أحزان بالمناديل

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Metwally
    عضو منتسب
    • Oct 2008
    • 15

    أحزان بالمناديل

    <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; text-align: center" align="center"><b><span lang="AR-EG" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;decotype naskh extensions&quot;; mso-bidi-language: ar-eg">أحزان بالمناديل</span></b><b><span dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; mso-bidi-language: ar-eg; mso-bidi-font-family: al-bsher"><p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt"><span lang="AR-EG" style="font-size: 20pt; font-family: al-bsher; mso-bidi-language: ar-eg"><p> </p></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt"><span lang="AR-EG" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;arial&quot;,&quot;sans-serif&quot;; mso-bidi-language: ar-eg">رثة الثياب ....عابثة الوجه ....منحنية الظهر ....تمسك بيديها السوداوين كيسا من المناديل....أشفقت لحالها ....رق قلبي لها ....واقفة حزينة وكأنها تطلب العون من كل البشر ....وكأني بها لا تريد الوقوف كما هي , فقلبها يتألم وعيناها تبوحان عما بداخلها , فالعين تبوح ....والقلب ينوح , ولكن ما من أحد يستجيب لذلك 0 <span style="mso-spacerun: yes"> </span>اقتربت منها.... بريق الفرحة في عينيها حين رأتني مقبلا نحوها.... سألتها " <i>ممكن علبة يا أمي</i> " , أعطتنى إياها , وانطلقت تدعو أجمل وأرق الدعوات ....دعوات نابعة من قلب صادق ....قلب ذاق مرارة العيش , وعالج هموما كالجبال , بل هموما تعجز الجبال عن حملها , ياله من موقف موجع حين سمعتها تدعو هذه الدعوات , غالبت دموعي وتماسكت , ثم سألتها : " <i>ماذا تفعلين هنا يا أمي</i>؟ " <span style="mso-spacerun: yes"> </span>قالت في حسرة المنكسر وبنبرة يملؤها الأسى , وبريق الدمعة المتلألئة يضئ في عينيها : " <i>زى ما انت شايف يابنى ...بجرى على لقمة العيش ..... الحياة صعبة قوى يابنى</i>"<span style="mso-spacerun: yes">  </span>, سألتها سؤال المستغرب : " <i>هل لك أولادا يا أمي</i> ؟ "..... أردت حينها أن أعرف لماذا تقف مثل هذا الموقف إذا كان لها أولادا يكفونها مؤنة السؤال , أو زوجا يحميها ويوفر لها حياة كريمة , أجابت إجابة تحسرت لها وكاد الدمع ينهمر وقالت : "<i>إبنى واقف هناك بيبيع مناديل برده.... وده ابني الكبير</i> " , وكأن القدر أراد لها ولابنها أن يعيشوا بالمناديل , حاولت مواصلة الغوص في أعماق تلك الأسرة , قلت لها: "<i>ابنك ده في سنة كام</i> ؟ " – ردت وهى تمصمص شفتيها : " <i>كان نفسي أشوفه بش مهندس قد الدنيا ... بس يا خسارة</i> "<span style="mso-spacerun: yes">  </span>ولم تتمالك نفسها وأجهشت بالبكاء قلت لها وأنا أعلم الإجابة : " <i>وما الذي منعه من ذلك</i> ؟ " – قالت : " <i>منين يابنى أعلمه داحنا يادوب بناكل بالعافية .... يلاَّ الحمد لله</i> " , ولم أرد أن أثقل عليها أكثر من ذلك فكل شيء عرفته قبل أن تبوح به ... أفصحت لي عيناها به , وتركتها ودموعها فوق خدها اليابس , ومشيت أفكر في كلامها المسكينة, وفي ابنها الذي كانت تحلم أن تراه ذو شأن في المجتمع تفخر به , أحسست أنى قد نكأت جراحها وهيجت عليها أحزانها , وأردت التوجه إلى محطة المترو , فإذا بى واقف أمام امرأة أخرى , تحمل نفس أكياس المناديل وكأنها نسخة من تلك المرأة السابقة , أخذت منها علبة هى الأخرى <span style="mso-spacerun: yes"> </span>ثم تركتها وانطلقت وقد أخذ الحزن منى كل مأخذ حتى كاد يصرعني , وملأت القلب الحسرة من هذا الموقف الذى يبدو عاديا لدى كثيرين . صحيح (اللي يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته ) فلو كان الأمر بيدى لاشتريت منهن كل علب المناديل , وسألت نفسي لماذا المناديل بالذات التى اخترنها لبيعها والكسب من ورائها , فلم أجد لذلك جوابا ...ربما لأن المناديل هى التى تجفف الدموع وتمسح الآلام , أو ربما لأنهم يحملون أحزانا بأعداد تلك المناديل , أدركت حينها أننا في زمن كثرت فيه المناديل , لكنها – للأسف – لا تجدي لأن الدموع كما هى والآلام باقية !!!<br /><p></p></span></p><p><strong>متولى جلال<br /><a href="mailto:meto_galal@yahoo.com">meto_galal@yaho o.com</a> <img alt=" " src="http://www.wataonline.net/site/uploads/smil3dbd4d6422f04.gif" /></strong></p>
يعمل...