لا شيء أهم وأعظم من المعلم، فهو في اليابان يأتي بعد الإمبراطور مباشرة، وجل أحلام الناس هناك أن يصبحوا معلمين، ولكنها غاية صعبة المنال، فمهنة التعليم حكر على العباقرة، والنوابغ، والموهوبين، أما في بعض دول العالم الثالث، فهي مهنة اضطرار، يقبل عليها من لا يجد غيرها، وترتب على ذلك اهتزاز مكانة المعلم، واضطراب دوره، وغدا ينطبق عليه قول الشاعر:
«عبروا عليه وجاوزوه كأنما
خلق المعلم للتسلق سلما»
وتكمن أهمية المعلم باعتباره الدليل الذي يقود قوافل الأجيال إلى حيث يطمح المجتمع، والنموذج الذي يجد فيه الناشئة القدوة والرمز والمثال، وحسنا فعلت السعودية، وهي تكثف جهودها للنهوض بالمعلم، وتنقية مشتل التعليم باستبعاد أكثر من 2000 معلم خلال العامين الماضيين من ذوي الأفكار غير المعتدلة، ونقلهم إلى أعمال إدارية بعيدا عن الطلاب والعملية التعليمية، فلا شيء أخوف على الناشئة من معلم له منهجه الخفي، وأغراضه الخاصة، فهذه المهنة - بكل ما يعلّق عليها المجتمع من آمال - تستحق أن يطبق عليها أقصى معايير الاختيار صرامة ودقة.
وكنت أتمنى أن يبدأ اهتمام الوزارة بالمعلمين من لحظة تقدمهم لكليات المعلمين - بالتعاون مع الجامعات - وعدم الانتظار إلى ما بعد تخرجهم، فثمة معايير عامة يمكن مراعاتها مبكرا، وبالتالي يمكن حصر التعليم في تلك الكليات على الأكثر تميزا من بين المتقدمين.
ونقرأ هذه الأيام عن احتجاجات بعض الخريجين ممن لم يجتازوا اختبار القياس، وما يدور بين الوزارة وهؤلاء من مفاوضات، تمثلت في اعتزام الوزارة عقد دورات تدريبية للمحتجين تؤهلهم لتجاوز اختبار القياس، وما نسب إلى بعض المسؤولين من اتجاه إلى تخفيض درجة القبول، ويمكن للمرء أن يتفهم ظروف أولئك الخريجين، وحاجتهم إلى العمل بعد أربع سنوات من الدراسة المتخصصة في حقل التعليم، ولو كان ثمة تعاون مسبق بين وزارة التربية والتعليم وكليات المعلمين لما وصلنا إلى هذا المأزق، وكان يمكن فرز المتقدمين إلى تلك الكليات بمعايير مختلفة لا تقل دلالاتها عن اختبار القياس، فلا نكون بذلك قد ظلمنا الطالب، ولا العملية التعليمية.
فهل نفعل؟
m.diyab@asharqalawsat.com
«عبروا عليه وجاوزوه كأنما
خلق المعلم للتسلق سلما»
وتكمن أهمية المعلم باعتباره الدليل الذي يقود قوافل الأجيال إلى حيث يطمح المجتمع، والنموذج الذي يجد فيه الناشئة القدوة والرمز والمثال، وحسنا فعلت السعودية، وهي تكثف جهودها للنهوض بالمعلم، وتنقية مشتل التعليم باستبعاد أكثر من 2000 معلم خلال العامين الماضيين من ذوي الأفكار غير المعتدلة، ونقلهم إلى أعمال إدارية بعيدا عن الطلاب والعملية التعليمية، فلا شيء أخوف على الناشئة من معلم له منهجه الخفي، وأغراضه الخاصة، فهذه المهنة - بكل ما يعلّق عليها المجتمع من آمال - تستحق أن يطبق عليها أقصى معايير الاختيار صرامة ودقة.
وكنت أتمنى أن يبدأ اهتمام الوزارة بالمعلمين من لحظة تقدمهم لكليات المعلمين - بالتعاون مع الجامعات - وعدم الانتظار إلى ما بعد تخرجهم، فثمة معايير عامة يمكن مراعاتها مبكرا، وبالتالي يمكن حصر التعليم في تلك الكليات على الأكثر تميزا من بين المتقدمين.
ونقرأ هذه الأيام عن احتجاجات بعض الخريجين ممن لم يجتازوا اختبار القياس، وما يدور بين الوزارة وهؤلاء من مفاوضات، تمثلت في اعتزام الوزارة عقد دورات تدريبية للمحتجين تؤهلهم لتجاوز اختبار القياس، وما نسب إلى بعض المسؤولين من اتجاه إلى تخفيض درجة القبول، ويمكن للمرء أن يتفهم ظروف أولئك الخريجين، وحاجتهم إلى العمل بعد أربع سنوات من الدراسة المتخصصة في حقل التعليم، ولو كان ثمة تعاون مسبق بين وزارة التربية والتعليم وكليات المعلمين لما وصلنا إلى هذا المأزق، وكان يمكن فرز المتقدمين إلى تلك الكليات بمعايير مختلفة لا تقل دلالاتها عن اختبار القياس، فلا نكون بذلك قد ظلمنا الطالب، ولا العملية التعليمية.
فهل نفعل؟
m.diyab@asharqalawsat.com