اليوم العالمي للترجمة

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 4024

    اليوم العالمي للترجمة

    القديس جيروم واليوم العالمي للترجمة
    الثلاثون من سبتمبر هو "اليوم العالمي للترجمة"، وسبب تخصيص هذا اليوم لتلك المناسبة هو أنه في مثل هذا اليوم مات "القديس" جيروم سنة 420م في بيت لحم.
    فمن هو القديس جيروم يا ترى؟
    ولد جيروم ببلدة سترايدون عام 347م، وهي منطقة تقع على حدود بانونيا ودالميشيا.
    ويعد جيروم -وفقاً للمفهوم الغربي- أحد أكثر الآباء الغربيين الرومان الكاثوليك علماً وثقافة. وقد اعتبر القديس الراعي للمترجمين والمكتبيين والموسوعيين والأثريين وعلماء الكتاب المقدس وأطفال المدارس (التلاميذ) والطلاب.
    أما شهرته فترجع إلى قيامه بترجمة الكتاب المقدس The Bible من اليونانية والعبرية إلى اللاتينية. وكان من المدافعين عن العقيدة النصرانية، ويعد كتابه (الفولغاتا) The Vulgate من أهم الكتب الدينية لدى الكنيسة الكاثوليكية (والكتاب ترجمة للكتاب المقدس باللغة الدارجة كما هو واضح من اسمه). وقد اعترف به الفاتيكان (طبيباً للكنيس)". ومن المعتاد في التقليد الفني للكنيسة الكاثوليكة أن يصور القديس جيروم على أنه راعي العلم اللاهوتي وكاردينالاً يقف إلى جانب الأسقف أوغستين، وكبير الأساقفة أمبروس، والبابا غريغوري الأول.
    ولد جيروم لأبوين نصرانيين، ولكنه لم يُعَمَّد حتى عام 360م حين ذهب إلى روما مع صديقه بونسوساس لمتابعة دراساته في البلاغة والفلسفة. وسافر بعد فترة إلى بلاد الغال (فرنسا) واستقر بالقرب من الراين، وهناك درس اللاهوت.
    وفي سنة 373م بدأ سلسة من الأسفار أخذته إلى آسيا الصغرى وشمال سوريا. وقضى أكبر جزء من وقته في إنطاكية حيث مرض بها مرضاً شديداً. وفيما بين عامي 373-374م وبينما كانت في أشد حالات مرضه رأى حلماً جعله ينأى بنفسه عن دراساته الدنيوية ويكرس نفسه لدراسة اللاهوت. وكانت تنازعه رغبة شديدة في العيش عيشة النساك.
    ثم كانت محاولته الأولى لتعلم العبرية تحت أستاذ "متهوّد"، وكانت تربطه علاقات بنصارى اليهود في إنطاكية. وقد يكون هذا هو سبب اهتمامه بإنجيل العبرانيين الذين كانوا يعتبرون إنجيلهم مصدر إنجيل متى (مع العلم أن إنجيل متى لا أصل له معروف إذ النسخة الموجودة منه والمنسوبة إلى متى مكتوبة باليونانية التي لم تكن لغة متى بل الآرامية، ولم يعثر على أصل أرامي على الإطلاق. ومن ثم ذكرت الموسوعة البريطانية وجميع المصادر النصرانية أن من الأرجح عدم وجود أصل أرامي ومن ثم فالإنجيل منتحل، ومنسوب لمتى).
    عاد جيروم إلى إنطاكية سنة 378 أو 379م وقام الأسقف بولينوس بترسيمه كنسياً بشرط الاستمرار في حياة النسك التي كان يحياها. وبعد ذلك رحل جيروم إلى القسطنطينية لمتابعة دراسته للكتاب المقدس تحت أستاذه غريغوري نازيانزين. وهناك قضى عامين، رحل بعدهما إلى روما حيث استقر بها مدة ثلاث سنوات حيث كان وثيق الصلة بالبابا داماسوس. وقد كانت دعوة جيروم إلى روما في الأصل لحضور المجمع المسكوني سنة 382م لمناقشة انشقاق الكنيسة. وأصبح من الشخصيات التي لا غنى عنها بالنسبة للبابا، واحتل مكانة بارزة بمجلس مستشاريه.
    كما راجع جيروم النسخة اللاتينية للكتاب المقدس على أساس ما ورد بالعهد الجديد اليوناني، والعهد القديم العبري في محاولة لوضع نهاية للتشعب الموجود بالنصوص الغربية للكتاب المقدس. وقد كانت ترجمات العهد القديم قبل جيروم ترتكز على الترجمة السبعينية. وقد اختار جيروم استخدام العهد القديم العبري بدلاً من الترجمة السبعينية على الرغم من معارضة الكثير من زملاءه النصارى، بل وأغسطين نفسه. وتعد ترجمته للكتاب المقدس إلى اللاتينية أهم أعماله على الإطلاق.
    كان يحيط بجيروم عدد من النساء المتعلمات من بنات الأسر المعروفة في ذلك الوقت. ومنهن على سبيل المثال الأرملتين مارسيللا وبولا وابنتيهن باليسيللا وأوستوكيام. وقد أدى توجه تلك النسوة إلى "حياة النسك" فضلاً عن نقده الشديد للحياة الدنيوية العلمانية لرجال الدين بالكنيسة إلى ازدياد العداوة ضده من رجال الدين ومن شايعهم. وبعد وفاة داماسوس الذي كان راعيه وحاميه في 10 ديسمبر 384م فقد جيروم تلك الحماية التي كان يتمتع بها، وأجبر على ترك منصبه بروما بعد حملة تفتيش واستجواب لرجال الدين الرومان بالكنيسة حول "ادعاءات" بوجود علاقة غير شرعية بين جيروم والأرملة بولا.
    وفي أغسطس 385م عاد جيروم إلى إنطاكية برفقة أخيه بولينيانوس وعدد من الأصدقاء. ولم يمض وقت طويل حتى لحقت به الأرملة بولا والابنة أوستوكيام اللتين قررتا البقاء "بالأرض المقدسة" إلى أن يتوفاهن الأجل. وفي شتاء 385م صحبهما جيروم في رحلة للحج كمستشار روحي. وزار الحجيج برفقة أسقف إنطاكية بولينوس كل من أورشليم وبيت لحم، والأماكن المقدسة بالجليل. ثم توجهوا إلى مصر التي كانت موطن كبار النساك. قضى جيروم بالأسكندرية بعض الوقت وفي صيف 388م عاد إلى فلسطين، واستقر هناك بقية حياته في صومعة ببيت لحم. وكان معه بعض أصدقائه، بما في ذلك بولا وأوستوكيام.
    وفرت بولا لجيروم سبيل العيش وهو ما ساعده على تنمية مجموعة الكتب لديه، وتمكن من أن يحيا حياة نشطة من حيث الإنتاج الأدبي. وقد صنف جيروم في تلك الفترة –الأربعة وثلاثين عاماً الأخيرة في حياته- أهم أعماله أي ترجمة الكتاب المقدس، وأفضل تفسير له، ودليل لمؤلفي النصارى، وحوار ضد البلاجيوسيين، وأهم مؤلفاته الاعتذارية في الدفاع عن العقيدة النصرانية، وهو ما ميزه عن الآباء الأورثوذكس. ونتيجة لكتاباته ضد البلاجيوسيين اقتحم عدد من الأفراد مباني النساك وأشعلوا فيها النيران، فضلاً عن مهاجمة سكانها وقتلهم أحد الشمامسة. وقد دفع هذا جيروم إلى الالتجاء إلى قلعة مجاورة طلباً للحماية سنة 416م.
    مات جيروم ببيت لحم ودفن بها، ثم نقلت رفاته بعد ذلك إلى كنيسة سانتا ماريا ماجواير بروما. ويدعي عدد من الأماكن في الغرب وجود رفات جيروم بكاتدرائية "نيبي" التي تفخر بوجود رأسه بها.
    ----------------------------------------
    وبعد هذا العرض المتصرف: هل يمكن أن يخبرني أحد لماذا القديس جيروم؟ لماذا جيروم وهناك غيره من رجالات الشرق والغرب ممن هم أعظم ملايين المرات منه. بل وإنجازاتهم يتضاءل أمامها كل إنجاز لجيروم، بل وجميع إنجازاته مجتمعة؟
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

  • عبد الرؤوف
    عضو منتسب
    • Jun 2014
    • 197

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اختيار القس جيروم للاحتفاء بالتَّرجمة اختيار كنسي كاثوليكي في بدءه لكنه عُمٍّم على سائر الأمم في مجلس الأمم المتحدة العام سنة 2017 م. ولعلَّ نصوص هذه الترجمة ولَّدت صراع فكري وعقدي تمخض عنه ميلاد طوائف نصرانية عديدة فقد قُتل المترجم وليام تيندال الذي تَرجم العهدين القديم والجديد إلى الإنجليزية شنقًا ثم أحرقتْ جثّته يوم 6 أكتوبر عام 1536 لأنّه نقض ترجمة جيروم لغةً وتفسيرًا وأتهِمَ قبلَهُ "جون ويكليف" بالهرطقة بسبب ترجمة الإنجيل الأول إلى الإنجليزية.

    وحسب وليام تيندال فإن البابا يَبيعُ للناس ما وهب اللّه لهم وَعدَّهُ وكيل الشيطان في الأرض ورأى أنه لابُدّ من ترجمة الإنجيل ترجمةً سليمة تُعيدُ للّه الشأنَ والعلو الذي نسبه البابا لنفسه لأنَّ الإنجيل لم يُحدِّث بأية سيادة بابوية وعمومًا فإن تفسير وليام لنصوص الإنجيل لا يقبلُ بوجود الكنيسة وعليه لا وسيط بين الناس والله وفسَّر إصرار الكنيسة على حصر الإنجيل باللاتينية لإبقاء عامة النّاس في الظلام لأنهم لا يفهمون اللاتينية ويقول إن الإنجيل وُجدَ قبل الكنيسة والبابا فلا حاجة إذًا لهما.
    وحتّى بعد تَرجمة الإنجيل إلى الإنجليزية أقرَّ وليام تيندال بأن النّصوص ليست في متناول الجميع لذلك دعّمها بمقدمات وأطروحات تبرزُ فهمهُ للكتاب المقدس وألّف قاموس مصطلحات ضمّنهُ تعريفات وجذور الكلمات وأصولها تيْسيرًا لفهم الناس له. وكان يُحاجج بأنه إذا ترجم جيروم الإنجيل إلى لغته الأم فلمَ لا يفعل غيره ذلك ثمّ أُتُهِمَ وليام تيندال ومن دعمه وسانده بالتعاطف ومؤازرة البروتستانتية التي تزعمها مارتن لوثر.

    أصبح يوم ستة أكتوبر 1536 يوم الشهيد وليام تيندال الذي قدم للإنجليز إنجيلًا بسيطا مفهومًا وكان قد صدر في عام 1524 قانون ينصُّ على أن من وُجدَ يقرأُ إنجيلًا بالإنجليزية يفقدُ ممتلاكاته وأراضيه وماشيته وحياته.

    ولَّدَ هذا الصراع العقدي والفكري واللغوي شروخًا عميقة بقيت إلى يومنا هذا تُمثلها طوائف دينية تشربُ من ترجمتيْ جيروم و وليام. يبدو أنّ أنصار المُترجم جيروم البابويين الكاثوليك سبقوا الجميع إلى مجلس الأمم المتحدة العام وخلدوهُ ممثلاً ورمزًا عن عدي بن زيد العابدي وعبد الله بن المقفع والحسن بن موسى النوبختي وحنين بن أسحق وثابت بن قرة ويحيى بن عدَّي المنطقي وأبو عبد الله الفزاري وأبو سهل الفضل بن أبي سهل بن نوبخت وأبو بشر متى بن يونس والحجاج بن يوسف الكوفي أما عن سائر الأمم فحدث ولا حرج
    -------------------------------------
    وَمَنْ يَأْمَنِ الدُّنْيَا يَكُنْ مِثْلَ قَابِضٍ
    عَلَى الْمَاءِ خَانَتْهُ فُرُوجُ الأَصَابِعِ

    تعليق

    • عبدالمجيد العبيدي
      عضو مؤسس_أستاذ جامعي
      • May 2006
      • 469

      #3
      مشاركة لم أستطع نشرها بعد محاولتين متتاليتين

      السلام عليكم، إخوتي الأحبة، ورحمة الله تعالى وبركاته

      أوّلا، أعتذر شديد الاعتذار على عدم الرد على تعزيتكم لي في وفاة والدي رحمه الله، إذ أنني لم ألاحظ هذه التعزية إلا اليوم بعد أن اضطررت إلى تغيير كلمة المرور. لم أرسل أية مشاركة منذ فترة طويلة لانشغالاتي الكثيرة.
      لا أراكم الله، إخوتي الأعزاء، مكروها في عزيز عليكم. مر الآن على وفاة والدي، رحمه الله، أكثر من عام، وتلك هي الحياة: ولادات ووفيات تترى إلى يوم القيامة. أسأل الله أن يمدكم ويمدنا بالصحة والعافية وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.

      أشكر حبيبنا الأستاذ الدكتورأحمد الليثي على إبداعاته المعهودة ومشاركاته المشهودة، وأنا مشتاق إلى لقائه مرّة أخرى فلم يتسنّ لي اللقاء به إلا مرّة واحدة يتيمة في الشارقة منذ أكثر من عشر سنوات. وكان من المنتظر أن ألتقي بأخينا الفاضل المبدع الدكتور عبد الرحمن هنا في الرياض قبل تفشي كورونا بقليل، ولكن وللأسف حالت هذه الجائحة بيني وبين لقائه ... ولعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرا.

      أعود الآن إلى موضوع "حياة جيروم". لقد كفى د. أحمد ووفى في مختصره عن حياة "القديس" جيروم، ولست أدري لماذا نسبت إليه هذه الصفة؟!
      ولماذا نسبوا إليه هذه الألماعية في الترجمة دون غيره؟ في الحقيقة، الجواب على هذا السؤال يأخذ وقتا كثيرا وجهدا كبيرا ليكون جوابا ضافيا وموضوعيا. ولكنني سأكتفي بذكر خطإ فادح جدا ارتكبه في ترجمته اللاتينية من العبرية "للكتاب المقدس". وهنا أرسل إليكم هذه الفقرة القصيرة باللغة الإنجليزية تصف لكم هذا الخطأ وتبعاته على النبي موسى عليه السلام خاصة وعلى كل اليهود عامة، وأترك لكم التعليق:

      St. Jerome, the patron saint of translators, studied Hebrew so he could translate the Old Testament into Latin from the original, instead of from the third century Greek version that everyone else had used. The resulting Latin version, which became the basis for hundreds of subsequent translations, contained a famous mistake. When Moses comes down from Mount Sinai his head has "radiance" or, in Hebrew, "karan." But Hebrew is written without the vowels, and St. Jerome had read "karan" as "keren," or "horned." From this error came centuries of paintings and sculptures of Moses with horns and the odd offensive stereotype of the horned Jew.

      تحياتي وتقديري للجمع
      د/ عبد المجيد العبيدي
      لَعَمْـرُك ما الإنسانُ إلاّ بدينه  فلا تترُك التّقوى اتّكالا على النسبْ
      فقد رفعَ الإسلامُ سلمانَ فارسٍ  وقد وضع الشركُ الشريفَ أبا لهبْ

      تعليق

      • Dr_Almazeny
        كبار الشخصيات
        • May 2006
        • 151

        #4
        السلام عليكم أحبتي وأساتذتي الكرام.
        إنما دخلت لأقبل رأس الكرام النبلاء وأولهم أخي أحمد الليثي، وأحيي كل مترجم مظلوم مهضوم رسميا وشعبيا.. ماديا ومعنويا، والمترجمون رغم عظم شأنهم وحساسية دورهم وعلو كعبهم في فنون كثيرة لا ينالون فرصا جيدة فضلا عن أي عناية ورعاية ودعم وتقدير.. ولعل هذا ميزان من موازين قياس الوعي الشعبي والأمانة الرسمية.. فمن حقر الفئات المثقفة وهمشها وعرقلها ومنع تحررها لتنتقي له الدرر دون ضغوط إنما هو يغرق سفينة أمته. وأما التحيز في اختيار اليوم العالمي فهو نموذج من التحيز في الأوساط العلمية العالمية وانتقاء ما يوافق هوى غربيا معينا. وكنت أعجب ؟في الطب والكونيات وحتى السياحة) من صناعة المفاهيم وخلط الانتقاءات العقلية المنطقية التقديرية بلب العلوم، وتلبيس التوقعات لباس الحقائق، واختراع القيم والمعايير ثم السيطرة بها من خلال لجان ومؤسسات للاعتراف والدعم، وإلزام الجميع بالمسار كأنه حتم منزل. ختاما أشد على يدي كل مترجم صاحب قضية وحامل رسالة يحاول أن يصمد ويجتهد ويغير ويرتقي ويقدم شيئا عظيما.
        "طلب العلم فريضة"

        د. إسلام المازني

        تعليق

        • ahmed_allaithy
          رئيس الجمعية
          • May 2006
          • 4024

          #5
          الأخوة الأفاضل
          أشرقت الأنوار، وشكر الله مساهماتكم، التي فيها إثراء للنقاش.
          د. أحـمـد اللَّيثـي
          رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
          تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

          فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

          تعليق

          • ahmed_allaithy
            رئيس الجمعية
            • May 2006
            • 4024

            #6
            The History of Arabic Translation and Its Impact on Human Civilization

            Translation, as a bridge between languages and cultures, has played a pivotal role in shaping human civilization. In particular, Arabic translation has been a key contributor to the development of global knowledge, acting as a vital link between the ancient world and the modern. From preserving the intellectual heritage of Greek, Persian, and Indian civilizations to nurturing the European Renaissance, Arabic translation has been instrumental in advancing science, philosophy, medicine, and the arts. This article will explore the history of Arabic translation, its key figures and institutions, and its far-reaching impact on human civilization.

            The Beginnings: Translation in the Pre-Islamic and Early Islamic Eras
            Translation activity in the Arabic-speaking world has a long history that predates the rise of Islam. In the Arabian Peninsula, a trading hub connecting diverse cultures, the exchange of knowledge through translation was already a part of daily life. Arabian merchants often encountered Greek, Persian, and Indian knowledge systems, which were then orally transmitted across linguistic boundaries. However, it was the advent of Islam in the 7th century CE that catalyzed formal translation efforts.

            With the rapid expansion of the Islamic Caliphate during the 7th and 8th centuries, Arabic became the lingua franca of a vast empire that stretched from Spain in the west to India in the east. This expansion brought Muslims into contact with a rich body of knowledge from various civilizations. The early Islamic period saw an appreciation for knowledge as a means of understanding the divine world, a view reinforced by the Qur'anic exhortation to seek knowledge. It is in this intellectual climate that translation gained prominence.

            The House of Wisdom and the Abbasid Golden Age
            The pinnacle of Arabic translation activity came during the Abbasid Caliphate (750–1258 CE), particularly in Baghdad under the rule of Caliphs al-Mansur (r. 754–775), Harun al-Rashid (r. 786–809), and al-Ma'mun (r. 813–833). The establishment of the Bayt al-Hikma, or House of Wisdom, in Baghdad during the 9th century CE was a transformative moment in the history of translation.

            The House of Wisdom became a major intellectual hub where scholars of diverse backgrounds—Arabs, Persians, Syriacs, Jews, and Christians—worked together to translate important works from Greek, Sanskrit, and Pahlavi (Middle Persian) into Arabic. The focus of this translation movement was not only on philosophy and theology but also on the natural sciences, mathematics, astronomy, medicine, and alchemy. The translations preserved much of the classical knowledge of antiquity and introduced new methods of inquiry and innovation.

            Prominent translators, such as Hunayn ibn Ishaq, Thabit ibn Qurra, and al-Kindi, played an essential role in this intellectual exchange. Hunayn ibn Ishaq, a Nestorian Christian, translated a wide range of Greek medical and philosophical texts, including the works of Hippocrates and Galen, and his translations into Arabic were renowned for their accuracy and clarity. Al-Kindi, often referred to as the "Philosopher of the Arabs," was a polymath who synthesized Greek philosophy with Islamic thought. His translations and commentaries on Aristotle's works helped preserve and disseminate Aristotelian thought in the Islamic world.

            Fields of Knowledge Enriched by Arabic Translation
            Arabic translation facilitated the growth of several fields of knowledge, many of which flourished under the aegis of the Abbasid Caliphate and later influenced Europe.
            1. Philosophy
            The translation of Greek philosophical works had a profound effect on Islamic intellectual thought. Texts by Plato, Aristotle, Plotinus, and the Neoplatonists were translated into Arabic, leading to the development of Islamic philosophy (falsafa). Islamic philosophers like al-Farabi, Ibn Sina (Avicenna), and Ibn Rushd (Averroes) not only translated Greek texts but also built upon them, offering original contributions that harmonized Islamic teachings with Hellenistic philosophy.

            Al-Farabi, often credited as the "Second Teacher" after Aristotle, synthesized Greek philosophical thought with Islamic metaphysics, influencing later European Scholasticism. His ideas on the virtuous city and the relationship between religion and philosophy were especially influential. Ibn Sina's works on metaphysics and medicine became foundational in both the Islamic world and medieval Europe, where they were translated into Latin.

            2. Medicine
            Greek medical texts, particularly those of Hippocrates and Galen, were translated into Arabic and formed the cornerstone of Islamic medicine. However, Islamic physicians did not merely translate; they innovated. Al-Razi (Rhazes) and Ibn Sina were two of the most influential medical scholars in the medieval world. Al-Razi's "Kitab al-Hawi" and Ibn Sina's "Al-Qanun fi al-Tibb" (The Canon of Medicine) became standard medical texts in the Islamic world and Europe for centuries. Their works introduced diagnostic techniques, surgical procedures, and pharmaceutical knowledge that were ahead of their time.

            The Arabic translation movement also led to the introduction of Indian medical knowledge, especially the Ayurvedic system, into the Islamic world. This confluence of Greek, Indian, and Persian medical traditions created a uniquely Islamic medical system that was more advanced than that of medieval Europe.

            3. Mathematics and Astronomy
            Arabic translations of Greek and Indian mathematical works laid the foundation for major advances in the field. The works of Euclid, Archimedes, and Ptolemy were translated into Arabic, and Islamic scholars such as al-Khwarizmi, al-Battani, and al-Biruni expanded upon them. Al-Khwarizmi's work on algebra, for instance, introduced the term "al-jabr," from which the modern term "algebra" is derived. His mathematical treatises were later translated into Latin and became crucial to the development of European mathematics during the Renaissance.

            Astronomy also benefited from the Arabic translation movement. Ptolemy's "Almagest" (translated from Greek as "Kitab al-Majisti") was one of the most influential astronomical texts in the medieval Islamic world. Islamic astronomers made significant corrections to Ptolemy's work and developed advanced astronomical tables, which were later translated into Latin and used by European astronomers.

            4. Alchemy and Chemistry
            Islamic scholars are often credited with advancing alchemy into an empirical science. The translation of Greek and Egyptian texts on alchemy, combined with Persian and Indian contributions, led to the development of early chemistry in the Islamic world. Islamic alchemists such as Jabir ibn Hayyan (Geber) laid the groundwork for modern chemistry through their experiments with substances and their systematic classification of materials. Arabic terms like "alcohol," "alkali," and "elixir" are still used in modern chemistry, testifying to the lasting impact of Arabic contributions.

            The Transmission of Knowledge to Europe: The Latin Translation Movement
            The impact of Arabic translation extended beyond the Islamic world, particularly through the transmission of knowledge to Europe. Between the 11th and 13th centuries, a major translation movement from Arabic into Latin took place, primarily in Spain (Al-Andalus) and Sicily, where Christian, Muslim, and Jewish scholars coexisted and collaborated.

            Key translation centers such as Toledo, Seville, and Córdoba became intellectual melting pots where European scholars translated Arabic scientific and philosophical works into Latin. Figures like Gerard of Cremona and Michael Scot played pivotal roles in this process, translating the works of Ibn Sina, Ibn Rushd, and al-Khwarizmi, among others. The translations of these scholars reintroduced Europe to classical Greek knowledge, which had largely been forgotten during the early medieval period.

            The Latin translation movement had a profound influence on the European Renaissance. Arabic translations of Greek works on philosophy, mathematics, and medicine helped spark new intellectual movements in Europe, including Scholasticism, Humanism, and the Scientific Revolution. The works of Aristotle, as interpreted by Ibn Rushd, became the foundation for the Scholastic method developed by Thomas Aquinas and others. In this sense, Arabic translation served as a crucial link between the intellectual traditions of antiquity and the modern Western world.

            The Decline of the Arabic Translation Movement
            While the Arabic translation movement reached its peak during the Abbasid period, it began to decline in the later centuries due to political fragmentation, economic challenges, and the invasions of the Mongols and Crusaders. The sacking of Baghdad in 1258 by the Mongols dealt a severe blow to the intellectual center of the Islamic world, leading to the destruction of the House of Wisdom and countless manuscripts. Although translation continued in smaller centers such as Cairo, Damascus, and Córdoba, it never regained the scale or influence of the Abbasid period.

            Nevertheless, the legacy of Arabic translation remained. The works translated into Arabic and later into Latin continued to influence European thought well into the Renaissance and beyond. The Islamic world, in turn, became more self-reliant on its own scholars, producing significant works in theology, jurisprudence, and mysticism during the post-Abbasid period.

            The Lasting Legacy of Arabic Translation
            The legacy of Arabic translation is immeasurable. It played a critical role in preserving and transmitting the knowledge of ancient civilizations, ensuring that the works of philosophers, scientists, and physicians were not lost to time. By integrating Greek, Persian, and Indian knowledge systems, Arabic translators created a new body of knowledge that was greater than the sum of its parts.

            Moreover, Arabic translation helped lay the intellectual foundations for the European Renaissance, the Scientific Revolution, and the Enlightenment. Many of the ideas that fueled these movements were first transmitted through Arabic translations. Even today, the influence of Arabic translation can be seen in the scientific terminology we use, the philosophical debates we engage in, and the medical practices that form the basis of modern healthcare.

            In conclusion, Arabic translation has been one of the most influential forces in the history of human civilization. By acting as a conduit for knowledge across cultures and languages, Arabic translators ensured that the wisdom of the ancient world could continue to inspire and inform future generations. The impact of their work continues to resonate in the modern world, reminding us of the enduring power of translation as a vehicle for human progress
            د. أحـمـد اللَّيثـي
            رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

            فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

            تعليق

            • ahmed_allaithy
              رئيس الجمعية
              • May 2006
              • 4024

              #7
              St. Jerome as the Patron Saint of Translators: A Travesty in Light of Arabic-Islamic Contributions to Translation

              Translation is one of the most powerful tools in the history of human communication. It has not only allowed for the exchange of ideas across different cultures and civilizations but also facilitated the growth of science, philosophy, and the arts by preserving and disseminating knowledge across time and space. Yet, as with many aspects of intellectual history, the contributions of certain figures and cultures tend to be overemphasized, often to the detriment of others who have made arguably more significant impacts. One such travesty is the celebration of St. Jerome, the Bible translator, as the patron saint of translators.

              While St. Jerome undoubtedly played a crucial role in translating the Bible into Latin, his legacy pales in comparison to the monumental contributions of Arabic-Islamic translators during the Abbasid Caliphate and beyond. The recognition of St. Jerome as the quintessential figure of translation overlooks the intellectual depth, innovation, and sheer scale of the work done by Arabic translators, who not only preserved but expanded upon the knowledge of the ancient world, laying the groundwork for modern civilization. This essay will argue that the elevation of St. Jerome as the patron saint of translators is a gross injustice when considering the far-reaching and more impactful contributions of Arabic-Islamic translators to the progress of human civilization.

              The Context of St. Jerome’s Translation Efforts
              St. Jerome’s translation of the Bible into Latin, known as the Vulgate, was certainly a significant religious and linguistic achievement. His translation, completed in the late 4th century, played an important role in making the Bible accessible to the Western Christian world, which at the time predominantly spoke Latin. Jerome’s work allowed for a standardized version of the Bible to be disseminated, reducing the confusion caused by the many earlier translations in Latin and other languages. The Vulgate became the Catholic Church’s official Latin Bible for centuries and was a cornerstone of Christian doctrine and religious practice in Europe.

              However, St. Jerome’s translation was primarily driven by religious and theological motives. While it was important within the context of Christian history, its impact was relatively narrow, limited to the religious and ecclesiastical sphere. Furthermore, Jerome’s methodology has been critiqued for prioritizing theological concerns over linguistic precision. His translation was not an objective scholarly effort but one that was deeply intertwined with his Christian ideology, reflecting his interpretation of religious texts rather than a neutral or expansive contribution to broader human knowledge.

              The Golden Age of Arabic Translation: A Civilizational Leap
              In stark contrast to Jerome’s relatively localized impact, the translation movement in the Islamic world during the Abbasid Caliphate (8th to 13th centuries) was a transformative intellectual phenomenon that affected not just the Islamic world but also Europe and, by extension, modern civilization. The Abbasid Caliphs, particularly al-Mansur, Harun al-Rashid, and al-Ma'mun, promoted a culture of intellectual curiosity and translation that transcended religious boundaries. This era is often referred to as the "Golden Age of Translation," centered around the renowned Bayt al-Hikma (House of Wisdom) in Baghdad.

              Unlike Jerome, whose translations were primarily religious in nature, Arabic-Islamic translators undertook the monumental task of preserving, translating, and expanding the works of entire civilizations. These scholars translated key texts from Greek, Persian, Indian, and Syriac sources, covering a vast array of disciplines, including philosophy, medicine, mathematics, astronomy, and the natural sciences. In doing so, they not only preserved the intellectual heritage of ancient Greece, Persia, and India but also significantly expanded it, providing original contributions that would later fuel the European Renaissance.

              1. Philosophy and Science
              The translation of Greek philosophical works by figures like Plato and Aristotle was one of the most significant achievements of Arabic-Islamic translators. Scholars such as al-Kindi, Ibn Rushd (Averroes), and Ibn Sina (Avicenna) did not merely translate these texts; they wrote extensive commentaries and critiques that synthesized Greek philosophy with Islamic thought. In fact, many of the philosophical ideas that shaped medieval Europe came through Arabic translations of Aristotle’s works. St. Jerome’s contribution to religious thought, while important within Christianity, did not have the far-reaching impact that Arabic-Islamic translators had on global intellectual history.

              Arabic translators also had an immense impact on the sciences. Al-Khwarizmi’s work on algebra, derived from Greek and Indian mathematics, fundamentally altered the course of mathematical thought in both the Islamic world and Europe. The translations of Greek and Roman medical texts by scholars like Hunayn ibn Ishaq and Ibn Sina’s Canon of Medicine revolutionized medical knowledge, influencing both the Islamic world and Europe for centuries. These contributions went far beyond the religious domain and were crucial in the development of modern science and medicine.

              2. The Methodology of Translation
              Another key difference between St. Jerome and Arabic-Islamic translators lies in their methodology. Jerome approached translation with a primarily theological focus, often altering the original text to align with Christian doctrine. While he is praised for his linguistic prowess, Jerome’s approach was not one of intellectual curiosity about the original texts themselves but rather one aimed at shaping those texts to fit a specific religious framework.

              In contrast, Arabic-Islamic translators, particularly those working at the House of Wisdom, followed a more scholarly and systematic approach to translation. Their goal was to accurately convey the original meaning of texts, whether they were scientific, philosophical, or religious, often making meticulous efforts to ensure that the nuances of the original languages were preserved. This scholarly rigor set a precedent for modern approaches to translation, where fidelity to the source material is paramount. Arabic translators were also open to incorporating knowledge from non-Islamic cultures, demonstrating a cosmopolitan approach that prioritized intellectual enrichment over religious dogma.

              The Impact on Human Civilization
              The contributions of Arabic-Islamic translators had a profound and lasting impact on global civilization, shaping not only the Islamic world but also Europe and, by extension, the modern world.

              1. The Renaissance and Beyond
              The European Renaissance, often hailed as the rebirth of classical knowledge, was made possible in large part due to the translations carried out by Arabic scholars. Works of Greek philosophy, science, and medicine, long forgotten in Europe after the fall of the Roman Empire, were reintroduced to Europe through Arabic translations, primarily through Spain and Sicily. The Latin translation movement of the 12th century was deeply indebted to the Arabic texts that had preserved and expanded upon ancient knowledge. Figures like Thomas Aquinas and Roger Bacon drew extensively from the works of Ibn Rushd, al-Ghazali, and other Islamic scholars, integrating their ideas into European intellectual frameworks.

              By contrast, St. Jerome’s Vulgate, while influential in shaping Christian theology and ecclesiastical law, did not have the same broad intellectual impact. His work remained confined to the Christian world, offering little in the way of scientific, philosophical, or medical advancement. The Renaissance, which transformed European thought and laid the groundwork for the Enlightenment, was driven more by the intellectual legacy of Arabic-Islamic translators than by the theological translations of Jerome.

              2. Cultural Exchange and Intellectual Openness
              The Arabic-Islamic translation movement was also notable for its openness to different cultural and intellectual traditions. The Abbasid Caliphs welcomed scholars from diverse backgrounds—Muslims, Christians, Jews, and Zoroastrians—who worked together in translating and expanding upon Greek, Persian, and Indian texts. This spirit of intellectual openness and curiosity starkly contrasts with the often insular and dogmatic approach of Christian Europe during Jerome’s time.

              This cultural exchange not only preserved knowledge but also fostered a dynamic intellectual environment where scholars of different faiths and traditions could collaborate. The works of these scholars influenced not only the Islamic world but also Europe and Asia, creating a truly global intellectual community. St. Jerome, by contrast, operated within a much narrower intellectual framework, focused primarily on advancing Christian doctrine rather than fostering intercultural understanding and intellectual growth.

              The Appropriation of St. Jerome’s Legacy
              The elevation of St. Jerome as the patron saint of translators reflects a Eurocentric view of intellectual history that privileges Western Christian figures over their non-Western counterparts. It is not an objective reflection of the contributions made to the field of translation, but rather a product of historical biases that have long minimized the achievements of non-European civilizations.

              By designating St. Jerome as the patron saint of translators, the broader and more significant contributions of Arabic-Islamic translators are relegated to the margins of history. This marginalization not only distorts the true history of translation but also perpetuates the myth of Western intellectual superiority, ignoring the pivotal role that Islamic civilization played in shaping modern thought.

              Conclusion
              In light of the intellectual and cultural contributions of Arabic-Islamic translators, the recognition of St. Jerome as the patron saint of translators is a travesty. While Jerome’s translation of the Bible into Latin was undoubtedly significant within the Christian world, his contributions are dwarfed by the monumental achievements of Arabic-Islamic translators, who preserved and expanded upon the knowledge of ancient civilizations, shaping the course of human history. The true legacy of translation lies not in the narrow theological framework of Jerome’s work but in the cosmopolitan, intellectually rigorous, and scientifically groundbreaking work of the scholars who translated and enriched the world’s intellectual heritage during the Abbasid Golden Age.
              د. أحـمـد اللَّيثـي
              رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

              فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

              تعليق

              يعمل...