الشعوب الغبية = الحكومات الاغبى
بقلم جوتيار تمر
قد يكون هذا المصطلح جديدا في صفحات الجرائد الشرقية لانها تعودت على التبجيل والتهليل والتبجح والتجبر والظهور على انها هي الاقدم والاكثر حظا من غيرها في الحياة، لان على ارضها ظهرت اقدم الحضارات وظهر ابرز القادة، بل فيها تنزلت اهم الاديان وانتشرت لتصل الى العالم اجمع..بالطبع هي التي ولدت فيها الرسل..من هذا المنطلق كان ولم يزل ويظل الشرقي ينظر الى نفسه سواء أ كان فردا ، شعبا، فكرا، حاكما..فالفرد يستمد تفوقه الذاتي هذا من شعب يسير على نفس خطاه ويحمل نفس طموحه،والشعب يستمد نظرته من نظرة الحاكم العلوية التي بها ينصب نفسه كآله يحكم العالم وليس دولة واحدة تكاد تكون ملاذا للوباء من كثرة الحروب الطاحنة سابقا والان ولاحقا ايضا.
لعل القارئ يقول الان الى اين تريد ان تصل..واقول له اترك بين يديك التفكير بالاسطر السابقة لانني هنا في الاتية لن اجادلك ولا اجادلهم فيما وصل اليه حالهم..انما اريد طرح موضوع متعلق بالشعب الغبي والحكومة الاغبى..من منظور التكلونوجيا..حيث مما لاشك فيه انها استغلت اسوأ استغلال عندنا هنا في الشرق بصورة عامة وفي العراق بصورة خاصة وفي الاقليم بصورة اقرب..وفي محافظتنا هنا بصورة اخص..التكنولوجيا هي حلم كل فرد فما بالك بحلم شعب وحكومات..لكن هي كانت ولم تزل سلاح ذو حدين..قد تكون المدخل للوصول الى الرتب العالية وقد تكون المنفذ الحقيقي للوصول الى ادنى المستويات الانسانية..ومن يتمعن النظر في الاحداث التي اصبحت تتوالى علينا هنا جراء سوأ استغلال التكنولوجيا يظهر له جليا الامر الذي انادي انا به ..وهل يحتاج المرء الى تذكير اننا في العراق مثلا قمنا لعقود من الزمن نحاول مص دم الشعب لصناعة تكنولوجيا عسكرية اودت بالنهاية بالملايين من ابناء الشعب هذا،ولنأتي الى ايران وتلك المععة التي باتت تهدد بحرب خفية..ومن التكنولوجيا العسكرية الى تكنولوجيا اخرى اصبحت هي الاخرى تهدد بمستقبل الشباب داخل مجتمعاتنا الشرقية..ليس لانها لاتصلح او قليلة القيمة الذاتية لا ابدا انما لانها وصلت لايدي شعوب غبية لاتعرف كيف تستغلها .
لدينا مثلا هنا ظهرت آفة تكنولوجيا الموبايل..ولنقف معها قليلا..كم فتاة قتلت..كم شاب قتل..كم عائلة اضطرت ان تبيع كل ماتملك لتعطي للطرف الاخر مالا تعويضا على نشر صور تمسهم بالخجل..كم شاب اجبر على الزواج من فتاة اصبحت صورها تملأ الموبايلات..كم...كم...أ ليس هذا الكم يؤذن بتفشي مرض قد يكون من الغباء المتبادل بين الشعب والحكومة تجاهله..لااعلم كيف تروج الحكومة للانفتاح والحرية..ولااعلم تماما بل اجهل تماما كيف يفهم الشعب معنى الانفتاح والحرية..ياترى هل الحرية هو الانحلال من القيم والتبجح..وكأن سنة الشرقي الذي اراه لايثق بنفسه وبافعاله الا اذا امتلك دليلا على مايقول..ويفعل.. هو ان يظل يظهر تفوقه الانحلالي دون غيره..ثم ايتها الحكومة هل تظنين بان الشعب الغبي..يظل يجهل غباءك انت في تفسير ظاهرة الحرية والانفتاح..
اظن بانه قد آن الاوان ان يعر ف الشعب الغبي بان الحكومة الغبية هي من تروج للانفتاح بهذا الشكل..لان الانفتاح ليس ان تقدم للشعب تكنولوجيا تجعلها تنشغل عن سوء استغلالك للسلطة..وانك عاجزة وغير قادرة على تقديم اي جديد من الناحية السياسية والاقتصادية للشعب الذي لم يزل يعاني ازمة وراء اخرى ..فمرة البنزين واخرى الغاز واخرى الكهرباء واخرى النفط واخرى سرقة الاموال واخرى فضائح الاختلاس واخرى بيع الاراضي لغير المستحقين وووو...القائمة تطول.
الانفتاح ليس ان يلتهي الشعب بالموبايل..والبلوتوث..الانفتاح..ليس بناء هذه العمارات..ومراكز الترفيه..الانفتاح ليس...كما تتصورن التعري والانحلال.. لا..ابدا..هناك مفاهيم اخرى للانفتاح قد لاتعيها الشعوب الغبية والحكومات الاغبى...لان الانفتاح الذي نعرفه واظن قلة منا تعرفه..ان نوسع من مدارك الشعب اولا لتقبل المفاهيم التغيرية التي تساعد على خلق نمط اجتماعي جديد بعيد عن التميع والانحلال وانشغال الطاقات الشبابية باللهو والابتعاد عن تقديم ما يوفر للمجتمع الرفاهية والتقدم.. الانفتاح هو ان نزيل حالة الركود على مناهجنا الدراسية..ان نغير نظام الدراسة العسكرية التي نجدها في المتوسطات والاعدادية..بل التي طالت الجامعة..بحيث اصبحت الجامعة مجرد اكاديمية عسكرية فيها العميد هو الامر الناهي والهيئة التدريسية اداة وعصا بيده ضد تطلعات الطلبة..يجب ان ان نعيد صياغة مفهوم الجامعة بحيث تكون مثل تلك المنتديات التي تخرج طاقات الطلبة حتى وان عارضت اهواء القياة السياسية والعسكرية المتمثلة بالعميد وزبانيته..الانفتاح ان يسمح لاصحاب المال ان يدخلوا الساحة الاقتصادية دون ان تفرض عليهم شروط مسبقة ك(يجب ان يكون للحزب الفلاني نسبة..او يجب مشاركة الشخص الفلاني بالمشروع..او....او...) من هذه الامور التي باتت لاتخفى على شخص الا الغبي الذي قد اقتنع بدور البطولة لحكومته الغبية..الانفتاح هو ان يتقبل الانسان منا الاخر لا على اساس قوميته ودينه وفكره وعمله انما على اسس انسانية بحتة..الانفتاح..عذرا لااريد فرض نمط خاص من الانفتاح عليكم ..ولكم ان تفهموا الانفتاح حسب مدارككم الشخصية لكن عليكم الحذر من المفاهيم الغبية.
لقد آن الاوان ل(اللاغباء) ان تدرس بصورة رسمة في جميع المراحل الدراسية..من اجل خلق شعب لاغبي..وتغير حكومات غبية مستمرة..ان حالة الغباء هذه ان استمرت..اصبحت آفة التكنولوجيا امرا لا مفر منه.. فالشعوب ترى في البلوتوث..وما يحدث من تفشي بعض الامور التي تخدش الحياء حياء المجتمعات امرا عصريا وتطورا كبيرا وتقدما..ولاترى في الازمات التي تقتل الجانب الانسب بان يطوله التقدم امرا يعانق الغباء فيهم..يرون في القفزة التكنولوجية امرا تقدميا..ولايرون بان التدرج هو ما اوصلت الدول الصانعة للتكنولوجيا الى ماهي عليه..اننا نعاني في ذواتنا غباءً لاننا نملك ابدا حكومات لاتعي سنة التدرج..لانها هي الاخرى الاغبى..اما لماذا نحن في الغباء نتدرج...وفي التطور لا...؟ سؤال اترك لكم الاجابة عليه
جوتيار تمر
ترجم المقال الى اللغة الكوردية ونشر في جريدة جاودير(The Observer) التي تصدر عن المنظمات الديمقراطية في دهوك..في العدد(28) 11/9/2006.
نشر المقال في مجلة (نوزين) الحياة الجديدة في عدده قبل الاخير
التسميات: Culture
بقلم جوتيار تمر
قد يكون هذا المصطلح جديدا في صفحات الجرائد الشرقية لانها تعودت على التبجيل والتهليل والتبجح والتجبر والظهور على انها هي الاقدم والاكثر حظا من غيرها في الحياة، لان على ارضها ظهرت اقدم الحضارات وظهر ابرز القادة، بل فيها تنزلت اهم الاديان وانتشرت لتصل الى العالم اجمع..بالطبع هي التي ولدت فيها الرسل..من هذا المنطلق كان ولم يزل ويظل الشرقي ينظر الى نفسه سواء أ كان فردا ، شعبا، فكرا، حاكما..فالفرد يستمد تفوقه الذاتي هذا من شعب يسير على نفس خطاه ويحمل نفس طموحه،والشعب يستمد نظرته من نظرة الحاكم العلوية التي بها ينصب نفسه كآله يحكم العالم وليس دولة واحدة تكاد تكون ملاذا للوباء من كثرة الحروب الطاحنة سابقا والان ولاحقا ايضا.
لعل القارئ يقول الان الى اين تريد ان تصل..واقول له اترك بين يديك التفكير بالاسطر السابقة لانني هنا في الاتية لن اجادلك ولا اجادلهم فيما وصل اليه حالهم..انما اريد طرح موضوع متعلق بالشعب الغبي والحكومة الاغبى..من منظور التكلونوجيا..حيث مما لاشك فيه انها استغلت اسوأ استغلال عندنا هنا في الشرق بصورة عامة وفي العراق بصورة خاصة وفي الاقليم بصورة اقرب..وفي محافظتنا هنا بصورة اخص..التكنولوجيا هي حلم كل فرد فما بالك بحلم شعب وحكومات..لكن هي كانت ولم تزل سلاح ذو حدين..قد تكون المدخل للوصول الى الرتب العالية وقد تكون المنفذ الحقيقي للوصول الى ادنى المستويات الانسانية..ومن يتمعن النظر في الاحداث التي اصبحت تتوالى علينا هنا جراء سوأ استغلال التكنولوجيا يظهر له جليا الامر الذي انادي انا به ..وهل يحتاج المرء الى تذكير اننا في العراق مثلا قمنا لعقود من الزمن نحاول مص دم الشعب لصناعة تكنولوجيا عسكرية اودت بالنهاية بالملايين من ابناء الشعب هذا،ولنأتي الى ايران وتلك المععة التي باتت تهدد بحرب خفية..ومن التكنولوجيا العسكرية الى تكنولوجيا اخرى اصبحت هي الاخرى تهدد بمستقبل الشباب داخل مجتمعاتنا الشرقية..ليس لانها لاتصلح او قليلة القيمة الذاتية لا ابدا انما لانها وصلت لايدي شعوب غبية لاتعرف كيف تستغلها .
لدينا مثلا هنا ظهرت آفة تكنولوجيا الموبايل..ولنقف معها قليلا..كم فتاة قتلت..كم شاب قتل..كم عائلة اضطرت ان تبيع كل ماتملك لتعطي للطرف الاخر مالا تعويضا على نشر صور تمسهم بالخجل..كم شاب اجبر على الزواج من فتاة اصبحت صورها تملأ الموبايلات..كم...كم...أ ليس هذا الكم يؤذن بتفشي مرض قد يكون من الغباء المتبادل بين الشعب والحكومة تجاهله..لااعلم كيف تروج الحكومة للانفتاح والحرية..ولااعلم تماما بل اجهل تماما كيف يفهم الشعب معنى الانفتاح والحرية..ياترى هل الحرية هو الانحلال من القيم والتبجح..وكأن سنة الشرقي الذي اراه لايثق بنفسه وبافعاله الا اذا امتلك دليلا على مايقول..ويفعل.. هو ان يظل يظهر تفوقه الانحلالي دون غيره..ثم ايتها الحكومة هل تظنين بان الشعب الغبي..يظل يجهل غباءك انت في تفسير ظاهرة الحرية والانفتاح..
اظن بانه قد آن الاوان ان يعر ف الشعب الغبي بان الحكومة الغبية هي من تروج للانفتاح بهذا الشكل..لان الانفتاح ليس ان تقدم للشعب تكنولوجيا تجعلها تنشغل عن سوء استغلالك للسلطة..وانك عاجزة وغير قادرة على تقديم اي جديد من الناحية السياسية والاقتصادية للشعب الذي لم يزل يعاني ازمة وراء اخرى ..فمرة البنزين واخرى الغاز واخرى الكهرباء واخرى النفط واخرى سرقة الاموال واخرى فضائح الاختلاس واخرى بيع الاراضي لغير المستحقين وووو...القائمة تطول.
الانفتاح ليس ان يلتهي الشعب بالموبايل..والبلوتوث..الانفتاح..ليس بناء هذه العمارات..ومراكز الترفيه..الانفتاح ليس...كما تتصورن التعري والانحلال.. لا..ابدا..هناك مفاهيم اخرى للانفتاح قد لاتعيها الشعوب الغبية والحكومات الاغبى...لان الانفتاح الذي نعرفه واظن قلة منا تعرفه..ان نوسع من مدارك الشعب اولا لتقبل المفاهيم التغيرية التي تساعد على خلق نمط اجتماعي جديد بعيد عن التميع والانحلال وانشغال الطاقات الشبابية باللهو والابتعاد عن تقديم ما يوفر للمجتمع الرفاهية والتقدم.. الانفتاح هو ان نزيل حالة الركود على مناهجنا الدراسية..ان نغير نظام الدراسة العسكرية التي نجدها في المتوسطات والاعدادية..بل التي طالت الجامعة..بحيث اصبحت الجامعة مجرد اكاديمية عسكرية فيها العميد هو الامر الناهي والهيئة التدريسية اداة وعصا بيده ضد تطلعات الطلبة..يجب ان ان نعيد صياغة مفهوم الجامعة بحيث تكون مثل تلك المنتديات التي تخرج طاقات الطلبة حتى وان عارضت اهواء القياة السياسية والعسكرية المتمثلة بالعميد وزبانيته..الانفتاح ان يسمح لاصحاب المال ان يدخلوا الساحة الاقتصادية دون ان تفرض عليهم شروط مسبقة ك(يجب ان يكون للحزب الفلاني نسبة..او يجب مشاركة الشخص الفلاني بالمشروع..او....او...) من هذه الامور التي باتت لاتخفى على شخص الا الغبي الذي قد اقتنع بدور البطولة لحكومته الغبية..الانفتاح هو ان يتقبل الانسان منا الاخر لا على اساس قوميته ودينه وفكره وعمله انما على اسس انسانية بحتة..الانفتاح..عذرا لااريد فرض نمط خاص من الانفتاح عليكم ..ولكم ان تفهموا الانفتاح حسب مدارككم الشخصية لكن عليكم الحذر من المفاهيم الغبية.
لقد آن الاوان ل(اللاغباء) ان تدرس بصورة رسمة في جميع المراحل الدراسية..من اجل خلق شعب لاغبي..وتغير حكومات غبية مستمرة..ان حالة الغباء هذه ان استمرت..اصبحت آفة التكنولوجيا امرا لا مفر منه.. فالشعوب ترى في البلوتوث..وما يحدث من تفشي بعض الامور التي تخدش الحياء حياء المجتمعات امرا عصريا وتطورا كبيرا وتقدما..ولاترى في الازمات التي تقتل الجانب الانسب بان يطوله التقدم امرا يعانق الغباء فيهم..يرون في القفزة التكنولوجية امرا تقدميا..ولايرون بان التدرج هو ما اوصلت الدول الصانعة للتكنولوجيا الى ماهي عليه..اننا نعاني في ذواتنا غباءً لاننا نملك ابدا حكومات لاتعي سنة التدرج..لانها هي الاخرى الاغبى..اما لماذا نحن في الغباء نتدرج...وفي التطور لا...؟ سؤال اترك لكم الاجابة عليه
جوتيار تمر
ترجم المقال الى اللغة الكوردية ونشر في جريدة جاودير(The Observer) التي تصدر عن المنظمات الديمقراطية في دهوك..في العدد(28) 11/9/2006.
نشر المقال في مجلة (نوزين) الحياة الجديدة في عدده قبل الاخير
التسميات: Culture
تعليق