باكٍ :

    - قتلت الوحش .. قتلت الوحش !

    سأقتل كل الوحوش ...

    سأقتل كل الوحوش .....

    سأقتلهم .. سأقتلهم ...

    ثم رفع المسدس عاليا ، و بدأ يطلق الرصاص في الهواء و هو بهزج :

    -الله الله يا مفرج المصايب

    أضرب رصاص .. خلي رصاصك صايب .....

    -------------------------------------------

    * نزار بهاء الدين الزين
    سوري مغترب
    عضو إتحاد كتاب الأنترنيت العرب
    الموقع : www.FreeArabi.com
    البريد : nizarzain@adelphia.net
    [img][/img]
    _________________
    نزار زين

    الرجوع الى المقدمة


    anuasir5



    شاركت: 24 مارس 2006
    نشرات: 25
    المكان: الجليل
    ارسل: الاربعاء مايو 10, 2006 3:46 pm موضوع الرسالة:

    --------------------------------------------------------------------------------

    أخي بالله
    قصتك قصة الكثيرين من الضحايا الذين ينكَّل فيهم باسم الشرف . وهي قضية جديرة بالطرح . وربما
    الغريب حقا في القصة أن شرف العائلة اقترن بشاب (ذكر)، بينما في معظم مجتمعاتنا يقترن شرف العائلة بتصرف الإناث فقط ويكون الذكر دائما القائم على الحفاظ على الشرف والدفاع عنه.
    قضية الشرف شائكة جدا ومن المؤسف أن أناسا لا يفقهون شيئا ينصّبون أنفسهم قضاة وجلادين لمن يراودهم شك في أنه قد دنّس الشرف بمنظارهم الخاص .
    كم من مسكين ومسكينة ظُلموا واتُّهموا ودفعوا ثمنا حياتهم وكرامتهم لذنوب لم يقترفوها أصلا .
    وما أروع قول سيدنا المسيح عليه السلام :
    "من كان منكم بلا خطيئة فليرمِها بحجر"..... ألمأساة أن المغمورين بالخطايا وأصحاب النفوس المريضة والقلوب العفنة هم من نجدهم يحاكِمون ويقاضون على جرائم لم تُقترف ولم يكن لها وجود إلا في تفكيرهم وخيالهم ، وكل ذلك باسم الشرف .
    مسكين شرف العيلة الذي يحمل أوزار المتخلفين .
    _________________
    أنوار سرحان .

    "ومن يتّق الله يجعل له مخرجا

    مهندس/ رائد حبش
    mobile: 0021374323046 Algeria
  • RaedHabash
    عضو رسمي
    • May 2006
    • 280

    #2
    شرف العيلة - نزار ب. الزين- موضوع من الموقع السابق

    N_Zain



    شاركت: 01 مايو 2006
    نشرات: 9

    ارسل: الخميس مايو 11, 2006 4:22 am موضوع الرسالة:

    --------------------------------------------------------------------------------

    anuasir5 كتب:
    أخي بالله
    قصتك قصة الكثيرين من الضحايا الذين ينكَّل فيهم باسم الشرف . وهي قضية جديرة بالطرح . وربما الغريب حقا في القصة أن شرف العائلة اقترن بشاب (ذكر)، بينما في معظم مجتمعاتنا يقترن شرف العائلة بتصرف الإناث فقط ويكون الذكر دائما القائم على الحفاظ على الشرف والدفاع عنه.
    قضية الشرف شائكة جدا ومن المؤسف أن أناسا لا يفقهون شيئا ينصّبون أنفسهم قضاة وجلادين لمن يراودهم شك في أنه قد دنّس الشرف بمنظارهم الخاص .
    كم من مسكين ومسكينة ظُلموا واتُّهموا ودفعوا ثمنا حياتهم وكرامتهم لذنوب لم يقترفوها أصلا .
    وما أروع قول سيدنا المسيح عليه السلام :
    "من كان منكم بلا خطيئة فليرمِها بحجر"..... ألمأساة أن المغمورين بالخطايا وأصحاب النفوس المريضة والقلوب العفنة هم من نجدهم يحاكِمون ويقاضون على جرائم لم تُقترف ولم يكن لها وجود إلا في تفكيرهم وخيالهم ، وكل ذلك باسم الشرف .
    مسكين شرف العيلة الذي يحمل أوزار المتخلفين .
    أنوار سرحان


    =====================================
    أختي الفاضلة أنوار
    باسم شرف العيلة يضطهدون فلزات الأكباد بالضرب و الإهانة و أحيانا بالقتل و الذبح كما تذبح النعاج ، و لا فرق - كما تفضلت - بين ذكر و أنثى .
    مأساة ، و تكريس للتخلف ، و قصر يد القانون و منفذيه
    شكرا لإهتمامك و دمت بخير
    نزار ب. الزين
    _________________
    نزار زين
    مهندس/ رائد حبش
    mobile: 0021374323046 Algeria

    تعليق

    يعمل...