حول قصة " الشيخ "
[align=justify]قام الناشر أ.ل. بيرت بطباعة قصة "الشيخ" عام 1921. وقد اكتسبت القصة شعبية لتناولها موضوع " المرأة المستقلة الشخصية المسترجلة، ورغم ذلك تقع في الهوى، وفي النهاية تخضع لعاشقها المستبد المتصيد للنساء ". وأسر الموضوع لب الغربيين لدرجة أن كلمة " شيخ " أصبحت شائعة كوصف للعاشق الذي لا يقاوم . وقد زادت شعبية القصة إلى حد بعيد بعد أن أُنتجت كفيلم صامت قام ببطولته " رودولف فالنتينو " فأكسبه شهرة واسعة . وفيما بعد أصبح " فالنتينو" نفسه دائماً أبداً يعرف بالشيخ سواء كشخص أو كعاشق. وقد كتبت "إديث مود هَلّْ" قصصاً أخرى مثل " ابن الشيخ " و " الشرق " ، والشرق يعنى عندها بلاد العرب . وإن بدت الكاتبة مفتونة بصحراء العرب وشيوخها ، " فالشيخ " رغم ثقافته وانتقائه المبهر للكتب ومعيشته حياة أمير غربي في خيمة باذخة الرياش يخدمه " خادم فرنسي " إلا أنها صورته كشيخ منسر يقطع الطريق ويخطف النساء ويقهرهن على حبه ومشاركته الهوى ، وهذا يعكس العداء القديم الذي يكنه الغرب للعرب والمسلمين ، وذلك رغم أن القصة نشرت في القرن العشرين حيث ارتفعت في الغرب أصوات زاعقة بالإخاء الإنساني والمساواة بين الأجناس والأعراق والحرية ومنها حرية العقيدة وقبل ذلك كله حقوق الإنسان . ولا تعد قصة " الشيخ " بأي حال من الأحوال من روائع الأدب الغربي أو حتى تقترب من مشارف الأدب الرفيع. فهي من القصص الشعبي القائم على التشويق وإثارة عواطف القراء بمغامرات في بلاد الشرق الذي يسمعون عنه الأعاجيب التي يمتزج فيها قليل من الحقيقة بكثير من الخرافة . ومن الملفت للنظر أن قصة " الشيخ " نشرت بجريدة الأهرام، وطبعت في كتاب عام 1925، وإن كان المترجم لم يفصح عن شخصيته ، وأكتفي بالإشارة إلى نفسه بحرف " ش "، كما أشار إلى أن قصة الشيخ طبعت بإنجلترا (107) مرات . أما ترجمتنا الثانية لها : فلأن القصة ذات مغزى وصلة بما يواجهه العرب والمسلمون من حملة شعواء ظالمة تمتد جذورها إلى أعماق بعيدة في الماضي ، لدرجة أن أحد قادة الغرب طالب بشن حرب صليبية على العرب والمسلمين.[/align]
" الشيخ "
[align=justify]كان كل الناس في "بيسكا" يتحدثون عن " دايان مايو " . فقد كانت رحلتها إلى قلب الصحراء بمفردها وبلا مرافقة من النساء في صحبة الجمالة من البدو ودليل مرشد تعد غير مألوفة وغير لائقة . وكان أخوها سير " أوبري مايو " يعزو نزعتها الغريبة إلى ظروف نشأتها فقد عاشت بلا أم وهي طفلة صغيرة ، وقد رباها أخوها الذي كان يكبرها بحوالي عشرين عاماً. وكان يعاملها كصبي فتعلمت ركوب الخيل واستخدام الأسلحة النارية وصيد السمك . لقد تربت " دايان " وفقاً للأسلوب " الإسبرطي " المتميز بالتقشف والجلد دون مراعاة لجنسها الذي يسمونه الجنس اللطيف، وقد استجابت " دايان " لذلك فنشأت لا تهاب شيئاً مطلقاً . وقد نبعت فكرة جولتها في الصحراء من نزاع نشب بينها وبين أخيها سير " أوبري " الذي كان يرغب في السفر إلى أمريكا ليجد زوجة تنجب له وريثاً بينما " دايان " والتي بلغت سن الرشد للتو تريد أن تنطلق وتسافر بمفردها، وقد توصلا إلى حل وسط حين وعدته أن تلحق به في غضون شهر في مدينة " نيويورك ".
وفي الليلة التي سبقت رحيل " دايان " أقيمت حفلة راقصة ، وأحاط الشباب بها، ولكن أياً منهم لم يثر اهتمامها ، ولم تأبه هي لهم على الإطلاق . . فلم يسبق أن قبلها أحد أبداً في صباها، ولا يمكنها أن تتخيل أن تكون خاضعة لأي رجل ، وتحت نيره سواء بالزواج أو من خلال أي علاقة أخري. وبعد انتهاء الحفلة الراقصة كانت رحلة " دايان " إلى الصحراء تثيرها لدرجة أن النوم جفاها . فخرجت إلى الشرفة لتمتع ناظريها بالبدر المكتمل . كان يخالجها شعور غامض بأنها مراقبة بل إنها اقتنصت لمحة من رداء جوخ أبيض يحاول التستر والاختفاء وراء الشجيرات . ورغم أن ذلك حيرها إلا أنها طردت تلك الأفكار من ذهنها ، وأوت إلى فراشها.
في الصباح بدأت " دايان " رحلتها مع دليلها المرشد " مصطفي على " الذي يوحي مظهره بالخبرة والكفاءة ، وقد صحب سير " أوبري " أخته لمسافة قصيرة محاولاً مرة أخرى أن يثنيها عن عزمها على الرحيل. لكن " دايان " توضح له أنها لن تطيع سوى إرادتها دائماً أبداً.
مضت " دايان " في رحلتها إلى قلب الصحراء ، وفي ذلك الخلاء العظيم خُيل إليها أنها في بيتها بشكل يثير الاستغراب ، واكتشفت أن الواقع بلا حدود أعظم بكثير مما توقعت . لم تكن " دايان " تحسد سير " أوبري " على ما يخطط له من زواج لأن فكرة الزواج نفسها كانت بالنسبة لها فكرة بغيضة . سألت " مصطفي على " أسئلة كثيرة عن الإقليم الذي يجوسون خلاله ولكنه بدا مراوغاً في إجاباته . توقفوا لتناول وجبة الغداء ، وكان الدليل المرشد يزعم لنفسه امتيازات وسلطات قائد الرحلة . وقد ضايق ذلك " دايان " فأصرت على نفاذ مشيئتها هي كي تلقنه درساً . وقد تأخر بدء مسيرهم بعد الظهر نتيجة لذلك ، وقد ظلوا راكبين لعدة ساعات دون أن يظهر لهم مكان يصلح لنصب مخيمهم على مدى الرؤية.
رأت " دايان " نقطاً سوداء تتحرك بسرعة عبر السهل، أتضح في النهاية أنها عصبة من الرجال على صهوات جيادهم أحاطوا برجال الدليل " مصطفي " ، وتحلقوا حول " دايان " التي أصابها الارتباك والهلع حين صوب العرب بنادقهم نحوها هي ومرافقيها . وعندما اتضحت خطورة الهجوم لها إذا بجوادها يندفع فجأة ، ويبدأ في الجري بعيداً . تبعها عربي واحد على صهوة جواده . كان صوت ضحكاته ينم على أنه يتسلى بمطاردتها، ويستحثها وكأنه ينخس جوادها لتواصل الهرب . . حاولت أن تهرب من مطاردها ، ولكن دون جدوى وحين لحق بها، وصار بمحاذاة جوادها انتزعها بمهارة بذراعيه القويتين من سرج جوادها ليضعها أمامه على جواده . وقد ناضلت " دايان " بشراسة دفاعاً عن نفسها لكن بلا جدوى، فابتدأ خوفها يتصاعد. وبعد رحلة طويلة لكن سريعة ترجلت من على الجواد لتجد نفسها في خيمة فاخرة الفرش. كان خاطفها رجلاً طويلاً يرتدي ثياباً بيضاء فضفاضة . وكان وجهه أكثر الوجوه وسامة وقسوة من بين كل الوجوه التي سبق ورأتها من قبل. كان خاطف " دايان " هو الشيخ " أحمد بن حسن " ولم يكن هناك مجال للخطأ في معرفة الغرض الذي أحضر " دايان " من أجله إلى خيمته. أحكم الرعب قبضته عليها حين استحوذ عليها إدراك تام أنها امرأة مرغوب فيها . . انقض عليها يقبلها بعنف سالباً إياها أية قدرة على المقاومة . ثم أمرها أن تعد نفسها لليلة العشق والهوى التي سيقضيانها معاً.
في الصباح التالي ، ورغم الأثاث الباذخ للخيمة ، ورؤيتها لأمتعتها بالخيمة فإن ذلك لم يفلح في طرد المخاوف من نفسها . وكانت فكرة رؤية الشيخ مرة أخرى تملأ نفسها بالشعور بالغيظ والمذلة ، ولكنها كانت تعرف أنها بلا حول ولا قوة. ومن عجب أن الذي قدم لها الغداء خادم فرنسي يدعى " جاستون " ، وقد أخبرها أن سمو الأمير يتناول العشاء في الساعة الثامنة, وحين تجولت في الخيمة تسنت لها لمحات لم تكن في الحسبان عن شخصية الشيخ العربي دلت على التعليم والثقافة وذوق غير متوقع في انتقاء الكتب. وحين عاد الشيخ في المساء حياها بكلمات فاترة، وقد هددته " دايان " بسلطات الحكومة الفرنسية المهيمنة على الإقليم ، ولكنه سخر منها وضحك من كلامها فهو صاحب السلطان الأوحد ولا يأبه لسلطان أي حكومة. بل زاد على ذلك بأن أفصح لها أنه قد دفع مالاً لدليلها المرشد " مصطفي على " ليحضرها إلى الصحراء لأن الرغبة فيها كانت تملأ جوانحه. وأضاف أنه فقط سيدعها تذهب بعد أن يكون قد قضى وطره منها وملها. أدركت " دايان " أنه ليس من المجدي الاستمرار في المقاومة ذلك لأنها قد قابلت صاحب إرادة أقوى من إرادتها. أُترعت نفسها بالضغينة على ذلك العربي ، ولم تتردد في أن تخبره بذلك.
مر شهر . . و " دايان " لا تفكر باستمرار إلا في الهرب. كان " أحمد " يحسن معاملتها ، وفي مرات كثيرة كانت تجده جذاباً ومشوقاً حتى أنها كانت تنسي أنه واحد من العرب . وفي إحدى الأمسيات أعطاها قلادة من حجر " اليَشب " الكريم مباهياً بأنه أعطى الكثير من الجواهر للكثيرات من النساء . لكن " دايان " رفضتها، وسألته هل عنده حريم أو له زوجات. فأجابها بأنه ليس لديه أياً من الاثنين. وكانت إرادتهما غالباً ما تتعارض وتتصادم، ولكن " أحمد " كان يقول لها ببرود إنه مصمم على ترويضها وإخضاعها ، وكل ما في وسعها إما أن تذعن له من تلقاء نفسها أو فإنه سيقهرها على الإذعان . وقد هيمن خوفها على عقلها لدرجة أنها أخبرته أنها ستطيعه وتنصاع لأمره.
مرت عدة أسابيع أخري منذ أن وعدت " دايان " الشيخ بالطاعة ، وكان خوفها منه وبغضها له يزدادان باطراد ويتراكمان في نفسها. وذات يوم هيأ لها غياب الشيخ أحمد فرصة للهرب. وفي أثناء ركوبها للخيل مع الخادم " جاستون " كدأبهما كل يوم فإنها تروغ منه، وتعدو مسرعة بجوادها تجاه الشمال على أمل أن تقابل عرباً طيبين يساعدونها، وبعد أن أمضت عدة ساعات على صهوة الجواد وصلت إلى واحة حيث أمكن لها ولجوادها أن ينعشا قوتهما ويجددانها. ارتاحت "دايان" لبرهة، وكانت أفكارها تتزاحم مع ذكريات الشهور الماضية التي أمضتها في صحبة الشيخ. . شقت " دايان " طريقها عبر الصحراء الموحشة لتجد عصبة من الرجال تقترب منها. وحين رأت والرعب يملأ عينيها أن قائد تلك العصبة هو الشيخ " أحمد بن حسن " استدارت بجوادها إلى الاتجاه الأخر وهي تسابق الريح. لكن الشيخ يتبعها حتى يقترب منها ويطلق النار على جوادها بعد أن رفضت التوقف، يحملها الشيخ على جواده ويعود بها إلى خيمته، وفجأة يداهمها فعلاً شعور بالسرور أن الشيخ قد لحق بها وأعادها. وهنا تعرف " دايان " أنها وقعت في حب الشيخ ، وصارت أسيرة هواه. وعندما ينفرد الشيخ بها فإنه يطلق لغضبه منها العنان فهي بهربها وحدها عرضت نفسها للوقوع في أسر عدوه " إبراهيم عمير ".
بعد مرور شهرين على محاولتها الهرب وشجارها مع الشيخ باهتياج ، يغمر " دايان " إحساس بأنها أسعد مما كانت في أي وقت مضى . وتغدو الصحراء والخيمة هي مكانها الطبيعي وكذلك وجود الشيخ . وعلى الرغم من معاناتها في إخفاء حبها للشيخ في سويداء قلبها، فإنها تفعل ذلك وهي تتعذب خشية أن انكشاف مشاعرها تجاه الشيخ قد يؤدي به إلى الملل منها والانصراف عنها.
وقد ملأت أخبار زيارة صديق " الشيخ " "راؤول دي سان هيوبرت " له نفس "دايان" بالهلع فهو روائي فرنسي شهير، وقد أحست بالاستياء لمجيئه والغيرة من صداقته للشيخ. وكانت "دايان" لا زالت تحرص على كرامتها، ولا تحتمل فكرة رؤية أوربي لها كعشيقة لشيخ عربي. ولكن "راؤول" يسحرها بشخصيته ويصبحان صديقين . ويتجادل "راؤول" مع الشيخ أحمد حول احتجازه لدايان . ويريه صحيفة تظهر فيها صورة "دايان" مع تقرير عن اختفائها الغامض. فيستولي قلق كبير على نفس "أحمد" ، ويجد نفسه للمرة الأولى في حياته غيوراً، ويراقب كل حركة تقوم بها دايان تجاه صديقه.
تكشف لسان هيوبرت أنه وقع في غرام "دايان" بينما كانت هي تعتبره أخاً، وإن كانت واعية لما تظهره عينا أحمد من غيرة متواصلة . وراودها الأمل في أن يكون الشيخ قد بدأ يحبها. وفي أثناء واحدة من جولاتها اليومية على صهوة جوادها برفقة "جاستون" تقع في أسر رجال "إبراهيم عمير" . وكان أسر المرأة البيضاء الأثيرة لدي "أحمد بن حسن" غنيمة عظيمة لهم. وعندما يخبروا الشيخ أحمد باختفاء "دايان" يدرك كم أصبحت ضرورة لا يستغني عنها في حياته وكم تغير هو نفسه. فيجمع رجاله ويتجه مع "سان هيوبرت" مباشرة إلى خيمة عدوه "عمير" فينازله ويقتله، ولكنه يصاب إصابة بالغة . لقد أُنقذت "دايان" من المذلة والمهانة ، ويُحمل الشيخ الفاقد للوعي إلى خيمته حيث تقوم "دايان" و "سان هيوبرت" بتمريضه . وفي هذيانه يصرح بحبه للفتاة الإنجليزية.
كشف السهر المتواصل لدايان إلى جوار سرير الشيخ الجريح لسان هيوبرت عن عشقها له. فيحكى هيوبرت لدايان القصة العجيبة لذلك الشيخ الرائع الفتان. فالشيخ أحمد ليس عربياً بل هو رجل إنجليزي . فقد وجد رجال الشيخ أحمد بن حسن الكبير أمه تهيم على وجهها في الصحراء تائهة فأحضروها إلى خيمته ، وقد أوشكت على أن تضع حملها. وقد ولدت صبياً. ومن الغريب أنها بعد الولادة رفضت أن تعرف نفسها أو تفصح عن شخصيتها. وقد تعلق وجدان الشيخ العجوز بها، واتخذ من الصبي الوليد ابناً له. وحين كانت المرأة تحتضر روت للشيخ قصتها : "فهي سيدة إسبانية ، وزوجها إنجليزي من علية القوم هو "إيرل أوف جِلنكَاريل" ويكبرها بسنين عدة، وزيادة على ذلك كان عنيف المزاج ، مدمن على شرب الخمر بإفراط . ولما عجزت عن احتمال العيش معه أكثر مما احتملت ، وقد قرب وقت ولادتها انسلت تحت جنح الظلام في منتصف الليل ، وولت هاربة إلى الصحراء . . وبررت عدم إفصاحها عن شخصيتها خشية أن يعيدوها إلى زوجها . وقد جعلت الشيخ العجوز يعدها ألا يخبر ابنها عن حقيقة نسبه وميراثه إلا بعد أن يبلغ سن الرشد. وصار "أحمد بن حسن الكبير" أباً لابنها الوليد. ونشأ الصبي وكبر معتقداً أنه ابنه . وتلقي تعليمه في باريس ولندن ، ولكن الصحراء كانت على الدوام بيته الحقيقي . ولما بلغ سن الرشد ، وأميط اللثام عن حقيقة نسبه ومأساة أمه مع أبيه النبيل الإنجليزي لعن الإنجليز جميعاً باللغة العربية، ورفض أن يلتقي بأبيه أو حتى يراه. وأصبحت كراهيته للإنجليز هاجساً لا يزول وفكرة متسلطة على وجدانه.
كان من الصعب على "دايان" تقبل فكرة أن الشيخ رجل إنجليزي ، وكل ما استطاعت فعله هو مواصلة الدعاء له بالشفاء . أبقت قوة جسد الشيخ المتين وبنيته الرائعة حالته مستقرة وعجلت تماثله للشفاء، ومع شفاء أحمد ارتد موقفه تجاه "دايان" إلى المعاملة الباردة الفاترة. فكان ينام وحده في غرفة خارجية بنفس الخيمة، وكان جل ما تخشاه "دايان" أن يكون مل منها وسأمها. وقد أدركت "دايان" أن رحيل "سان هيوبرت" يصل بالأمور إلى غايتها . . فهي الآن بمفردها تحت رحمة الشيخ أحمد . . وأخيراً أتي الشيخ ليبلغها أنه سيعيدها إلى أهلها . فدفعها اليأس إلى أن تبوح له بحبها ، وتعبر عن رغبتها في البقاء معه. ولكن "أحمد" أصر على أن ترحل لأنه على الرغم من أنه يحبها فالصحراء ليست مكانها ولا مستقبل لها فيها. . كان قراره حازماً ، ولم يكن بمقدورها أن تحوله عن ما عقد عليه العزم. ولهذا جرت "دايان" إلى غرفتها في الخيمة ، وحاولت أن تطلق النار على نفسها ، لكن "أحمد" استشعر بغريزته اليقظة الخطر الموشك على الحدوث فتمكن من منعها من الانتحار . وهز كيان أحمد ما أبدته دايان من دليل على صدق حبها له، ولم يعد قادراً على مغالبة فراقها . لم تعد "دايان" تخشى من الصحراء أو الشيخ زوج المستقبل، وعاد المعنى لحياتها واستشعرت لذة طعمها.[/align]