بسم الله الرحمن الرحيم
يقدم فريق المدرسة العربية للترجمة (أ) أول عمل له في الترجمة المرئية وذلك بنقل ترجمة مسرحية الملك لير لمؤلفها وليام شكسبير. وترجمت المسرحية الدكتورة فاطمة موسى، وتمثلت فكرة هذا المشروع بنقل سطور وحوارات المسرحية المترجمة إلى نص العمل المرئي الذي قدم المسرحية نصًا بلا تغيير أو تحوير، اللهم من بعض الاختصارات أو الحذف (الدرامي) المناسب للمعالجة الدرامية، وهو ما راعيناه مراعاة تامة بإذن الله. تصميم البوستر: م. شادي عبده
مشاهدة مباشرة
ولمن لا يعلم، المدرسة العربية للترجمة هي "أول مدرسة مهنية عربية تعنى بتدريس
علوم وفنون الترجمة بجميع اللغات وفي مختلف المجالات" كما يذكر شعار صفحتها على الفيسبوك. وقد أسسها الدكتور حسام الدين مصطفى -استشاري الترجمة ومحاضر دولي ورئيس جمعية المترجمين واللغويين المصريين.
ومن فروع هذه المدرسة قسم الترجمة المرئية الذي ساهمتُ فيه بعمل بضع محاضرات صوتية في مواضيع الترجمة المرئية أو السطرجة". ولماذا "أ" لأنه أول فريق يعمل ترجمة تطوعية في القسم، وقد يلحقه فريق آخر بأعضاء متطوعين مختلفين فيكون فريق "ب" و "جـ" وهكذا بمشيئة الله ولهذا فإننا نقدم هذا المشروع تحت مظلة المدرسة العربية للترجمة وبدعمها.
ونأمل أن يبادر المسؤولون في المدرسة بتكريم الفريق الذي اجتهد أعضاؤه وخصصوا جزءا من أوقاتهم لإنجازه.
وقد تفضل الدكتور حسام الدين مصطفى بتسطير هذه الكلمة
"رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىظ° وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ"
****************
ها هي شجرة وارفة من أشجار المدرسة العربية للترجمة أراها اليوم وقد أينعت بأولى ثمارها، فأرى جهد أبنائي وبناتي قد استحال إلى عمل نموذجي، يعبر عن صدق سعيهم ويحفر أسماءهم في سجل أصحاب الهمة والمبادرة.. فإلى هؤلاء وغيرهم من أبنائي وبناتي
حياكم الله جميعا ... ورفع قدركم وجعلكم دوما مصدر فخر لي ولمدرستكم ولأمتكم
ليس لما قدمتموه من عمل متميز فحسب، بل لأنكم حققتم المبادئ التي أقيمت عليها هذه المدرسة
التي أفخر بأنها بيتكم وأنكم أهلها.....
كل الشكر والتقدير للسادة الأفاضل والفضليات:
الأستاذ المترجم / فيصل كريم الظفيري Faisal Kareem
الأستاذة المترجمة/ هند الحوفي Hend Elhofy
الأستاذة المترجمة/ سناء بركات Sana Barakat
الأستاذ المترجم/ أمير علم الدين Amir Alm Eldin
الأستاذة المترجمة/ خديجة عبدالباسط
المصمم المهندس/ شادي عبده
وأقتبس هنا ما وردني في تقرير المترجم الخبير الأستاذ/ فيصل الظفيري الذي تعهد فريق العمل وأشرف على عملهم:
"يقدم فريق المدرسة العربية للترجمة (أ) أول عمل له في الترجمة المرئية وذلك بنقل ترجمة مسرحية الملك لير لمؤلفها وليام شكسبير. وترجمت المسرحية الدكتورة فاطمة موسى، وتمثلت فكرة هذا المشروع بنقل سطور وحوارات المسرحية المترجمة إلى نص العمل المرئي الذي قدم المسرحية نصًا بلا تغيير أو تحوير، اللهم من بعض الاختصارات أو الحذف (الدرامي) المناسب للمعالجة الدرامية، وهو ما راعيناه مراعاة تامة بإذن الله......"
وبالنسبة لفريق العمل... "وقد تفانوا بهذه المهمة وكرسوا وقتا لعملية النقل الترجمي التي كان الهدف الرئيس منها احتكاك المترجمين الهواة والشباب بأساليب كبار المترجمين وملاحظة معالجتهم للإشكاليات الثقافية وكذلك تنمية الحس النقدي وتقوية مهارة المقارنة والتمييز للمترجمين الصاعدين.
****************
ها هي شجرة وارفة من أشجار المدرسة العربية للترجمة أراها اليوم وقد أينعت بأولى ثمارها، فأرى جهد أبنائي وبناتي قد استحال إلى عمل نموذجي، يعبر عن صدق سعيهم ويحفر أسماءهم في سجل أصحاب الهمة والمبادرة.. فإلى هؤلاء وغيرهم من أبنائي وبناتي
حياكم الله جميعا ... ورفع قدركم وجعلكم دوما مصدر فخر لي ولمدرستكم ولأمتكم
ليس لما قدمتموه من عمل متميز فحسب، بل لأنكم حققتم المبادئ التي أقيمت عليها هذه المدرسة
التي أفخر بأنها بيتكم وأنكم أهلها.....
كل الشكر والتقدير للسادة الأفاضل والفضليات:
الأستاذ المترجم / فيصل كريم الظفيري Faisal Kareem
الأستاذة المترجمة/ هند الحوفي Hend Elhofy
الأستاذة المترجمة/ سناء بركات Sana Barakat
الأستاذ المترجم/ أمير علم الدين Amir Alm Eldin
الأستاذة المترجمة/ خديجة عبدالباسط
المصمم المهندس/ شادي عبده
وأقتبس هنا ما وردني في تقرير المترجم الخبير الأستاذ/ فيصل الظفيري الذي تعهد فريق العمل وأشرف على عملهم:
"يقدم فريق المدرسة العربية للترجمة (أ) أول عمل له في الترجمة المرئية وذلك بنقل ترجمة مسرحية الملك لير لمؤلفها وليام شكسبير. وترجمت المسرحية الدكتورة فاطمة موسى، وتمثلت فكرة هذا المشروع بنقل سطور وحوارات المسرحية المترجمة إلى نص العمل المرئي الذي قدم المسرحية نصًا بلا تغيير أو تحوير، اللهم من بعض الاختصارات أو الحذف (الدرامي) المناسب للمعالجة الدرامية، وهو ما راعيناه مراعاة تامة بإذن الله......"
وبالنسبة لفريق العمل... "وقد تفانوا بهذه المهمة وكرسوا وقتا لعملية النقل الترجمي التي كان الهدف الرئيس منها احتكاك المترجمين الهواة والشباب بأساليب كبار المترجمين وملاحظة معالجتهم للإشكاليات الثقافية وكذلك تنمية الحس النقدي وتقوية مهارة المقارنة والتمييز للمترجمين الصاعدين.
أما أعضاء الفريق الذين تطوعوا مشكورين لهذه المهمة فهم التالية أسماؤهم حسب أسبقية التطوع:
هند الحوفي
سناء بركات
أمير علم الدين
خديجة عبد الباسط
وقد تفانوا بهذه المهمة وكرسوا وقتا لعملية النقل الترجمي التي كان الهدف الرئيس منها احتكاك المترجمين الهواة والشباب بأساليب كبار المترجمين وملاحظة معالجتهم للإشكاليات الثقافية وكذلك تنمية الحس النقدي وتقوية مهارة المقارنة والتمييز للمترجمين الصاعدين. وكنا شرعنا بالمشروع في الربع الثاني من السنة الفائتة، غير أن ظروفا كثيرة حالت دون إكمال المشروع خلال مدة طبيعية معقولة وهي شهران مثلا أو ثلاثة. والمهم أن المشروع قد اكتمل بتوفير هذه الترجمة لكافة المشاهدين أو الدارسين لهذه المسرحية العظيمة. وربما سنرفع العمل المرئي مدموجا بالترجمة قريا بمشيئة الله تعالى.
وتفضل الأستاذ أمير علم الدين بإرسال كلمة معبرا فيها عن انطباعاته وأفكاره لهذا المشروع
أمير علم الدين
بسم الله الرحمن الرحيم
لمن لا يعرفني:أنا أمير علم الدين، مصري الجنسية وعربي الهوية. عشقت اللغة الإنجليزية منذ الصغر ودرستها بشكل أكثر عمقًا حينما بلغت الجامعة وازدهر العمر. أثناء الدراسة الجامعية، كانت أهدافي واضحة جلية، متمثلة في إتقان الإنجليزية وتعلم الترجمة وخاصة المرئية، التي كانت ولاتزال أحب هواية مسلية ينشرح لها صدري ويدق لها قلبي دقات مدوية. وبعد صدفة، ورب صدفة خير من ألف ميعاد، انضممت لمجموعة الترجمة المرئية وانشرح لها الفؤاد. وجدت أستاذًا هو قائد قادني بحب وعطف إلى إتقان الترجمة المرئية وكان هذا لي هو خير ميلاد. اشتركت لنقل ترجمة الملك لير وأنا بالحديث عنه جد جدير. تعلمت منك يا أستاذ فيصل الظفيري ما لم أتعلمه في محاضرات تتنوع من شفوي وتحريري. وجدت معك خير سبيل للتعلم وخير صديق ومتكلم.
تجربتي
أحب الترجمة المرئية وأعشقها، وللعلم حتى الآن لم أجني ربحًا ماديًا منها، إلا أنني جنيت ما هو أفضل وأسمى. كانت أولى حسنات حبي للترجمة وخصوصًا مجال الترجمة المرئية أنها كانت تعرض جودة ترجمتي. حيث عرضتها ذات يوم على الدكتور حسام الدين مصطفى، أستاذي ومعلمي الحبيب، ونالت ترجمتي إعجابه ولحسن حظي أن ترجمتي لذاك المقطع من فيلم أمريكي وبوجه الخصوص أغنية " يسدل الستار" للمغني الراحل بوبي دارين، وأدى الممثل كيفين سبايسي دور بوبي دارين وأدى هذه الأغنية بالفيلم، لحسن حظي أن الدكتور حسام قد شاهد هذا الفيلم بالسينما وأحبه كثيرًا وأثني على أداء كيفين سبايسي في هذا الفيلم. لذا مهدت لي السبيل لمعرفة الدكتور حسام شخصيًا وتوجيهه دعوة كريمة لي لحضور إحدى ورشه الترجمية التي لطالما حلمت أن أدعى لحضور إحداها. لبيت الدعوة على الفور وذهبت إلى الورشة، وأخال أن الجميع يعلم حفاوة استقبال الدكتور حسام وتواضعه مع تلاميذه. بعد ذلك مكنتني الترجمة المرئية من التعرف على شخص الأستاذ فيصل الظفيري، الذي أشعر في كل مرة أحدثه فيها بجمال وعظمة أخلاقه وسعة أفقه، حيث أني لا أجد موضوعًا في أي مكان بالعالم إلا ولدى الأستاذ فيصل دراية تامة به. تابعت كل ما يحدث في مجموعة الترجمة المرئية الخاصة " المدرسة العربية للترجمة" عن كثب وشغف لكي أجد لي دورًا في فريق المدرسة لنقل ترجمة مسرحية الملك لير التي درستها دراسة مفصلة أثناء دراستي الجامعية مع الدكتور العزيز عبدالمنعم حبيب الذي وسع مداركنا وأكسبنا فهمًا لكثير من مسرحيات ويليام شكسبير. مكنتي هذه المعرفة من التعامل مع طبيعة المهمة التي وكلت إلي وأعطتني حلولاً لبعض إشكالات الترجمة التي واجهتها وواجهها الفريق بشكل عام وكنت أتداولها مع الأستاذ فيصل. أود توجيه الشكر للمدرسة العربية للترجمة لتشجيعها الدائم لنا وكذلك للأستاذ فيصل الذي مازال لدي الكثير لأتعلمه منه، هذا البحر الفياض بالعلم والخلق والمعرفة.
أمير علم الدين
وأيضا تقدمت الأستاذة الفاضلة سناء بركات بكلمة عن تجربتها بهذه المناسبةلمن لا يعرفني:أنا أمير علم الدين، مصري الجنسية وعربي الهوية. عشقت اللغة الإنجليزية منذ الصغر ودرستها بشكل أكثر عمقًا حينما بلغت الجامعة وازدهر العمر. أثناء الدراسة الجامعية، كانت أهدافي واضحة جلية، متمثلة في إتقان الإنجليزية وتعلم الترجمة وخاصة المرئية، التي كانت ولاتزال أحب هواية مسلية ينشرح لها صدري ويدق لها قلبي دقات مدوية. وبعد صدفة، ورب صدفة خير من ألف ميعاد، انضممت لمجموعة الترجمة المرئية وانشرح لها الفؤاد. وجدت أستاذًا هو قائد قادني بحب وعطف إلى إتقان الترجمة المرئية وكان هذا لي هو خير ميلاد. اشتركت لنقل ترجمة الملك لير وأنا بالحديث عنه جد جدير. تعلمت منك يا أستاذ فيصل الظفيري ما لم أتعلمه في محاضرات تتنوع من شفوي وتحريري. وجدت معك خير سبيل للتعلم وخير صديق ومتكلم.
تجربتي
أحب الترجمة المرئية وأعشقها، وللعلم حتى الآن لم أجني ربحًا ماديًا منها، إلا أنني جنيت ما هو أفضل وأسمى. كانت أولى حسنات حبي للترجمة وخصوصًا مجال الترجمة المرئية أنها كانت تعرض جودة ترجمتي. حيث عرضتها ذات يوم على الدكتور حسام الدين مصطفى، أستاذي ومعلمي الحبيب، ونالت ترجمتي إعجابه ولحسن حظي أن ترجمتي لذاك المقطع من فيلم أمريكي وبوجه الخصوص أغنية " يسدل الستار" للمغني الراحل بوبي دارين، وأدى الممثل كيفين سبايسي دور بوبي دارين وأدى هذه الأغنية بالفيلم، لحسن حظي أن الدكتور حسام قد شاهد هذا الفيلم بالسينما وأحبه كثيرًا وأثني على أداء كيفين سبايسي في هذا الفيلم. لذا مهدت لي السبيل لمعرفة الدكتور حسام شخصيًا وتوجيهه دعوة كريمة لي لحضور إحدى ورشه الترجمية التي لطالما حلمت أن أدعى لحضور إحداها. لبيت الدعوة على الفور وذهبت إلى الورشة، وأخال أن الجميع يعلم حفاوة استقبال الدكتور حسام وتواضعه مع تلاميذه. بعد ذلك مكنتني الترجمة المرئية من التعرف على شخص الأستاذ فيصل الظفيري، الذي أشعر في كل مرة أحدثه فيها بجمال وعظمة أخلاقه وسعة أفقه، حيث أني لا أجد موضوعًا في أي مكان بالعالم إلا ولدى الأستاذ فيصل دراية تامة به. تابعت كل ما يحدث في مجموعة الترجمة المرئية الخاصة " المدرسة العربية للترجمة" عن كثب وشغف لكي أجد لي دورًا في فريق المدرسة لنقل ترجمة مسرحية الملك لير التي درستها دراسة مفصلة أثناء دراستي الجامعية مع الدكتور العزيز عبدالمنعم حبيب الذي وسع مداركنا وأكسبنا فهمًا لكثير من مسرحيات ويليام شكسبير. مكنتي هذه المعرفة من التعامل مع طبيعة المهمة التي وكلت إلي وأعطتني حلولاً لبعض إشكالات الترجمة التي واجهتها وواجهها الفريق بشكل عام وكنت أتداولها مع الأستاذ فيصل. أود توجيه الشكر للمدرسة العربية للترجمة لتشجيعها الدائم لنا وكذلك للأستاذ فيصل الذي مازال لدي الكثير لأتعلمه منه، هذا البحر الفياض بالعلم والخلق والمعرفة.
أمير علم الدين
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)
لطالما بحثت عن سبل تعلم علوم الترجمة وقواعدها بعد التخرج ، فقد بدأت من منتديات(واتا) الجمعية الدولية للمترجمين واللغوين العرب ، حيث بدأت بتتبع الأساتذة الكبار هناك على أمل الالتحاق بدورات تدريبية قد يعقدونها هنا أو هناك لكن للأسف لم أجد آنذاك أيا منها ، وبعد إلحاح وتكرار لطلبي للفت إنتباه الدكتور" محمود عباس مسعود" بهذا الخصوص، وافق مشكوراً على إعطائنا مختارات أدبية ومن ثم تعديل وتنقيح تراجمنا أنا وقلة قليلة من الأعضاء، ولكن ذلك لم يدُم طويلاً للأسف. فيما بعد التحقت بالجامعة لدراسة الترجمة( درجة ماجستير) وقطعت ما يقارب 15 ساعة، ولكن لظروف معينة توقفت، فبدأت البحث في العالم الإفتراضي من جديد، حتى عثرت على صفحة المدرسة العربية للترجمة وانضممت إليها والتحقت بدورة الترجمة الأدبية تحت إشراف استاذنا الجليل الدكتور حسام الدين مصطفى، والتي استفدت منها كثيراً جزاه الله خيرا عنا .وقد شكلت هذه التجربة أولى الخطوات في مجال تعلم أساسيات الترجمة.
تجربتي
يشرفني الإنضمام إلى أي عمل أو تجربة تحت إشراف الأستاذ الفاضل فيصل كريم الظفيري والتي أعتبرها فرصة ذهبية في التعلم والتطور في مجال الترجمة وعلى نحو خاص في الترجمة المرئية التي وجدت ضالتي بها وهذا من فضل الله ، فقد عملت تحت إشرافه على ترجمة فيلمان وثائقيان وكان اولهما فيلم " إرث لورنس العرب " والثاني " أفغانستان اللعبة الكبرى "وأعمل حالياً على ترجمة فيلم يتناول الحضارة البيزنطية تحت إشرافه أيضاً، فنِعمَ الأستاذ هو لما يقدمه من دعم وجهد وتوجيهات طبعاً دون أن أنسى صبره الجميل في هذا الصدد.وعليه، لم تكن مسرحية الملك لير التجربة الأولى بالعمل مع الأستاذ فيصل كريم،والتي كانت مليئة بزخم عبارات الترجمة الأدبية اللافتة التي تحاكي العبارات الشكسبيرية جمالاً وفخامة.
(من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)
لطالما بحثت عن سبل تعلم علوم الترجمة وقواعدها بعد التخرج ، فقد بدأت من منتديات(واتا) الجمعية الدولية للمترجمين واللغوين العرب ، حيث بدأت بتتبع الأساتذة الكبار هناك على أمل الالتحاق بدورات تدريبية قد يعقدونها هنا أو هناك لكن للأسف لم أجد آنذاك أيا منها ، وبعد إلحاح وتكرار لطلبي للفت إنتباه الدكتور" محمود عباس مسعود" بهذا الخصوص، وافق مشكوراً على إعطائنا مختارات أدبية ومن ثم تعديل وتنقيح تراجمنا أنا وقلة قليلة من الأعضاء، ولكن ذلك لم يدُم طويلاً للأسف. فيما بعد التحقت بالجامعة لدراسة الترجمة( درجة ماجستير) وقطعت ما يقارب 15 ساعة، ولكن لظروف معينة توقفت، فبدأت البحث في العالم الإفتراضي من جديد، حتى عثرت على صفحة المدرسة العربية للترجمة وانضممت إليها والتحقت بدورة الترجمة الأدبية تحت إشراف استاذنا الجليل الدكتور حسام الدين مصطفى، والتي استفدت منها كثيراً جزاه الله خيرا عنا .وقد شكلت هذه التجربة أولى الخطوات في مجال تعلم أساسيات الترجمة.
تجربتي
يشرفني الإنضمام إلى أي عمل أو تجربة تحت إشراف الأستاذ الفاضل فيصل كريم الظفيري والتي أعتبرها فرصة ذهبية في التعلم والتطور في مجال الترجمة وعلى نحو خاص في الترجمة المرئية التي وجدت ضالتي بها وهذا من فضل الله ، فقد عملت تحت إشرافه على ترجمة فيلمان وثائقيان وكان اولهما فيلم " إرث لورنس العرب " والثاني " أفغانستان اللعبة الكبرى "وأعمل حالياً على ترجمة فيلم يتناول الحضارة البيزنطية تحت إشرافه أيضاً، فنِعمَ الأستاذ هو لما يقدمه من دعم وجهد وتوجيهات طبعاً دون أن أنسى صبره الجميل في هذا الصدد.وعليه، لم تكن مسرحية الملك لير التجربة الأولى بالعمل مع الأستاذ فيصل كريم،والتي كانت مليئة بزخم عبارات الترجمة الأدبية اللافتة التي تحاكي العبارات الشكسبيرية جمالاً وفخامة.
الملك لير بين جبرا وموسى وبدوي
فكرة النقل الترجمي وأسلوبه
فكرة النقل الترجمي وأسلوبه
من المعلوم عند المترجمين -كبارهم والمتميزين منهم تحديدا- أن أي عمل يُترجم ترجمة جيدة يفضل ألا يترجم مرة أخرى، إلا في حالات تستوجب إعادة الترجمة، وذلك لأسباب وجيهة أهمها قلة المترجمين الجيدين وكثرة الأعمال التي تستحق الترجمة. فعدم جودة الترجمة الأولى وسوء دقتها من أهم الدوافع للترجمة المكررة، لكن ليس بالضرورة ينحصر السبب بهذا. فمسرحية الملك لير ترجمها المترجم القدير جبرا إبراهيم جبرا (في أيلول/سبتمبر 1968 وفي بغداد كما مهر مقدمته للمسرحية) وهي ترجمة رائدة ورائعة. فما السر في إعادة الدكتورة فاطمة موسى لترجمة في غضون أقل من عام واحد؟ الباحثة السعودية أحلام حادي تميط اللثام عن السر في كتابها "الملك لير: في خمس ترجمات عربية" حيث نتفاجأ بوجود خمس ترجمات دفعة واحدة لهذا العمل المسرحي. أولها سنة 1933 لإبراهيم رمزي الذي يبدو أنه تعرض لضغوط من الرقابة فحذف أجزاء طويلة من الحوار بغرض تصفيته من الشوائب الأخلاقية التي لا تتناسب مع المجتمعات العربية" كما ذُكر عن الباحثة في مقال في جريدة المصري اليوم
جبرا إبراهيم جبرا
ثم تعقد مقارنة لطيفة بين ترجمتي جبرا إبراهيم جبرا وفاطمة موسى فتذكر التالي:
أما ترجمة جبرا إبراهيم جبرا فتتجلى فيها العناية الفائقة بالتطابق الشكلى الداخلى مع النص الأصلى، ومن أبرز سمات ذلك (...) المحافظة على شاعرية النص الأصلى وثقافته الخاصة بكل ما تتضمنه من صور فنية وإشارات موحية إلى الأساطير والأمثال والقصص والأغانى والمعتقدات، ليجعل جبرا الترجمة مرآة للأصل بثقافته الخاصة.
فى حين سعت الدكتورة فاطمة موسى فى ترجمتها للعمل إلى تمصيره لتحقيق الخاصية الشعبية التى يتمتع بها النص المسرحى، وترجمت المقاطع الشعرية بالفصحى والمقاطع النثرية بلغة سهلة بسيطة أقرب إلى اللغة العامية، وغايتها من ذلك إعداد النص ليكون مؤهلاً وقابلاً للتجسيد على المسرح المصرى، ومن ثم عمدت إلى البحث عن معادل للإشارات الخاصة بثقافة النص الأصلى فى الثقافة المحلية، وحذفت الإشارات الأسطورية .إلى الآلهة المتعددة
فى حين سعت الدكتورة فاطمة موسى فى ترجمتها للعمل إلى تمصيره لتحقيق الخاصية الشعبية التى يتمتع بها النص المسرحى، وترجمت المقاطع الشعرية بالفصحى والمقاطع النثرية بلغة سهلة بسيطة أقرب إلى اللغة العامية، وغايتها من ذلك إعداد النص ليكون مؤهلاً وقابلاً للتجسيد على المسرح المصرى، ومن ثم عمدت إلى البحث عن معادل للإشارات الخاصة بثقافة النص الأصلى فى الثقافة المحلية، وحذفت الإشارات الأسطورية .إلى الآلهة المتعددة
فاطمة موسى
وإذا لم نختلف على إشكالية حذف الإشارات الأسطورية أو الوثنية، فلعلنا نختلف حول مسألة التطبيع البيئي للنص وأقصد هنا النقل لبيئة محلية بعينها كأن يقصد من الترجمة "تكويت أو "تمصير" أو "سعودة" النص، حيث ستظهر غالبا إشكالات الفروقات اللهجوية حسب مناطق شيوع اللغة العربية. وظهر جليا أن ثمة فرقين رئيسين جعلا من إعادة ترجمة أمرا لا بد منه:
الأول: الرغبة في جعل لغة الترجمة قابلة أكثر للأداء المسرحي. فقد تعرضت ترجمة جبرا لانتقاد متكرر أنها "مغالية في الشاعرية في كثير من الأحيان، شديدة القرب في قوالبها وتراكيبها من قوالب النص الإنكليزي وتراكيبه بحيث يتعذر إلقاؤها على المسرح" كما يذكر محمد مصطفى بدوي الذي ترجم بدوره المسرحية سنة 1979.
الثاني: الرغبة "بتمصير" النص. وهذا تحصيل حاصل للفارق الأول، لأن الأداء المسرحي سيعرض بالنهاية للمشاهد، وبما أن المسرح المصري هو من سيعرض المسرحية للجمهور فكان لا بد من تقريب اللغة وتسهيلها بأكثر مما فعل جبرا إبراهيم جبرا كما يذكر الاقتباس أعلاه.
الثاني: الرغبة "بتمصير" النص. وهذا تحصيل حاصل للفارق الأول، لأن الأداء المسرحي سيعرض بالنهاية للمشاهد، وبما أن المسرح المصري هو من سيعرض المسرحية للجمهور فكان لا بد من تقريب اللغة وتسهيلها بأكثر مما فعل جبرا إبراهيم جبرا كما يذكر الاقتباس أعلاه.
إن المغالاة في الشاعرية لا تشكل عائقاً في التمثيل المسرحي، لأن الأصل كان شعرياً (...) إن ترجمه الشعر تمثل تحدياً حقيقياً أمام المترجم أيا كانت لغة النص الذي يترجمه والشاعرية، بكل ما تعنيه من التكثيف والإيحاء، ومجازية اللغة وظيفياً وأثراً فنياً، لا مجرد بيئة شكلية وحسب". ثم تضيف:"تتجلى في ترجمة جبرا عنايته الفائقة بإحراز تطابق شكلي داخلي مع النص الأصلي حتى يمكن القول إن النص الأصلي ينعكـس فـيها بصورة فريدة، لا نجد لها مثيلاً في ما عداها من الترجمات
وبالتالي هو قول ضعيف ويؤدي إلى تقليل الزخم الذي تتمتع به المسرحية وجعلها نصا عاديا يخلو من جماليته اللغوية التي توازي حبكته المتصاعدة وشخصياته العميقة. ومن الثابت في أصول الجمة أن لا بد للنص القوي من ترجمة قوية تجاري أسلوبه وتركيبه وقالبه. فإن كان النص شعريا فما من مهرب بترجمة شعرية أو شبه شعرية تعكس روح النص وفنياته وجمالياته.أما الفارق الثاني فأنا وللحق من أشد معارضي هذا المذهب ومنذ أن ولجت عالم الترجمة، لسبب جلي ألا وهو أن اللغة العربية قادرة على نقل جميع المعاني والأساليب والأمزجة من أي لغة أخرى، وعدم وجود مقابل ما في لحظة معينة من التاريخ ليس حجة تؤخذ على العربية وينتقص منها، بل حجة على المتكلمين بها لوقوعهم بفترة انحطاط تاريخي -لابد منها لأية أمة- وعليهم أن يدركوا هذا الواقع لكي لا يخلطوا الفساد بالصلاح فيصبحوا معولا لهدم ثقافتهم وهويتهم بأيديهم. اللغة ليست سوى وعاء للتفكير، وعلى المتكلم بها أن يملأها ويثريها بالأسلوب الصحيح بما يفيد حياة الإنسان ويرتقي به. وكل من يقارن اللغة العربية باللغات الأخرى يجد ثراء كبيرا يظهر من تفوقها، وهذا موضوع يطول ولا يقصر.
محمد مصطفى بدوي
من نافلة القول، إننا واجهنا معضلة تمصير بعض الحوارات حيث لجأت الدكتورة فاطمة موسى إليه عند ترجمتها لبعض الأهازيج والشعر النثري الذي يتغنى به المهرج أو البهلول في ثنايا المسرحية (ويذكر محمد بركات في مقال له بمجلة الإذاعة والتلفزيون إن هذه الأهازيج العامية كتبها أحمد فؤاد نجم، وأبدى بركات عدم استحسانه لها مشددا "أن سياقها حُسب على المسرحية أكثر مما حسب لها"، ولم يتبين لي إن كان الموجود من الأهازيج والمقاطع العامية بنص الترجمة هو لأحمد فؤاد نجم أم للمترجمة!). لكنني تركت بعض المقاطع -غير المغرقة في عاميتها- لنجاحها في إيصال الطرفة أو إيقاع التعجب في نفس المتفرج. وبحكم أننا أحيانا بحاجة إلى "الاستبداد المستنير"، أخذت على عاتقي هذا الدور، فنقحت عددا من السطور كي أقيم المعالجة الترجمية المناسبة للصورة المرئية حسب معايير السطرجة الصحيحة التي تقتضي الموازنة الدقيقة بين عدد الكلمات وتوقيت الثواني الممنوح لكل سطر. ومن الناحية الأخرى لا بد أن أشرح فلسفة النقل الترجمي وأسلوبه في هذا المشروع.
إن سبب اختيار ترجمة الدكتورة فاطمة موسى لا يعدو عن وجود رابط نصي لحوار المسرحية يسهل النقل منه إلى ملف المسرحية المرئي، أي عملية قص سطور الترجمة ولزق ما يقابلها من سطور في الملف المرئي للمسرحية سعيا لتسهيل المهمة على أعضاء الفريق. فكان أن وجدنا نص ترجمة الدكتورة فاطمة موسى قابلا للنقل ولم نجد نصا مماثلا لترجمة جبرا إبراهيم جبرا لأنها منشورة على هيئة كتاب مصور PDF. والهدف كما أسلفت أعلاه، تقوية الحس النقدي للمترجم وتنمية مهارة المقارنة والملاحظة ثم اختمار أسلوب المترجم ونضجه بالسلاسة والبعد عن الركاكة إثر دراسته لكيفية تغلب المترجم الخبير على الإشكاليات الثقافية واللغوية. ولا شك أن ترجمة الدكتورة فاطمة موسى ذات أسلوب راقٍ وصياغة ترجمية عميقة للنص الشكسبيري، ولا تقل شأنا عن ترجمة جبرا إبراهيم جبرا عملاق الترجمة الفذ. واختيار ترجمتها لن يقل توفيقا عن اختيار ترجمة جبرا، الذي ربما نخصص لترجماته الأخرى مشاريع نقل لعدد من مسرحيات شكسبير الأخرى أو مؤلفين آخرين بحول الله.
إلا إن مشكلة التباين بين ترجمة النص والترجمة إلى الشاشة واجهتنا بقوة. فمعالجة النص للمسرح سيختلف عند معالجته للترجمة المرئية أو التلفزيونية أو ما يطلق عليه "السطرجة" Subtitling. فمن الواضح أن الأخيرة تعتمد على عدة مبادئ وركائز منها ضرورة الاختزال والإيجاز عند نقل المعاني والسياقات نقلا صحيحا، في حين أن الترجمة النصية للمسرح قد لا تلتزم بالضرورة بهذا المبدأ، فللمترجم أن يسهب بملا يخل بالمعنى أو السلاسة المنشودة. فتعين إعادة صياغة عدد لا بأس به من العبارات توخيا لتناسب عدد كلمات كل سطر مع مدته الزمنية. كما أن العمل المرئي ذاته قد حذف بعض الحوارات من نص المسرحية الأصلي تبعا لرؤية المخرج الدرامية للعمل، مما جعلنا أمام ضرورة التيقظ بين ما هو محذوف مرئيا وزائد نصيا لتخرج المحصلة كما سيشاهدها المتفرج العربي بإذن الله.
وانتهز الفرصة لإهداء العمل وترجمته إلى الصديق المترجم أحمد عبد الله الزعبي الذي تحدث في يوم من الأيام عن نيته بترجمة هذا العمل، لكن الظروف لم تسمح له. وها هو الفريق يقدم له الترجمة ويهديها بإسمه ويستحق ذلك بجدارة
عن الفيلم - المسرحية
أُنتجت هذه النسخة من الملك لير سنة 2008 وهو فيلم تلفزيوني أخرجه تريفور نان، وعُرض أول مرة على قناة مور4 التابعة للقناة الرابعة شبه المستقلة في المملكة المتحدة وذلك في عيد الميلاد بأواخر تلك السنة.
فيليب وينشيستر بدور إدموند
والعمل من بطولة الممثل الإنجليزي المخضرم إيان ماكيلان (الذي أشتهر في الألفية الجديدة بدور الساحر غاندالف في ثلاثية سيد الخواتم وأعقبها بثلاثية أخرى هي "الهوبيت") وأشترك معه بأداء المسرحية كوكبة من الممثلين الماهرين كالأسترالي جوناثان هايد بدور إيرل كينت، والإنجليزية فرانسيس باربر التي أدهشني أداؤها لشخصية غونريل لاختلافه عن كل أداء آخر، ومونيكا دولان بدور ريغان، ولدينا المخضرم سيلفيستر ماكوي بدور المهرج أو البهلول الذي جمع صوت الحكمة والجنون في آن واحد، وطبعا فيليب وينشيستر بدور إيدموند الذي تتفجر على يديه معظم مصائب المسرحية.
"ماكيلان يتوسط جوليان هاريس "دوق ألباني" (يمينا) وغاي وليامز "دوق كورنوال
ماكيلان (لير) مع سيلفيستر ماكوي بدور المهرج
إذا أردنا أن نعقد مقارنة أخرى حول هذه المسرحية، فلا بد أن "الملك لير" قُدمت على خشبة المسرح العربي مرات عديدة وكثيرة طوال العقود المنصرمة. لكن إذا انتقينا أحد أواخر هذه العروض وأفضلها فيجب أن نقع على نسخة المخرج أحمد عبد الحليم والنجم يحيى الفخراني التي قدماها سنة 2002 للمسرح القومي في جمهورية مصر العربية. وهذا العمل، الذي اعتمد ترجمة فاطمة موسى كأساس في الحوار، لا يخلو من البراعة في الأداء من النجوم المصريين، وقد لفت انتباهي الممثل أحمد سلامة بأداء دور إيدموند (إبن الحرام) وخصوصا في بداية المسرحية عند دعائه للرب "بنصرة أبناء الحرام" 😂😂".
بيد أن بعض المشاكل ظهرت في هذه المسرحية منها ما قام به المخرج بحذف مقاطع ومشاهد كثيرة بلا مبرر واضح. ومن أهمها المشهد المؤثر الذي يهيم فيه لير في العراء وسط ليلة كثيفة المطر هو والمهرج وكنت وفيه حوارات معبرة عن لب المسرحية وتضرب صميمها في الأعماق. فلا نعلم لماذا حذف أحمد عبد الحليم -وهو مخرج مسرحي قدير- هذه المشاهد المحورية. هل لأن المسرح آنذاك لم يكن مجهزا بتقنيات رش زخات ماء لتعبر عن هطول المطر؟ ولا أظن أن طول مدة المسرحية مبرر لحذف هذه المشاهد، لأن هذا مسرح وبطبيعته يقدم عروضا طويلة المدة. أما المشكلة الأخرى التي أتذكرها فتمثلت بالصوت وتقنياته غير السليمة بذلك المسرح، حيث خذل (المايكروفون) يحيى الفخراني في حوارات عديدة يقولها بسرعة فلم نسمعها بوضوح. غير أن التجربة بحد ذاتها وبشكل عام كانت ناجحة وكان الحضور منقطع النظير طوال عروض المسرحية بذلك الموسم.
مسرحية السلطة والفرد والجنون والحكمة
إذا تحدثت عن مسرحية الملك لير، فما الذي بمقدوري إضافته لكل ما قاله الأدباء والنقاد والروائيون في العالم عموما والعرب خصوصا. فليس من السهولة بمكان التعرض لعمل درامي وفني كبير من شخص غير مختص كمحدثكم. لكن لو تجرأت فسأقول إننا أمام أغبى بداية يمكن أن يفكر فيها أديب. لو عرض شكسبير بداية مسرحيته لأي دار نشر أو مجلة لألقوا بها في سلة المهملات مباشرة. ملك يريد بنهاية حياته أن يقسم مملكته بين بناته الثلاث، ومن تبرع بذكر كيف تحب أباها ستنال قطعتها من المملكة بكل ترحاب، ومن لا ترغب بالدخول لهذه المباراة الكلامية تنبذ وتطرد نن رحمة الملك ومن ملكه. هذا ليس منطقا يبنى عليه شيء في الحياة، لأنه يفتح باب النفاق والرياء على مصراعيه.وهو الفساد بعينه. لكن ما لا يدركه كثيرون أن هذا الجنون والغباء ما هو إلا أداة بيد شكسبير لتشريح المشكلة التي يعالجها هنا وهي مسألة السلطة والفرد بكل تناقضاتها وتعقيداتها وآلامها. هذه البداية التي تخلو من المنطق وتقترب من الابتذال والركاكة القصصية استخدمها شكسبير كمقدمة لقضية كبرى يصل إلى ذروتها بالتدمير الشامل الذي ينتهي إليه كل شخصيات المسرحية على السواء، الأخيار والأشرار. وكأني بشكسبير يصرح بأدب أن السلطة بلا عقل أو ضمير ما هي إلا سلاح شامل لتدمير الأمة بأسرها.
لعلي أضيف هنا نقطة تاريخية عن شخصية الملك لير، فهل هي متخيلة من عقل شكسبير أو لها جذور تاريخية أو شعبية؟ أعود هنا إلى مقال كتبته قبل 9 سنين تقريبا عندما وضعت موضوعا عن ترجمة الفيلم الياباني "ران" (أو التمرد) للمخرج الراحل أكيرا كوروساوا، فكتبت هذه السطور عن هذه المسألة تحديدا.
يُعتقد أن الكاتب الدرامي والشاعر التاريخي البريطاني ويليام شكسبير قد ألف المسرحية الترجيدية الملك لير في الفترة ما بين عام 1603 وعام 1606 وقد نجحت هذه المسرحية نجاحا هائلا وعدّها النقاد والأدباء واحدة من أعظم أعمال شكسبير وأكثرها روعة على الرغم من عدم تحبيذ المسرحيين لصيغة هذا العمل بعصر التجديد الملكي
The Restoration
وذلك لوجود العنصر العَدَمي
Nihilism
، لكن بعد الحرب العالمية الثانية وجدت المسرحية ما تستحقه من اهتمام ومتابعة). وهذه المسرحية يوجد لها نسختان منفصلتان، الأولى منها هي “السجلات الحقيقية لتاريخ وحياة وموت الملك لير وبناته الثلاث” والثانية هي “مأساة الملك لير” وهي النسخة الأكثر شهرة وتأثيرا وقوة وعمقا دراميا. وقد اقتبست كما هو معروف هذه المسرحية للعديد من الأعمال الدرامية والسينمائية والتلفزيونية وأصبحت من الشهرة ما لا تحتاج إلى إشارة. لكن بحكم معرفتنا باسلوب شكسبير عبر الاقتباس وتناول الاحداث والشخصيات التاريخية المؤثرة انسانيا وعاطفيا، يجدر بنا أن نسلط الضوء على تلك الشخصية المعالَجة بهذا العمل، وهل هي وهمية أو تم مؤلفة بالكامل، أم أنها شخصية تاريخية حقيقية كانت موجودة على أرض الواقع البريطانية؟ اعتمد شكسبير بتأليف شخصية الملك لير -كما يُعتقد- على الاصدار الثاني من “سجلات انجلترا واسكتلندا وإيرلندا” للمؤرخ رافائيل هولينشيد عام 1587 وهو كان قد عثر على هذه الحكاية في الكتاب التاريخي (تاريخ ملوك بريطانيا) للقس البريطاني جيفري مونماوث بعام 1138 عن الملك لير أو لاير King Lier
الذي حكم بفترات غابرة جدا لما قبل التدوين التاريخي، إلا أن هناك روايات تقول أن هذه الحكاية لا تخرج عن كونها إحدى الحكايات الشعبية أو كما يطلق عليها غربيا
Fairy Tale
عن ذلك الإله البحري ذو البنات الثلاث، وروي كذلك أنها من قصص الأطفال الإيرلندية. على العموم، القصة معروفة عالميا وهي حول ذلك الملك الذي حكم ردحا طويلا من الزمن فقرر في يوم ما أن يقسم مملكته الكبيرة على بناته الثلاث لكن على أن يعبرن عن مدى حبهن له. وكان الملك يحب ابنته الثالثة (كورديليا) حبا جما ويعاملها معاملة خاصة، فعبرت الابنتان الكبيرتان عن حبهن لأبيهن خير تعبير، فيما رفضت كورديليا مجاراتهن بهذا الاستعراض للمشاعر حيث المبالغة غير الصادقة. فقسم الملك أرضه على ابنتيه الكبيرتين (جونريل و ريجان) فيما ترك ابنته الثالثة تذهب خارجا عنه ليتزوجها ملك فرنسا ودوق بورجندي. وتحصل المأساة المعروفة للملك لاحقا ثم النهاية القاسية لها بنهاية المسرحية. والحقيقة المتداولة نسبيا أن الأحداث التاريخية تتفق مع الحكاية عموما فيما عدا النهاية حيث تشير بعض المصادر إلى أن الملك لير تحالف مع حكام فرنسا وقام بغزو الأراضي البريطانية ونجح بالقضاء على حكم ابنتيه وحكم لمدة ثلاث سنوات أخرى ثم مات، وخلفته بعد ذلك كورديليا بنفسها وقامت بدفنه بغرفة تحت نهر سور قرب مدينة ليشيستر
ختاما، أرى أن خير من قدم منظورا طيبا لموضوع المسرحية ورسالتها هو الأستاذ جبرا إبراهيم جبرا من خلال مقدمته التي كتبها عن المسرحية والتي وجدتها في كتابه "المآسي الكبرى لوليم شكسبير: هاملت عطيل الملك لير مكبث" فيقول في جزء بليغ من مقدمته عن المسرحية:The Restoration
وذلك لوجود العنصر العَدَمي
Nihilism
، لكن بعد الحرب العالمية الثانية وجدت المسرحية ما تستحقه من اهتمام ومتابعة). وهذه المسرحية يوجد لها نسختان منفصلتان، الأولى منها هي “السجلات الحقيقية لتاريخ وحياة وموت الملك لير وبناته الثلاث” والثانية هي “مأساة الملك لير” وهي النسخة الأكثر شهرة وتأثيرا وقوة وعمقا دراميا. وقد اقتبست كما هو معروف هذه المسرحية للعديد من الأعمال الدرامية والسينمائية والتلفزيونية وأصبحت من الشهرة ما لا تحتاج إلى إشارة. لكن بحكم معرفتنا باسلوب شكسبير عبر الاقتباس وتناول الاحداث والشخصيات التاريخية المؤثرة انسانيا وعاطفيا، يجدر بنا أن نسلط الضوء على تلك الشخصية المعالَجة بهذا العمل، وهل هي وهمية أو تم مؤلفة بالكامل، أم أنها شخصية تاريخية حقيقية كانت موجودة على أرض الواقع البريطانية؟ اعتمد شكسبير بتأليف شخصية الملك لير -كما يُعتقد- على الاصدار الثاني من “سجلات انجلترا واسكتلندا وإيرلندا” للمؤرخ رافائيل هولينشيد عام 1587 وهو كان قد عثر على هذه الحكاية في الكتاب التاريخي (تاريخ ملوك بريطانيا) للقس البريطاني جيفري مونماوث بعام 1138 عن الملك لير أو لاير King Lier
الذي حكم بفترات غابرة جدا لما قبل التدوين التاريخي، إلا أن هناك روايات تقول أن هذه الحكاية لا تخرج عن كونها إحدى الحكايات الشعبية أو كما يطلق عليها غربيا
Fairy Tale
عن ذلك الإله البحري ذو البنات الثلاث، وروي كذلك أنها من قصص الأطفال الإيرلندية. على العموم، القصة معروفة عالميا وهي حول ذلك الملك الذي حكم ردحا طويلا من الزمن فقرر في يوم ما أن يقسم مملكته الكبيرة على بناته الثلاث لكن على أن يعبرن عن مدى حبهن له. وكان الملك يحب ابنته الثالثة (كورديليا) حبا جما ويعاملها معاملة خاصة، فعبرت الابنتان الكبيرتان عن حبهن لأبيهن خير تعبير، فيما رفضت كورديليا مجاراتهن بهذا الاستعراض للمشاعر حيث المبالغة غير الصادقة. فقسم الملك أرضه على ابنتيه الكبيرتين (جونريل و ريجان) فيما ترك ابنته الثالثة تذهب خارجا عنه ليتزوجها ملك فرنسا ودوق بورجندي. وتحصل المأساة المعروفة للملك لاحقا ثم النهاية القاسية لها بنهاية المسرحية. والحقيقة المتداولة نسبيا أن الأحداث التاريخية تتفق مع الحكاية عموما فيما عدا النهاية حيث تشير بعض المصادر إلى أن الملك لير تحالف مع حكام فرنسا وقام بغزو الأراضي البريطانية ونجح بالقضاء على حكم ابنتيه وحكم لمدة ثلاث سنوات أخرى ثم مات، وخلفته بعد ذلك كورديليا بنفسها وقامت بدفنه بغرفة تحت نهر سور قرب مدينة ليشيستر
في "الملك لير" تتعملق السلطة ويتعملق الكون إزاء الفرد (على نقيض تعملق الفرد في مشكلاته في هاملت إزاء السلطة والكون). ولكن الفرد هو المحك الأخير لكل معنى. المصير، سياسيا أو تاريخيا، هو مصير الإنسان، مصير البشرية كلها. ومسرحية "الملك لير" تناقش هذا المصير، وقد تصدعت الأرض الصلبة تحت أقدام البشر. والرؤية الشكسبيرية واردة، لأنها لا تنكفئ إزاء الظلام الذي يعتور الإنسان في فترات من تاريخه. فالتاريخ مليء بالفترات السوداء التي يقف فيها الأبطال في وجه تيارات من الشر والعنف - في وجه الانهيار الخلقي الذي يفتت هيكل الحكم كما يهدم أركان المجتمع. إن موضوع "الملك لير"، الذي يواجهنا بدلائل معاصرته، هو سقوط العالم وتفسخه: تجتاح العاصفة المجتمع، فتضطرب الدولة، وتبرز قوى الجحود والخيانة والجشع ضارية كاسحة، وإذا أهل الحق يصيرون في عذابهم إلى الجنون، أو قناع منه، ويجول الباطل بالتآمر والكذب والغدر جولته نحو الفوضى المحتومة، لكي تعم الجريمة، ويعم العذاب. ولا ينتهي الموقف في هذه المأساة إلى إنقاذ حقيقي لأحد، ونبقى نحن في قبضة الرعب. ففي هذه القصيدة الرهيبة، التي ربما كانت أضخم وأهول ما أنتجته العبقرية المسرحية منذ إيسخليس حتى يومنا الحاضر، ينتهي ذوو الخير إلى الجنون أو العمى أو المشنقة. واللعنات التي يصبها الملك الشيخ على رأسي ابنتيه غونريل وريغن إنما هي إدانة غضبى للبشرية، وإشارة جارحة إلى ما بين الإنسان والطبيعة من تواطؤ على الرذيلة، والتعذيب، والقتل
نقل الفريق الترجمة على النسخة التالية
King Lear 2008 BRRip H264 Wrath
ملف الترجمة منفصلا