بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم هنا ترجمتي للفيلم الوثائقي
فلنشاهد الفيلم الوثائقي فن الحرب أولا من هنا، ثم نعلق عليه بعد ذلك
<hr>
أنتجت هذا الفيلم الوثائقي، الذي تناهز مدته ساعة ونصف الساعة، قناة التاريخ وصدر سنة 2009. ويستعرض بالتحليل والمقارنة كتاب الفيلسوف والقائد الصيني القديم صن تزو “فن الحرب”. ويركز الفيلم الوثائقي على تطبيق المبادئ والركائز العامة التي وضعها صن تزو في كتابه على عدد من الحروب المعاصرة:
كحرب فييتنام
والحرب العالمية الثانية
الحروب العربية وصن تزو
قد يتبادر إلى ذهن أحد منا مسألة دراسة مبادئ “فن الحرب” من جانب التطبيق على الحروب العربية المعاصرة، وهذا برأيي خطأ فادح. فالواقع السائد في العالم العربي الذي تحكمه أنظمة ظلامية لا يخرج منها شيء إلى العلن ليستفيد منه الناس بالبحث والدراسة الموضوعية هو واقع لا يمكن بحال من الإحوال استنباط ما يثري أو يعلي من شأن الشعوب العربية ويوفر لها أسباب المنعة والعزة فضلا عن الشعور بالحد الأدنى من الأمن الاستراتيجي الضروري، بل إن معظم ما يخرج إلى السطح لا يعدو سوى كونه مظهرا زائفا لا يجسد من الحقيقة شيء، ولا يقترب من المنطق قيد أنملة. ولو بحث الدارس الحروب العربية المعاصرة الكبرى بدءا من حرب 1948، ومرورا بحرب 1956، وحرب 1967، وحرب 1973، ثم الحرب العراقية-الإيرانية 1980، وانتهاء بالغزو الأمريكي على العراق 2003، سيجد المرء نفسه محاطا بدوامة النقاط المبهمة والخارجة عن الحس السليم ولتاه في متاهة من الألغاز ونقاط الاستفهام التي لا حل لها. ولعل أسباب ذلك تعود إلى عوامل تاريخية وسياسية واجتماعية واقتصادية تلقي بظلالها على عالمنا العربي سواء أكان مصدرها داخلي أو خارجي (ربما ناقشنا جزءا منها في ترجمتنا لختامية كتاب ديفيد فرومكين سلام ما بعده سلام). بيد أن معالم الصورة تشير إلى أن أمر هذه الأنظمة التي تتحكم بالبلدان العربية “بلا مشروعية”، كما يصرح ديفيد فرومكين في كتابه سالف الذكر، ليس بيدها، لأنها “أنظمة مصطنعة لم تخرج من رحم شعوبها البتة”. فإن كان الواقع كذلك، فكيف للباحث أن يتناول تلك الحروب بالدراسة والتحليل والمقارنة مع مبادئ “فن الحرب”؟ لا شك أن هذا يعد ضربا من ضروب العبث وضياع الوقت. فالفيلسوف صن تزو وغيره من كبار المخططين يفترضون أن استراتيجياتهم ومبادئهم تقوم عليها دولة مستقلة ذات سلطة وقرار، لا دويلات تأتمر بأوامر من الخارج ويُستدعى حكامها للمنتجعات لفرض الإملاءات على رؤوس الأشهاد وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع. فلا بد أن صن تزو يقهقه ضحكا في قبره من هذا الواقع السقيم!عن الترجمة
ساعدني مجددا في تنقيح الترجمة وتصويبها الأستاذ الفاضل منتظر السوادي الذي أصبح رفيق درب لا غنى لي عنه لإخراج مثل هذه الأعمال المرهقة بأفضل حلة ممكنة. فكلمات الشكر والجزالة فيها لا تكفي بحق الأستاذ منتظر السوادي الذي يستقطع من وقته الثمين جزءا غير هين للتعاون في هذا الجهد الذي لا نبغي منه سوى المساهمة بإثراء ثقافة المشاهد والقارئ العربي. فبورك هو من أكاديمي معطاء وأكثر الله من أمثاله.كما لا يفوتني أن أذكر أن ترجمة هذا العمل الوثائقي طلبها مني أحد الإخوة الكرام قبل سنوات عديدة. فلم أتمكن من الوعد بذلك آنذاك. فلما مضت السنون، تفاجأت بذات الشخص يلح في أواخر العام الماضي بطلب الترجمة السماعية للفيلم. فأعجبني صبره وعدم يأسه. فوعدته هذه المرة بالشروع بالترجمة، وفعلا بدأت فيها ووصلت إلى ربعها تقريبا. لكن جاءني بعدها الشيخ الفاضل بسام جرار طالبا مني مراجعة ترجمة كتاب له بعنوان “المقتطف من بينات الإعجاز العددي” فلم استطع تأجيل مشروعه لوقت آخر، فلما انتهيت من المراجعة بفضل الله، جاءني صديق آخر ألا وهو محمد العازمي طالبا ضرورة الاسراع بترجمة الفيلم الياباني “هجرة الكناري إلى الشمال” فما كان عزم على رد العازمي. فتأجلت فكرة ترجمة “فن الحرب” إلى هذا الحين. وآمل ألا يكون هذا الصديق -الذي ضاع من ذاكرتي اسمه*– قد يأس الآن من الأمر برمته. فأرجو الصفح عن هذه التأجيلات، وقد لا يسعفني كل ما سبق من تبرير.
* تبين لي لاحقا أنه الأخ الفاضل كريم أحمد غازي
<hr>
يمكنكم تحميل التورنت
والترجمة النصية
<hr> والحمد لله رب العالمين، وصلّ الله وسلم على نبينا محمد آخر المرسلين
ومبارك عليكم حلول شهر رمضان المبارك وكل عام وأنتم بخير
فيصل كريم الظفيري