عائلة عادية جدا....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • saaleh
    عضو منتسب
    • Mar 2007
    • 96

    عائلة عادية جدا....

    <p><font size="5"><font color="#0000ff">ميدان الحصى<br /><br />أتعرفونه يا إخوتي<br /><br /><br />هو أحد أهم أحياء دمشق ، حي عريق وأهله أهل الشهامة والرجولة...<br /><br /><br />سأحدثكم عنه قليلا...<br /><br />منذ قرون عديدة.. ربما ثمانية قرون أو تسعة.. كانت دمشق في ذلك الزمن كالصبية التي تزهو بزينتها... بقعة هي أجمل بقاع الأرض... مدينة عريقة يتوسطها ذلك المسجد بقبته التي تعلو على البيوت يظنها الناظر من بعيد كجناحي نسر يحط في منتصف الشام.. قد أحاط بها السور القديم وقلعة تحميها من جهتها الغربية .. قد ارتفعت المآذن في حاراتها وبين قراها وامتدت البيوت على سفح جبلها محيطة بقبور الصالحين من بني قدامة... <br /><br />وأحاط بها كسوار المعصم حزام أخضر بديع ممتد... قد ازدادت أراضيه وامتدت حتى ابتعدت لتصل قرى الغوطة البعيدة..قطنا والمعضمية ، بساتين ودوحات وأنهار وجنان تخلب الألباب وتمتلك القلوب... <br />في ذلك الزمن عاش أهل دمشق حياتهم بين المساجد والجهاد وبين العمل والنزهة... وكان متنزههم للغرب على الربوة بين قرية المزة والنيربين ثم للهامة وقدسيا .. وللشمال إلى التل ونبع منين .. ثم للشرق إلى دوما وحرستا وعند الجنوب نجد باب المصلى الذي يمتد أمامه سهل المصلى يبدأ عند هذا السهل طريق الجنوب... طريق حوران والحج... <br /><br />عند هذا الباب كان ميدان الحصى ... <br /><br />هو ميدان الخيل والسباق... ميدان الفروسية والرجال... ميدان طويل ممتد لبضعة أكيال ، عرضه يتجاوز الستين ذراعا... يخرج إليه أهل دمشق يرقبون سباق الخيل وتباهي الفرسان...<br /><br />عند ميدان الحصى وُلد حي الميدان.. عنده بدأت بعض العائلات تستقر وتبني البيت تلو البيت والمسجد والملعب حتى أضحى الميدان حيا عريقا جنوب دمشق كالصالحية على سفح جبلها ... يمتد جنوبا فيحرس بوابة دمشق ومدخلها ،، وصار رجاله زعماء الشام و قبضاياته ، تزهو بهم المدينة كما تزهو بأهل الشاغور والقيمرية والقنوات وسوق ساروجة ... وكم تنازع رجال هذه الأحياء على زعامة المدينة وكم من مرة ازداد الخلاف حتى سالت منه الدماء إلا أن يتوسط الكبار والحكماء فيضعون حدا لطيش الشباب وتهور الاندفاع..<br /><br />حي الميدان ...<br />طغت المنازل على ميدان الحصى حتى لم يبق منه إلا طريق ضيق لبضعة أمتار... وتشعبت الحارات والدخلات فيه وصارت العائلات معروفة في الميدان مستقرة في منازلها ...<br />وكان منهم الرجال الذين شاركوا في الأحداث والملمات الجسام...<br /><br />حي الميدان... <br />إن وصلتم اليوم لدمشق ونزلتم في مطارها الذي يبعد بضعة وثلاثين كيلا وسارت بكم السيارة حتى حدود دمشق فدخلتم المحلق الجنوبي ستجدونه طريقا عريضا جدا يمر في تلك البقعة تحيداً في منتصف حي الميان القديم فيقسمه نصفين<br /><br />في الطرف البعيد من الميدان وعند مخرجه باتجاه قرية القدم نجد ساحة واسعة هي ساحة <!--coloro:#FF0000--></font><span style="color: #ff0000"><!--/coloro-->محمد الأشمر<!--colorc--></span><!--/colorc--></font><font size="5"><font color="#0000ff">...<br /><br />عهدي بها قديم ، فأنا لم أمر بها منذ سبعة وعشرين عاما... ، آخر عهدي بها درسي الأسبوعي عند الشيخ أحمد الجباوي الذي كان يقرأ علينا في مسجد قريب منها كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري <br /><br /><br />أما محمد الأشمر فهو المجاهد السوري الشجاع البطل... رجل بألف رجل.. مؤمن زاهد تقي ورع ، درس الحديث والفقه وتعلم الدين وارتاد المساجد ..<br /><br />كان زعيم الشام ورجل الثورة قاد ثوار الغوطة ... معارك خاضها ربما أحلاها معركة الميدان حين وقف بمئة رجل من رفاقه يمنع دخول الفرنسيين إلى حي الميدان يصد دباباتهم ويدحر جنودهم .. ثم لم يدع ساحة للجهاد إلا كان فيها .. من الغوطة إلى الجنوب إلى فلسطين حيث قاتل مع القسام حتى انتهت الثورة ...<br /><br />عاش الأشمر بعد الاستقلال في حي الميدان رغم أنه ساح خلال حياته بين القرى والمدن ، كان شجاعا لا يهتز له جفن أمام الملمات الخطوب... كان يسير بين القنابل وأزيز الرصاص لا يأبه لموت أو خطر... ولا يبحث عن سمعة ولا شهرة بل يكاد لا يسمع به أحد...<br /><br /><br /><br />أما لماذا ذكرت كل هذا في مقالتي فلسببين..<br /><br />الأول أن أحداث قصتنا تدور في الميدان... في آخر الميدان غير بعيد عن ساحة الأشمر ...<br /><br />أما الثاني فلأنني أحب الشام وأحب الميدان وأحب الأشمر ... أحب هذا الرجل الذي مات قبل مولدي بعامين... <br />سمعت عنه مرتين في حياتي..<br /><br />الأولى عندما ذكره لي صديق حبيب هو الدكتور مازن الزناتي لأن جدة مازن لأمه هي أخت الشيخ الأشمر الصغرى... حدثني مازن عن جدته وعن أخيها الأشمر وحياته في دمشق..<br /><br />والثانية عندما ذكره لي مؤذن مسجد الدقاق في الميدان ، وكنا في أيام صعبة ... ذكره لي ليذكرني شجاعة المؤمنين وصبرهم ، فقد جالسه وسمع منه ، ذكر لي أنه في إحدى المرات حصل انفجار كبير في أحد أطراف الميدان ... انفجار سببه الإهمال من بعض العمال..وكان الأشمر جالسا جلسته المعهودة وعنده أكثر من عشرين رجلا منهم ذلك الأخ الأكبر ... قال لي أن الانفجار أصم الآذان واهتزت له الجدران تكسرت له بعض النوافذ ثم سقطت قطع كبيرة من الحجارة في الفناء..<br /><br />فزع الجميع وانتفضوا واقفين إلا الأشمر... أقسم لي أنه نظر للأشمر وكان جالسا لم يهتز له جفن بل نادى الناس من حوله مستنكرا فزعهم وطالبا منهم الهدوء والثبات ... وكيف بالأشمر أن يخاف وقد حاصرته القوات الفرنسية في داعل في حوران وأرسلت الطائرات تقصف القرية فما كان منه إلا أن امتطى حصانه وخرج كاسرا للطوق مواجها القوات حتى عبر اليرموك لم تصبه قذيفة ولم تصل إليه رصاصة...<br /><br />أما حبي للميدان فلأسباب وأسباب... ربما أذكر بعضها يوما... لكنكم إن زرتم الشام وتعرفتم على أهل الميدان فستعرفون السبب...<br /><br />وإذا عرفتم السبب... بطُل العجب.......<!--colorc--><!--/colorc--><!--sizec--><!--/sizec--></font></font> <!--IBF.ATTACHMENT_123614--><br /></p>
يعمل...
X