يقال أن الترجمة تُميت الإبداع ... وتفقده نوعا من بريقه ... وأن الترجمة لا تراع
الجوانب الجمالية في العمل المنجز الأدبي .. فحرفيتها تُذيب شيئا من الجماليات في النص الأدبي الإبداعي ... وهذا الكلام وإن كان صدقا إلا أن الترجمة كانت ولا زالت مهمة في العصر الحديث إذ أن العالم أصبح صغيرا جدا ... والاحتكاك من الثقافات والآداب الأخرى حادث لا محالة ... لأن الأدب لا يقتصر على زمن وبقعة معينين إنما يمتد إلا ابعد من حيز الزمان والبقعة ليصل إلى آداب وثقافات أخرى لا تمت لذات الأدب المُنتج بصلة ... والأدب في ماهيته لا يختلف من ثقافة إلى أخرى إنما تختلف طريقة التعبير ... وطريقة التفكير في عقلية كل أديب ... ولأن الأدب الغربي من الأهمية بمكان أن يدرسه الأديب العربي كي يلم ولو بجزء بسيط من النتاج الأدبي الغربي وكيلا يكون نشازا على الأدب بوجه عام ... ولا نكذب إن قلنا أن الأدب الغربي قد سبقنا بأشواط عدة في ميادين مختلفة ... وهذا لا يعني أن الأدب العربي متأخر بل إن الأدب العربي بدأ يخطو خطوات نحو التقدم والرقي فعلى سبيل المثال القصة كعنصر أدبي مهم من عناصر الأدب الحديث بشتى أنواعها امتدادا من القصة القصيرة جدا إلى الرواية فقد قفزت قفرة رائعة نحو التقدم على غير مثيلاتها من العناصر الأدبية الأخرى ...
فالمتأمل في القصة في الأدب العربي يجد أنها تطورت تطورا قويا وأصبحت تماري القصة في الآداب الأخرى ... وهذا يؤكد ما وصلت إليه الآداب العربية من تطور ملحوظ .
يقول ميخائيل نعيمة " إني من القائلين بتقارب الشعوب في شتى الميادين ... فلو كان لنا أن نخلق لغة واحدة يتفاهم بها الناس ... " من هذا المنطلق قد نستطيع أن نقرب وجهات النظر .. بين ما هو عربي .. وماهو غربي في ميادين الأدب عامة ... إذا قلنا أن الأدب الغربي خطا خطوات واسعة نحو التقدم فإن الأدب العربي بدأ يسير بخطاً ثابتة على نفس المنوال ... فلو استطعنا أن نترجم آدابنا إلى لغة عالمية واحدة كما يشير الأديب الكبير ميخائيل نعيمة حينئذ نستطيع أن يصارع الآداب الغربية في هذا الميدان .
إن المتأمل في جائزة نوبل ... هذه الجائزة التي يندد خلفها الأدباء والمثقفين ... وكيف أن الأدباء العرب قد حُرموا منها سنوات عدة – عدا " نجيب محفوظ " في روايته تلك - ؟ إن الجواب على هذا السؤال البديهي جدا سهل ... بل سهل للغاية ... وهو أن آدابنا مع الأسف – التي تستحق القراءة منها والتي لا تستحق – لم تُقرأ ولم يؤذن لها التفشي في المجتمعات الغربية ... نتيجة عدم الترجمة ... ولهذا كانت ردة الفعل متوقعة أنها لن تكون محلا لأنه تُمنح هذه الجائزة ... ! وبالتالي الغرب لم يدركوا مقدار ما وصل إليه الأديب العربي من إبداع وجمال .
هذا ما يفسر الجفوة الواضحة من قبل منظمي " نوبل " للآداب العربية .. فلو وصلت الآداب العربية بلغة تبين فيها ما وصل إليه الأديب العربي فسيحصل العربي على هذه الجائزة دون أدنى شك أو يدخل في دائرة المنافسة على أقل تقدير.
مشكلتنا دوما نحب أن ننتقد دون أن نقدّم أي شي يبرر لنا نقدنا هذا ... وهذا ما قرأته في اغلب المقالات التي تنتقد المصداقية في جائزة " نوبل " من مفكرين وأدباء
عرب .
إن المتأمل في حياتنا يجد أن ثمة كلمة تدل على إمكانية إيجاد لغة عالمية تكون الوسيلة في التخاطب بين كل دول العالم سيما في النتاج الأدبي والفكري .. وبهذا يكون التقارب واضح وجلي .. وهي كلمة " ألو " ... عندما تأملتُ في هذه الكلمة وجدتُ أن هذه الكلمة ينطق بها الكبير والصغير ... المسلم والكافر ... العربي والأعجمي ... من هم في شرق الأرض ومن هم في غربها ... المتدين وغير المتدين ... وهذه تباشير تنبئ بأن ثمة إمكانية وجود لغة عالمية يمكن أن نترجم إليها أدبنا كي يقرأه كل من على هذه المعمورة ... وبالتالي قد نستطيع الاصطفاف في صف أولئك المتقدمين في الأدب في العالم .
لكن السؤال الذي يفرض نفسه ...! من الذي لقّن العالم هذه العبارة ...؟! حتى أصبحت منتشرة بهذا الشكل في شرق الأرض وغربها ...! والكل يهذي بها والكل يعرف معناها أعجميا كان أم عربيا ... مسلما كان أم كافرا ... صغيرا كان أم كبيرا ... متدينا كان أم غير متدين ...!
ربما تكون العولمة هي من تمخضت لتلد لنا هذه الكلمة ... إذن لا مانع أن نعولم أدبنا كي نرتقي ... ونساير العالم الآخر في ميادين الأدب على وجه الخصوص .
إذن بالإمكان إيجاد لغة عالمية يتفاهم بها الناس ... وفشل المحاولات السابقة في إيجاد هذه اللغة لا يعني أن المحاولات القادمة ستفشل بل قد تكون بداية انطلاق لأدبنا نحن العرب ... لأن تأخر أدبنا نتيجة عدم وصوله إلى الغرب بالطريقة المثلى التي تحفظ له بريقه ومزاياه ... لأن الاحتكاك بالشعوب الأخرى مهم سيما في الأدب ... وهذا الاحتكاك يولّد تفاعلا أكثر في نفس الأديب كي يبدع ويرتقي .
آن الأوان أن نودع عصر تأخر أدبنا ... آن الأوان أن ننطلق إلى مصاف الآداب العالمية ... " ألو " هي بداية الانطلاق ... اصنعوا لـ " ألو " أخوات فقط حاولوا مجرد محاولة .. !
شواطئ الفكر
علوان محمد السهيمي
مجلة (شظايا أدبية) الألكترونية
الجوانب الجمالية في العمل المنجز الأدبي .. فحرفيتها تُذيب شيئا من الجماليات في النص الأدبي الإبداعي ... وهذا الكلام وإن كان صدقا إلا أن الترجمة كانت ولا زالت مهمة في العصر الحديث إذ أن العالم أصبح صغيرا جدا ... والاحتكاك من الثقافات والآداب الأخرى حادث لا محالة ... لأن الأدب لا يقتصر على زمن وبقعة معينين إنما يمتد إلا ابعد من حيز الزمان والبقعة ليصل إلى آداب وثقافات أخرى لا تمت لذات الأدب المُنتج بصلة ... والأدب في ماهيته لا يختلف من ثقافة إلى أخرى إنما تختلف طريقة التعبير ... وطريقة التفكير في عقلية كل أديب ... ولأن الأدب الغربي من الأهمية بمكان أن يدرسه الأديب العربي كي يلم ولو بجزء بسيط من النتاج الأدبي الغربي وكيلا يكون نشازا على الأدب بوجه عام ... ولا نكذب إن قلنا أن الأدب الغربي قد سبقنا بأشواط عدة في ميادين مختلفة ... وهذا لا يعني أن الأدب العربي متأخر بل إن الأدب العربي بدأ يخطو خطوات نحو التقدم والرقي فعلى سبيل المثال القصة كعنصر أدبي مهم من عناصر الأدب الحديث بشتى أنواعها امتدادا من القصة القصيرة جدا إلى الرواية فقد قفزت قفرة رائعة نحو التقدم على غير مثيلاتها من العناصر الأدبية الأخرى ...
فالمتأمل في القصة في الأدب العربي يجد أنها تطورت تطورا قويا وأصبحت تماري القصة في الآداب الأخرى ... وهذا يؤكد ما وصلت إليه الآداب العربية من تطور ملحوظ .
يقول ميخائيل نعيمة " إني من القائلين بتقارب الشعوب في شتى الميادين ... فلو كان لنا أن نخلق لغة واحدة يتفاهم بها الناس ... " من هذا المنطلق قد نستطيع أن نقرب وجهات النظر .. بين ما هو عربي .. وماهو غربي في ميادين الأدب عامة ... إذا قلنا أن الأدب الغربي خطا خطوات واسعة نحو التقدم فإن الأدب العربي بدأ يسير بخطاً ثابتة على نفس المنوال ... فلو استطعنا أن نترجم آدابنا إلى لغة عالمية واحدة كما يشير الأديب الكبير ميخائيل نعيمة حينئذ نستطيع أن يصارع الآداب الغربية في هذا الميدان .
إن المتأمل في جائزة نوبل ... هذه الجائزة التي يندد خلفها الأدباء والمثقفين ... وكيف أن الأدباء العرب قد حُرموا منها سنوات عدة – عدا " نجيب محفوظ " في روايته تلك - ؟ إن الجواب على هذا السؤال البديهي جدا سهل ... بل سهل للغاية ... وهو أن آدابنا مع الأسف – التي تستحق القراءة منها والتي لا تستحق – لم تُقرأ ولم يؤذن لها التفشي في المجتمعات الغربية ... نتيجة عدم الترجمة ... ولهذا كانت ردة الفعل متوقعة أنها لن تكون محلا لأنه تُمنح هذه الجائزة ... ! وبالتالي الغرب لم يدركوا مقدار ما وصل إليه الأديب العربي من إبداع وجمال .
هذا ما يفسر الجفوة الواضحة من قبل منظمي " نوبل " للآداب العربية .. فلو وصلت الآداب العربية بلغة تبين فيها ما وصل إليه الأديب العربي فسيحصل العربي على هذه الجائزة دون أدنى شك أو يدخل في دائرة المنافسة على أقل تقدير.
مشكلتنا دوما نحب أن ننتقد دون أن نقدّم أي شي يبرر لنا نقدنا هذا ... وهذا ما قرأته في اغلب المقالات التي تنتقد المصداقية في جائزة " نوبل " من مفكرين وأدباء
عرب .
إن المتأمل في حياتنا يجد أن ثمة كلمة تدل على إمكانية إيجاد لغة عالمية تكون الوسيلة في التخاطب بين كل دول العالم سيما في النتاج الأدبي والفكري .. وبهذا يكون التقارب واضح وجلي .. وهي كلمة " ألو " ... عندما تأملتُ في هذه الكلمة وجدتُ أن هذه الكلمة ينطق بها الكبير والصغير ... المسلم والكافر ... العربي والأعجمي ... من هم في شرق الأرض ومن هم في غربها ... المتدين وغير المتدين ... وهذه تباشير تنبئ بأن ثمة إمكانية وجود لغة عالمية يمكن أن نترجم إليها أدبنا كي يقرأه كل من على هذه المعمورة ... وبالتالي قد نستطيع الاصطفاف في صف أولئك المتقدمين في الأدب في العالم .
لكن السؤال الذي يفرض نفسه ...! من الذي لقّن العالم هذه العبارة ...؟! حتى أصبحت منتشرة بهذا الشكل في شرق الأرض وغربها ...! والكل يهذي بها والكل يعرف معناها أعجميا كان أم عربيا ... مسلما كان أم كافرا ... صغيرا كان أم كبيرا ... متدينا كان أم غير متدين ...!
ربما تكون العولمة هي من تمخضت لتلد لنا هذه الكلمة ... إذن لا مانع أن نعولم أدبنا كي نرتقي ... ونساير العالم الآخر في ميادين الأدب على وجه الخصوص .
إذن بالإمكان إيجاد لغة عالمية يتفاهم بها الناس ... وفشل المحاولات السابقة في إيجاد هذه اللغة لا يعني أن المحاولات القادمة ستفشل بل قد تكون بداية انطلاق لأدبنا نحن العرب ... لأن تأخر أدبنا نتيجة عدم وصوله إلى الغرب بالطريقة المثلى التي تحفظ له بريقه ومزاياه ... لأن الاحتكاك بالشعوب الأخرى مهم سيما في الأدب ... وهذا الاحتكاك يولّد تفاعلا أكثر في نفس الأديب كي يبدع ويرتقي .
آن الأوان أن نودع عصر تأخر أدبنا ... آن الأوان أن ننطلق إلى مصاف الآداب العالمية ... " ألو " هي بداية الانطلاق ... اصنعوا لـ " ألو " أخوات فقط حاولوا مجرد محاولة .. !
شواطئ الفكر
علوان محمد السهيمي
مجلة (شظايا أدبية) الألكترونية