قصتان (قصة مترجمة)
لم يكن حبهُما أمراً يسيرا
قبض عليهما بتهمة الفعل الفاضح. وعندما حاولا الإيضاح لم يصدقهما أحد. والحقيقة، لم يكن حبهما أمراً يسيرا. فهو يعانى فوبيا الأماكن المغلقة وهى تعاني فوبيا الأماكن المفتوحة. ولهذا فقط كانا يمارسان الحب على العتبات.
الروتين
في أواسط عام 1974 كانوا يفجرون في بوينوس آيرس كل ليلة عشر أو اثنتي عشرة قنبلة. يُفرِّق بين القنابل نوعُها، ولكن يجمعُ بينها أنها كلها تنفجر. وعليه تحول الاستيقاظ في الثانية أو الثالثة فجراً على أصوات انفجارات متتابعة إلى شبه أمر تعوده حتى الأطفال.
تنبه صديق لي يعيش عند الميناء إلى هذا التعود، بعد وقوع انفجار شديد ذات ليلة بالقرب من شقته مما أيقظ ابنه البالغ خمسة أعوام مذعوراً. وسأل: ما هذا؟. ضمه صديقي بين ذراعيه وربت عليه لطمأنته ولكنه، امتثالاً لمبادئه التربوية، قال له الحقيقة:
«إنها قنبلة».
فقال الطفل: «حمدا لله!». «ظننته رعدا».
كاتب من أصل أورجوايي معروف عالميا بكتابة القصة القصيرة. تبلغ أعماله خمسين كتابا. من بينها «عروس البحر الأرملة» وهي مجموعة قصصية تتكون من 24 قصة حول حقب زمنية مختلفة تتضمن خمسة فصول : «عن منتيبيديو» (1959)، عن «الموت ومفاجآت أخرى» (1968) و«بحنين وبدونه» (1977) و «جغرافيات» (1984) و«تيه و صراحة» (1989). يبرز بينيديتى فى كتابة القصة وهو فى هذا الصدد يقول: «إن القصة جنس أدبي مليء بالفخاخ والرغبات والتحديات ولكنني اعترف أنه أيضا من أكثر النعم بالنسبة للمبدع وكذلك القارئ». فعبر القصة بالذات يقوم بينيديتي بصياغة أبسط نوادر الحياة اليومية بشكل لا يستطيع تصويره سوى كاتب ماهر مثله. وهنا نعرض مثالا لبعض قصصه القصيرة جدا «لم يكن حبهما يسيرا» حيث تبرز مهارته فى صياغة أمرا حياتيا وهو العلاقة بين المرأة والرجل بأقل الكلمات الممكنه والتي يوحي فيها إلى ضرورة التقاء الاثنين فى منتصف الطريق لتحقيق التوازن العاطفي بينهما. وهو في هذه القصة القصيرة جدا يستخدم بعض المصطلحات العلمية ليعبر بها عن معان كثيرة بأقل الكلمات. يجذب بينيدتي قارئه بأسلوبه الساخر وثرائه السردي بحيث يندمج في الأحداث ويقترب من الشخصيات التي تتفاعل مع مشاهد الأحداث اليومية التي لا تنفصل عن محيطه.
ماريو بينيدتى
لم يكن حبهُما أمراً يسيرا
قبض عليهما بتهمة الفعل الفاضح. وعندما حاولا الإيضاح لم يصدقهما أحد. والحقيقة، لم يكن حبهما أمراً يسيرا. فهو يعانى فوبيا الأماكن المغلقة وهى تعاني فوبيا الأماكن المفتوحة. ولهذا فقط كانا يمارسان الحب على العتبات.
الروتين
في أواسط عام 1974 كانوا يفجرون في بوينوس آيرس كل ليلة عشر أو اثنتي عشرة قنبلة. يُفرِّق بين القنابل نوعُها، ولكن يجمعُ بينها أنها كلها تنفجر. وعليه تحول الاستيقاظ في الثانية أو الثالثة فجراً على أصوات انفجارات متتابعة إلى شبه أمر تعوده حتى الأطفال.
تنبه صديق لي يعيش عند الميناء إلى هذا التعود، بعد وقوع انفجار شديد ذات ليلة بالقرب من شقته مما أيقظ ابنه البالغ خمسة أعوام مذعوراً. وسأل: ما هذا؟. ضمه صديقي بين ذراعيه وربت عليه لطمأنته ولكنه، امتثالاً لمبادئه التربوية، قال له الحقيقة:
«إنها قنبلة».
فقال الطفل: «حمدا لله!». «ظننته رعدا».
كاتب من أصل أورجوايي معروف عالميا بكتابة القصة القصيرة. تبلغ أعماله خمسين كتابا. من بينها «عروس البحر الأرملة» وهي مجموعة قصصية تتكون من 24 قصة حول حقب زمنية مختلفة تتضمن خمسة فصول : «عن منتيبيديو» (1959)، عن «الموت ومفاجآت أخرى» (1968) و«بحنين وبدونه» (1977) و «جغرافيات» (1984) و«تيه و صراحة» (1989). يبرز بينيديتى فى كتابة القصة وهو فى هذا الصدد يقول: «إن القصة جنس أدبي مليء بالفخاخ والرغبات والتحديات ولكنني اعترف أنه أيضا من أكثر النعم بالنسبة للمبدع وكذلك القارئ». فعبر القصة بالذات يقوم بينيديتي بصياغة أبسط نوادر الحياة اليومية بشكل لا يستطيع تصويره سوى كاتب ماهر مثله. وهنا نعرض مثالا لبعض قصصه القصيرة جدا «لم يكن حبهما يسيرا» حيث تبرز مهارته فى صياغة أمرا حياتيا وهو العلاقة بين المرأة والرجل بأقل الكلمات الممكنه والتي يوحي فيها إلى ضرورة التقاء الاثنين فى منتصف الطريق لتحقيق التوازن العاطفي بينهما. وهو في هذه القصة القصيرة جدا يستخدم بعض المصطلحات العلمية ليعبر بها عن معان كثيرة بأقل الكلمات. يجذب بينيدتي قارئه بأسلوبه الساخر وثرائه السردي بحيث يندمج في الأحداث ويقترب من الشخصيات التي تتفاعل مع مشاهد الأحداث اليومية التي لا تنفصل عن محيطه.
ماريو بينيدتى