المقامة العلاجية
حدثنا عدنان بن يوسف قال:
أصابني شديد خوف ورهبة بعد أن أيقظتني آلام في عظام الرقبة ، فلم استطع تحريك رأسي حتى ولو ناداني الجن والإنس ، فقلت هذا التهاب في الأوتار وقد اعتراني ليلا لا في النهار ، فيجب معالجته في الحال وأنفق في معالجته كثير مال, فآلامي لا تطاق ولا تشفى إلا في الإنفاق قيل أن تلتف الساق بالساق ،
فذهبت إلى مبجل حكيم ، ووصفت له حال جسمي السقيم ، فجس بأصابعه .. بداية على اليدين ثم انتقل إلى أصابع القدمين وقال : الحمد لله لا تحتاج إلى كي بالنار، وإنما إلى التداوي بعقار سأوصفه لك باقتدار، وقال : تأخذ مرارة حمار، وتعصرها في جرة من فخار، وتدهن آلامك ليلا وفي النهار، فتشفى بإذن الواحد القهار ، ففعلت ما قال وساءت بعدها الأحوال ، فابتعد الأولاد عني والنساء، لعدم اقترابي من العطور والصابون والماء ، وانتشرت رائحتي العفنة من مساسي لعصارة المرارة النتنة ، ولم تشف آلامي وانتقلت إلى أعلى الظهر أسقامي .
وبعدها ذهبت إلى احد العارفين ، وقلت انجدني يا سيد العالمين وخلصني من هذا الألم اللعين ، فكتب لي حجاب، وقال ادفنه تحت عتبة الباب، واستصرخ الأولياء والصالحين، وقل انجدوني يا مجتبين، وأبعدوا عني الجن والشياطين، وسوف تشفى ولو بعد حين ، فقلت لهم ذلك ولم يكونوا من السامعين فكأن لهم أذن من طين وأخرى من عجين ، ولم اشف من مرضي ولا زال يزعجني ألمي .
فقررت الاستعانة بالجهابذة الأطباء فعندهم أنواع متعددة من الدواء من حبوب وكبسولات وحقن تمزج بالماء ، فابتلعت حبوبا حتى تقرحت معدتي ، وأخذت من الحقن حتى تورمت إليتي، ومن التحاميل حتى تجرحت فتحتي، ومع ذلك لم تشف رقبتي وبقيت أصارع بلوتي .
وفي صبيحة يوم جاءني أحد الأطباء وقال عندي لك العلاج الشافي والدواء وهو سر لا افشيه لكل من شاء ، فقلت أسعفني به يرحمك رب السماء ، فقال عليك بالنحل فعسله شفاء ولسعه دواء فتحمل هذه اللسعات، من هذه العشر نحلات ،فوافقت فورا وقلت له الم ساعة ولا الم كل ساعة .
فقرب نحلة تحت أذني، وما إن دخل السم جسمي حتى انطلق الشرر من عيني وقفزت عاليا في الهواء واستنجدت برب الأرض والسماء ، وكرر هذا الأمر حتى انتهى من النحلات العشر وبعدها تورمت رقبتي كثيرا، وشبهتها برقبة خنزيرا، ومع ذلك كنت مسرورا، وسألني عن سر هذا السرور فأنشدته هذه السطور :
تسألني عن بهجتي وانفراج الأسارير
فقلت لا اشكر إلا صاحب الأمر والتدبير
بأن الدواء كان لسع نحل
ولم يكن سم عقارب أو لدغ الدبابير
وإن علتي موجودة تحت أذني
ولم تكن موجودة في البواسير
حدثنا عدنان بن يوسف قال:
أصابني شديد خوف ورهبة بعد أن أيقظتني آلام في عظام الرقبة ، فلم استطع تحريك رأسي حتى ولو ناداني الجن والإنس ، فقلت هذا التهاب في الأوتار وقد اعتراني ليلا لا في النهار ، فيجب معالجته في الحال وأنفق في معالجته كثير مال, فآلامي لا تطاق ولا تشفى إلا في الإنفاق قيل أن تلتف الساق بالساق ،
فذهبت إلى مبجل حكيم ، ووصفت له حال جسمي السقيم ، فجس بأصابعه .. بداية على اليدين ثم انتقل إلى أصابع القدمين وقال : الحمد لله لا تحتاج إلى كي بالنار، وإنما إلى التداوي بعقار سأوصفه لك باقتدار، وقال : تأخذ مرارة حمار، وتعصرها في جرة من فخار، وتدهن آلامك ليلا وفي النهار، فتشفى بإذن الواحد القهار ، ففعلت ما قال وساءت بعدها الأحوال ، فابتعد الأولاد عني والنساء، لعدم اقترابي من العطور والصابون والماء ، وانتشرت رائحتي العفنة من مساسي لعصارة المرارة النتنة ، ولم تشف آلامي وانتقلت إلى أعلى الظهر أسقامي .
وبعدها ذهبت إلى احد العارفين ، وقلت انجدني يا سيد العالمين وخلصني من هذا الألم اللعين ، فكتب لي حجاب، وقال ادفنه تحت عتبة الباب، واستصرخ الأولياء والصالحين، وقل انجدوني يا مجتبين، وأبعدوا عني الجن والشياطين، وسوف تشفى ولو بعد حين ، فقلت لهم ذلك ولم يكونوا من السامعين فكأن لهم أذن من طين وأخرى من عجين ، ولم اشف من مرضي ولا زال يزعجني ألمي .
فقررت الاستعانة بالجهابذة الأطباء فعندهم أنواع متعددة من الدواء من حبوب وكبسولات وحقن تمزج بالماء ، فابتلعت حبوبا حتى تقرحت معدتي ، وأخذت من الحقن حتى تورمت إليتي، ومن التحاميل حتى تجرحت فتحتي، ومع ذلك لم تشف رقبتي وبقيت أصارع بلوتي .
وفي صبيحة يوم جاءني أحد الأطباء وقال عندي لك العلاج الشافي والدواء وهو سر لا افشيه لكل من شاء ، فقلت أسعفني به يرحمك رب السماء ، فقال عليك بالنحل فعسله شفاء ولسعه دواء فتحمل هذه اللسعات، من هذه العشر نحلات ،فوافقت فورا وقلت له الم ساعة ولا الم كل ساعة .
فقرب نحلة تحت أذني، وما إن دخل السم جسمي حتى انطلق الشرر من عيني وقفزت عاليا في الهواء واستنجدت برب الأرض والسماء ، وكرر هذا الأمر حتى انتهى من النحلات العشر وبعدها تورمت رقبتي كثيرا، وشبهتها برقبة خنزيرا، ومع ذلك كنت مسرورا، وسألني عن سر هذا السرور فأنشدته هذه السطور :
تسألني عن بهجتي وانفراج الأسارير
فقلت لا اشكر إلا صاحب الأمر والتدبير
بأن الدواء كان لسع نحل
ولم يكن سم عقارب أو لدغ الدبابير
وإن علتي موجودة تحت أذني
ولم تكن موجودة في البواسير