إِذْ غَدَا حُبِّي سَرَاباً

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 4024

    إِذْ غَدَا حُبِّي سَرَاباً

    أَيُّهَا السَّاكِنُ فِي أَعْمَاقِ النَّهْر

    تَلْثُمُ

    يَدَ اللَّيْلِ الطَّوِيل


    فِي بُطْءِ خَطْوٍ


    قَدْ غَذاهُ الْمُسْتَحِيل


    رُدَّ قَلْبِي


    مِنْ عَنَاءٍ وانْتِظارٍ


    قَدْ حَبَاهُ


    عِشْقُ لَيْلَتِنا ثَقِيل


    بانهِزامٍ وارْتِطامٍ


    وَانْفِجارٍ مُسْتَطِيل


    لَمْ أَعُدْ -والنَّفْسُ ثَكْلَى-


    أذكُرُ الْعَهْدَ الْقَدِيم


    ظُلْمَةُ اللَّيْلِ الْبَهِيم


    كُلُّ صُبْحٍ تَلَقَفُ النُّورَ فَتَسْرِي


    فِي رُبُوعِي


    رَعْشَةُ الْعُمْرِ السَّقِيم


    رُبَّمَا طَالَ انْتِظَارِي


    وانْبِهَارِي


    وانْدِثَارِي


    قُدَّ عَيْشِي من جَحِيم


    قَدْ أَلِفْتُ النَّوْحَ، غَنِّي


    يَا لَيَالِيَّ عَذَاباً


    كُلَّمَا أَلْفَيْتُ حِبِّي


    زَادَتِ الدُّنْيَا اغْتِرَاباً


    عَتْمَةُ الْقَلْبِ شَهْدٌ


    إِذْ غَدَا حُبِّي سَرَاباً.
    التعديل الأخير تم بواسطة ahmed_allaithy; الساعة 06-17-2009, 04:58 PM.
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #2
    قصيدة حداثية جدا .. مفتوحة على أكثر من قراءة .. ومشرعة على أكثر من تأويل .. وأنا لن أجرؤ على القراءة والتأويل .. بل أكتفي بأن أقول إني مررت من هنا .. وقد سحرني البيان وجعلني أهيم مثلما الصوفي بالوجد يهيم .. فتركت زنبقة .. وذهبت .. ولي عودة

    تعليق

    • محمد علي الهاني
      شاعر تونسي
      • Jun 2009
      • 61

      #3

      قصيدة عطّرت الزمان والمكان وأضاءته ، وهزّت الجميع...

      دام لك الإبداع والتميّزوالتألق...

      لك ودّي وتقديري.

      سماء الفرح

      خارِجٌ من لَظَى تَعَبِـي
      * داخلٌ في سماءِ الفرحْ

      اِغْـرِزُوا فِـيَّ أنْيابَكُمْ * إِنَّ جُرْحِيَ قوسُ قُزحْ

      [motr]شعر:محمد علي الهاني ( تونس)[/motr]

      ***

      Poème écrit en arabe MOHAMED ALI ELHANI –TUNISIE

      Traduit en français par Lailasaw - La Syrie


      Je sors des flammes de ma fatigue
      Je pénètre dans les cieux des joies
      Que vous enfoncez vos dents en moi
      Mes blessures furent un arc en ciel]

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
        • May 2006
        • 5732

        #4
        قراءة في قصيدة (إذْ غَدَا حُبِّي سَرَاباً)
        للدكتور أحمد الليثي

        [align=justify]تشكل هذه القصيدة الجديدة للدكتور أحمد الليثي منعطفا ملحوظا في مسيرته الشعرية، وأعتبرها بداية تحول نحو الشعر الحداثي المائل إلى الترميز والتشفير. وهذا نوع لم يمارسه الدكتور قبل ذلك فيما أظن .. وهي محاولة من الدكتور لاستشفاف هذا النوع الأدبي الجديد، واختبار العلاقة اللغوية الرمزية المعنوية التواصلية. فلننظر إلى مدى وفق الشاعر في هذه المحاولة. يقول:[/align][align=justify]

        أَيُّهَا السَّاكِنُ فِي أَعْمَاقِ النَّهْر
        تَلْثُمُ
        يَدَ اللَّيْلِ الطَّوِيل
        فِي بُطْئِ خَطْوٍ
        قَدْ غَذاهُ الْمُسْتَحِيل
        رُدَّ قَلْبِي
        مِنْ عَنَاءٍ وانْتِظارٍ
        قَدْ حَبَاهُ
        عِشْقُ لَيْلَتِنا ثَقِيل
        بانهِزامٍ وارْتِطامٍ
        وَانْفِجارٍ مُسْتَطِيل


        يخاطب الشاعر هنا الساكن في أعماق النهر اللاثم يد الليل الطويل ببطء. وكأني به أبدع هذه القصيدة في الصباح في محاولة منه لاختراق رتابة السكون بمداد الحركية .. إذ أنه يرمز بالساكن في أعماق النهر إلى الثابت الرتيب في حياة الانسان .. ويشير إلى ذلك الرتيب في بطئه وعشقه وفي لا حركيته، إلى ذلك المألوف الذي يستمد ديناميكيته من الساكن الأزلي الذي كنى عنه بـ (المستحيل).. وهذا، لعمري، رمز جيد، ومعنى مبتدع يصعب من عملية تصنيف القصيدة .. ولكن التصنيف موضوع آخر نتطرق إليه فيما بعد ..

        [/align]

        [align=center]لَمْ أَعُدْ -والنَّفْسُ ثَكْلَى-[/align][align=center]
        أذكُرُ الْعَهْدَ الْقَدِيم
        ظُلْمَةُ اللَّيْلِ الْبَهِيم
        كُلُّ صُبْحٍ تَلَقَفُ النُّورَ فَتَسْرِي
        فِي رُبُوعِي
        رَعْشَةُ الْعُمْرِ السَّقِيم
        رُبَّمَا طَالَ انْتِظَارِي
        وانْبِهَارِي
        وانْدِثَارِي
        قُدَّ عَيْشِي من جَحِيم[/align]
        [align=justify]عندما تتنازع الأضداد في نفس الانسان، ولا ينتصر ضد على ضد وتبقى الأضداد متدافعة ببعضها بعضا، يتمثل عجز الانسان في النسيان فلا يذكر ما كان عليه ولا يتوهم ما سيكون عليه لأن ذاكرته تتعطل بفعل تصادم الأضداد في النفس .. لكن نور الصبح يحيي ربوع الشاعر لكنه لا يحرره من تناحر الأضداد في داخله، مما يجعل انتظاره يطول .. وفي ذلك المعنى تعبير عن حيرة الانسان تجاه الأسئلة الكبيرة في الحياة .. [/align]
        [align=center]قَدْ أَلِفْتُ النَّوْحَ، غَنِّي[/align][align=center]
        يَا لَيَالِيَّ عَذَاباً
        كُلَّمَا أَلْفَيْتُ حِبِّي
        زَادَتِ الدُّنْيَا اغْتِرَاباً
        عَتْمَةُ الْقَلْبِ شَهْدٌ
        إِذْ غَدَا حُبِّي سَرَاباً.[/align]
        [align=justify]ههنا نرى علاقة ديالكتيكية بين الشاعر وأحاسيسه تنظر بعين اللحظ إلى قول المعري إلى (غير مجد في ملتي واعتقادي) .. تتمثل في ذلك التضاد بين الرغبات والأحداث، وبين المشيئة والواقع. فكلما ازداد حب الشاعر، كلما ازدادت الدنيا اغترابا. لكن اعتباره عتبة الليل شهدا عندما يغدو حبه سرابا تعبير عن حالة وجد صوفية لا متناهية تتمازج فيها الإنيّة بالعدمية، فتتقمص العدمية فيها بالإنية، في نسق سُبُّوحي صادر عن حالة وجدانية لا يعرفها إلا من ذاق معنى قوله (قد كان ما كان مما لست أذكره فظن خيرا ولا تسأل عن السبب) .. [/align][align=justify]

        انتهى [/align]

        تعليق

        • محمد علي الهاني
          شاعر تونسي
          • Jun 2009
          • 61

          #5
          أَيُّهَا السَّاكِنُ فِي أَعْمَاقِ النَّهْر
          تَلْثُمُ
          يَدَ اللَّيْلِ الطَّوِيل
          فِي بُطْئِ خَطْوٍ
          قَدْ غَذاهُ الْمُسْتَحِيل
          رُدَّ قَلْبِي
          مِنْ عَنَاءٍ وانْتِظارٍ
          قَدْ حَبَاهُ
          عِشْقُ لَيْلَتِنا ثَقِيل
          بانهِزامٍ وارْتِطامٍ
          وَانْفِجارٍ مُسْتَطِيل


          المشاركة الأصلية بواسطة محمد علي الهاني


          قصيدة عطّرت الزمان والمكان وأضاءتهما ، وهزّت الجميع...

          دام لك الإبداع والتميّزوالتألق...

          لك ودّي وتقديري.

          سماء الفرح

          خارِجٌ من لَظَى تَعَبِـي
          * داخلٌ في سماءِ الفرحْ

          اِغْـرِزُوا فِـيَّ أنْيابَكُمْ * إِنَّ جُرْحِيَ قوسُ قُزحْ

          [motr]شعر:محمد علي الهاني ( تونس)[/motr]

          ***

          Poème écrit en arabe MOHAMED ALI ELHANI –TUNISIE

          Traduit en français par Lailasaw - La Syrie


          Je sors des flammes de ma fatigue
          Je pénètre dans les cieux des joies
          Que vous enfoncez vos dents en moi
          Mes blessures furent un arc en ciel]

          تعليق

          • محمد علي الهاني
            شاعر تونسي
            • Jun 2009
            • 61

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان
            قراءة في قصيدة (إذْ غَدَا حُبِّي سَرَاباً)
            للدكتور أحمد الليثي

            [align=justify]تشكل هذه القصيدة الجديدة للدكتور أحمد الليثي منعطفا ملحوظا في مسيرته الشعرية، وأعتبرها بداية تحول نحو الشعر الحداثي المائل إلى الترميز والتشفير. وهذا نوع لم يمارسه الدكتور قبل ذلك فيما أظن .. وهي محاولة من الدكتور لاستشفاف هذا النوع الأدبي الجديد، واختبار العلاقة اللغوية الرمزية المعنوية التواصلية. فلننظر إلى مدى وفق الشاعر في هذه المحاولة. يقول:[/align][align=justify]

            أَيُّهَا السَّاكِنُ فِي أَعْمَاقِ النَّهْر
            تَلْثُمُ
            يَدَ اللَّيْلِ الطَّوِيل
            فِي بُطْئِ خَطْوٍ
            قَدْ غَذاهُ الْمُسْتَحِيل
            رُدَّ قَلْبِي
            مِنْ عَنَاءٍ وانْتِظارٍ
            قَدْ حَبَاهُ
            عِشْقُ لَيْلَتِنا ثَقِيل
            بانهِزامٍ وارْتِطامٍ
            وَانْفِجارٍ مُسْتَطِيل


            يخاطب الشاعر هنا الساكن في أعماق النهر اللاثم يد الليل الطويل ببطء. وكأني به أبدع هذه القصيدة في الصباح في محاولة منه لاختراق رتابة السكون بمداد الحركية .. إذ أنه يرمز بالساكن في أعماق النهر إلى الثابت الرتيب في حياة الانسان .. ويشير إلى ذلك الرتيب في بطئه وعشقه وفي لا حركيته، إلى ذلك المألوف الذي يستمد ديناميكيته من الساكن الأزلي الذي كنى عنه بـ (المستحيل).. وهذا، لعمري، رمز جيد، ومعنى مبتدع يصعب من عملية تصنيف القصيدة .. ولكن التصنيف موضوع آخر نتطرق إليه فيما بعد ..

            [/align]

            [align=center]لَمْ أَعُدْ -والنَّفْسُ ثَكْلَى-[/align][align=center]
            أذكُرُ الْعَهْدَ الْقَدِيم
            ظُلْمَةُ اللَّيْلِ الْبَهِيم
            كُلُّ صُبْحٍ تَلَقَفُ النُّورَ فَتَسْرِي
            فِي رُبُوعِي
            رَعْشَةُ الْعُمْرِ السَّقِيم
            رُبَّمَا طَالَ انْتِظَارِي
            وانْبِهَارِي
            وانْدِثَارِي
            قُدَّ عَيْشِي من جَحِيم[/align]
            [align=justify]عندما تتنازع الأضداد في نفس الانسان، ولا ينتصر ضد على ضد وتبقى الأضداد متدافعة ببعضها بعضا، يتمثل عجز الانسان في النسيان فلا يذكر ما كان عليه ولا يتوهم ما سيكون عليه لأن ذاكرته تتعطل بفعل تصادم الأضداد في النفس .. لكن نور الصبح يحيي ربوع الشاعر لكنه لا يحرره من تناحر الأضداد في داخله، مما يجعل انتظاره يطول .. وفي ذلك المعنى تعبير عن حيرة الانسان تجاه الأسئلة الكبيرة في الحياة .. [/align]
            [align=center]قَدْ أَلِفْتُ النَّوْحَ، غَنِّي[/align][align=center]
            يَا لَيَالِيَّ عَذَاباً
            كُلَّمَا أَلْفَيْتُ حِبِّي
            زَادَتِ الدُّنْيَا اغْتِرَاباً
            عَتْمَةُ الْقَلْبِ شَهْدٌ
            إِذْ غَدَا حُبِّي سَرَاباً.[/align]
            [align=justify]ههنا نرى علاقة ديالكتيكية بين الشاعر وأحاسيسه تنظر بعين اللحظ إلى قول المعري إلى (غير مجد في ملتي واعتقادي) .. تتمثل في ذلك التضاد بين الرغبات والأحداث، وبين المشيئة والواقع. فكلما ازداد حب الشاعر، كلما ازدادت الدنيا اغترابا. لكن اعتباره عتبة الليل شهدا عندما يغدو حبه سرابا تعبير عن حالة وجد صوفية لا متناهية تتمازج فيها الإنيّة بالعدمية، فتتقمص العدمية فيها بالإنية، في نسق سُبُّوحي صادر عن حالة وجدانية لا يعرفها إلا من ذاق معنى قوله (قد كان ما كان مما لست أذكره فظن خيرا ولا تسأل عن السبب) .. [/align][align=justify]

            انتهى [/align]


            قراءة جيدة من ناقد متمكّن وخبير يفيد الجميع بإبداعاته على الإبداع ...

            وقصيدة ساحرة لشاعر حداثي كبير ينسج بالكلمات دررا وصورا وأقمارا وخمائل ...

            دام لأخويّ الناقد عبدالرحمن السليمان والشاعر د.أحمد الليثي التّميّز والتّفرّد والتّألق...

            عظيم شكري وخالص ودّي وعميق التقدير.

            سماء الفرح

            خارِجٌ من لَظَى تَعَبِـي
            * داخلٌ في سماءِ الفرحْ

            اِغْـرِزُوا فِـيَّ أنْيابَكُمْ * إِنَّ جُرْحِيَ قوسُ قُزحْ

            [motr]شعر:محمد علي الهاني ( تونس)[/motr]

            ***

            Poème écrit en arabe MOHAMED ALI ELHANI –TUNISIE

            Traduit en français par Lailasaw - La Syrie


            Je sors des flammes de ma fatigue
            Je pénètre dans les cieux des joies
            Que vous enfoncez vos dents en moi
            Mes blessures furent un arc en ciel]

            تعليق

            • ahmed_allaithy
              رئيس الجمعية
              • May 2006
              • 4024

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة محمد علي الهاني
              قراءة جيدة من ناقد متمكّن وخبير يفيد الجميع بإبداعاته على الإبداع ...


              وقصيدة ساحرة لشاعر حداثي كبير ينسج بالكلمات دررا وصورا وأقمارا وخمائل ...

              دام لأخويّ الناقد عبدالرحمن السليمان والشاعر د.أحمد الليثي التّميّز والتّفرّد والتّألق...


              عظيم شكري وخالص ودّي وعميق التقدير.

              الأخ الفاضل الشاعر الأستاذ محمد علي الهاني
              شكر الله مرورك وتعليقك على نظمي المتواضع.
              والأخ الدكتور عبد الرحمن إنما يشاغبني ويشاكسني هنا على عادة النقاد.
              أسأل الله أن يديم بيننا الود أبدا.
              دمت سالمــاً.
              د. أحـمـد اللَّيثـي
              رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

              فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

              تعليق

              • abdullahkurraz
                د. عبدالله حسين كراز
                • Jun 2007
                • 12

                #8
                أخي الشاعر المبدع أحمد الليثي

                خطاب شاعري مع قناع يسكن في مكان قصي من "النهر" لتنطوي الصورة على عمق اغتراب وتشظي وقلق وخوف من المجهول والتي من أعماق النهر! وغموض المخاطب لا يقلل من شأو النص، بحيث تصبح الصور المتواردة في تلافيفه تفكك الغموض حين ندرك أن المخاطب شخص أو تم تشخيصه أو أنسنته وإضفاء قدرات إنسانية عليه كي يستطيع أن "تَلْثُمُ يَدَ اللَّيْلِ الطَّوِيل" بما تعني الصورة هنا من شخصنة لليل أو أنسنة ليقابل إنساناً آخر يطارده "فِي بُطْءِ خَطْوٍ." ليتحول الخطاب الشعري لنبض توسل ومناجاة أو إستغاثة لكي يستجيب في "رُدَّ قَلْبِي .. مِنْ عَنَاءٍ وانْتِظارٍ" فأنا الشاعر قد سئمت طول الانتظار والاغتراب النفسي والجسدي والوجداني. وهنا تنطوي تقنية استحضار القلب من بعد بعاد أو ضياع أو فقدان على جعل القلب شيئاَ ثميناً وغالياً ومصدر إلهام وتوازن وسكينة. ثم يتغير نبض الخطاب حين يصرح الشاعر بأن العشق اليلي أصبح ثقيلاً أو مملاً ولا يقوى على مزيد تحمل لمجاهيله وتوجساته ومخاوفه، بعد "انهِزامٍ وارْتِطامٍ.. وَانْفِجارٍ مُسْتَطِيل" وهذا يعبر عن سابق تجربة مرةٍ مرت بها الذات الشاعرة وتأثرت بها وعمقت أسيتها، لذا لم تعد هذه الذات قادرة على التحمل ما دامت "النَّفْسُ ثَكْلَى" والذهن وذاكرته أصابهما الهرم والضعف بفعل الزمن و "الْعَهْدَ الْقَدِيم." وتتوازى كلمات النص في دربين نفسيين، وتكون الهيمنة والسيادة لفضاءات تحمل "ظُلْمَةَ اللَّيْلِ الْبَهِيم،" و "العمر السقيم،" ليؤكد الشاعر على مضاضة طول الانتظار، وانزياح الصورة في العيش في جحيم. وفي ظلال النص يصمت صوت الغناء بعد أن يألف الشاعر النوح المؤلم والمضني. لذا، وتخليصاً لباطن الذات من ضعف إرادتها وتحديها لمعرك الحياة، بقفزاتها وهفواتها، يلجأ الشاعر إلى الليالي كي تغني أغانيها الأخيرة لعل في ذلك تسكين للوجع والألم الذي يعتصر قلبه المأسور.ويرسم الشاعر صورة أخرى تكرس إحساسه بالتوتر والحيرة والتشظي حين يتذكر حبه الأول أو القديم (وعهده القديم) تكون النتيجة مزيد اغتراب وقلق، وفي توظيف ثنائية التضاد أو التعاكس (الثنائيات المتعاكسة) لدلالة على وضوح علامات القلق المستفحل في عروق حياته وشرايين تجربته، كما في الصورة التي تجمع "الشهد" و "عتمة القلب" وحين يتحول الحب بقيمته ودلالاته إلى سراب لا يمنح الذات فرصة الاستشفاء من اغتراب النفس وتظشيها، وهنا يجعل الشاعر من الحب كمفهوم وقيمة مجردة وشعورية شيئاً تراه حاسة البصر بعيداً عن الإحساس به.

                النص هنا حيوي التصوير وديناميكي التعبيرات والثنائيات، ولغته جزلة وتراكبيه قوية ودالة ومعبرة عن فكرة الشاعر وروح تجربته التي تحمل تفاصيل مشاعره وأحاسيسه في وعيه وفي لاوعيه، وربما ينطوي النص أيضاً على نبرات تختبئ وراء الكلمات والصور وتحمل بعداً تصوفياً للخلاص والتطهر من شذرات الحياة والتجربة المريرة التي عايشتها الذات الإنسانية.


                مرور تقدير وإلقاء تحية عاطرة

                د. عبدالله حسين كراز

                غزة - فلسطين



                د.عبدالله حسين كراز

                تعليق

                • ahmed_allaithy
                  رئيس الجمعية
                  • May 2006
                  • 4024

                  #9
                  الأخوة الأفاضل
                  شكر الله مروركم وتعليقاتكم، وحسن تقبلكم الطيب لقصيدتي المتواضعة.
                  دمتم في رعاية الله وأمنـه.
                  د. أحـمـد اللَّيثـي
                  رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                  تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

                  فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

                  تعليق

                  • وفاء كامل فايد
                    عضو مؤسس_أستاذة جامعية
                    • May 2006
                    • 430

                    #10
                    ما هذه المفاجأة يا دكتور أحمد
                    أين كنت تخبئ هذه الموهبة الشعرية ؟
                    أنت بتذاكر من ورانا ؟!!!!
                    د. وفاء كامل فايد

                    تعليق

                    يعمل...