أيام من الكرامة في تاريخ غزة المحاصرة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • kemalhocaoglu
    مشرف
    • Jun 2006
    • 132

    أيام من الكرامة في تاريخ غزة المحاصرة

    لجوء نابليون بونابرت إلى هدم وحرق القرى في طريقه وهو يفر من غزة
    حمدا ثم حمدا لله، رسالة الباشا الجزار الواردة اليوم من جانب الجيش بالإخبار عن فرار الكفار من غزة قدمناها على الفور للسدة السنية وهذا هو التقرير الذي حمله صاحب بريده مع تلك الرسالة إلى كتخدا بابه مصطفى بك. والأمر لحضرة من له الأمر.
    صاحب السعادة والنجابة والمروءة ولدي وسلطاني
    سبق وأن عرضنا وبينا قبل أيام إلى سدتكم بأن خائن الدين الفرنسي الملعون المدعو بونابرت بما ابتلي من القهر والهزيمة أمام عون الباري والقوة القاهرة لحضرة مولانا السلطان توجه إلى عكا ومنها إلى يافا، وأنه كان بصدد التحصن فيها ولكن ما إن سمع بقدوم العساكر المتوجهة إلى هناك مع طائفة العربان لم يقدر على الثبات فيها وفر في حالة مزرية إلى غزة. وعلى نحو ما ذكرته في رسالتي فإن العربان في تلك المنطقة مع العساكر المكلفة بالمطاردة كانوا يلاحقونهم، عندما استبدت الوساوس بهؤلاء الكفار المخذولين، وبقدرة الله تعالى صاروا في أسوأ حال فلم يقدروا على الإقامة في غزة فقاموا بهدم بعض الأماكن من قلعتها ثم لاذوا بالفرار يوم الحادي والعشرين من ذي الحجة صوب العريش. وفور علمنا بذلك عينا متسلما وأرسلناه إلى هناك وبحسن توجهات المقام السامي عادت مناطق بر الشام حتى غزة إلى أيدي المسلمين كما في السابق وتمت تصفيتها وتطهيرها من لوث الأعداء، ومع أن المؤكد بأن الفقراء والضعفاء من عباد الله مواظبون على الدعاء بدوام عمر دولة حضرة السلطان، فإن العدو بسلك كل أنواع الخدع والحيل لإيقاع الضرر في الأموال في كل زمان فهو قام بتخريب القرى والمساكن من يافا حتى غزة، وأتلف ما فلح وما زرع ، وما ذلك فإن عباد الله من الفقراء والضعفاء يواصلون كسب أقواتهم بفضل ولي النعم أدام الله عمر دولته وخذا أعداءه وأذلهم. ، وما يتحدث به العدو ليس سوى أراجيف وأكاذيب كالعادة ، وهذا المدعو بونابرت أقر بلسانه خلال فراره من غزة قائلا" إنني وإن منيت بالهزيمة فإن بلادنا سترسل المدد بأعداد كبيرة من العساكر ، وما أن يردوا حتى نعود مرة أخرى" وحتى لو كان ما قاله صحيحا- جعل الله خير الناصرين، مسهل الصعاب الرب المعين صاحب الشوكة والكرامة والمهابة والقدرة ولي نعمتنا السلطان مستقرا ومستمرا على سرير سلطنته، وقهر جميع أعدائه- فإنه الهزيمة التي مني بها والخزي الذي ذاق طعمه هذا اللعين في المرة الأخيرة المقرون بالرغبة في الانتقام يصعب تعريفه وبيانه وقد دفعه خوفه وهلعه إلى ترك مدفعين نادري الصنع والاختراع يرميان دانات بوزن أحد عشر قية، وهذا يدل على مدى الهزيمة التي مني بها، أرسلتهما إلى مقر الدولة مع التضرع والابتهال مع رجاء الإحاطة، وقد أرسلت تقريرا بهذا المعنى إلى سيدنا صاحب الدولة والعناية الصدر الأعظم والقائد الأكبر ، وهذه العريضة أرسلها إلى طرف سعادتكم راجيا التفضل بالإطلاع، آملا تذكري بالدعوة لي بالخير. 3 محرم 1214 ( 7 يونيو 1799)
    التعديل الأخير تم بواسطة kemalhocaoglu; الساعة 11-13-2010, 04:18 PM. سبب آخر: تعديل
يعمل...