صياد الحيتان
معاذ العمري
اِعتدتُ أذهب إلى النهر؛ أصيدُ سمكاً منه، وبينما أنا، جري عادتي، أنتظرُ صيدي، سمعتُ صائحاً يعلو صوتُهُ: النجدة النجدة!
نظرتُ فإذا برجلٍ في وسطه راح يغرقُ
رميتُ صنارتي عني وسبحتُ، على عجلٍ، أنقذُهُ،
من قعر النهر سحبتُهُ إلى الشاطئ أجرُّهُ،
هناك على ظهره ألقيته؛ أخرجُ ما اِبتلعَ من بطنه.
ضغطتُ ضغطةً، خرجَتْ منه أوراقٌ ممزقةٌ وأقلامٌ مكسرة!
ضغطتُ أخرى، خرجَتْ منه أشعارٌ مصلوبةٌ وأفكارٌ مُصادرة!
ضغطتُ أخرى بشدة، خرجَ منه مخنوقاً ضميرُ الأمة.
وإذْ صحا شكرني، قال: أنا...!
قلتُ: صهٍ لا تُكملْ! عرفتُك...أنقذتُ مِن أمثالك قبلك!
وزيرُ الثقافة والإعلام في جمهورية الحرية العربية!
ثم عدتُ مِن شَعْرهِ أجُرُّهُ وفي النهر من جديدٍ أغرقتُهُ.
هناك، وهو يغرقُ، قلتُ له: سلمْ لي على وزير الداخلية قبلك!
والله يكرمني أنْ أنقذَ الرأسَ الكبيرَ بعده وبعدك!
نظرتُ فإذا برجلٍ في وسطه راح يغرقُ
رميتُ صنارتي عني وسبحتُ، على عجلٍ، أنقذُهُ،
من قعر النهر سحبتُهُ إلى الشاطئ أجرُّهُ،
هناك على ظهره ألقيته؛ أخرجُ ما اِبتلعَ من بطنه.
ضغطتُ ضغطةً، خرجَتْ منه أوراقٌ ممزقةٌ وأقلامٌ مكسرة!
ضغطتُ أخرى، خرجَتْ منه أشعارٌ مصلوبةٌ وأفكارٌ مُصادرة!
ضغطتُ أخرى بشدة، خرجَ منه مخنوقاً ضميرُ الأمة.
وإذْ صحا شكرني، قال: أنا...!
قلتُ: صهٍ لا تُكملْ! عرفتُك...أنقذتُ مِن أمثالك قبلك!
وزيرُ الثقافة والإعلام في جمهورية الحرية العربية!
ثم عدتُ مِن شَعْرهِ أجُرُّهُ وفي النهر من جديدٍ أغرقتُهُ.
هناك، وهو يغرقُ، قلتُ له: سلمْ لي على وزير الداخلية قبلك!
والله يكرمني أنْ أنقذَ الرأسَ الكبيرَ بعده وبعدك!
تعليق