الواجبات الوطنية من وجهة نظر ساطع الحصري

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • kemalhocaoglu
    مشرف
    • Jun 2006
    • 132

    الواجبات الوطنية من وجهة نظر ساطع الحصري

    الأستاذ مصطفى ساطع الحصري يعتبر مؤسس التربية والتعليم في الوطن العربي، وله كثير من المؤلفات في التربية باللغة العربية ، وقد شغل كثيرا من المناصب من بينها وزارة المعارف في العراق.
    لكن غير المعروف أن الأستاذ مصطفى ساطع الحصري يعتبر أيضا مؤسس التربية الحديثة في تركيا. فقد كان مدير دار المعلمين في استنبول في العهد العثماني. وله العديد من المؤلفات باللغة العثمانية بالإضافة إلى مئات المقالات والمحاضرات التي ألقاها في مختلف المحافل العثمانية.
    ونقدم للزملاء في الجمعية الدولية المترجمي العربية ترجمة لمحاضرة ألقاها الأستاذ مصطفى ساطع الحصري في إحدى قاعات المحاضرات بجامعة استنبول التي كانت تعرف بدار الفنون في تلك الفترة.
    المترجم كمال خوجة

    الواجبات الوطنية<O
    من محاضرة ألقيت في صالة دار الفنون
    15 مارت 1329/28 مارس(آذار) 1913
    <Oأيها السادة،
    <Oعندما علمت بخبر سقوط ادرنه وأنا أقرأ الصحف صباح هذا اليوم شعرت بحزن عميق... وبعد فترة استجمعت قواي، فلما تذكرت محاضرة اليوم صرت أتردد: هل أقدر على إلقاء هذه المحاضرة، وهل علي أن ألقيها؟ وهل سأجد الراحة الذهنية التي أحتاجها لتوضيح أفكاري على النحو المطلوب تحت تأثير هذه المصيبة الكبرى، وهل سيملك من أخاطبهم هدوء الأعصاب اللازمة لمتابعة ما أقول؟ وبعد فترة من التردد قلت مفكرا: يجب ألا تنسينا المصائب والكوارث واجباتنا مهما كانت كبيرة وأليمة.. علينا ألا نخرج عن بالنا مصائبنا في أي وقت من الأوقات، علينا أن نحمل مأتمها في قلوبنا دائما، ولكن علينا أيضا ألا ننسى واجباتنا خلال ذلك المأتم، بل يجب أن تكون المصائب والمآتم مصدر دفع وقوة وتجعلنا أشد تمسكا والتزاما بواجباتنا، وبناء على هذه الملاحظات أيها السادة –بالرغم من تأكدي بأنني لن أجد الراحة الذهنية اللازمة لإيضاح موضوعي بشكل جيد- وعلمي أيضا بحزنكم وتأثركم- فقد قررت عدم تأخير المحاضرة، فجئت إلى هنا للحديث إليكم عن" الواجبات الوطنية".<O></O>
    الواجبات التي يجب على الإنسان القيام بها تجاه الوطن يمكن تلخيصها في كلمتين: الحب والخدمة.<O></O>
    فالوطن هو أم الإنسان معنويا ؛ لذلك على كل إنسان أن يحب وطنه كما يحب أمه: أن يربط قلبه بشرفه ورفاهيته ماديا ومعنويا، أن يحزن ويتألم لمصائبه ، ويفرح ويسر لانتصاراته... لكن الحب للوطن إذا بقي قلبيا صرفا فلن يكون منه أي نفع، إذ لا يكون وسيلة لإنقاذه من المصائب ولا لتحقيقه مكاسب وانتصارات، لذلك يجب أن يظهر هذا الحب عمليا، يجب أن يكون دافعا للخدمة.<O></O>
    ويطلق على حب الوطن والحرص والتحفز لخدمته اسم "الوطنية"، وعلى العكس من ذلك يقال لعدم الاكتراث بالوطن وتحاشي خدمتها "بعدم الحمية". <O></O>
    أكثر ما نستخدم هاتين الكلمتين في تصوير أفعال وحركات العساكر المتعلقة بالحرب: فالعساكر والضباط الذين يبرزون شجاعة وتضحية أثناء القتال نسميهم بالوطنيين، أما الذين عرفوا بالجبن والمسكنة فنقول عنهم بأنهم لاحمية لهم <O></O>
    وفي واقع الأمر فإن هذا التقدير ليس خطأ من حيث الأساس ، فوقت الحرب هو الوقت الذي يتطلب إظهار أعلى أشكال الوطنية، ويأمر بالقيام بالواجبات الوطنية بسرعة واهتمام كبيرين؛ ولكن من الخطأ الكبير أن نقيس الوطنية – حتى في العسكرية- بالأعمال والتصرفات أثناء الحرب فقط:<O></O>
    إذا تأملنا بدقة الأسباب التي تحقق النصر للجيوش رأينا بأن النصر لا يتحقق من خلال الحرب فقط ، بل يكون الإعداد الأصلي له في زمن السلم، كما أن إعداد الجيش في زمن السلم يتطلب تضحية ووطنية مثل ما يتطلبه في زمن الحرب..<O></O>
    فالضابط الذي لا يهتم بتعليم وتدريب القطعة العسكرية التي يقودها، ولا يبذل جهدا وإقداما لتزويد أفراده بالمهارات العسكرية والقوة المعنوية يجب أن نعتبره مسئولا عن الهزيمة التي تتعرض لها هذه القطعة أو التسبب في هزيمتها أكثر من الضابط الذي يقود تلك القطعة أثناء القتال؛ وعلى العكس من ذلك فإن الضابط الذي يبدي اهتماما كبيرا تدريب قطعته ، ويسعى جاهدا إلى تزويد أفرادها بالمهارات العسكرية والقوة المعنوية علينا أن نعتبره أكثر فضلا في المكانة والشرف الذي ستحققه تلك القطعة في الحرب من الضابط الذي قاد تلك القطعة أثناء القتال.<O></O>
    وفي خلال الحرب قد تظهر البطولات نتيجة استدراج أو فوران طارئ، وقد تنشأ من سبب بسيط أثناء خلخلة أو فوضى في الصفوف ثم تنتشر هنا وهناك؛ أما البطولات في زمن السلم ، فتنشأ طبعا من أسباب أكثر استمرارية من ميول حقيقية، أما الإهمال فيدل على لا مبالاة أكثر عمقا.<O></O>
    لذلك يجب ألا نحصر أهمية الواجبات الوطنية في أوقات الحرب: يجب أن نعرف جيدا بأن ما يقوم به ضابط في الجيش العامل في وقته بلعب النرد بالمقاهي بدلا من يدفعه حبه لمسلكه الوظيفي إلى تعليم قطعته وتدريبها، وما يقوم به ضابط الاحتياط الذي يمضي وقته باللهو والدعة بدلا من أن يهتم بالتجهيز والإعداد هو عامل ضعف وسبب انهزام ولا فرق بينه وبين إهمال الواجب أثناء القتال ، فهو بالتالي عدم حب للوطن.<O></O>
    ومن الأحوال التي نستخدم فيها أكثر الأحيان كلمتي الحمية وعدم الحمية هي " مسألة التبرع" فلا نفتأ نتحدث عن الحمية الوطنية فيمن يقدمون التبرعات وعن عدم حمية الممتنعين عن ذلك. وفي الحقيقة فإن خدمة الوطن بـ"المال" واجب؛ والاهتمام بهذا الواجب حمية، وإهماله عدم الحمية.. <O></O>
    ولكن هناك شكل آخر من أشكال خدمة الوطن بالمال أكثر أهمية وأكثر ضرورة من التبرع ألا وهو الضريبة. فإذا كنا لا نتردد في وصف عدم التبرع – وعدم القيام بخدمة مالية- خارج التكاليف القانونية- بعدم الحمية، ألا يقتضي منا اعتبار عدم إيفاء الخدمة المالية التي هي من ضمن التكاليف القانونية "عدم حمية أشد وأنكى" ؟ ألا يتطلب منا أن نعتبر كتم الضرائب – وكتم بعض المعلومات وإعطاء بيانات كاذبة للتقليل من الضرائب " "عدم حمية مضاعف"؟ أليس من السطحية أن نعتبر من يقدم تبرعا كيفما اتفق صاحب حمية ... في الوقت الذي يلجأ إلى كل الوسائل التي من شأنها تقليل مقدار ضرائبه أو تأخيرها؟ إننا وبكل أسف نفشل دائما في النأي بأنفسنا عن هذه السطحية؛ إننا في مثل هذه الأمور نتهاون ونتساهل كثيرا مع أنفسنا ومع غيرنا ، لقد آن الأوان لوضع حد لهذا التساهل ؛ علينا أن نعرف جيدا بأن من يحب وطنه حقا، ويدرك واجباته تجاه وطنه جيدا يعتبر حصة الضريبة من ماله ووارداته " حق الوطن" و" دين الوطن" ويسارع في أدائها دون كتم أو تأخير...<O></O>
    في معرض بيان مدى سطحيتنا في تقدير وإدراك الحمية تحدثت عن اثنين من واجباتنا تجاه الوطن هما العسكرية والضريبة.<O></O>
    إن بقاء وسلامة الوطن يتوقف قبل كل شيء على أداء هذين الواجبين على أحسن وجه من قبل كافة أبناء الوطن.<O></O>
    وبقاء وسلامة الوطن يستوجب كذلك أن يحترم الجميع ويطيعوا القوانين، ويعملوا على استمرار النظام والأمن. لذلك يتعين اعتبار احترام القانون ومراعاة النظام والأمن من ضمن "الواجبات الوطنية" <O></O>
    فقد يعترض المرء على أحد القوانين برأيه وفكره، ويعتبر ذلك القانون سيئا، ولكن عليه ألا ينسى كذلك بأن أضرار عدم القانونية تكون أكبر بكثير من أضرار قانون سيء، لذلك يجب العمل على إلغاء القوانين السيئة أو تعديلها وإصلاحها، ولكن يجب الاستمرار في احترامها طالما بقيت قانونا ولم تلغ أو ترفع. <O></O>
    هناك مجموعة من الموظفين مكلفون بحماية الأمن والأمان، ولكي يتمكن هؤلاء الموظفون من أداء واجباتهم على الأهالي مساعدتهم، فإذا بقي الناس مكتوفي اليد تجاه الأعمال المخلة بالنظام العام، ولم يبلغوا الحكومة بالمعلومات التي لديهم عنها- ولم يؤدوا الشهادة التي الواجب أداءها قانونا- فإن الحكومة لن تقدر على إقرار الانضباط والأمان وعلى ترسيخ أمن ونظام المصالح العامة، لذلك فإن عدم السكوت على الأحوال التي تضر بالصالح العام ، واللجوء إلى كافة الوسائل التي من شأنها منعها وإزالتها يشكل واجبا مهما جدا بين الواجبات الوطنية. <O></O>
    إننا لا ندرك ولا نقدر هذا الواجب الوطني حق قدره، ونقف مكتوفي الأيدي متفرجين تجاه مثل هذه الأحوال، ومن حيث الواقع لا نبدو (ظاهرا) غير مكترثين، ولا نحجم عن نقد ما نراه من المساوئ ، لكننا نقوم بذلك في صورة قيل وقال دون أي فائدة، كما لا نتهم بتنبيه وتحذير المختصين وأصحاب العلاقة، كما أن المختصين وأصحاب العلاقة لا يهتمون بالتحذير، إلا أنه من واجب الجميع أن يرفعوا صوتهم على إهمال وعدم اهتمام المسئولين، فمن الممكن ألا تلقى التحذيرات اهتماما إذا كانت قليلة ومن هنا وهناك ، أما إذا تكاثرت وتعددت، واعتبر الجميع أن من واجبهم التحذير والإبلاغ عن كل سوء يرونه واجبا عندئذ يستحيل على ذوي الشأن والعلاقة أن يبقوا غير مكترثين. وعندما نقوم بواجبنا هذا، ولا نهمله إذا لم نصل إلى نتيجة إيجابية بل نواصل التحذير والإخبار عن كل سيء نراه ويقول كل واحد منها عندئذ" علي القيام بواجبي، ولا أقل من أن يستريح ضميري" ولنكن متأكدين بأنه إذا تزايد عدد القائمين بهذا الواجب شهدت مصالحنا العامة تطورا وتحولا كبيرين، وذلك يصب في خطوات كبيرة نحو تطور الوطن ورقيه..<O></O>
    وبمناسبة هذا الواجب أذكر مثلا جديرا بالملاحظة: خلال رحلة لي قبل عامين مرت السفينة التي كنت فيها بسيسام[K.H1] وعندما توقفت فيها وجدته فرصة للقيام بالتجول في البلدة، ركبت قاربا متوجها إلى المرفأ فلم وقف على الساحل وجدت نفسي أمام مشهد آلمني كثيرا. كان هناك جنديان عثمانيان يقفان إلى جانب رجل شرطة محلي؛ كانت ملابس الجنديين رثة كما وجدت تفتقا وترقعا في قميصيهما وبقعا في بنطالهما، بينما كان الشرطي والواقف إلى جانبهما مزهوا بملابسه الجديدة والنظيفة وببسطاره الجديد اللامع. شعرت بألم وتأثر شديدين عندما رأيت الجنديين العثمانيين على هذه الحالة وهما يمثلان السيادة العثمانية في هذه الإمارة التي تتمتع بالحكم الذاتي، فكرت وقلت في نفسي" ألن يقول الأجانب الذي يرون هذه الحالة: كم هي مسكينة سيسام هذه ، إنها تعيش تحت ظل حكومة فاشلة" ... وما أن نزلت على البر حتى بدأت أمشي نحو دائرة الحكومة كي أتأكد من ملابس العساكر الآخرين، فرأيت بأن كل من صادفته من هؤلاء العساكر يلبس نفس الطارز من الثياب الرثة. وكان بين الركاب ضابط، فلما عدت إلى السفينة ذكرت له ما رأيته وما فكرت فيه؛ فاستمع إلي بكل تأثر ثم اكتفى بالقول" هذه هي الحقيقة، وما العمل..." فعندما قلت له" لو أنك كتبت، وبلغت.." أجاب" ومن يكترث!" . عمدئذ فكرت وقلت : لا أقل من أن أكتب بنفسي" ثم كتبت رسالة موجهة إلى نظارة الحربية؛ فلما قرأ الضابط رسالتي تبسم، وقال" وكأن نظارة الحربية لا تعلم بذلك، لا فائدة منها..." ولعله كان على حق فيما قال، ولعل الرسالة ترسل إلى هناك عبثا، ولكن لن تأخذ وقتا أكثر من خمس دقائق وطابعا أكثر من عشرين باره[K.H2] ، لكن الحقيقة أن الرسالة لم تكن دون نتيجة: فعندما مررت بإزمير قبل شهر من الزمان، عرفت من رجل قابلته هناك بأن الرسالة أرسلت إلى إزمير، وأجري التحقيق بعد ذلك وأرسلت قبل خمسة أو ستة شهور ملابس جديدة، ولكن تبين أن قائد المفرزة لم يسلم جنوده هذه الملابس، وهم لا زالوا على تلك الحالة، وقد تقرر إرسال ملف هذا الضابط إلى المحكمة العسكرية... ولو شاركت ذلك الضابط الذي في السفينة رأيه، فمن يدري كم من الوقت بقي الجنود في سيسام في تلك الحالة المزرية.ولا شك أن كثيرين مروا بسيسام قبلي ، ورأوا ما رأيت وحزنوا لما حزنت ، ولو لم ينس هؤلاء واجب التحذير والتنبيه لكانت ملابس العساكر تحسنت من وقت طويل...<O></O>
    ومن أهم الواجبات تجاه الوطن : استعمال حق الانتخاب بطريقة صحيحة، عندما نصوت في انتخابات البلديات وكذلك في انتخابات مجلس المبعوثان[K.H3] يجب ألا يكون هدفنا سوى سلامة البلاد والمصلحة العامة. والتصرف عند التصويت وفق المصالح الشخصية والأغراض النفسية يعني التضحية بمصالح الوطن وأغراض الوطن من أجل المصالح والأغراض الشخصية. فمن يفعل ذلك فلن يبقى مجرد أسير لأهوائه ومصالحه الشخصية فحسب، بل يسعى أيضا إلى إفساد وتزوير ضمائر الآخرين كي يكونوا معه، فيضر بذلك المصالح الوطنية أيما إضرار. وعلى من يحب وطنه بحق ألا يجعل الانتخابات ضحية الصداقة والعداوة والأغراض والأهواء والتزوير والفساد، عليه ألا يجعل صوته خادما لأي مصلحة سوى المصلحة العامة والحرص على سلامة الوطن..<O></O>
    ومن الواجبات الوطنية المهمة كذلك: تفضيل المصنوعات الوطنية على المصنوعات الأجنبية في الاستهلاك وتشجيع المبادرات الاقتصادية القومية. فللأوضاع الاقتصادية دور كبير في قوة الأمة ومناعة الوطن، لذلك فإن دعم التطور الاقتصادي يصب أيضا في صالح قوة الوطن ومناعته.<O></O>
    كل ما عددته من الواجبات حتى الآن هي التي تتعلق بالوطن مباشرة؛ وأداؤها يعني خدمة مباشرة للوطن. وعدا عما ذكرنا ، هناك مجموعة من الواجبات الأخرى تتعلق بالوطن بصورة غير مباشرة، وأداء تلك الواجبات تخدم الوطن بصورة غير مباشرة:<O></O>
    فحماية الصحة ، والقيام بالتمارين البدنية، ليكون ذا جسم قوي وسليم ومقاوم وجريء ونشيط هي من الخدمات التي تخص شخص الإنسان أساسا، وبالتالي فهي من جملة الواجبات الشخصية ، لكنها في الوقت نفسه تصب أيضا في خدمة الوطن ، فهي لذلك بمثابة تتمة للواجبات الوطنية. <O></O>
    فحب الإنسان لأطفاله وتربيتهم، واهتمامه بصحة كافة أفراد أسرته، وإقامة مؤسسة أو دار كلها خدمات تهدف الأسرة: فهي بالتالي من جملة الخدمات الأسرية: لكنها في الوقت نفسه وبصورة غير مباشرة خدمة للوطن، وهي بمثابة تتمة للواجبات الوطنية.<O></O>
    وعلى الذين يحبون وطنهم مضاعفة الاهتمام بالواجبات الشخصية والأسرية التي لها علاقة بالوطن على هذا النحو.<O></O>
    وما عددته من الواجبات الوطنية حتى الآن تشمل كافة أبناء الوطن دون استثناء : فالجميع مكلفون بإيفاء هذه الواجبات مهما تعددت مهنهم وأعمالهم. <O></O>
    ولكن هناك مجموعة أخرى من الواجبات الوطنية تختلف باختلاف المهن والحرف، وتقتصر على صنف معين من أبناء الوطن : فالعلماء والشعراء، والكتاب والأطباء والمعلمون والسياسيون والعسكريون والموظفون والتجار والمزارعون هم في مواقع يمكنهم من خلالها خدمة الوطن في صور وأشكال مختلفة ، فهم بذلك مكلفون بواجبات وطنية مختلفة.<O></O>
    وكلما زاد شمول وتأثير مسلك أو مهنة في الحياة الاجتماعية، كان ثقل الواجب الوطني على صاحب هذا المسلك أو المهنة أشد وأقوى. حتى أن الذين لهم نفوذ معنوي كبير وشهرة واسعة بين أصحاب المهن أنفسهم تكون واجباتهم الوطنية أكبر وأثقل من غيرهم.<O></O>
    ويمكننا التعبير عن الواجبات الوطنية التي تتحول تبعا للمسلك والشخص بجملة قصيرة: استخدام المسلك والنفوذ الشخصي للمنفعة العامة وخير الوطن ، وتحقيق أكبر خدمة بدعم من ذلك النفوذ..<O></O>
    ولا أريد هنا توضيح وبيان الواجبات والخدمات الوطنية لكل مسلك ، بل أترك لكم التفكير في ذلك وتحديده. وأكتفي بالحديث عن الواجبات الوطنية للموظفين: فكل موظف قد عهد إليه بخدمة من الخدمات العامة، وبات يملك جزءا من قوة الدولة، وحمل نفسه تعهدا خاصا، فهو بالتالي أصبح مكلفا بأداء هذه الخدمة العامة، واستخدام قوة الدولة هذه استخداما صحيحا، وأداء حق الراتب الذي يتقاضاه وحق المنصب الذي يشغله. والسير الصحيح لوظائف الحكومة عامل مهم بين العوامل التي تخدم تطور ورقي الوطن والأمة، لذلك فإن هناك ارتباطا وثيقا بين الوظائف الرسمية والواجبات الوطنية ، وكما أن كل موظف يسيء استخدام وظيفته ويتقاضى الرشاوى هو عديم الحمية، فكذلك كل من يقوم بعمل بناء على واسطة أو توصية، ولا يكون ارتباطه بوظيفته الرسمية قلبيا وصادقا، ويتعهد بوظيفة ليس هو أهل لها، ويهمل مصالح الناس ، ويعتبر الراتب الذي يتقاضاه مجرد دخل وإيراد ، ويخلط بعمله الغرض والعوض. <O></O>
    إننا وكل أسف نتساهل ونتسامح في هذه الناحية كثيرا: لا نحجم عن القيام بعمل من أجل خاطر فلان أو فلان، ونظن أن رعاية الخاطر في الوظائف الرسمية ضرورة؛ وعندما نتحدث عن موظف من الموظفين نقول في أغلب الأحيان" إنه شريف، لكنه جاهل، خلوق لكنه كسول" ولا نفكر أبدا بأنه" يجب على كل خلوق وشريف ألا يتعهد بأعمال لن يقوموا أو لن يقدروا على القيام بها"<O></O>
    قبل أن أنهي هذا التوضيح المجمل للواجبات الوطنية أو لفت انتباهكم إلى أساس مهم:<O></O>
    فالواجبات الوطنية لا تبقى في وضع أو مستوى معين في كل وقت، بل تزداد أهمية هذه الواجبات وتشتد أضعافا مضاعفة خلال تعرض الوطن للأزمات والمصائب: والتهاون في أداء الواجبات في أوقات الأزمات أو أشد نكرانا للواجب الوطني وعدم حمية من أي وقت آخر، حتى التضحيات التي تعتبر فوق الواجبات العادية تكاد تكون واجبا في أوقات الأزمات . فكل إنسان مكلف بمساعدة أبويه ، لكن هذا التكليف يكون أشد وأقوى عندما يحتاج الأبوان لمساعدة جدية وسريعة ، حتى التضحية تكون من الواجبات في مثل هذه الظروف.<O></O>


    <HR class=msocomoff align=left SIZE=1 width="33%">[K.H1]وهي جزيرة من جزر البحر المتوسط تتبع اليونان في الوقت الحاضر(المترجم)<O></O>


    [K.H2]وحدة عملة عثمانية(المترجم)


    [K.H3]مجلس النواب(المترجم)<O></O>
    التعديل الأخير تم بواسطة kemalhocaoglu; الساعة 03-04-2010, 09:30 AM.
  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 4025

    #2
    شكر الله لك أستاذنا الجليل كمال خوجة، ولا تدرك مدى تلهفي على قراءة كل موضوعاتك التي تتحفنا بها.
    وهذا الموضوع بالذات كنت أتوقع أن أجد أخانا أبا صالح يعلق عليه لأنه من "عشاق" (ههههههه) ساطع الحصري. ولعله يأتينا من قريب.

    دمت في طاعة الله.
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

    تعليق

    • s___s

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة ahmed_allaithy
      شكر الله لك أستاذنا الجليل كمال خوجة، ولا تدرك مدى تلهفي على قراءة كل موضوعاتك التي تتحفنا بها.
      وهذا الموضوع بالذات كنت أتوقع أن أجد أخانا أبا صالح يعلق عليه لأنه من "عشاق" (ههههههه) ساطع الحصري. ولعله يأتينا من قريب.

      دمت في طاعة الله.
      أتيت لك بأول مداخلة من هذا الرابط يا د. أحمد الليثي هههههههههههههههههه قبل قراءة أي شيء للعلم
      كنت أتوقع أن تثير المجموعة الأخيرة من ترجمات الوثائق العثمانية ضجة في أوساط مرتادي موقع الجمعية. لكن الذي حدث أنها بقيت بعيدة عن الاهتمام والأنظار. الأمر الذي دفعني إلى التردد في نشر المزيد، بل والتفكير في سحبها، كي أفسح المجال لنشر مواضيع أخرى تهم المرتادين. فما رأي الإدارة؟



      المشاركة الأصلية بواسطة kemalhocaoglu
      نشرت في وقت سابق محاضرة للأستاذ المربي المعروف ساطع الحصري بعنوان الواجبات الوطنية وتضمنت مفهوم الدولة والمواطن لعلها تهمك. وقد ترجمتها من اللغة العثمانية
      مع التحية
      مصر أولا المغرب أولا،النظرة القُطريّة هل ترسّخ لمفهوم كيانات سايكس بيكو أم لا، لماذا؟


      أتمنى ما كتبته تحت العنوان والرابط أعلاه كان به بعض الفائدة،
      وسأبحث عمّا ترجمته لساطع الحصري، والذي برأيي ما قام به في المجال التعليمي كان سبب لأكثر مشاكلنا الحالية، والذي أظن أن الحل لما سببه من مشاكل قد حاولت جمعه تحت العنوان والرابط التالي

      هل اللغة العربية، هي لغة الفراسة؟ أم لغة الاستقراء والاستنباط؟ أم لغة الجسد؟ أم كل ذلك؟


      ما رأيكم دام فضلكم؟

      تعليق

      • s___s

        #4
        [align=center]
        أنقل بعض ما كتبته تحت العنوان والرابط التالي لأنني أظن له علاقة بالموضوع ومن أحب الاستزادة عليه الضغط على الرابط

        كلمات عن العلاقة بين الرجل والمرأة
        http://marayaarabia.com/vb/showthread.php?1028

        المشاركة الأصلية بواسطة سامية فارس
        ما دخل ساطع الحصري أحد مؤسسي الفكر القومي العربي، وأحد الدعاة والمصلحين القوميين الذين زخر بهم المشرق العربي ممن تبنوا الدعوة إلى القومية العربية بموضوع العلاقة بين الانثى والرجل وما هو القاموس الذي اضافه ساطع ودمر به العلاقة ؟ ما دخل القومية العربية يا ابو صالح ؟؟ ام تحاول استفزازي دون مبرر بصفتي قومية عربية ؟انت فالج ما تعالج يا ابو صالح ........


        بما أنك من المعجبات بساطع الحصري، هل تعلمين أنه كان وزير في الدولة العثمانية؟ وهو ممثل حقيقي لمثقف الدولة القطرية الحديثة التي تم تكوينها وفق مخططات سايكس وبيكو، كما تلاحظيه في الكلمة التالية والتي كانت باللغة العثمانية


        الواجبات الوطنية من وجهة نظر ساطع الحصري



        أنا من وجهة نظري خطأه في أنه أتى بالمناهج الغربية وطبقها حرفيا دون الأخذ في عين الاعتبار بأن هناك فرق جوهري ما بين اللغة العربية واللغات الأوربية فبسبب أن اللغات الأوربية لا يوجد بها تشكيل فلذلك مناهجهم لا يوجد فيها شيء لكيفية التعامل مع التشكيل، مناهج التدريس التي استحدثها ساطع الحصري وصحبه أهملت التشكيل، وفي حينها كانت القواميس والمعاجم العربية مبنية على اساس الجذر بينما قواميس اللغات الأوربية مبنية على الترتيب الألف بائي فتم إهمال الاعتماد على القواميس والمعاجم العربية في مناهج التدريس التي استحدثها ساطع الحصري وهنا هو سبب الإشكالية الحالية التي نعاني منها بسبب اهمال التشكيل واهمال الرجوع إلى القواميس في العملية التعليمية للغات من وجهة نظري على الأقل



        ما رأيكم دام فضلكم؟
        ------------------

        المشاركة الأصلية بواسطة سامية فارس
        هل لديك انت شيئا في هذا المجال ؟ وهذا المجال بالتحديد دون ركوبه والشطحات على خلفيته بتلبيس التهم والاساءة راجع ما كتبته عن ساطع الحصري في اول رد لك وستجد كم شطحت وغردت بعيدا عن السرب وفحوى المقال ..نفسي طويل جدا ولا تحسب انني قد ايأس واترك الحبل على الغارب في المنتدى لاي افكار عابره في اهداف غير عابره !اعرف ان لك خلفية اسلامية متشدده ....يستقبلها المنتدى دون اعاقة اما التسريب والاستخفاف بعقلي وذكائي فرجاء اعد نظرتك فيه ...

        يا سامية فارس أنت أردت ذلك عن عمد وقصد إذن، هذه المداخلة تجعلني أرفع اكمة قميصي أولا، وعلى ضوء ذلك ردي سيكون بعدة مداخلات
        الاستخفاف بجهود الآخرين وعدم احترامهم هذا طبعك أنت يا سامية فارس وليس طبعي أنا، ودليلي على ذلك هو ما قمت به من شطب وحذف مداخلات موضوعي تحت العنوان والرابط التالي والذي من المداخلة رقم 10 والتي كانت رقم 11 سابقا ابدأ ردّي الأول على ما لونته باللون الأحمر من هذه المداخلة والتي تجاوزت كل الأعراف من وجهة نظري على الأقل لنرى الفرق بين شراسة المثقف ابن المدينة مع فراسة البدوي ابن البادية


        الديمقراطية عدوة حرّية الرأي، لماذا؟!!!
        http://marayaarabia.com/vb/showthread.php?936

        بالنسبة لي أعرف إسلام واحد وأقول على جانب مسلمين والجانب الآخر تمييعيين
        الإسلام واضح لا لبس فيه،
        وحتى من يطلق عليهم متطرفين أو غيرها من الأسماء المستوردة هم في الحقيقة من اقتدوا بما فعله الحسين بن علي فهل الحسين متطرف أو غير ذلك أم مسلم؟
        ولكن المشكلة في التمييعيين
        الذين يحاولون تمييعه لصبّه بقوالب جديدة تلاءم أهواءهم
        أما بالنسبة لساطع الحصري فأنا أظن أن شخصيته لا تختلف كثيرا عن شخصية عضو مجلس الحكم للمجلس الذي أقامه بريمر عند احتلال العراق وللإلتفاف على المقاومة العراقية الشديدة وغير المتوقعة في محاولة للقضاء عليها د. عدنان الباجه جي ولمن يحب أن يعرف معلومات عنه يكون بالضغط على الرابط التالي
        http://www.youtube.com/watch?v=CbJCy...layer_embedded
        http://www.aljazeera.net/NR/exeres/40BC6ECB-82E0-4622-9DEE-DC29F28F2DA8.htm

        فسأحصر لك كل ما كتبته عنه في هذه المداخلة والتي بها تجاوزت اسلوب الببغاوات فهل لديك أي شيء تستطيعين تفنيده يا سامية فارس؟ أهلا وسهلا به
        أنا أظن ولادة ما يعرف بقصيدة النثر وكل ما يعرف بأدب الحداثة وما بعدها مسألة طبيعية بسبب الضبابيّة اللغويّة التي ساهم في استفحالها ساطع الحصري وصحبه بسبب اتيانهم بمناهج تدريس اللغات الغربية المبنية على لصق الصورة بالمعنى وطبقوها حرفيّا على اللغة العربيّة التي هي مبنية على الاستقراء والاستنباط، أي بدون محاولة الاستفادة من الإيجابيات في المناهج الغربيّة لتطوير مناهجنا في تدريس اللغة العربيّة، وكان من نتيجة ذلك إهمال التشكيل وأهميته لعدم وجود ما يقابلها في المناهج الغربيّة من جهة، وعدم الإلتزام باستخدام القواميس والمعاجم العربيّة لأنها كانت مبنية على الجذر وليس على الترتيب الألفبائي مثل القواميس والمعاجم الغربيّة في بداية القرن الماضي، وهذه أدّت إلى أن وصل حالنا كما حاولت تبيينه في احدى مداخلاتي التي أنقلها من الموضوع تحت العنوان والرابط التالي ومن أحب الاستزادة عليه الضغط على الرابط
        كلمات في مفهوم الإبداع ومفاتيحه
        http://nu5ba.net/vb/showthread.php?t=12167

        ومن وجهة نظري بسبب الجهل اللغويّ، والضبابيّة اللغويّة تجدين أغلب النصوص الأدبيّة في ما يتم نشره في المنتديات على سبيل المثال لا يوجد تجانس بين ما تم استخدامه من تعبيرات مع حقيقة استخدامها وفق الواقع، ولذلك تفقد المصداقيّة المعنويّة في النص على الأقل، ناهيك عن تفكّك النص إلى مجموعة من الجزر غير متّصلة في بحر عنوان النص


        والإشكاليّة الأخرى تجدين التعليقات عليها وبسبب الجهل اللغويّ، والضبابيّة اللغويّة من قبل أعضاء المنتديات تكيل المدح والتبجيل لمثل هذه النصوص، بسبب أن كُتّابها لا تستطيع التمييز فتُركّز على نقطة واحدة أثارت انتباههم ويكتب تعليقه بشكل عام للنص من خلال هذه النقطة والتي ربما أساء فهمها أصلا، مما تؤدي إلى أن يكبر رأس من كُتبت له ويظن أنه المتنبي في زمانه، وهذه مصيبة كبيرة يجب أن نجد حلّاً لها، وذلك بأن يتعوّد كل منّا عند مدح أو قدح أي شيء، أن يُحدّد ذلك المقطع بالتحديد، وأن نتجاوز الكلام العام ما أمكن لذلك سبيلا


        الجهل اللغويّ، والضبابيّة اللغويّة أدّت إلى اسلوب معين في القراءة والفهم والتعبير، يعتمد على القوالب لتجاوز هذا النقص والضبابيّة اللغويّة، فأصبح كل منّا لديه قوالب خاصة للأصحاب، وقوالب أخرى لغير الأصحاب،


        فلذلك قبل اعطاء وجهة نظره في أي شيء يحتاج إلى تصنيف كاتب النّص أولا لكي يستطيع تحديد هل يستخدم قوالب الأصحاب معه أم يستخدم قوالب غير الأصحاب معه، قبل قراءة النص نفسه، أي القالب الذي سيستخدمه في القراءة هو الأصل وليس النص هو الأصل في طريقة الفهم


        فمن كان من ضمن قوالب أصحابنا يتم تجاوز جميع التخبيصات في نصوصه وننتبه فقط إلى ما فيه يمكننا مدحه وتبجيل نصوصه عليها بشكل عام،


        أما من كان من ضمن قوالب غير أصحابنا يتم تجاوز جميع الحسنات في نصوصه وننتبه فقط إلى ما فيه يمكننا قدحه وذم نصوصه عليها بشكل عام،


        وهذه أدّت إلى فقدان الذائقة الأدبيّة لدى الكاتب ولدى المعلّق ولدى القارئ والتي على ضوئها فقدنا المصداقيّة والشفافيّة بشكل عام


        استخدام القوالب في فهم أي نص تكون عمليّة إيجابيّة وتزيد من قابلية فهم النصوص لو تم استخدامها بعد فهم النّص أصلا بدون قوالب، ومن ثم يتم استخدام القوالب كزيادة في عمليّة الفهم، أمّا تحديد القالب أولا ومن ثم قراءة النّص من خلاله ستؤدي إلى ضبابيّة شديدة في طريقة الفهم كما نحن الآن نعاني منها


        ومن هذه الزاوية يمكننا فهم نصيحة رب العباد لنا كما ورد في الآية 164من سورة الأنعام {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } وفي الآية 15 من سورة الإسراء { مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } وفي الآية 18 من سورة فاطر {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ } وفي الآية 38 من سورة النجم { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى }
        حيث أنني سأجد صعوبة في شرح الأبجديات لك، وهذه تذكرني باحدى مداخلاتي تحت العنوان والرابط التالي أعيد نشرها هنا، وأن أحببت المزيد يمكنك بالضغط على الرابط
        كلمات في مفهوم الإبداع ومفاتيحه

        http://nu5ba.net/vb/showthread.php?t=12167
        واحدة من الأخطاء الشائعة لدينا، هو السطحيّة والسذاجة في النظرة لأي مسألة، زادها مصيبة هو النظرة السلبيّة في كل شيء يتعلّق بالعرب والمسلمين،
        من وجهة نظري بدون تشخيص حقيقي للحالة لا يمكن الوصول إلى حلول.
        لا يمكننا أن نصل إلى حلول ما دمنا نفترض بأنه ما دام الشخص ولد في منطقة عربية لأبوين أحدهما أو كلاهما عربي فأنه يفهم العربيّة لدرجة يستطيع اصدار أحكام بها تحت عنوان أدب أو ثقافة أو وجهة نظر ويجب أن تكون صائبة.

        لا يمكننا أن نصل إلى حلول ما دمنا نفترض بأنه ما دام الشخص ولد لأبوين أحدهما أو كلاهما مسلم فأنه يفهم في الإسلام لدرجة يستطيع إصدار أحكام بها تحت عنوان وجهة نظر ويجب أن تكون صائبة.

        الثقافة أو الأخلاق أو الثوابت أو الدين الإسلامي باللغة العربيّة، واللغة وسيلة التفكير، وأدوات اللغة هي المفردات المكونة للجمل، والحروف هي المكوّن للكلمات، فكيف بمن لا يعرف مواقع الأحرف على لوحة المفاتيح والتي هي من البديهيات يمكننا أن نتصور بأنه سيستطيع فهم العربيّة بشكل صحيح، لكي يمكن أن يفهم الدين الإسلامي

        هناك بديهيات لكل شيء فمن يظن أن النظافة شيء غير مهم للإلتزام به في العمليّة الصحيّة لا يمكن أن نسمح له أن يتكلّم في الطب

        ولكن هذه هي مصيبتنا في كل من يدلو بدلوه بأي شيء له علاقة بالعربيّة وثقافتها والدين الإسلامي، وهو لا يلتزم بالبديهيّات، ومع ذلك نسمع له وننصت بل ونكيل له المديح وهنا هي الطامّة من وجهة نظري

        أنا من وجهة نظري لن يمكننا أن نفهم أخلاقنا أو ثوابتنا أو ديننا بدون أن نفهم لغته ولا يمكننا أن نفهم لغته بدون أن نتعلّم على مواقع الحروف والحركات والتنقيط على لوحة المفاتيح التي نسّطر بها أفكارنا أولا، ومن ثم من بعد ذلك كيف نصوغ تعابيرنا بلغة صحيحة تلتزم بمعاني المفردات في القواميس ثانيا، ومن ثم من بعد ذلك كيف نلتزم بالنحو حتى تكون تعبيراتنا صحيحة ثالثا

        مناهج تدريس اللغة العربيّة تم تدميرها في بداية القرن الماضي من قبل ساطع الحصري وصحبه والمصيبة تحت عنوان التطوير وتبعت خطواته كل مناهج تدريس اللغة الحاليّة بنفس الطريقة،

        حيث أتوا بالمناهج الغربيّة لتعليم اللغات وطبقوها حرفيّا دون مراعاة للإختلاف الجذري بين العربيّة واللغات اللاتينية، وبدل أن تكون هناك محاولة الاستفادة من المناهج الغربية باستيعابها وبناء مناهج جديدة تلاءم تكوين لغتنا التي تختلف في تكوينها عن اللغات اللاتينية للاستفادة من خبراتهم ونتيجة لذلك كان العنوان تطوير وهو في الحقيقة هدم بسبب السذاجة والسطحيّة إن لم نقل تقصير وتقاعس متعمّد أو أي شيء آخر

        فنتيجة لذلك تم إهمال التشكيل والحركات في مناهج التعليم لعدم وجود مقابل له في اللغات اللاتينية لكي ينقلوه حرفيا في المناهج الجديدة،
        وتم إهمال استخدام القواميس (المعاجم) العربيّة-العربيّة بالرغم من أننا أول من اخترع القواميس (المعاجم)، لأن القواميس العربية -العربية في حينها تعتمد على الترتيب الألفبائي للجذر والصيغ البنائيّة له، في حين القواميس الأجنبية تعتمد الترتيب الألفبائي للكلمة فتم اهمال استخدام القواميس في مناهج تعليم اللغة العربيّة لأنه لا يوجد طريقة في المناهج الأجنبيّة تطرح كيفية التعامل مع مثل هذه القواميس،

        العربيّة بدون تشكيل وتنقيط تؤدي إلى ضبابيّة في اللغة وطريقة فهمها، وبدون الالتزام بمعاني موحدة من خلال القواميس ستكون النتيجة كل واحد يفهم وفق المفاهيم التي يتعوّد عليها في محيطه الذي نشأ عليه والتي هي ليس بالضرورة تكون واحدة، وهذه تزيد من عملية الضبابيّة اللغويّة والتي يعاني الجميع منها حاليا من وجهة نظري كما أوضحتها في الرابط التالي لمن يحب الاستزادة


        ولذلك من وجهة نظري بدون منهاج جديد يعالج هذه النواقص من جذورها لن نستطيع أن نفهم لغتنا بشكل صحيح لكي نستطيع أن نفكّر بشكل صحيح وفق أحلى وأرقى مميزات لغتنا والتي هي الاستقراء والاستنباط، كما أوضحته في الرابط التالي لمن يحب الاستزادة


        ما رأيكم دام فضلكم؟
        ----------

        المشاركة الأصلية بواسطة سامية فارس
        هل لديك انت شيئا في هذا المجال ؟ وهذا المجال بالتحديد دون ركوبه والشطحات على خلفيته بتلبيس التهم والاساءة راجع ما كتبته عن ساطع الحصري في اول رد لك وستجد كم شطحت وغردت بعيدا عن السرب وفحوى المقال ..نفسي طويل جدا ولا تحسب انني قد ايأس واترك الحبل على الغارب في المنتدى لاي افكار عابره في اهداف غير عابره !اعرف ان لك خلفية اسلامية متشدده ....يستقبلها المنتدى دون اعاقة اما التسريب والاستخفاف بعقلي وذكائي فرجاء اعد نظرتك فيه ...

        يا سامية فارس أنت أردت ذلك عن عمد وقصد إذن، هذه المداخلة تجعلني أرفع اكمة قميصي أولا، وعلى ضوء ذلك ردي سيكون بعدة مداخلات
        الاستخفاف بجهود الآخرين وعدم احترامهم هذا طبعك أنت يا سامية فارس وليس طبعي أنا،
        ودليلي الآخر على ذلك لأنك ما زلت ترفضين إضافة ميزة التبليغ الآلي عندما أنت أو غيرك من أصحاب الصلاحيات الإدارية يدخل إلى المداخلات لحذف وشطب ما يحلو له بلا أي احترام ولا تقدير لكاتبها

        كيف يمكن أن تكون هناك أي علاقة بين رجل ورجل أو امرأة وامرأة أو امرأة ورجل إن كان كل منهما لا يتعامل مع الآخر من خلال وسيلة الاتصال الوحيدة بينهم في الشابكة (الإنترنت) ألا وهي قراءة ما مكتوب أمامه على السطر؟!!!
        أنت على سبيل المثال كل همك في طول البال التي تعلنين عنها هو في معرفة القالب الذي يمكن أن تضعي المقابل فيه أولا إن كان من قوالب الأصحاب أم من قوالب الأعداء، وعلى ضوء القالب ستفهمين الكلام الموجود أمامك على السطر؟ ولهذا قمت بحظر كريم دزيري لأنك وضعته في قوالب الأعداء بالنسبة لك؟!!! وعندما سيتحول إلى قوالب الأصحاب ستعيديه دون حتى أن يتغير موقفه
        لا يمكن أن تحصل أي علاقة صحيّة بدون لغة مشتركة بين الأطراف وهذا ما حاولت شرحه لك في الموضوع تحت العنوان والرابط التالي

        اشكاليات المُثَّقَّف مع فلسطين وكيانات سايكس بيكو وكيفية تجاوزها
        http://marayaarabia.com/vb/showthread.php?778

        كيف يمكن أن تتطور أي علاقة وبشكل صحّي إن لم تكن هناك وسيلة اتصال يفهم كل منهم الآخر بها بشكل صحيح؟!!!
        اللغة وسيلة التفكير، وبدون لغة صحيحة ومشتركة لن تكون هناك علاقة صحيحة؟!!!
        أنت لا تقرأين ما موجود أمامك على السطر بل تفهمين من خلال قوالب الأصحاب وغير الأصحاب،
        والآن أنا في قوالب غير الأصحاب بالنسبة لك فكل شيء أصبح زفت وأطران،
        أما لو كنت في قوالب الأصحاب فنفس الزفت والأطران يصبح سمن على عسل؟!!!
        وهنا هي المأساة والتناقض ما بين أي رجل وامرأة أو رجل ورجل أو امرأة وامرأة وحتى ما بين فتح وحماس
        هذه مشكلة كل الببغاوات التي تردد الكلام الذي بصمته بدون فهم ولا وعي وهم الغالبية العظمى من ما يدعى مثقف الدولة القطرية الحديثة بركيزتيها العلمانية والديمقراطية
        والذي صدعونا ليل نهار بأنهم الباحثين عن الحب والغزل والشهوة وبدونها لا تكون هناك أي علاقة؟!!!
        المصيبة من وجهة نظري يا سامية فارس كيف يمكن لمثل هؤلاء أن يعرف ما معنى الحب وهو لا يرى ولا يحترم ولا يخرج عن ضيق دائرة الـــ أنا؟!!! هذا من جهة ومن الجهة الأخرى لا توجد لغة مشتركة بينه وبين الآخر فكل منهم يدّعي بأنه خبير بالممحي (النيّات) ولا أدري كيف يمكن أن يستطيع أن يستنبط الممحي وهو أصلا لا يستقرأ ما موجود أمامه على السطر؟!!!
        هل عرفت الآن لماذا كتبت ما كتبته وجمعته تحت العنوان والرابط التالي

        لماذا يجب أن نعتمد الاستقراء والاستنباط أفضل من التأويل؟ وهو سبيلنا للتطور!
        http://www.atinternational.org/forum...ead.php?t=7218
        http://www.nu5ba.com/vb/showthread.php?t=13936
        ما رأيكم دام فضلكم؟
        [/align]

        تعليق

        • kemalhocaoglu
          مشرف
          • Jun 2006
          • 132

          #5
          الحصري لم يكن وزيرا في الحكومة العثمانية

          عزيزي الأستاذ أبو صالح
          تحية خالصة، من غير أن أقحم نفسي في الجدل القائم حول أفكار ساطع الحصري أود تصحيح ما جاء في مداخلتكم من أن الحصري كان وزيرا في الحكومة العثمانية، فالحصري كان مدير دار المعلمين في اسطنبول فحسب، لكنه صار بعد فترة زوال الدولة العثمانية وتشكيل الحكومات العربية وزيرا للمعارف في العراق.
          أكرر تحيتي وسلامي
          كمال خوجة

          تعليق

          • s___s

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة kemalhocaoglu
            عزيزي الأستاذ أبو صالح
            تحية خالصة، من غير أن أقحم نفسي في الجدل القائم حول أفكار ساطع الحصري أود تصحيح ما جاء في مداخلتكم من أن الحصري كان وزيرا في الحكومة العثمانية، فالحصري كان مدير دار المعلمين في اسطنبول فحسب، لكنه صار بعد فترة زوال الدولة العثمانية وتشكيل الحكومات العربية وزيرا للمعارف في العراق.
            أكرر تحيتي وسلامي
            كمال خوجة
            عزيزي الاستاذ كمال خوجه

            جُزيت خيرا على ما توفره لنا من كنوز الأرشيف العثماني، لملئ الفراغات التي عملت قوات الإحتلال ومن تبعهم من مثقفي كيانات سايكس وبيكو الذين اعتمدوا المفاهيم والمصطلحات للّغة التي استحدثتها قوات الإحتلال لطمس وتغبيش تاريخ الدولة العثمانية على الأقل من أجل دعم وتثبيت دعائم العلمانية والديمقراطية ركيزتا الدولة القطرية الحديثة،

            والتي شارك بها من وجهة نظري على الأقل أنصار الفكر القومي من كل القوميات الأتراك والعرب والكُرد والأمازيغ والأرمن والفرس وغيرهم من القوميات التي تشترك معنا العيش في مناطقنا، وسلاح المثقف الأول في ذلك كان محاربة الكتاب، واللغة التي كُتبت بها تلك الكُتب. وأنكى ما في الأمر من وجهة نظري على الأقل هو أن يكون ذلك والمثقف يظن أنه يعمل على تطوير المناهج من أجل تطوير الإنسان وتقدمه؟!!! تماما كما تراها في تعليقات د. عدنان الباجه جي في تبريره طوال شهادته في برنامج شاهد على العصر على قناة الجزيرة؟!!!










            سبحان الله وكأن ما حصل من جريمة في بداية القرن الماضي مع الدولة العثمانية تم إعادتها مجددا في عملية احتلال العراق؟!!! فهل هذه كانت من الحكم التي أراد الله لنا منها أن نتّعض بها؟!!!


            بارك الله في جهودكم وكتبها في صالح أعمالكم في الدنيا والآخرة
            التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 07-21-2010, 02:38 AM.

            تعليق

            • s___s

              #7
              مصر أولا المغرب أولا،النظرة القُطريّة هل ترسّخ لمفهوم كيانات سايكس بيكو أم لا، لماذا؟
              http://www.atinternational.org/forum...0854#post40854
              التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 08-04-2010, 05:23 AM.

              تعليق

              • s___s

                #8
                <TABLE border=0 cellSpacing=2 borderColor=#000000 borderColorLight=#ffffff borderColorDark=#000000 cellPadding=2 width="100%" bgColor=#ffffff><TBODY><TR><TD>عبد العزيز الدوري في ذمة الله
                بقلم/ د. بشير موسى نافع
                2010-11-24



                </TD></TR></TBODY></TABLE><TABLE border=0 cellSpacing=0 borderColor=#000000 borderColorLight=#ffffff borderColorDark=#000000 cellPadding=2 width="100%" bgColor=#ffffff><TBODY><TR><TD>تكاد وفاة شيخ المؤرخين العرب، وأول المؤرخين العراقيين المحدثين، عبد العزيز الدوري، تؤشر إلى وفاة العراق كما عرفناه. توفي المؤرخ التسعيني (1919- 2010) في العاصمة الأردنية عمان، لا في مسقط رأسه بقضاء الدور من محافظة صلاح الدين، الذي أعطاه اسم عائلته على الطريقة العربية الإسلامية التقليدية؛ ولا في بغداد، التي كتب تاريخها كما لم يكتبه مؤرخ آخر، والذي ترك بصماته على معاهدها التعليمية الكبرى كما لم يضع أكاديمي آخر.

                وسيكون مدهشاً أن تثير وفاته انتباه الكثير من العرب، الذين عملت أنظمة حكم متتالية على إفقادهم الذاكرة وتجهيلهم بتاريخهم، أو فضول كثير من العراقيين، الذين تكاثرت عليهم مصائب الزمن، من غزو واحتلال وطبقة حاكمة قصيرة النظر وضيقة النوايا والطموح.

                ولد عبد العزيز الدوري والعراق يودع حقبته العثمانية، وعاش شاهداً على ولادة الهوية الوطنية للعراق الحديث، وعلى تقلباته السياسية المتلاحقة، وتوفاه الله والوطن يتحول إلى كيان طائفي، منقسم على ذاته، لا يشبه نفسه بأي حال من الأحوال.

                في مقدمة كتابه 'الجذور التاريخية للشعوبية'، الذي نشر في مطلع الستينات، كتب الدوري: 'إن تاريخ الأمة متصل، مترابط، يكون سلسلة متتابعة، أو مجرى متصلاً، يؤدي بعضه إلى بعض. وحاضر الأمة نتاج سيرها التاريخي وبداية طريقها إلى المستقبل. ولذا، فلا انقطاع في التاريخ، ولا ظاهرة تبدو فيه دون جذور وتمهيد.' ويكاد هذا النص يصف حياة الدوري، ويؤسس لمنهج دراسته للتاريخ، ورؤيته لتاريخ العراق والعرب. نشأ الدوري في العراق الملكي، وفيه تلقى تعليمه الأولي، وتشكلت أسس وعيه. ولكن الدوري المؤرخ هو نتاج التعليم البريطاني الجامعي في أربعينات القرن الماضي، الذي تخرج فيه بالدرجة الجامعية الأولى، ثم بالدكتوراة، التي حصل عليها عن رسالته حول 'تاريخ العراق الاقتصادي في القرن الرابع الهجري'.

                كان العراق الحديث عروبياً منذ ولادته، سواء بخلفية قادته أو بالمتطلبات الجيوبوليتيكية لموقعه. جاء قادة العراق الملكي من تحالف الضباط العثمانيين السابقين، الذين جمعتهم بفيصل الأول سنوات ما عرف بـ 'الثورة العربية'، التي أعلنها اشراف مكة ضد الحكم العثماني المتأخر في منتصف سنوات الحرب العالمية الأولى؛ ومن بين الإداريين العثمانيين السابقين من أبناء العراق، الذين وفر لهم التعليم العثماني الحديث وبنية الدولة المتأخرة فرصة التدرب في مرافق ولايات السلطنة المختلفة؛ ومن بين الوجهاء المحليين، الذين برزوا بفعل نشاطاتهم في الجمعيات ذات التوجه العروبي أو بدورهم في ثورة العشرين. كان أغلب هؤلاء عروبياً بثقافته وتوجهاته، ولكنهم أدركوا أيضاً أن بنية العراق وموقعه، كدولة حديثة، لا يدعوان إلى الاطمئنان. فمن ناحية، كان الشعب العراقي خليطاً من العرب والأكراد وأقلية إيرانية الأصل، من مسلمين ومسيحيين، ومن سنة وشيعة، في وقت لم يكن لدى المراجع الشيعة من رغبة في تشجيع مقلديهم على الانخراط في جسم الدولة الجديدة. وقد حد العراق دولتان كبيرتان، إيران وتركيا، تفوقانه قوة وترتبطان به بعلاقة بالغة التعقيد، تجمع بين التهديد والخوف، والأطماع والحاجة. وكان طبيعياً أن تصبح العروبة أيديولوجية الدولة الجديدة وإطارها المرجعي، سياسة وتعليماً وثقافة.

                تحول العراق، سيما بعد حصوله على الاستقلال في 1930، إلى مصدر لمشاريع الوحدة العربية جميعها تقريباً (إلى أن احتل عبد الناصر مركز الساحة العربية القومية)، وأصبح العراق موضع آمال تيار عريض من العروبيين الوحدويين، وعمل قادة الدولة الجديدة على أن تكون الفكرة العربية الإطار التوحيدي للشعب وجدار تحصينه من الانقسامات الداخلية وأطماع الخارج.

                كان العراق العروبي هو مصدر التأثير الأول على عبد العزيز الدوري؛ أما المصدر الثاني فولد من دراسة التاريخ في بريطانيا في خضم سنوات الحرب العالمية الثانية.

                بعد زهاء القرن على مساهمات المؤرخين الألمان منذ ليوبولد فون رانكه في منتصف القرن التاسع عشر، كان التاريخ قد أصبح علماً منهجياً، يخضع لقواعد الاستنباط والاستقراء، والمقارنة والتحليل. وبالرغم من أن بروز مدرسة الحوليات الفرنسية كان قريب العهد، إلا أن صداها تردد سريعاً في كافة زوايا المعاهد الغربية.

                وقد أفاد الدوري، الذي أصبح التاريخ الإسلامي ميدان بحثه الرئيس، إضافة إلى ذلك، من النضج الملموس الذي حققته مناهج المستشرقين الأوروبيين وتناولهم لمصادر التاريخ الإسلامي. كما اللبناني أسد رستم، والمصري محمد شفيق غربال، من الجيل الأسبق قليلاً من المؤرخين العرب المحدثين، وكما أحمد عزت عبد الكريم وجواد علي وصالح العلي، من أبناء جيله، عرف الدوري التاريخ علماً ذا شروط وقواعد، والتزاماً مهنياً يتطلب تدريباً صارماً وتكريساً لا يقبل المساومة للجهد والعمر. متأثراً بطرق الاستشراق، أدرك الدوري أن لا دراسة تاريخية جادة بدون مصادر أولية وبدون رؤية نقدية للمصادر، وعلى خطى مارك بلوش ولوسيان فيفر، رواد مدرسة الحوليات، أخذ في رؤية التاريخ باعتباره سياقاً متصلاً، تحركه قوى أعمق وأقل عرضة للتغيير والانقطاع من الظواهر السياسية: ان التاريخ أبعد إدراكاً من وعي وإرادة الفاعلين في مجرياته. وربما كانت بداياته في التاريخ الاقتصادي عوناً كبيراً في تعزيز رؤيته الأوسع والأعمق للتاريخ، التي ستصبغ أعماله المنشورة كافة بعد ذلك.

                لم يكترث الدوري، كما المؤرخين الأنجلو ساكسون عموماً، بالنظريات الجامعة الكبرى، ولم ير في الأيديولوجيا جدوى ما لقراءة التاريخ.

                عاش الدوري عصر صعود الأيديولوجيات في أوروبا وفي الثقافة العربية، ولكن كتابته التاريخية أفلتت من قيد الأيديولوجيا، حتى وهو يحاول استكشافها. ولكن هذا لا يعني أنه كان مؤرخاً بلا هوية. ففي عراق ما بين الحربين، كان طبيعياً أن يكون الدوري عروبياً؛ وقد ظل وفياً لهويته وإيمانه العروبي طوال حياته المديدة بعد ذلك. ولكن عروبته، كما العديد من أبناء جيله من المؤرخين العرب المحدثين، كانت أقرب إلى عروبة الإصلاحيين العرب الإسلاميين، الذين رأوا العروبة نتاج الميراث الإسلامي، والإطار الطبيعي للعرب بعد انهيار الجامعة العثمانية الإسلامية. ولعل عروبته هذه، واعتداله الليبرالي، ما جعل تعايشه مع نظام البعث بعد انقلاب 1968، القومي العربي هو الآخر، أمراً عسيراً. ما بين عودته إلى العراق في منتصف الأربعينات، وتسلمه مهام عمله الأول محاضراً في دار المعلمين العليا، مروراً بتأسيسه وعمادته لكلية العلوم والآداب، إلى رئاسته لجامعة بغداد في الستينات، أصبح الدوري قوة رئيسة في نشوء وتطور المؤسسة التعليمية في العراق الحديث، وأحد الرواد الأوائل لمدرسة التاريخ العراقية. وإن لم يقلل انتقاله أستاذاً في الجامعة الأردنية منذ نهاية الستينات من تأثيره على الأجيال التالية من المؤرخين العراقيين، فقد ساعد على انتشار هذا الأثر في المجال العربي.

                ليس ثمة من مؤرخ عربي رفد معرفة العرب بتاريخهم الإسلامي المبكر والوسيط كما فعل الدوري.

                فمنذ نشر عمله حول التاريخ السياسي والإداري والمالي للعصر العباسي الأول في منتصف الأربعينات، ليتلوه كتابه في تاريخ العراق الاقتصادي في القرن الرابع الهجري، الذي استند إلى رسالته للدكتوراة، وهو منشغل بقراءة النظم الاقتصادية والإدارية للتاريخ الإسلامي.

                وقد انعكست مسيرته العلمية في عدد من الكتب والمقالات الأكاديمية، التي سرعان ما تحولت إلى مقدمات ضرورية للعمل في حقل التاريخ الإسلامي في المعاهد العربية العليا؛ إضافة إلى نشره وتحقيقه لمخطوطتي 'أخبار الدولة العباسية'، والجزء الخاص ببني العباس من 'أنساب الأشراف'. وبالرغم من أنه قدم أكثر من مساهمة للطبعة الثانية من الموسوعة الإسلامية، تظل كتابته لمادة 'بغداد' في الموسوعة، التي تصل إلى عشرات الصفحات المطبوعة، شاهداً على معرفته الحميمة بتاريخ المدينة العربية الإسلامية، وعلى معرفته بمصادر هذا التاريخ.

                كنت عرفت أعمال الدوري للمرة الأولى عندما طالعت نصه الشهير حول التكوين التاريخي للأمة العربية وأنا أدرس للدكتوراة، قبل أن أعرفه مؤرخاً للإسلام. وبالرغم من تجاهله لنظريات دراسة القومية في العقود الأخيرة، فإن النص الذي نشر أكثر من مرة بين بيروت والقاهرة، يحمل إلى حد كبير معالم نهج الدوري في دراسة التاريخ العربي والإسلامي، باعتباره سياقاً متصلاً، وباعتبار حاضره حصيلة تراكماته التاريخية.

                ولكن ما أدهشني بعد ذلك كان إدراكي المتزايد لمعرفته الواسعة بمصادر التاريخ العربي الحديث، وهو الذي كرس مسيرته المهنية لدراسة التاريخ الإسلامي المبكر والوسيط. وهذا ربما ما يجب أن يذكر دائماً بحقيقة دوافع الدوري في دراسته التاريخية، حيث الباعث الرئيس ليس التعرف على الماضي وحسب، بل إدراك كنه الحاضر على وجه الخصوص.

                وربما كان من الجدير أن يسأل المؤرخ الكبير قبل وفاته عما إن كان للتاريخ أن يقول كلمته في الانقلاب الكارثي الذي يئن تحت وطأته العراق اليوم. شيء ما جعل العرب أقل معرفة بمؤرخيهم الكبار والاحتفاء بهم كما يجب على الأمم الاحتفاء بمؤرخيها؛ وحظ عبد العزيز الدوري في هذا المجال ربما كان أكثر قليلاً من حظوظ آخرين من مؤرخينا الكبار، مثل الراحل إحسان عباس، ومثل عبد الله العروي وهشام جعيط. على أن الأرجح أنه لولا البرنامج اليتيم الذي قدمته قناة 'الجزيرة' حول حياة ومسيرة الدوري قبل سنوات، ما كان هناك من شريط مصور لشيخ المؤرخين العرب الراحل.

                ويقدر لمركز دراسات الوحدة العربية تعهده مؤخراً بإعادة نشر مجموعة أعمال عبد العزيز الدوري وتوفيرها للباحثين والدارسين العرب في طبعة جديدة؛ لعل في هذه الخطوة اليوم بعض التعويض عن غيابه الكبير.

                ' كاتب وباحث عربي في التاريخ الحديث

                </TD></TR></TBODY></TABLE>
                http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today\24qpt74.htm&arc=data\2010\11 \11-24\24qpt74.htm

                أنشر هذه المقالة هنا لأنني أظن أن أ.د. عبدالعزيز الدوري علم مثله مثل مصطفى ساطع الحصري

                ما رأيكم دام فضلكم؟

                تعليق

                • ياسر طويش
                  عضو منتسب
                  • Dec 2010
                  • 30

                  #9
                  [align=center]خالص شكرنا للأستاذ. كمال خوجة
                  ورحمة الله تتنزل على روح أ. مصطفى ساطع الحصري بما له وما عليه.
                  ورحمك الله ا.د. عبد العزيز الدوري رحمة واسعة , و بارك الله بكم أخي أبا صالح, ولله در أخي د. أحمد الليثي .

                  مرة ثانية
                  بارك الله بكم أستاذنا كمال خوجة
                  تحية تليق [/align]

                  تعليق

                  • s___s

                    #10
                    أنقل بعض المداخلات من الرابط التالي لأنني أظن لها علاقة بهذا الموضوع

                    الدولة القائد والزعيم القائد
                    http://wata1.com/vb/showthread.php?p=26200#post26200
                    سؤال مباشر من مُثَّقَّف العَولَمَة إلى مُثَّقَّف الدولة القوميّة (الدولة القُطريّة الحديثة بركيزتيها العلمانيّة والديمقراطيّة):
                    لماذا يتم تكريم جمال عبدالناصر ويتم ذم محمد أنور السادات ومحمد حسني مبارك وحافظ الأسد وعبدالكريم قاسم والحبيب بورقيبة والملك الحسن وهواري بومدين و جعفر النميري والملك حسين والملك فيصل وعبدالسلام عارف وأحمد حسن البكر وصدام حسين وزين العابدين بن علي ومعمر القذافي؟
                    ما الذي قام به جمال عبدالناصر وكان هناك أي اختلاف مع الآخرين؟
                    أليس جمال عبدالناصر هو من دعم تقسيم العراق إلى العراق والكويت؟
                    أليس جمال عبدالناصر هو من دعم تقسيم اليمن إلى يمنين؟
                    أليس جمال عبدالناصر هو من وافق على قرارات الأمم المتحدة 242 و 338 والتي رفضها في البداية ومن ثم وقّع اتفاقية روجرز 1969 وعمل على فرضها بكل ما أوت من قوة وكل من بقي معترضا على قرارات الأمم المتحدة 242 و 338 تم تشويه صورته وسمعته وإن كان له أي منصب وأي امتيازات تم سحبه منه؟ تماما كما حصل في الملتقى مع كل من بقي على اعتراضه على نص شكري بوترعة بعدما تم تغيير رأي ومزاج محمد شعبان الموجي
                    ما الفرق بين اتفاقية روجرز لجمال عبدالناصر واتفاقية كامب ديفيد لمحمد أنور السادات؟
                    ما الفرق بين موقف جمال عبدالناصر من عملية انفصال الكويت في عام 1960 وبين موقف محمد حسني مبارك وحافظ الأسد والملك فهد مما حصل في تدمير العراق عام 1991؟
                    ما الفرق بين موقف جمال عبدالناصر والملك حسين وحافظ الأسد وأحمد حسن البكر في مجازر أيلول عام 1969 وبين مواقف محمد حسني مبارك والملك عبدالله الثاني والملك عبدالله مما حصل من مجازر في لبنان وغزة من عام 2006 وحتى الآن؟
                    نحن لسنا في حاجة إلى الأمم المتحدة؟ لكي تقوم على سبيل المثال بتعريف لنا ما هي فلسطين؟ ولا يتم الإعتراف بوجودها إلاّ عندما تصدر هي ورقة شهادة ميلاد لها، هل فلسطين الآن قيمتها أقل من ورقة؟!!!أي تخاريف وخزعبلات هذه؟!!!
                    ألم يحن الوقت لإيجاد تقنية جديدة؟ نحن في عصر تقنية العَولمة هل من المعقول أن يكون الإنسان فيه قيمته أقل من قيمة لون الورقة التي تصدرها الأمم المتحدة أو من الكيانات (الدول) المعترفة بها وفق ورغبة مزاج الموظف؟ والأنكى له الحق في سحبها وإلغاءها حسب مزاجه كذلك؟ أليس هذا مثال آخر على شرُّ البَلِيِّةِ مَا يُضْحِك؟!!!
                    وعلى ضوء ذلك من المنطقي والموضوعي لو توصلنا إلى أنّه نحن لسنا في حاجة إلى جميع النُّخَب الحاكمة والمعارضة في دول كيانات سايكس وبيكو والتي لا تجد أي طريقة إلّا أن تعمل وفق وتؤمن بمثل هذه التخاريف والخزعبلات التي تحتقر الإنسان إلى هذه الدرجة؟!!!
                    ثم لماذا نقلها إلى الأمم المتحدة وليس غلقها وغلق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية (كيانات سايكس وبيكو)؟ على الأقل توفيرا للمصاريف في ضوء الأزمة الماليّة العالمية
                    ما رأيكم دام فضلكم؟
                    المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور
                    ابو صالح
                    هنا سيتكلم التاريخ
                    هنا لن أقفز هنا وهناك
                    هناك سيكون الرد على سؤالك
                    لماذا يتم تكريمجمال عبدالناصر ؟
                    فقط الصبر وأضافة ما لديك من تاريخ
                    مدعوم بالتاريخ الذي لا يختلف عليه إثنان
                    وليس مدعوما برأي شخصي فقط أو تحليل أو فلسفة أو ربط قضية مصير بما يحدث في ملتقى لا يقدم ولا يؤخر في مسيرة أمة
                    عزيزي اسماعيل الناطور أحلى ما في مقابلات محمد حسنين هيكل الثلاثية الأخيرة أنه اعترف أخيرا بأنه مثَّقَّف الدولة القُطريّة الحديثة وليس له أي علاقة بالقومية والفكر القومي على الإطلاق، وكل طموحات ومواقف نظام جمال عبدالناصر والذي هو كان أحد أركانه كان ينطلق في كل شيء من خلال نظرة قُطريّة ومزاجيّة شخصية صرفة، وحالما يتم نشرها سآتيك بها ونتناقش على ضوئها

                    أنا لست ضد جمال عبدالناصر أو صدام حسين والذي من شرُّ البَليِّة مَا يُضْحِك أنه هو من أعاد استرجاع الكويت من جهة وهو من أعاد توحيد اليمنين من جهة أخرى بغض النظر عن الاسلوب اتفقنا معه أم لا

                    محمود عباس رجل جمال عبدالناصر وهو من تم قبوله في فتح ومن خلالها لمنظمة التحرير من أجل شيء واحد ليتم ترويض فتح والمنظمة لتتساوق مع ما طلب فرضه جمال عبدالناصر في تمرير كل شيء له علاقة باتفاقية روجرز والتي لم يتجاوز قيد انملة عنها لا محمد أنور السادات ولا محمد حسني مبارك ولا سلطة أوسلو
                    ما رأيكم دام فضلكم؟

                    المشاركة الأصلية بواسطة اسماعيل الناطور
                    نعود لقراءة هذه الفقرات
                    3 - رفض الوصاية السياسية التى تتضمنها النظم الانتدابية المقترحة وقبول المعونة الأجنبية لفترة محدودة على شرط ألا تتعارض مع الاستقلال الوطنى والوحدة القومية وتفضل المعونة التى تقدمها أمريكا فان لم تتيسر فالمعونة البريطانية.
                    4 - رفض المعونة الفرنسية في أى شكل جاءت.

                    دقق أخي أحمد بهذا التعبير
                    نرفض الوصاية ....ونقبل المعونة ....من امريكا وبريطانيا ...ولا نقبلها بتاتا من فرنسا
                    دقق أخي أحمد وحاول أن تقرأ معي الدرس بين الحروف
                    نرفض الوصاية تعبير نرضى به الجمهور العربي الحر الذي طالما عاش يحلم بالإستقلال
                    ولكن في نفس الوقت نرضى المعونة وطبعا حتى نضحك على الجمهور نقول لمرة واحدة
                    وكأن المعونة ستكون كنزا يتوالد ولن تكون دينا يتوالد إلى الآن
                    وأصبحت بعض الدول العربية تعيش على هذه المعونة التي كانت في الأصل لمرة واحدة وتحولت الآن إلى مليارات من الديون قطعت رأس الشعب وقبل الكل بالوصاية
                    وهنا نتذكر الدرس درس تأميم قناة السويس
                    كانت مصر تريد مالا لبناء السد العالي الذي تعيش عليه مصر الآن من مياه وكهرباء وزراعة
                    كانت مصر تريد مالا
                    وكان الغرب لا يريد أن يدفع إلا معونات على مزاجه
                    رفض البنك الدولي تمويل بناء السد فكان التأميم
                    وكانت ضربة معلم بحق
                    هنا نكرم عبد الناصر
                    نكرمه لإنه فهم معنى القرار الوطني الصحيح
                    المال لا يمكن أن نأخذه معونة لنأكل ونشرب ونبني كباري ونحمل الأجيال ديونا بالمليارات
                    المال نأخده لبناء مشروعات تسد الديون وتبقى خيرا وعزة وكرامة للشعب
                    وكانت حرب 1956م الحرب الثانية بين مصر وإسرائيل حربا لا لفلسطين ناقة فيها ولا جمل
                    كانت حربا من أجل أن تعيش مصر حرة مستقرة توفر ماءها وطاقتها وزراعتها من سد على أراضيها
                    كانت حربا لإستقلال مصر وكانت فلسطين منها بعيدة
                    مثلما كانت حرب 1948 حربا مفبركة من الإنجليز والقصر لمنفعة إسرائيل
                    ولم تكن لمصر ولا لفلسطين لها فيها ناقة ولا جمل
                    فلم تكن حرب 1948 حربا من أجل فلسطين ولم تكن حرب 1956 حربا من أجل فلسطين
                    رغم الإختلاف بينهما من ناحية الدوافع في الخير والشر
                    ولكن ناصر كإنسان يستحق التكريم في الحربين
                    ولو أن ناصر كزعيم فقط أمم القناة وبنى السد ومات لإستحق وسام الفخر على رأس كل مصري
                    لا زال يشرب ماء وتنير بيته كهرباء
                    الرجل كان مصريا نظيفا من شعر رأسه إلى التراب الذي يمشي عليه
                    رفض الذل الأمريكي ورفض ذل البنك الدولي ورفض الوصاية وعرض نفسه لحرب ضروس
                    من أجل أن يبني لمصر السد العالي
                    أفيقوا يا من لا ترفعون التحية لناصر
                    وقولوا في الرجل كلمة حق ردا لجميل صنعه لكم ولأحفادكم
                    فناكر الجميل ليس بإنسان

                    الرجل كان له الفضل في رفع درجة الكرامة فله مني السلام
                    جميل جدا عزيزي اسماعيل الناطور ولا أظن هناك أحد ينكر تأميم قناة السويس، والتي كانت أول طريق فتح باب تحليل الحرام من قبل أصحاب الصلاحيات الإدارية، ومنها خرجنا بمفهوم سرقة أموال أصحاب الأراضي وتوزيعها على الفلاحين مجانا والتي أدّت إلى خراب الصناعة والزراعة والتجارة بحجة الإشتراكية،
                    عزيزي اسماعيل الناطور لا يمكن القبول بأن الغاية تبرّر الوسيلة ولا يمكن أن اتصور الوصول إلى أي غاية نبيلة يمكن أن يتم بوسيلة غير نبيلة؟!!!

                    صحيح جمال عبدالناصر قام بتأميم قناة السويس وحصلت حرب السويس عام 1956، نفس الاسلوب تم اتخاذه في العراق بعد قيام ثورة الضباط الأحرار في 14 تموز (يوليو) 1958 بقيادة (محمد نجيب العراق عبدالكريم قاسم وجمال عبدالناصر العراق عبدالسلام عارف) قامت بتأميم شركات النفط في شمال العراق، وفي حينها تم اكتشاف النفط في جنوب العراق فلم تخبر الحكومة خوفا من تأميمها أيضا في الجنوب فحاولت شركات النفط إرضاء جميع قيادات العشائر في محافظة البصرة لإعلان الاستقلال من أجل حماية حقوقها من التأميم على الأقل، لم توافق أي من قيادات العشائر الكبيرة في محافظة البصرة على ذلك، سوى بعض قيادات عشائر آل الصباح وهي احدى المناطق التابعة للبصرة، ولكن وما يُدريك بأن ثمن المصالحة مع بريطانيا وشركاتها كان أن يرسل جمال عبدالناصر قواته للدفاع عمّا وافقت عليه عشائر آل الصباح، عبدالكريم قاسم لم يستوعب الصورة تماما فمنطقة الكويت صحراء قاحلة حتى مياه لا يوجد فيها، فلم يهتم بالموضوع ظنّا منه بأنه ستعود كل الأمور لوضعها الطبيعي بعد اسبوع لو قام بقطع المياه عنهم، فلذلك ترك الأمور لمدير الشرطة في المنطقة لمعالجتها، ومن ثم تم إنشاء دولة الكويت ومن هنا نعرف سر مكانة مصر وتبعيتها للفكر الناصري عند حُكَّام الكويت واختلافه عن بقية المناطق، وسرّ انزعاج جمال عبدالناصر من مواقف الملك فيصل والملك حسين بسبب مواقفه من الكويت والتي تتعارض تماما مع شعاراته التي وقفوا معه فيها عام 1956، وعلى ضوئها تم التفكير جديا من قبل عبدالسلام عارف في التخلص من عبدالكريم قاسم ناهيك عن المذابح التي قام بها الشيوعيين في شمال العراق، ومن هنا نفهم لماذا لم يتم عرض حلقات والخاصة بفترة إنشاء الكويت من برنامج لأحمد منصور على قناة الجزيرة بعنوان شاهد على العصر مع د. عدنان الباجي جي ومن يحب تفاصيل أخرى في هذا الموضوع يمكنه زيارة الموضوع بالضغط على الرابط التالي
                    الواجبات الوطنية من وجهة نظر ساطع الحصري
                    http://www.atinternational.org/forum...ead.php?t=7520
                    ما رأيكم دام فضلكم؟
                    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 12-22-2010, 02:55 AM.

                    تعليق

                    يعمل...