من الصرعات التي عزَّزتها الشبكة العنكبوتية أن بريدنا الإليكتروني أصبح مشاعاً لكل أحد، يتطفل عليه كل من أراد، ويتسول على بابه كل سائل، ويدخله كل أشعب دون استئذان.
وكذا فقد أصبحت الشبكة وبريدها مما لا يُستغَنى عنه في أيامنا هذه. فأنا شخصياً -بحكم عملي- أكاد لا أفارقها، حتى أن أم الأولاد تستحلفني أن أتزوج الإنترنت زواجاً شرعياً برضىً وقبول ووليٍّ ومهر وشهود وإشهار؛ لعلِّي ساعتها أعدل بينهما فأعطيها نصف وقتي. (أرأيتم الذكاء الفقهي؟)
ولكن ليس هذا هو سبب كتابتي لهذا الموضوع. وإنما السبب هو تلك الرسائل التي نتلقاها جميعاً بشكل يومي تقريباً، وخاصة من أناس نعرفهم ونستحي منهم، ومن ثم نقضي وقتاً في تفحصها أو إعادة إرسالها أو حذفها أو الرد على مرسليها كي يحذفوا العنوان من قائمتهم البريدية إن كان الأمر قد زاد عن الحد، ... إلخ. وتلك الرسائل هي التي يرسلها المرسل (رقم 500) ويأتي في ختامها جمل مثل:
- "لا تجعل الخير يتوقف عندك، أرسلها إلى جميع أصدقائك"،
- "الدال على الخير كفاعله، أرسل هذه الرسالة إلى 10 من أصدقائك وبعد يومين سيحدث لك شيء لم تكن تتوقعه"،
- "إن كنت تبخل بالخير على الناس فاحذف هذه الرسالة، أما إن كنت ترغب في جبال من الحسنات فأرسلها لمن هم في قائمة بريدك"،
- "لا تجعل الشيطان يهمس لك بحذف هذه الرسالة، أرسلها لغيرك فورا كي تغيظ الشيطان"،
- "صدقني، حذفت مثل هذه الرسالة من قبل وتعطلت سيارتي، ووقع لي حادث، ونقلت بعده إلى المستشفى وبقيت في العناية المركزة. الآن الخيار لك"،
- "أستحلفك بالله أن ترسل هذه الرسالة إلى كل من تعرف"،
- "إرسال هذه الرسالة إلى كل من في قائمتك البريدية أمانة في رقبتك يحاسبك عليها الله يوم القيامة"،
- "إن كنت لا تبالي بمصلحة المسلمين فاحذف هذه الرسالة".
ولا أخفيكم أني أحذف كل هذه الرسائل، بل وقلما أقرأها أو سطراً منها، ويغلُب أني لا أفتحها أصلاً.
وهناك رسائل أخرى تقول لك "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..."، ثم يتبع ذلك كلام لم يقله الرسول، ولا نزل في كتاب سماوي. بل في الأغلب الأعم يكون الكلام موضوعاً أو لا أصل له، أو هو قول مشهور ولكنه ليس بحديث، ومنها
- "الدعاء الذي اهتزت له السماء"،
- "من لم يصلِّ الفجر فليس في وجهه نور ... إلخ"،
- "اطلبوا العلم ولو في الصين"،
- "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً"،
- "الحديث الذي أبكى الرسول. عن يزيد الرقاشي ... وجاء فيه "فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت: يا رسول الله أنا فاطمة، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه وقال: ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني؟ افتحوا لها الباب."
- "من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمسة عشر عقوبة. ستة منها في الدنيا. وثلاثة عند الموت وثلاثة في القبر وثلاثة عند خروجه من القبر."
وهي كلها افتراءات على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أنزل الله بها من سلطان.
ومن العجائب أيضاً، من يرسلون رسائل وفيها "إذا قلت سبحان الله، مرة فلك 10 حسنات. فإذا قلتها 100 مرة، فلك 1000 حسنة، فإذا قلتها 1000 مرة فلك 10,000 حسنة. وإذا أرسلت هذه الرسالة إلى 50 من أصدقائك، فلك مثلهم في الأجر. فإذا قال أحدهم "سبحان الله" مرة واحدة فقط، فلك 50×10=500 حسنة، فلو قالوها 10 مرات فلك 50×10×10= 5000 حسنة"، وهكذ.ا ويعدون على الله الحسنات، وكأنه عز وجل ينسى، وهو الذي أحصاه ونسوه هم. أو أنهم ضمنوا القبول! ولهؤلاء -على الأخص- أقول كما قال ابن مسعود -فيما رُوي عنه- لبعض المبتدعة "إني ضامن لحسناتكم، فهلا عددتم سيئاتكم؟".
وكذا فقد أصبحت الشبكة وبريدها مما لا يُستغَنى عنه في أيامنا هذه. فأنا شخصياً -بحكم عملي- أكاد لا أفارقها، حتى أن أم الأولاد تستحلفني أن أتزوج الإنترنت زواجاً شرعياً برضىً وقبول ووليٍّ ومهر وشهود وإشهار؛ لعلِّي ساعتها أعدل بينهما فأعطيها نصف وقتي. (أرأيتم الذكاء الفقهي؟)
ولكن ليس هذا هو سبب كتابتي لهذا الموضوع. وإنما السبب هو تلك الرسائل التي نتلقاها جميعاً بشكل يومي تقريباً، وخاصة من أناس نعرفهم ونستحي منهم، ومن ثم نقضي وقتاً في تفحصها أو إعادة إرسالها أو حذفها أو الرد على مرسليها كي يحذفوا العنوان من قائمتهم البريدية إن كان الأمر قد زاد عن الحد، ... إلخ. وتلك الرسائل هي التي يرسلها المرسل (رقم 500) ويأتي في ختامها جمل مثل:
- "لا تجعل الخير يتوقف عندك، أرسلها إلى جميع أصدقائك"،
- "الدال على الخير كفاعله، أرسل هذه الرسالة إلى 10 من أصدقائك وبعد يومين سيحدث لك شيء لم تكن تتوقعه"،
- "إن كنت تبخل بالخير على الناس فاحذف هذه الرسالة، أما إن كنت ترغب في جبال من الحسنات فأرسلها لمن هم في قائمة بريدك"،
- "لا تجعل الشيطان يهمس لك بحذف هذه الرسالة، أرسلها لغيرك فورا كي تغيظ الشيطان"،
- "صدقني، حذفت مثل هذه الرسالة من قبل وتعطلت سيارتي، ووقع لي حادث، ونقلت بعده إلى المستشفى وبقيت في العناية المركزة. الآن الخيار لك"،
- "أستحلفك بالله أن ترسل هذه الرسالة إلى كل من تعرف"،
- "إرسال هذه الرسالة إلى كل من في قائمتك البريدية أمانة في رقبتك يحاسبك عليها الله يوم القيامة"،
- "إن كنت لا تبالي بمصلحة المسلمين فاحذف هذه الرسالة".
ولا أخفيكم أني أحذف كل هذه الرسائل، بل وقلما أقرأها أو سطراً منها، ويغلُب أني لا أفتحها أصلاً.
وهناك رسائل أخرى تقول لك "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ..."، ثم يتبع ذلك كلام لم يقله الرسول، ولا نزل في كتاب سماوي. بل في الأغلب الأعم يكون الكلام موضوعاً أو لا أصل له، أو هو قول مشهور ولكنه ليس بحديث، ومنها
- "الدعاء الذي اهتزت له السماء"،
- "من لم يصلِّ الفجر فليس في وجهه نور ... إلخ"،
- "اطلبوا العلم ولو في الصين"،
- "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً"،
- "الحديث الذي أبكى الرسول. عن يزيد الرقاشي ... وجاء فيه "فاشتملت فاطمة بعباءة قطوانية و أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سلّمت و قالت: يا رسول الله أنا فاطمة، ورسول الله ساجدٌ يبكي، فرفع رأسه وقال: ما بال قرة عيني فاطمة حُجِبَت عني؟ افتحوا لها الباب."
- "من تهاون في الصلاة عاقبه الله بخمسة عشر عقوبة. ستة منها في الدنيا. وثلاثة عند الموت وثلاثة في القبر وثلاثة عند خروجه من القبر."
وهي كلها افتراءات على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أنزل الله بها من سلطان.
ومن العجائب أيضاً، من يرسلون رسائل وفيها "إذا قلت سبحان الله، مرة فلك 10 حسنات. فإذا قلتها 100 مرة، فلك 1000 حسنة، فإذا قلتها 1000 مرة فلك 10,000 حسنة. وإذا أرسلت هذه الرسالة إلى 50 من أصدقائك، فلك مثلهم في الأجر. فإذا قال أحدهم "سبحان الله" مرة واحدة فقط، فلك 50×10=500 حسنة، فلو قالوها 10 مرات فلك 50×10×10= 5000 حسنة"، وهكذ.ا ويعدون على الله الحسنات، وكأنه عز وجل ينسى، وهو الذي أحصاه ونسوه هم. أو أنهم ضمنوا القبول! ولهؤلاء -على الأخص- أقول كما قال ابن مسعود -فيما رُوي عنه- لبعض المبتدعة "إني ضامن لحسناتكم، فهلا عددتم سيئاتكم؟".
تعليق