"مياووو ليتني كنت مكانه!"
صدرت بحرقة قلب جرحته شظايا أحلام اليقظة..
في قديم الزمان، منذ ما يزيد على سنة، كانت حياة القطط أسهل هكذا قال لي جدي الذي يعيش في مرآب البيت المجاور هذه الأيام، حين زارني قبل يومين. قال أن المنزل كان مهجورا وأنه وكل قطط الحي ظلوا ينامون فيه ويلعبون لأسابيع وأسابيع. وأن أمي تركتني تحت الرف الكبير قرب نبع الحوض الكبير وذهبت لتأتي بالطعام.. وأنها أخذت إخوتي وتركتني لأن رجلي الخلفيتين كانتا ضعيفتين وخافت ألا أتمكن من الرجوع. وأن المنزل لم يعد من الممكن دخوله بعد أن سكنته هذه الماما.
أنا أحبها وهي تضع لي الحليب كل يوم وتضعني على الكنبة قربها وتصر على أن تحرك أصابعها بعكس اتجاه فروي!، عبود دائما يحملني من ذنبي فأحس الدنيا تدور بي حتى بعد ان يفلتني وأسقط غارزا مخالبي بأي شيء.
حياتنا نحن القطط ليست سهلة كما تظن غالبية حيوانات الأزقة. أنا مثلا بعد أن شارفت على الموت مللا، قررت صباح اليوم أن أتبع قطط الشارع الخلفي بعد أن رمقتني بنظرات لم أعرف أهي أسف أم غيرة وهي تمر في الجهة الأخرى من الزجاج.
منذ أن كنت قطا صغيرا كل ما أعرفه هو أرض المطبخ وسجادة الصالة وسلتي. وأنا أحلم في معرفة ما هو العالم بعد الدرجات الثلاث التي لم أكن أقدر على صعودها لأصل إلى الرصيف.
منذ يومين خرجت وحدي دون أن يشعر بي أحد. أحسست بتوتر وأننى في العراء وخارت بي قائمتاي الخلفيتان وأنا أرقب عجلات ضخمة تمر مسرعة.. ما هي؟ ربما تكون تلك التي أراها من خلف الزجاج وفي النافذة السحرية والتي يشغلها عبود باللوحة السوداء التي في يده والتي يضربني أحيانا على رأسي بها. لكنها لم تكن مرعبة هكذا !.
لم أدر ماذا أفعل فقد انجزت ما كنت أحلم به.. والآن ماذا؟! لم يخرجنى من ضوضائي سوى يد بابا ترفعني وتمضي بي الى الداخل وهو يقول "شو يا نونو، كبرت والله!". معه حق فقد أصبحت كبيرا الآن، عمري 29 يوما.
(يا له من محظوظ، ليتني كسيح مثله وأشرب حليبا وأنعم بالدفء.. وليطوح بي عبود كما يشاء!)
قالها ووهو يطل برأسه المتسخ من فوق الحافة، ويموء بشغف للحياة وراء زجاج تلك النافذة.
ويتكرر حلم نونو الليلة أيضا في أن يقفز من حافة الرصيف ويعبر الى ما وراء الشارع متجاوزا قطعان عجلات المطاط الغاضبة..
صدرت بحرقة قلب جرحته شظايا أحلام اليقظة..
في قديم الزمان، منذ ما يزيد على سنة، كانت حياة القطط أسهل هكذا قال لي جدي الذي يعيش في مرآب البيت المجاور هذه الأيام، حين زارني قبل يومين. قال أن المنزل كان مهجورا وأنه وكل قطط الحي ظلوا ينامون فيه ويلعبون لأسابيع وأسابيع. وأن أمي تركتني تحت الرف الكبير قرب نبع الحوض الكبير وذهبت لتأتي بالطعام.. وأنها أخذت إخوتي وتركتني لأن رجلي الخلفيتين كانتا ضعيفتين وخافت ألا أتمكن من الرجوع. وأن المنزل لم يعد من الممكن دخوله بعد أن سكنته هذه الماما.
أنا أحبها وهي تضع لي الحليب كل يوم وتضعني على الكنبة قربها وتصر على أن تحرك أصابعها بعكس اتجاه فروي!، عبود دائما يحملني من ذنبي فأحس الدنيا تدور بي حتى بعد ان يفلتني وأسقط غارزا مخالبي بأي شيء.
حياتنا نحن القطط ليست سهلة كما تظن غالبية حيوانات الأزقة. أنا مثلا بعد أن شارفت على الموت مللا، قررت صباح اليوم أن أتبع قطط الشارع الخلفي بعد أن رمقتني بنظرات لم أعرف أهي أسف أم غيرة وهي تمر في الجهة الأخرى من الزجاج.
منذ أن كنت قطا صغيرا كل ما أعرفه هو أرض المطبخ وسجادة الصالة وسلتي. وأنا أحلم في معرفة ما هو العالم بعد الدرجات الثلاث التي لم أكن أقدر على صعودها لأصل إلى الرصيف.
منذ يومين خرجت وحدي دون أن يشعر بي أحد. أحسست بتوتر وأننى في العراء وخارت بي قائمتاي الخلفيتان وأنا أرقب عجلات ضخمة تمر مسرعة.. ما هي؟ ربما تكون تلك التي أراها من خلف الزجاج وفي النافذة السحرية والتي يشغلها عبود باللوحة السوداء التي في يده والتي يضربني أحيانا على رأسي بها. لكنها لم تكن مرعبة هكذا !.
لم أدر ماذا أفعل فقد انجزت ما كنت أحلم به.. والآن ماذا؟! لم يخرجنى من ضوضائي سوى يد بابا ترفعني وتمضي بي الى الداخل وهو يقول "شو يا نونو، كبرت والله!". معه حق فقد أصبحت كبيرا الآن، عمري 29 يوما.
(يا له من محظوظ، ليتني كسيح مثله وأشرب حليبا وأنعم بالدفء.. وليطوح بي عبود كما يشاء!)
قالها ووهو يطل برأسه المتسخ من فوق الحافة، ويموء بشغف للحياة وراء زجاج تلك النافذة.
ويتكرر حلم نونو الليلة أيضا في أن يقفز من حافة الرصيف ويعبر الى ما وراء الشارع متجاوزا قطعان عجلات المطاط الغاضبة..
تعليق