[align=center]باريس، 6 أيار/مايو 2012
[/align]
[align=justify]كانت باريس في طريقي اليوم وأنا عائد إلى بلجيكا من سفر، فتوقفت في فضائها وتناولت طعام الغداء ..
كانت الحركة فيها غير عادية، وكيف تكون كذلك وهي تنتخب ــ مع سائر مدن فرنسا ــ رئيسا لها، يخدم شعبها ويعلي من شأنها بين الأمم .. وفي طريقي إلى بلجيكا سمعت أن المرشح الاشتراكي هولاند فاز. ثم سمعت فيما بعد ساركوزي يشكر الناخبين ..
لقد فرضت المقارنة نفسها عليّ وأنا أسوق السيارة في اتجاه الشمال ودرجة الحرارة لا تكاد تتجاوز العشر درجات، فتذكرت كيف يتداول الحكام السلطة في بلادنا .. لقد أفضت بي المقارنة للتأمل من جديد في مفهوم كلمة دولة في العربية، فإذا بي أرى، مرة أخرى، أن الدولة "ملك منقول" كما يقول أهل القانون، يتداوله "ذوو الأملاك"، وليس "ملكا ثابتا" يتداول هو من يَخدمُه كما كان الأمر عليه فجر الإسلام، وكما هو الأمر عليه عند الأمم المتحضرة، ومنها فرنسا .. لذلك لا يرى حكامنا في شعوبهم سوى قطيع يتداولونه ويسحقونه إن هو طالب حكامه أن يعاملوه معاملة البشر، لأن الأمر لا يعدو كونه دولة وتداولا لما فيها ..
أحزنتني المقارنة .. وأحزنني التأمل، وأحزنني حال أوطاننا، وألفيتني أغبط أهل فرنسا، رغم كل شيء، على حالهم، وأرثي أهل أوطاننا، على حالهم أيضا ..
ولله في خلقه شؤون.
[/align]
[/align]
[align=justify]كانت باريس في طريقي اليوم وأنا عائد إلى بلجيكا من سفر، فتوقفت في فضائها وتناولت طعام الغداء ..
كانت الحركة فيها غير عادية، وكيف تكون كذلك وهي تنتخب ــ مع سائر مدن فرنسا ــ رئيسا لها، يخدم شعبها ويعلي من شأنها بين الأمم .. وفي طريقي إلى بلجيكا سمعت أن المرشح الاشتراكي هولاند فاز. ثم سمعت فيما بعد ساركوزي يشكر الناخبين ..
لقد فرضت المقارنة نفسها عليّ وأنا أسوق السيارة في اتجاه الشمال ودرجة الحرارة لا تكاد تتجاوز العشر درجات، فتذكرت كيف يتداول الحكام السلطة في بلادنا .. لقد أفضت بي المقارنة للتأمل من جديد في مفهوم كلمة دولة في العربية، فإذا بي أرى، مرة أخرى، أن الدولة "ملك منقول" كما يقول أهل القانون، يتداوله "ذوو الأملاك"، وليس "ملكا ثابتا" يتداول هو من يَخدمُه كما كان الأمر عليه فجر الإسلام، وكما هو الأمر عليه عند الأمم المتحضرة، ومنها فرنسا .. لذلك لا يرى حكامنا في شعوبهم سوى قطيع يتداولونه ويسحقونه إن هو طالب حكامه أن يعاملوه معاملة البشر، لأن الأمر لا يعدو كونه دولة وتداولا لما فيها ..
أحزنتني المقارنة .. وأحزنني التأمل، وأحزنني حال أوطاننا، وألفيتني أغبط أهل فرنسا، رغم كل شيء، على حالهم، وأرثي أهل أوطاننا، على حالهم أيضا ..
ولله في خلقه شؤون.
[/align]