تويت
هذه وثيقة باللغة العربية وهي رسالة أرسلها مسلمو الجزائر إلى السلطان العثماني طالبين فيها قبولهم في عداد الممالك العثمانية وهي تنشر لأول مرة آمل أن تنال إعجاب الإخوة المترجمين
وهي هدية مني بعد انقطاع طويل مع المعذرة
كمال خوجة
الحمد لله أيد الدين بعز سياسة السلاطين واجتماع كلمة المسلمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد كاشف الغمة ومنور الظلمة ومقرر حكم ما اجمعت عليه الأمة. وعلى آله وأصحابه الملبين دعوته بالسمع والطاعة ما انتظم أمر المسلمين وكانت يد الله مع الجماعة وعلى أتباعه وأشياعه ومحبيه إلى قيام الساعة، والدعاء الصالح عن خلاصة الإخلاص لمستحقه بعموم النفع ومواجب الاختصاص ملاذ من أحاطت به الفتن ولات حين مناص. سلطان سلاطين الزمان وآسي جراح المسلمين بالأمن والأمان، مولانا السلطان السلطان محمود خان أمد الله ظلال عدله وقارن بالنجاح محاسن قوله وفعله وعمنا جماعة المسلمين بحسن همته وشمول فضله. أما بعد فهذا عرض حال من أحدقت بهم الفتن وحل بساحتهم جيوش الهموم والمحن وذلك عند دخول الفرنسوية للجزاير، وتشتت أحوال المسلمين رجالا وعلى كل ضامر، فارين بدينهم وأعراضهم حيارى لا يدرون متوجههم، تحسبهم سكارى وما هم بسكارى، وأما من كان يسوسهم من قبل فإنه اشترط على العدو نجاة نفسه وعياله وسلامة عرضه وماله ، وأهمل أمر المسلمين فماجوا كالخفافيش عند إشراق الشمس وأحدقت بهم الأعراب فاشتملوا منهم مادون النفس وكان فيمن حضر الوقعة بقصد جباية الأموال السلطانية سليل الولايات وعبد الدولة الخاقانية الحاج أحمد باي متولي قطر قسنطينة وناحية الشرق، وقد تولاها أبوه من قبل فأشبهه في العدل بلا فرق ، فبحكم شفقته وحسن سياسته جمع المسلمين والمسلمات من كل فج عميق وأمن روعتهم بالزاد والرفيق، وحيث كان ذا ثبوت وتدبير وصحة يقين دعا عساكرنا فاجتمعوا عليه وأجابوه أسرع من لمحة عين وهم أكابر شيوخ العرب انقياد الحسن رياسته خاضعين لمهابته على الركب ، فأبلغ الجميع مأمنهم مقر ولايته وأجزل صلتهم وصانهم بنفسه وجماعته ، ثم قام عليه طائفة من العسكر الساعين في النهب والفساد بقصد قتله وتولية بعض الأوغاد، بعد أن استخرجهم من غمار قطاع الطريق ومن كان يروم قتلهم وانتهاب أسلحتهم وكسوتهم على التحقيق ومخاطرات عظيمة . فما معلوم بما هو مكتوب على كل نفس لئيمة فجعل الله كيدهم في نحورهم بمنه وفضله، وشتت شملهم ولا يحيق المكر السيئ ألا بأهله، فانقاد له العباد والبلاد ورفع عنهم المظالم وموحيات الفساد ، ولما رأينا إنفاقه كل ما ورثه من أبويه في مصالح المسلمين من غير منفعة تعود عليه وظهر نفوذ كلمته وصفاء طويته وعموم هيبته وانقياد رعيته ألزمناه معشر جماعة المسلمين بقسنطينة أن يحول منصبه الذي كان باسم الباب إلى اسم الباشا ، وأن يتصرف فينا بالسياسة والعدل ما شاء إرهابا لمن عانده من الأعراب وتنشيطا لداعيته في هذا الباب. فبايعناه على السمع والطاعة والتزمنا له أداء هذه الشهادة وتحرير أسماء أكابر الجماعة دفعا لمكابرة بعض البرابر وتفاؤلا بتوليته على الجزائر ، مادٍين أكف التضرع والابتهال لحضرة مولانا أمير المؤمنين وملاذ العباد في إعلاء أعلام الإسلام والمسلمين راجين من حسن رأفته بنا ان ينجز لنا ما اقترحناه ويقبل علينا من الباب الذي استفتحنا ويولي علينا وعلى الجزائر عبده الحاج أحمد ، فإن توليته من حسن همة الدولة العلية أعلى وأحمد ، ونرجو من حضرته الرفيعة أن يعتمد اجتماع كلمتنا فإننا حجة في بابنا ، وأن يستعين على البلاد بصالح أهلها ، فأهل مكة أدرى بشعابها والنظر والأمر المطاع لحضرة مولانا السلطان بلا نزاع، وعلى كل فنحن على السمع والطاعة نحيي دولته السعيدة بالدعاء بقدر الاستطاعة لازال نصدع الإسلام جبرا ولتبدل شمل المسلمين عزا ونصرا وعم جميعنا برأفته وإحسانه وعدله وشرفنا بعز قبوله وعموم فضله، وصل الله أسباب سعده كما حلى أجياد المنابر بالدعاء لمجده، وأيده بنصره العزيز، وما النصر إلا من عند الله وخلد مملكتك وأيدك وأطال بقاءك وعظم عزتك ، إنه أجمع أمرنا واتفقت كلمتنا أن من صالح النظر الذي لايعقبه ندم ولا يطرق ساحته ضرر ولاية خادم دولتكم الحاج أحمد المستعمل في عامة شئونه إظهار طاعتكم المنول بذكركم ، والدعاء الصالح لكم وولاية عقبه من بعده ما دامت الدهور وتعاقب الأعوام والشهور ، فإن هذا أرفق بالناس وأذهب للإلباس، وأطرد لمخايل الوسواس، وأقطع للأطماع الفاسدة وأقمع لأرباب الأسواق الكاسدة ، حتى ينتظم نظام الإسلام وتستمر الدولة ببركتكم صالحة على الدوام ، ويتحسن الحال وينمو المال ولا يقع انتهاب ولا إخلال، ولك جزيل الأجر من ذي الجلال.
في 2 جمادى الأولى سنة 1249
توقيعات بأختام.
وهي هدية مني بعد انقطاع طويل مع المعذرة
كمال خوجة
الحمد لله أيد الدين بعز سياسة السلاطين واجتماع كلمة المسلمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد كاشف الغمة ومنور الظلمة ومقرر حكم ما اجمعت عليه الأمة. وعلى آله وأصحابه الملبين دعوته بالسمع والطاعة ما انتظم أمر المسلمين وكانت يد الله مع الجماعة وعلى أتباعه وأشياعه ومحبيه إلى قيام الساعة، والدعاء الصالح عن خلاصة الإخلاص لمستحقه بعموم النفع ومواجب الاختصاص ملاذ من أحاطت به الفتن ولات حين مناص. سلطان سلاطين الزمان وآسي جراح المسلمين بالأمن والأمان، مولانا السلطان السلطان محمود خان أمد الله ظلال عدله وقارن بالنجاح محاسن قوله وفعله وعمنا جماعة المسلمين بحسن همته وشمول فضله. أما بعد فهذا عرض حال من أحدقت بهم الفتن وحل بساحتهم جيوش الهموم والمحن وذلك عند دخول الفرنسوية للجزاير، وتشتت أحوال المسلمين رجالا وعلى كل ضامر، فارين بدينهم وأعراضهم حيارى لا يدرون متوجههم، تحسبهم سكارى وما هم بسكارى، وأما من كان يسوسهم من قبل فإنه اشترط على العدو نجاة نفسه وعياله وسلامة عرضه وماله ، وأهمل أمر المسلمين فماجوا كالخفافيش عند إشراق الشمس وأحدقت بهم الأعراب فاشتملوا منهم مادون النفس وكان فيمن حضر الوقعة بقصد جباية الأموال السلطانية سليل الولايات وعبد الدولة الخاقانية الحاج أحمد باي متولي قطر قسنطينة وناحية الشرق، وقد تولاها أبوه من قبل فأشبهه في العدل بلا فرق ، فبحكم شفقته وحسن سياسته جمع المسلمين والمسلمات من كل فج عميق وأمن روعتهم بالزاد والرفيق، وحيث كان ذا ثبوت وتدبير وصحة يقين دعا عساكرنا فاجتمعوا عليه وأجابوه أسرع من لمحة عين وهم أكابر شيوخ العرب انقياد الحسن رياسته خاضعين لمهابته على الركب ، فأبلغ الجميع مأمنهم مقر ولايته وأجزل صلتهم وصانهم بنفسه وجماعته ، ثم قام عليه طائفة من العسكر الساعين في النهب والفساد بقصد قتله وتولية بعض الأوغاد، بعد أن استخرجهم من غمار قطاع الطريق ومن كان يروم قتلهم وانتهاب أسلحتهم وكسوتهم على التحقيق ومخاطرات عظيمة . فما معلوم بما هو مكتوب على كل نفس لئيمة فجعل الله كيدهم في نحورهم بمنه وفضله، وشتت شملهم ولا يحيق المكر السيئ ألا بأهله، فانقاد له العباد والبلاد ورفع عنهم المظالم وموحيات الفساد ، ولما رأينا إنفاقه كل ما ورثه من أبويه في مصالح المسلمين من غير منفعة تعود عليه وظهر نفوذ كلمته وصفاء طويته وعموم هيبته وانقياد رعيته ألزمناه معشر جماعة المسلمين بقسنطينة أن يحول منصبه الذي كان باسم الباب إلى اسم الباشا ، وأن يتصرف فينا بالسياسة والعدل ما شاء إرهابا لمن عانده من الأعراب وتنشيطا لداعيته في هذا الباب. فبايعناه على السمع والطاعة والتزمنا له أداء هذه الشهادة وتحرير أسماء أكابر الجماعة دفعا لمكابرة بعض البرابر وتفاؤلا بتوليته على الجزائر ، مادٍين أكف التضرع والابتهال لحضرة مولانا أمير المؤمنين وملاذ العباد في إعلاء أعلام الإسلام والمسلمين راجين من حسن رأفته بنا ان ينجز لنا ما اقترحناه ويقبل علينا من الباب الذي استفتحنا ويولي علينا وعلى الجزائر عبده الحاج أحمد ، فإن توليته من حسن همة الدولة العلية أعلى وأحمد ، ونرجو من حضرته الرفيعة أن يعتمد اجتماع كلمتنا فإننا حجة في بابنا ، وأن يستعين على البلاد بصالح أهلها ، فأهل مكة أدرى بشعابها والنظر والأمر المطاع لحضرة مولانا السلطان بلا نزاع، وعلى كل فنحن على السمع والطاعة نحيي دولته السعيدة بالدعاء بقدر الاستطاعة لازال نصدع الإسلام جبرا ولتبدل شمل المسلمين عزا ونصرا وعم جميعنا برأفته وإحسانه وعدله وشرفنا بعز قبوله وعموم فضله، وصل الله أسباب سعده كما حلى أجياد المنابر بالدعاء لمجده، وأيده بنصره العزيز، وما النصر إلا من عند الله وخلد مملكتك وأيدك وأطال بقاءك وعظم عزتك ، إنه أجمع أمرنا واتفقت كلمتنا أن من صالح النظر الذي لايعقبه ندم ولا يطرق ساحته ضرر ولاية خادم دولتكم الحاج أحمد المستعمل في عامة شئونه إظهار طاعتكم المنول بذكركم ، والدعاء الصالح لكم وولاية عقبه من بعده ما دامت الدهور وتعاقب الأعوام والشهور ، فإن هذا أرفق بالناس وأذهب للإلباس، وأطرد لمخايل الوسواس، وأقطع للأطماع الفاسدة وأقمع لأرباب الأسواق الكاسدة ، حتى ينتظم نظام الإسلام وتستمر الدولة ببركتكم صالحة على الدوام ، ويتحسن الحال وينمو المال ولا يقع انتهاب ولا إخلال، ولك جزيل الأجر من ذي الجلال.
في 2 جمادى الأولى سنة 1249
توقيعات بأختام.
تعليق