نشرت صحيفة الوطن السعودية في عددها الصادر بتاريخ الثامن من أغسطس/آب 2007 مقابلة صحفية أجراها الصحفي الأستاذ خالد المحاميد وقد أورد فيما نشره من هذه المقابلة أخطاء كبيرة اضطررت إلى تصحيحها ، وأستميح الإخوة المترجمين عذرا في نشري نص هذه المقابلة وتصحيحي لها.
جدة: خالد المحاميد
أكد المؤرخ التركي أحمد كمال خوجة أن 80 ألف دفتر من "الصرة الهيمونية" تخص منطقة الجزيرة العربية تنتظر التصنيف والترجمة، وأضاف: لقد استطاعت الحكومة التركية تصنيف 80 مليون مخطوطة عثمانية من بين 250 مليون مخطوطة يعود بعضها إلى عام 900 ميلادي.
وكان المؤرخ التركي في زيارة إلى جدة حين التقته "الوطن" وهو يبحث عن ممول لإقامة معهد يدرس اللغة العثمانية القديمة.
وقال خوجة الذي يزيد عمره عن الستين عاماً لقد بلغت من العمر عتياً وينتابني القلق على المخطوطات العثمانية التي تخص المنطقة العربية.
وأجاب عن أسباب قلقه بقوله: لقد ولدت وترعرعت في سوريا وعملت في المملكة العربية السعودية لفترة طويلة، وثقافتي إسلامية عربية، وقد وجدت من خلال اهتمامي بالمخطوطات العثمانية أن الحكومة التركية صنفت ما يقارب 80 مليون مخطوطة، غير أنها أعطت الأولوية في التصنيف للمخطوطات التي تهم مصالحها، ولذلك لابد من إنشاء معهد للغة العثمانية القديمة للعمل على تصنيف ملايين المخطوطات التي تهم المنطقة العربية.
واعتبر المؤرخ التركي أن ضرورة تأسيس هذا المعهد، تأتي من عدم توفر من يكتب ويتحدث باللغة العثمانية القديمة، سوى بضعة أشخاص يعدون على أصابع اليد الواحدة أصغرهم في الستين من عمره، وهذا يعني أنه لن يكون هناك أحد يهتم في هذا الجانب ما لم نسارع بإنشاء معهد يدرب ما يقارب 100 طالب على قراءة ونشر هذه المخطوطات مستقبلاً.
وقال للأسف كل من قابلته يريد أن يشتري بعض هذه الوثائق مترجمة، ويهمه أن يحصل على ما يخدم مصلحته، ويقطفون ثمار استثمارهم سريعاً من دون أن يحسبوا الأهمية المستقبلية لمشروع ثقافي على قدر كبير من الأهمية.
وتحدث كمال خوجة عن وجود 80 ألف صرة من الصرر الهيمونية، وهي تلك المبالغ من الأموال التي كان يرسلها الخليفة العثماني إلى شيوخ القبائل ورجال الدين وكبار الأسر العربية وأتباعهم والموالين للدولة.
وقال خوجة إن هذه الدفاتر تؤرخ للوضع الاجتماعي، وفيها تقارير وافية عن الشخصيات التي استفادت منها وعن مكان سكنهم بحيث يمكننا معرفة دقائق المجتمع الحجازي مثلاً من خلال هذه الصرر، ومن هي الشخصيات المتنفذة وعدد أتباعهم ومجال نفوذهم الاجتماعي والسياسي.
ويحمل خوجة في جعبته نماذج من المخطوطات والوثائق التركية، وقال: هناك الكثير من الوثائق ترصد الأوقاف الإسلامية للحرمين الشريفين في معظم البلدان التي حكمها العثمانيون والتي تمتد من الصين شرقاً وحتى النمسا في أوروبا، كما أن فيها وثائق الوقف الإسلامي داخل بلاد الحرمين الشريفين.
ويشكو خوجة من تقدمه في العمر، ويقول: لم يعد لي مطمع بالمال فأنا بالكاد أستطيع أن آكل ما أشتهيه، وكل من عرضت عليه المشروع يقول لي إنه مهتم بشراء صور الوثائق وترجمتها، لكن هدفي أسمى من ذلك وأكبر.
وعن حل هذه المعضلة قال خوجة: رأينا مئات الأثرياء في العالم يمولون جامعات كبيرة، ويوقفون ثروات طائلة من أجل التعليم والعلم، لكننا لا نعرف مثلهم في عالمنا الإسلامي الذي يفضل أثرياؤه بناء مسجد على إقامة مدرسة، فلا بد إذن من تدخل الحكومات التي عليها التضامن لإنشاء معهد متخصص في الوثائق والمخطوطات العثمانية.
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الأستاذ خالد المحاميد
تحية خالصة لك مع أعماق قلبي ولكن....
هذه التحية لا تمنعني من إبداء بعض الملاحظات على ما كتبته في صحيفة الوطن الغراء فيما يتعلق بالمعلومات التي قدمتها عن الوثائق العثمانية. لقد كانت المعلومات التي قدمتها لك لا تطابق ما نشرته في الصحيفة.
فمثلا أنا لست مؤرخا تركيا، بل مجرد خبير وثائق عثمانية ومترجم هذه الوثائق إلى اللغة العربية، ثم إن عدد دفاتر الصرر الهمايونية أربعون ألفا وليست ثمانين ألفا، كما إنك حذفت الدفتر وجعلت الصرر الهمايونية ثمانين ألفا
وبالنسبة للوثائق المصنفة حتى الآن أعطيتك رقم مائة مليون ، لكنك ذكرت أن المصنف ثمانين مليون فقد اختلط عليك الأمر بين الملايين الثمانين من الوثائق المتعلقة بالعالم العربي وبين الملايين المائة المصنفة من الوثائق من عام 1925 حتى الآن.
وذكرت في مقالك " ولذلك لابد من إنشاء معهد للغة العثمانية القديمة للعمل على تصنيف ملايين المخطوطات التي تهم المنطقة العربية" وهذا خطأ آخر فمثل هذا المعهد لا يعمل على تصنيف الوثائق بل لإعداد مترجمين يقومون بترجمة هذه الوثائق. أما التصنيف فهو عمل دار الوثائق نفسها.
وما أخشاه من هذه الأغلاط أن يرجع الناس إلى ما نشرته في العام الماضي عن الوثائق العثمانية ليجدوا هذا الفرق في الأرقام والمعلومات. كما أن مقابلاتي مع الصحف العربية والأجنبية كثيرة لكن المعلومات متطابقة، وبذلك سيظهر الفرق بين ما نشرته أنت في صحيفة الوطن وبين ما نشره غيرك في الصحف الأخرى.
لذلك أرجو منك تلافي هذا الخطأ بطريقة من الطرق.
ولك مني خالص التحية
اسطنبول في 6/8/2007 كمال أحمد خوجة
جدة: خالد المحاميد
أكد المؤرخ التركي أحمد كمال خوجة أن 80 ألف دفتر من "الصرة الهيمونية" تخص منطقة الجزيرة العربية تنتظر التصنيف والترجمة، وأضاف: لقد استطاعت الحكومة التركية تصنيف 80 مليون مخطوطة عثمانية من بين 250 مليون مخطوطة يعود بعضها إلى عام 900 ميلادي.
وكان المؤرخ التركي في زيارة إلى جدة حين التقته "الوطن" وهو يبحث عن ممول لإقامة معهد يدرس اللغة العثمانية القديمة.
وقال خوجة الذي يزيد عمره عن الستين عاماً لقد بلغت من العمر عتياً وينتابني القلق على المخطوطات العثمانية التي تخص المنطقة العربية.
وأجاب عن أسباب قلقه بقوله: لقد ولدت وترعرعت في سوريا وعملت في المملكة العربية السعودية لفترة طويلة، وثقافتي إسلامية عربية، وقد وجدت من خلال اهتمامي بالمخطوطات العثمانية أن الحكومة التركية صنفت ما يقارب 80 مليون مخطوطة، غير أنها أعطت الأولوية في التصنيف للمخطوطات التي تهم مصالحها، ولذلك لابد من إنشاء معهد للغة العثمانية القديمة للعمل على تصنيف ملايين المخطوطات التي تهم المنطقة العربية.
واعتبر المؤرخ التركي أن ضرورة تأسيس هذا المعهد، تأتي من عدم توفر من يكتب ويتحدث باللغة العثمانية القديمة، سوى بضعة أشخاص يعدون على أصابع اليد الواحدة أصغرهم في الستين من عمره، وهذا يعني أنه لن يكون هناك أحد يهتم في هذا الجانب ما لم نسارع بإنشاء معهد يدرب ما يقارب 100 طالب على قراءة ونشر هذه المخطوطات مستقبلاً.
وقال للأسف كل من قابلته يريد أن يشتري بعض هذه الوثائق مترجمة، ويهمه أن يحصل على ما يخدم مصلحته، ويقطفون ثمار استثمارهم سريعاً من دون أن يحسبوا الأهمية المستقبلية لمشروع ثقافي على قدر كبير من الأهمية.
وتحدث كمال خوجة عن وجود 80 ألف صرة من الصرر الهيمونية، وهي تلك المبالغ من الأموال التي كان يرسلها الخليفة العثماني إلى شيوخ القبائل ورجال الدين وكبار الأسر العربية وأتباعهم والموالين للدولة.
وقال خوجة إن هذه الدفاتر تؤرخ للوضع الاجتماعي، وفيها تقارير وافية عن الشخصيات التي استفادت منها وعن مكان سكنهم بحيث يمكننا معرفة دقائق المجتمع الحجازي مثلاً من خلال هذه الصرر، ومن هي الشخصيات المتنفذة وعدد أتباعهم ومجال نفوذهم الاجتماعي والسياسي.
ويحمل خوجة في جعبته نماذج من المخطوطات والوثائق التركية، وقال: هناك الكثير من الوثائق ترصد الأوقاف الإسلامية للحرمين الشريفين في معظم البلدان التي حكمها العثمانيون والتي تمتد من الصين شرقاً وحتى النمسا في أوروبا، كما أن فيها وثائق الوقف الإسلامي داخل بلاد الحرمين الشريفين.
ويشكو خوجة من تقدمه في العمر، ويقول: لم يعد لي مطمع بالمال فأنا بالكاد أستطيع أن آكل ما أشتهيه، وكل من عرضت عليه المشروع يقول لي إنه مهتم بشراء صور الوثائق وترجمتها، لكن هدفي أسمى من ذلك وأكبر.
وعن حل هذه المعضلة قال خوجة: رأينا مئات الأثرياء في العالم يمولون جامعات كبيرة، ويوقفون ثروات طائلة من أجل التعليم والعلم، لكننا لا نعرف مثلهم في عالمنا الإسلامي الذي يفضل أثرياؤه بناء مسجد على إقامة مدرسة، فلا بد إذن من تدخل الحكومات التي عليها التضامن لإنشاء معهد متخصص في الوثائق والمخطوطات العثمانية.
بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي الأستاذ خالد المحاميد
تحية خالصة لك مع أعماق قلبي ولكن....
هذه التحية لا تمنعني من إبداء بعض الملاحظات على ما كتبته في صحيفة الوطن الغراء فيما يتعلق بالمعلومات التي قدمتها عن الوثائق العثمانية. لقد كانت المعلومات التي قدمتها لك لا تطابق ما نشرته في الصحيفة.
فمثلا أنا لست مؤرخا تركيا، بل مجرد خبير وثائق عثمانية ومترجم هذه الوثائق إلى اللغة العربية، ثم إن عدد دفاتر الصرر الهمايونية أربعون ألفا وليست ثمانين ألفا، كما إنك حذفت الدفتر وجعلت الصرر الهمايونية ثمانين ألفا
وبالنسبة للوثائق المصنفة حتى الآن أعطيتك رقم مائة مليون ، لكنك ذكرت أن المصنف ثمانين مليون فقد اختلط عليك الأمر بين الملايين الثمانين من الوثائق المتعلقة بالعالم العربي وبين الملايين المائة المصنفة من الوثائق من عام 1925 حتى الآن.
وذكرت في مقالك " ولذلك لابد من إنشاء معهد للغة العثمانية القديمة للعمل على تصنيف ملايين المخطوطات التي تهم المنطقة العربية" وهذا خطأ آخر فمثل هذا المعهد لا يعمل على تصنيف الوثائق بل لإعداد مترجمين يقومون بترجمة هذه الوثائق. أما التصنيف فهو عمل دار الوثائق نفسها.
وما أخشاه من هذه الأغلاط أن يرجع الناس إلى ما نشرته في العام الماضي عن الوثائق العثمانية ليجدوا هذا الفرق في الأرقام والمعلومات. كما أن مقابلاتي مع الصحف العربية والأجنبية كثيرة لكن المعلومات متطابقة، وبذلك سيظهر الفرق بين ما نشرته أنت في صحيفة الوطن وبين ما نشره غيرك في الصحف الأخرى.
لذلك أرجو منك تلافي هذا الخطأ بطريقة من الطرق.
ولك مني خالص التحية
اسطنبول في 6/8/2007 كمال أحمد خوجة
تعليق