حديث المنازل والديار

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #31
    [align=justify]طنجة مدينة استهوتني منذ قرأت في رحلة ابن بطوطة أنه ألقى عصا التسيار فيها بعد عودته من رحلته حول العالم .. فقلت في نفسي: لا شك في أن لتفضيله إياها عما سواها من المدائن سرا .. فزرتها مرات كثيرة، وكنت في كل مرة أكتشف سرا من أسرار جاذبية طنجة .. وكان آخر عهدي بها قبل ثلاث سنوات من الآن.

    في طنجة تلتقي الثقافات المختلفة، وتلتقي الأجناس المختلفة، ويلتقي البحران: البحر الأبيض المتوسط، والمحيط الأطلسي .. وقد يكون هذان البحران المقصودين بقوله تعالى في سورة الرحمن: (مرج البحرين يلتقيان‏. بينهما برزخ لا يبغيان‏)، وقد تكون هي البرزخ، والله أعلم. ومن طنجة انطلق طارق بن زياد لفتح الأندلس .. وهواؤها من أطيب الهواء.

    زرت طنجة اليوم، وتعرفت عليها بعد جهد جهيد .. لقد تغيرت طنجة التي أعرف كثيرا .. تغيرت طنجة التاريخ، طنجة ملتقى الثقافات المختلفة .. تراجعت كثيرا أمام ثقافة الاسمنت المسلح التي تكتسح المدينة بعدوانية لا مثيل لها .. وانهزمت أمام ثقافة المدن السياحية ..

    فتساءلت من جديد: هل كان ابن بطوطة سيلقي عصا التسيار فيها لو زارها اليوم يا ترى؟

    لا أدري. ولكني أجزم أن قطيعة بين طنجة وتاريخها على وشك الوقوع .. [/align]

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
      • May 2006
      • 5732

      #32
      [align=justify]لا يدري من أين يأتيه ذلك الشعور الغريب الذي ينتابه كل مرة يعبر فيها، وهو في طريقه إلى إسبانيا فالمغرب، مدائن جنوب غربي فرنسا وخاصة (تور)، و(بواتييه)، و(بوردو) .. ولا يدري لم يؤجل، في كل مرة، توقفه للإستراحة من عناء السفر بالسيارة، حتى (بواتييه) أو (بلاط الشهداء) كما تسميها مصادر العرب .. (بلاط الشهداء)، حيث أفضى عبدالرحمن الغافقي وصحبه ..

      عبر بلاط الشهداء مرتين هذا العام، مرة في تموز، وأخرى في آب. كان الجو هذا العام ممطرا .. فنزل فيها للصلاة والراحة مرتين .. وفي المرتين كان يظهر له شيخ جليل يأخذ بيده ويصطحبه معه إلى مجلس ذكر مهيب يتلو فيه مع صحبه وردا كان نسيه .. فيمشي معه وهو يبكي ..

      بواتييه .. بلاط الشهداء .. مدينة يخفق فيها قلبك خفقانا وأي خفقان .. ربما لأن الشيخ وصحبه يتحسرون فيها على العابرين من الجنوب إلى الشمال، ومن الشمال إلى الجنوب، ويعتبون على من لا يتوقف منهم لإلقاء السلام عليهم، ولحضور مجلسهم، وتلاوة الورد معهم.

      بواتييه .. بلاط الشهداء .. تاريخ حزين .. [/align]

      تعليق

      • حامد السحلي
        إعراب e3rab.com
        • Nov 2006
        • 1374

        #33
        المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان
        <p class="msonormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: Rtl; unicode-bidi: Embed; text-align: Center" align="center"><b><span lang="ar-sa" style="font-size: 24pt; color: Blue; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">نزهة شواء</span></b><b><span dir="ltr" style="font-size: 24pt; color: Blue; mso-bidi-font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><p></p></span></b></p><p class="msonormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: Rtl; unicode-bidi: Embed; text-align: Justify"><b><span lang="ar-sa" style="font-size: 24pt; color: Blue; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">فلسطيني مُعَتَّر .. ومصري مُشَحَّر .. وسوري مُشَنْطَط .. أرادوا أن يفرحوا .. فذهبوا في نزهة إلى غابة على سفح جبل يطل على أثينا .. وقد أخذوا معهم كل ما يلزم من معدات الشواء، وآلات السمر ..<p></p></span></b></p><p class="msonormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: Rtl; unicode-bidi: Embed; text-align: Justify"><b><span lang="ar-sa" style="font-size: 24pt; color: Blue; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">طارت شرارة في أثناء إشعال الفحم .. ونشب حريق مخيف أتى على الفحم واللحم .. ثم نجوا من النار بأعجوبة!<p></p></span></b></p><p class="msonormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: Rtl; unicode-bidi: Embed; text-align: Justify"><b><span lang="ar-sa" style="font-size: 24pt; color: Blue; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">فقال الأول: "أنا يا جماعة النار تلحقني أينما ذهبت"!<p></p></span></b></p><p class="msonormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: Rtl; unicode-bidi: Embed; text-align: Justify"><b><span lang="ar-sa" style="font-size: 24pt; color: Blue; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">وأجاب الثاني: "إجِت الحزينة لَتِفرَح .. ما لَقِتْ مَطرَح"!<p></p></span></b></p><p class="msonormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: Rtl; unicode-bidi: Embed; text-align: Justify"><b><span lang="ar-sa" style="font-size: 24pt; color: Blue; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">وختم السوري بالقول: "يا اللي ما له حَظ .. لا يشقى ولا يتعب"!<p></p></span></b></p><p class="msonormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: Rtl; unicode-bidi: Embed; text-align: Justify"><b><span lang="ar-sa" style="font-size: 24pt; color: Blue; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">وعادوا بكفين منكرين لا يعلم لمن هما!</span></b><b><span lang="ar-sa" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><p></p></span></b></p>
        معناها هؤلاء هم المسؤولون عن حرائق اليونان:-)
        إعراب نحو حوسبة العربية
        http://e3rab.com/moodle
        المهتمين بحوسبة العربية
        http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
        المدونات العربية الحرة
        http://aracorpus.e3rab.com

        تعليق

        • عبدالرحمن السليمان
          عضو مؤسس، أستاذ جامعي
          • May 2006
          • 5732

          #34
          المشاركة الأصلية بواسطة hamed_suhli
          معناها هؤلاء هم المسؤولون عن حرائق اليونان:-)
          [align=justify]أخي الأستاذ حامد،

          هذه قصة خيالية يا عافاك الله ليس لها علاقة بالحرائق التي تنشب في الغابات إلا في الخيال!

          وهلا وغلا.[/align]

          تعليق

          • دعد قنوع
            أديبة وباحثة
            • Oct 2009
            • 4

            #35
            أشكري أخي الكريم لأجل هذه السياحة المجانية مع الرفقة الطيبة
            دمت رفيقي
            [frame="10 98"][frame="12 98"]لاتكن أسهل مافي الحياة ولا أصعب مافيها بل كن أنت الحياة بكل معانيها[/frame][/frame]

            تعليق

            • عبدالرحمن السليمان
              عضو مؤسس، أستاذ جامعي
              • May 2006
              • 5732

              #36
              المشاركة الأصلية بواسطة دعد قنوع
              أشكري أخي الكريم لأجل هذه السياحة المجانية مع الرفقة الطيبة
              دمت رفيقي
              [align=justify]أهلا وسهلا ومرحبا بك وبأهل اللاذقية الكرام في الجمعية أختنا الكريمة الأستاذة دعد قنوع، وشكرا جزيلا على مرورك العطر.

              وهلا وغلا.[/align]

              تعليق

              • saaleh
                عضو منتسب
                • Mar 2007
                • 96

                #37
                المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان
                [align=justify]
                [align=center]
                فقل ذاك دهر تقادم عهــــــــده *** وأعقبه دهر كثير العوائـــــــق
                ![/align]


                [/align]
                أليست:
                فقل ذاك دهر قد تقادم عهده ***

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                  • May 2006
                  • 5732

                  #38
                  المشاركة الأصلية بواسطة saaleh
                  أليست:
                  فقل ذاك دهر قد تقادم عهده ***
                  [align=justify]
                  أجل أخي د. صالح، فوزن البيت لا يستقيم بدون قد!
                  وألف شكر لك.
                  وهلا وغلا![/align]

                  تعليق

                  • عبدالرحمن السليمان
                    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                    • May 2006
                    • 5732

                    #39
                    مقرئ (سيدي حرازم)




                    [align=justify]كان الطقس حارا جدا عندما اقتربت من مدينة (فاس) في أواخر شهر تموز/يوليوز من هذه السنة. كنت وقتها في طريقي إلى مدينة (وجدة) شرقي المغرب. فقلت في نفسي: أتوقف عند البئر المعدنية الشهيرة "سيدي حرازم"، فأتوضأ ثمة، وأطعم ما شاء الله لي أن أطعم، ثم أستريح في ظل من ظلال البئر الوارفة.

                    وسيدي حرازم بئر معدنية كبيرة قريبة من فاس، بني عليها مكان للاستراحة والجلوس، ومطاعم، يؤمها الناس من كل مكان لمياهها المعدنية أو للشفاء فيها من الأمراض ببركة "سيدي حرازم" الذي كان – وفقا لرواية جدة أم العيال، البالغة من العمر مائة عام ونيف – أطال الله بقاءها – وليا من أولياء الله الصالحين.

                    نزلت في سيدي حرازم .. وكانت درجة الحرارة فوق الخمسين درجة، والهواء الساخن يلفحك .. وذهبت إلى الظل لأتخلص من الحر فإذا الظل في "سيدي حرازم" مثل عدمه .. شربنا الماء، وتوضأنا .. وطعمنا ما كتب الله لنا أن نطعم، وملأنا قربتين من الماء المعدني المبارك .. وانطلقنا باتجاه موقف السيارة. وبينما نحن نغادر المكان سمعنا صوتا يتلو من الذكر الحكيم استوقفني كثيرا لحلاوته .. بدا الصوت مسجلا، وبدأت أقتفي مصدره، فإذا هو مقرئ جالس بإزاء الدرج الموجود في مدخل البناء المبني على البئر .. صوت يخترق جميع الحواجز ليصل إلى شغاف قلب المستمع فيسحره .. صوت أخاذ غاية في الحسن .. وتجويد غاية في الإتقان .. وتلاوة غاية في الجمال .. وحلاوة وخشوع عجيب الفعل التأثير ..

                    اقتربت من الصوت، فإذا هو صوت مقرئ ضرير .. يجلس تحت ظل نخلة في حديقة "سيدي" حرازم، يرتدي جلبابا من الجلابيب المغربية السميكة المصنوعة من الصوف الخالص، في عز الصيف، وقد تجاوزت درجة الحرارة الخميسن .. مقرئ رزقه الله صوتا لم أسمع أجمل منه في حياتي .. وتلاوة تسحر الألباب لحلاوتها وتجعل العيون تفيض عبرات لخشوعها .. صوت مختلف وتلاوة مختلفة انتابني معهما شعور مختلف جدا ..

                    وألفيتني آمر أهلي بالجلوس والإنصات، فكانت لحظات سكينة واعتبار وتأمل ..

                    وكانت لحظات حزن شديد على أقدار الموهوبين من ذوي العاهات في دنيا العرب .. [/align]

                    تعليق

                    يعمل...