كأس نزار قباني

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ضيف

    كأس نزار قباني

    <p align="justify"><font size="5"><strong>كأس نزارقباني <br />نص قصصي <br />عبده حـــقي <br /><br />إهدئي واستقري في سرك الدفين .. أنت لي .. ولن أترك يدا ثانية إلاّ يدي ترفعك إلى شفاه الحقيقة . أو.. قفي في قرارة الصمت، مثل لقلاق نيسان على ساق واحدة ورغم هذا فهولايتعب من ملاحقة الآفاق .. دائما على ساق واحدة ومع ذلك أيضا لا يفكرفي الرحيل عن قمة جبل التأملات . ذكراك ..أجل ما فتئت أذكر يدها ممدودة كالطعنة المشتهاة .. كفنن زهر الجلنار.. وأنت بين أناملها ملآنة بنكتارالعشق القباني لمّا كان فصل العطش البيدائي يهدر في باطني كقطار الفحم الحجري. ناديتك عبرنافذة المكتبة العتيقة أن هاتها فكل جسدي تفاصيل ظمئ راسخ كصخرة جاثمة على أنفاسي الحرىّ . قلبت ناظري في كل الأمداء فلم أجدك .. تسمعت لخطاك .. كانت تأتيني خفيضة من خلف المكتبة العتيقة ، وبعد لحظة هللت علي بقامتك الغنجية ومددت إلي كأس الشاعر.. كأسنا القديمة ذات الساق الواحدة ؛ وتحدثنا تحت إفريزالمكتبة عن أشيائنا الصغرى وقضايانا الكبرى .. قضايا العشق العربي المنقوع في دماء الإحتلالات .. وقلنا لما يكون قدركأسنا أن تحرس عشقنا على ساق واحدة ... وفكرنا كثيرا ونقبنا في ذخائرمكتبتنا العتيقة وكل كتب التراث الإغريقي عن إسم هذا (الديزاينر) العبقري الذي أغرق عشقنا العربي في قعرهذه الكأس العرجاء ومات !! ثم عدنا من حيث بدأنا حديثنا المسائي عن السيدة بلقيس التي اغتالتها أشعارزوجها نزارقباني في بيروت نهارا وأمام عدسات الصحفيين . لم أجرؤيوما على البوح بسرها السحيق .. الدفين .. كانت ملآنة أم فارغة .. غافية أم يقظانة منتصبة على ساقها بين دواوين نزارقباني ، فأنا لاأرشف منها غيرما أعبّه من سرها اللذيذ.. القديم ... حدث ذلك سنة 1988 ، كنت في ألمانيا دسستها في حافظتي مثل قنديل أخضر.. إستقليت قطار(الغزالة) الذي رسم على جؤجؤه غزالة سريالية ، بقرن واحد يشبه خنجر صنعاء أو مراكش أو مسقط وأنصاف قوائم ولونها هوأقرب إلى لون أتانة مقالع الرمل منه إلى لون غزلان المروج . ملحوظة : أخبرني الجابي أن هذا الرسم هومن شغل فنان إحدى ورشات المطالة ومن المؤكد أن هذا الفنان مثله مثل الكثيرمن الفنانين العرب لايفرقون بين لمسة الفرشاة وضربة المكنسة !) في القطارذاك وعلى طول الجدارالعازل بين ( بون ) و( برلين ) أخرجت كأسي ذات الساق الواحدة .. أفرغت من التيرموسة جرعة معتقة من قهوة (الأرابيكا) الأصيلة وطفقت أرشف وأتلمظ بانتشاء مصرفا ناظري عن عيون الرقباء الزرقاء حتى أنني لم أعبء بطلقات نظراتهم على ظهري والغزالة السريالية تخترق بنا الغابات والمسارح الخضراء التي لاحدود لها . وأمس الثلاثاء 3 أكتوبر2006 كنت كما هي العادة في وحدتي اللذيذة وعلى الساعة التاسعة هنا بتوقيت لندن طرحت القلم جانبا وقلت في نفسي مالداعي لكتابة هذه القصة الرديئة بعد سنوات على مصرع بلقيس تحت وابل كلاشنيكوف قصائد زوجها نزارقباني ؟ شغلت التلفازعلى دراما أخرى من برنامج الإتجاه المعاكس وبينما كان فيصل القاسم يسعل ويستعطف ضيفيه العربيين المتعاكسين لالتزام الهدوء : (بس لحظة من فضلك دكتور!! ) ثم يديروجهه للجهة اليسرى ( بس لحظة من فضلك دكتور!! ) ألفيت قميصي مرقطا ببقع دم حلاقتي الأخيرة وبقع غازوال على الياقة وكان طنين وجلبة ما تصطخبان في الجهة الشرقية من رأسي ، أقفلت التلفازوأشفقت على الدكتور فيصل القاسم وتخيلته بعد 500 سنة حاكما للولايات المتحدة العربية التي لن يبقى فيها من الجغرافية العربية سوى خطوط الطول والعرض . ومن نافذتي ألفيت الشارع فارغا وتساءلت عن سرإختفاء الناس الجماعي وتذكرت أن إتجاها معاكسا آخر تدور رحاه ذلك المساء بين فريقي (برشلونة) و( ريال مادريد) حول من ستفوزبكأس الملك .. أما أنا فقد عدت إلى كأس نزار قباني ، وجدتها واقفة بانتظاري على ساق واحدة بين أوراق مسودات قصصي الرديئة والفاشلة ... <br /><br />عبده حقي أكتوبر2007</strong></font></p>
يعمل...