سورية الجريحة صبرا.... الفجر قادم / بقلم : رنا خطيب

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • رنا خطيب
    عضو منتسب
    • Jul 2010
    • 42

    سورية الجريحة صبرا.... الفجر قادم / بقلم : رنا خطيب

    سورية الجريحة صبرا.... الفجر قادم




    1-
    في الشرق عروسة جميلة
    كريمة المحيّا قيّدها الظالمون ،
    أغلقوا عليها أبواب النور
    فاغتصبوا براءتها الصامتة ،
    سكبوا عليها من قطران حقدهم نيرانا
    فأحرقوا ثوبها الأبيض المطرز بياسمينها الطاهر ،
    أضحى نهارها المشمس ليلا مظلما
    تزوره غربان الحقد و الغدر
    لترسم مراسيم العزاء لأهلها ،
    تؤرّق مضاجعهم أغنية الصمود
    كلما سمعوا أصداءها تعلو
    سماء تزينت بنجوم العزة و الشموخ و الإباء ،
    فيزداد رقصهم العابث قوة
    على أشلاء الأبرياء و دموع الثكلى .


    2-
    في مشهد ضبابي عابث يختلط فيه
    دخان المعركة الخاسرة
    ما بين حق و باطل
    تئن سورية الحبيبة وحيدة
    تحت أقدام الغدر و الحقد ،
    تبكي جراحها النازفة
    تذرف دموع الألم على ما آلت إليه أحوالها ،
    فاجعتها كبيرة و مصابها أعظم ،
    إنهم أبناءها يا بني العرب.....
    يختصمون فيما بينهم و يقتتلون
    يهدرون دمائهم مدرارا
    بدون رحمة أو وقفة اعتبار
    نسوا ما شربوه من عذب فراتها و برداها النقيان
    وما تعلموه من قيم و مبادئ في مدارس البطولة و التضحية
    وما تعني أرض سورية على مر العصور
    إنها....
    أرض باركها الرحمن ، و دعا لها رسول الأمة الإسلامية .
    أرض تكسرت عند قلاعها الشامخة طغاة الأمم والمعتدين .
    أرض أنجبت السواعد الخضراء اليانعة
    بنوها و حصنّوا قلاعها قديما
    بقوة الحق و بذل النفيس و هدر الدماء .
    أرض لم تعرف للخبث موضعا ،
    ولا للفرقة مكانا ،
    ولا للخيانة عنوانا .
    لكن اليوم عند لحظة الامتحان
    يغرق أبناؤها في غيبوبة الضياع.
    مشاهد التضليل تغيّب عقولهم
    فتدفعهم ليكونوا لبعضهم قنابل من نار
    تحرق أجسادهم و قلوبهم و أرضهم .
    دماء تسيل ،
    أرواح تزهق ،
    طفولة تعقر،
    و سورية الأم تنظر بحرقة إلى أبنائها
    من تنقذ من ؟!!
    من تفدي من؟!!
    كيف تقتل ابنها الظالم؟!!
    و كيف تنقذ ابنها المظلوم؟!!
    حيرة التصرف كأم لأبنائها
    تجعلها تسقط في براثن الصداع ،
    وأحيانا الصمت لقوة الفاجعة ،
    وأخرى الغضب عندما يشتدد زئير الدم الهادر .


    3-
    سوريتي الحبيبة .......
    يا أرض تبارك ترابها بأجساد الأنبياء ،
    ورسمت لوحة حريتها قديما بدماء أبطالها
    ضد الطاغي المحتل لأرضها .
    يا أرض لم تعرف للاستسلام عنوانا
    و لا للخذلان طريقا ،
    أبناؤك اليوم ليسوا هم كما في الأمس.
    يتكرر منظر الشهادة على أرضك
    لكنها ليست الشهادة التي اعتادت أنفاسك الطاهرة عليها ،
    إنها مأساة خاسرة أبكت السماء و الأرض .
    شباب بعمر الورد تتساقط جثثهم ،
    أطفال بلون الياسمين ُتقطع أوصال براءتهم ،
    نساء ثكلي تمزقت قلوبها
    وبكى الورد و الصبار على أحزانهن
    ويستمر حصار الليل المظلم يحاصر قلعتها
    و سوط الظلم يجلد أحصنة الحق في ميادينها
    وعيون البشر تغلق الجفن هانئة عن مآسيها


    4-
    يا أمي يا سورية..
    يا أغنية ترددها الشفاه
    ونبض يسكن في الوجدان
    وحب نكبر فيه و نرتقي
    يا ابنة التاريخ و الحضارة
    اصبري واحتسبي الأجر عند الله
    فما بعد ظلام الليل إلا انبلاج الصبح
    وما بعد كل محنة إلا منحة
    يولد فيها النور من رحم الظلام
    ويزهر الحق في بساتينه
    كوني قوية كما عهدناك
    ولا تساومي على أبنائك مهما اختلفوا
    ولا تسمحي لأيادي الغدر الخارجية
    أن تمتد إلى عرين عرشك
    فمهما كان ظلم أبنك في الداخل
    يبقى علاجه أهون من ظلم الغدّار في الخارج
    5-
    يا أبناء سورية الأعزاء..............
    يا أخوتي في الدم و الدين و الوطن ............
    مالي أرى دخان الغضب قد أغلق منافذ الرؤية عندكم ،
    ونيران الانتقام تحرق قلوبكم ،
    أين كلام الله فيهتدون به!!
    أين كلمات الحب للوطن و وحدته
    التي تعلمناها في مدارس سورية
    وتعاهدنا عليها؟!!
    من يناديكم للموت دون أن يكون معكم فهو يغرر بكم ،
    وما كان يوما من عاش رغد الحياة على دفء الغرب يهمه
    أمر دمائكم و حريتكم .
    استفيقوا يا أخوة الوطن
    هذا وطننا جميعا ..
    هذا دفئنا .. وهذا حبنا ..
    هذا ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا .
    ياسمين سورية عنوان طهرنا ،
    وبساتينها عنوان خيرنا ،
    وأبناؤها عنوان بناة وطننا .
    لا تحرقوا سورية جميعكم لأجل مصالحكم .
    الوطن إن فقد يا أخوتي تعرّينا جميعا
    ولن ترحمنا عيون الغدر .
    اجتمعوا على كلمة حق و خيركم من بادر بالصفح.
    أناديكم ...و الألم يعتصر الفؤاد
    لا تحرقوا سورية ..لا تحرقوا سورية
    فهي وطن لكل سوري ، بل لكل عربي ،
    وهي أرض الرباط و المرابطين حتى قيام الساعة .
    والخاسر ، إن خسرنا سورية ، كلنا
    وكل من عشق ترابها و تنفس هواها .


    مع التحيات
    رنا خطيب

    [color="plum"]7/1/2012[/color
    ]
    مترجمة و كاتبة

    http://rana-khateeb.blogspot.com/
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #2
    [align=justify]بلاد الشام أرض مباركة، فيها دعوة النبي صلى الله عليه وسلم، والأحاديث الصحيحة في فضلها وفضل أهلها كثيرة. ثم إن سورية جسر يصل ثلاث قارات ببعضها بعضا، وفيها أول أبجدية في التاريخ (الأبجدية الأوغاريتية)، وحضاراتها كثيرة، وكانت دمشق حاضرة لممالك عظيمة، وناهيك بها حاضرة الأمويين الذي نقلوا الحضارة والخير والعافية إلى مشارق الدنيا ومغاربها، فكانت حضارة دولة امتدت من تور وسط فرنسا في الغرب حتى سمرقند وتخوم الصين في الشرق، فهي أكبر من المجرمين الذين يعيثون فيها الفساد والقتل، وهي أكبر من شذاذ الآفاق الذي يجلبون إليها القتل والغدر .. سوف تلفظهم الشام إلى مزابل التاريخ، وتستعيد مجدها وعافيتها، وسيغسل الفرات والعاصي وبردى آثار المجوس والحشاشين .. وسوف يجتث السوريون هذا السرطان المسمى بحزب البعث الذي جلب لها الخراب، وسيكون لذلك ثمن يدفعه أحرار سورية، وهم كثر، فلا تحزني ولا تبتأسي يا أستاذة رنا، الشام شامة الدنيا، والله حاميها، فلا خوف عليها.

    وتحية طيبة.[/align]

    تعليق

    • رنا خطيب
      عضو منتسب
      • Jul 2010
      • 42

      #3
      الأستاذ الفاضل عبد الرحمن السليمان

      شكرا لك على هذه النفحات الرقيقة التي يسردها قلمك ممزوجة بأنفاس الألم على وطن يضيع و الكل نيام...

      لا أعرف هل العرب في سكرة أم مصابنا بهذا الربيع قد جعل كل قطر عربي ينشغل بقضاياه النازفة؟!!!

      لقد كانت سورية قديما و حديثا ترسل بأبنائها ليشاركوا العرب معاركهم فمعركة عز الدين قسام إلى جول جمال إلى حرب العراق 2003 إلى حرب تموز2006 إلى غزة المحترقة2009 .. كانت أبناء سورية تعيش و تشارك أوجاع العرب و تقاسمهم أبنائها للاستشهاد على أرضهم أو ارضها للجوء إليها.أما اليوم فما بال العرب قد ناموا عن دموع الأطفال و النساء و الشيوخ في سورية ..

      ماعادت أمورنا تتعلق بانتفاضة بين شعب و نظامه بل تعدت لتصبح الأمور عالمية..فأرض سورية اليوم ستكون الأرض التي عليها سيتحدد مصير القوى الكبرى أمريكا و حلفائها أو روسيا و الصين و ايران ... و قدر سورية و شعبها أن يأكل الضربات من كل جانب ..لكن لم يعد يهمه الموت لأن الموت هو تقدير من رب العالمين في ساعة هو وضعها و ليس القاتل..

      مع الشكر لك
      مترجمة و كاتبة

      http://rana-khateeb.blogspot.com/

      تعليق

      • Hassanhegazy11
        حسن حجازي /مصر
        • Sep 2007
        • 130

        #4
        بعون الله سوريا على الطريق
        اقترب الفجر وشمس الحرية بزعت وعما قريب تنجلي الغمة وتغدو سوريا حرة
        حسن حجازى
        مترجم وشاعر مصري

        تعليق

        يعمل...