ترجمة الفيلم الوثائقي The Art Of War: "صن تزو" ونصائح الحروب

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فيصل كريم
    مشرف
    • Oct 2011
    • 296

    ترجمة الفيلم الوثائقي The Art Of War: "صن تزو" ونصائح الحروب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    أقدم هنا ترجمتي للفيلم الوثائقي






    <hr>

    فلنشاهد الفيلم الوثائقي فن الحرب أولا من هنا، ثم نعلق عليه بعد ذلك

    <hr>

    أنتجت هذا الفيلم الوثائقي، الذي تناهز مدته ساعة ونصف الساعة، قناة التاريخ وصدر سنة 2009. ويستعرض بالتحليل والمقارنة كتاب الفيلسوف والقائد الصيني القديم صن تزو “فن الحرب”. ويركز الفيلم الوثائقي على تطبيق المبادئ والركائز العامة التي وضعها صن تزو في كتابه على عدد من الحروب المعاصرة:

    كحرب فييتنام




    والحرب العالمية الثانية








    وذلك من خلال منظور بانورامي تحليلي لشرح بعض مفاصل هذه الحروب وقياس مدى تطبيقها لنصائح كتاب صن تزو، التي يؤكد محللو العمل أنها توصل إلى طريق الانتصار لا محالة. والعمل بحد ذاته يدعو لتأمل هذا التصوير الاحتفائي بكتاب صن تزو، فإذا كان الكتاب فعلا يصنع الانتصارات عبر أقصر الطرق وأقل التكاليف، فلا بد على الناس التمعن فيه ودراسته وتقييم فوائده. غير أن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن مباشرة هو أن كثيرا من القادة الذي خاضوا الحروب وحققوا نجاحات كبرى وذاع صيتهم لذلك من المؤكد أنهم لم يسمعوا عن الكتاب وصاحبه. فهل يجوز أن نرجع انتصاراتهم إلى كتاب صن تزو ونقارنها أيضا به؟ فالانتصارات العسكرية المدهشة التي حققها حنبعل على سبيل المثال أو القيصر الأول أو الإسكندر المقدوني أو خالد بن الوليد وأدت إلى تكوين امبراطوريات راسخة ثبتت جذورها ردحا طويلا من الزمن، ما من دليل يثبت أن كل أولئك قد استعانوا بعبقرية صن تزو في كتابه. وهو ما جعلني اتساءل: هل اطلع خالد بن الويد رضي الله عنه على الكتاب، أو حتى سمع عنه فظهر بتلك العبقرية العسكرية التي طردت أقوى امبراطوريتين عظيمتين: الفرس والروم، من أرض جزيرة العرب إلى الأبد؟ لا أستطيع الجزم بشيء، لكن سواء اطلع خالد على الكتاب أو لم يفعل، فإن عبقريته الفذة لا يختلف عليها اثنان. وإذا تخيلنا أن ابن الوليد قد قرأ الكتاب واستوعبه فيجب أن يزيد هذا اعجابنا به، إذ إن قراءته واستيعابه لا قيمة لها دون التطبيق والتنفيذ المتقن، وهو ما يُعلي من شأن أي قائد عسكري بلا جدال.







    على أن ما يثير الاعجاب بالفيلم الوثائقي -وبعيدا عن المبالغة بالإشادة بالكتاب فيه- هو أن مقارناته لم تكن على الحروب القديمة، بل طُبقت على حروب عصرية كما عدّدناها أعلاه. وهذا يبرهن على عمق مبادئ الكتاب وصدقيتها وصلاحها لأكثر من عصر، مع التركيز على عموميتها بمعزل عن كيفية انطباقها على سياقات النزاعات والصراعات المختلفة والمتباينة. أي أن صحة كل مبدأ يعتمد على شموليته التي تجعله وتؤهله لأن يصبح صالحا لكل أزمة عسكرية في أي عصر. أما التطبيق والتنفيذ فلا شك أنه يرتبط بعوامل متغيّرة غير ثابتة، كاتساع أفق القائد وعلو ثقافته وقدرته على المزج الناجح بين النظرية والتطبيق، وخصوصية أرض كل معركة واحتمال صعوبتها وعدم انطباق المبادئ المذكورة في الكتاب عليها، ونجاح الجند في التفاهم مع قادتهم لإنجاز ما تهدف إليه الخطط المرسومة والمتفق عليها سلفا. ولكل هذا وذاك، فإن الكتاب قابل لأن يكون قاعدة فلسفية تُبنى عليها الحكمة من شن الحرب أو تجنبها أو الدفاع فيها بكفاءة وثبات. وهي المسألة الأخرى التي أثارت اهتمامي أيضا في موضوع الكتاب. فنجاح صن تزو يرتبط بالطرق الدفاعية بالحرب وقدرته على تحقيق الانتصار بأساليب خططية دفاعية غالبا، وهي الفلسفة التي يبدو أن المحللين الغربيين في الفيلم الوثائقي لا يدركون مضامينها بعمق. فهم يريدون استخدام مبادئ “فن الحرب” في أي حرب -لاسيما حروبهم الهجومية العدوانية- لكن صن تزو يركز على فلسفة الانتصار الكبرى، ألا وهي عدم شن الحرب من الأساس. وهذه لن يفهمها الغربيون الذين يسعون للهيمنة والسيطرة بكافة الوسائل.







    الحروب العربية وصن تزو
    قد يتبادر إلى ذهن أحد منا مسألة دراسة مبادئ “فن الحرب” من جانب التطبيق على الحروب العربية المعاصرة، وهذا برأيي خطأ فادح. فالواقع السائد في العالم العربي الذي تحكمه أنظمة ظلامية لا يخرج منها شيء إلى العلن ليستفيد منه الناس بالبحث والدراسة الموضوعية هو واقع لا يمكن بحال من الإحوال استنباط ما يثري أو يعلي من شأن الشعوب العربية ويوفر لها أسباب المنعة والعزة فضلا عن الشعور بالحد الأدنى من الأمن الاستراتيجي الضروري، بل إن معظم ما يخرج إلى السطح لا يعدو سوى كونه مظهرا زائفا لا يجسد من الحقيقة شيء، ولا يقترب من المنطق قيد أنملة. ولو بحث الدارس الحروب العربية المعاصرة الكبرى بدءا من حرب 1948، ومرورا بحرب 1956، وحرب 1967، وحرب 1973، ثم الحرب العراقية-الإيرانية 1980، وانتهاء بالغزو الأمريكي على العراق 2003، سيجد المرء نفسه محاطا بدوامة النقاط المبهمة والخارجة عن الحس السليم ولتاه في متاهة من الألغاز ونقاط الاستفهام التي لا حل لها. ولعل أسباب ذلك تعود إلى عوامل تاريخية وسياسية واجتماعية واقتصادية تلقي بظلالها على عالمنا العربي سواء أكان مصدرها داخلي أو خارجي (ربما ناقشنا جزءا منها في ترجمتنا لختامية كتاب ديفيد فرومكين سلام ما بعده سلام). بيد أن معالم الصورة تشير إلى أن أمر هذه الأنظمة التي تتحكم بالبلدان العربية “بلا مشروعية”، كما يصرح ديفيد فرومكين في كتابه سالف الذكر، ليس بيدها، لأنها “أنظمة مصطنعة لم تخرج من رحم شعوبها البتة”. فإن كان الواقع كذلك، فكيف للباحث أن يتناول تلك الحروب بالدراسة والتحليل والمقارنة مع مبادئ “فن الحرب”؟ لا شك أن هذا يعد ضربا من ضروب العبث وضياع الوقت. فالفيلسوف صن تزو وغيره من كبار المخططين يفترضون أن استراتيجياتهم ومبادئهم تقوم عليها دولة مستقلة ذات سلطة وقرار، لا دويلات تأتمر بأوامر من الخارج ويُستدعى حكامها للمنتجعات لفرض الإملاءات على رؤوس الأشهاد وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع. فلا بد أن صن تزو يقهقه ضحكا في قبره من هذا الواقع السقيم!



    عن الترجمة


    ساعدني مجددا في تنقيح الترجمة وتصويبها الأستاذ الفاضل منتظر السوادي الذي أصبح رفيق درب لا غنى لي عنه لإخراج مثل هذه الأعمال المرهقة بأفضل حلة ممكنة. فكلمات الشكر والجزالة فيها لا تكفي بحق الأستاذ منتظر السوادي الذي يستقطع من وقته الثمين جزءا غير هين للتعاون في هذا الجهد الذي لا نبغي منه سوى المساهمة بإثراء ثقافة المشاهد والقارئ العربي. فبورك هو من أكاديمي معطاء وأكثر الله من أمثاله.
    كما لا يفوتني أن أذكر أن ترجمة هذا العمل الوثائقي طلبها مني أحد الإخوة الكرام قبل سنوات عديدة. فلم أتمكن من الوعد بذلك آنذاك. فلما مضت السنون، تفاجأت بذات الشخص يلح في أواخر العام الماضي بطلب الترجمة السماعية للفيلم. فأعجبني صبره وعدم يأسه. فوعدته هذه المرة بالشروع بالترجمة، وفعلا بدأت فيها ووصلت إلى ربعها تقريبا. لكن جاءني بعدها الشيخ الفاضل بسام جرار طالبا مني مراجعة ترجمة كتاب له بعنوان “المقتطف من بينات الإعجاز العددي” فلم استطع تأجيل مشروعه لوقت آخر، فلما انتهيت من المراجعة بفضل الله، جاءني صديق آخر ألا وهو محمد العازمي طالبا ضرورة الاسراع بترجمة الفيلم الياباني “هجرة الكناري إلى الشمال” فما كان عزم على رد العازمي. فتأجلت فكرة ترجمة “فن الحرب” إلى هذا الحين. وآمل ألا يكون هذا الصديق -الذي ضاع من ذاكرتي اسمه*– قد يأس الآن من الأمر برمته. فأرجو الصفح عن هذه التأجيلات، وقد لا يسعفني كل ما سبق من تبرير.



    * تبين لي لاحقا أنه الأخ الفاضل كريم أحمد غازي





    <hr>


    يمكنكم تحميل التورنت
    والترجمة النصية
    <hr>
    والحمد لله رب العالمين، وصلّ الله وسلم على نبينا محمد آخر المرسلين
    ومبارك عليكم حلول شهر رمضان المبارك وكل عام وأنتم بخير
    فيصل كريم الظفيري
يعمل...