المقامة الليثيَّة في التفاصيل الموجية للرد على المقامة الموسيقية

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 4026

    المقامة الليثيَّة في التفاصيل الموجية للرد على المقامة الموسيقية

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشيدة فقري
    حطت بالبلد قافلة من القوافل.. هرع إليها الكبير والصغير.. واختلط الحابل بالنابل
    ما بين مستغرب ومتعجب ومتسائل.
    أنيخت الجمال وترجلت الفرسان وبرزت من كل هودج إحدى الحسان
    كواعب في عمر الزهور متشحات بأردية من نور كأنهن الحور
    فرشت الجواري الزرابي
    وبسطت الموائد والأواني
    وأوقدت النار في واضحة النهار بل قبل الغروب بدقائق والجو رائق
    واعدت للشواء خرفان وحملان وأهل القرية اغلبهم شارد سرحان
    كأن على رؤوسهم الطير فلم يسبق أن رأوا مثل هذا السحر
    إلا في أحلام مقتبل العمر
    وحين صدحت شقراء بالربابة
    فقد عبد الرحيم محمود صوابه
    ولما لعبت أنامل السمراء بالكمان
    صار عقل طه عاصم في خبر كان
    أما تقاسيم العود فيومها مشهود
    أغمي على الموجي والكل قعود
    ولا من يسعفه كأن لا احد موجود
    الليثي منعه وقاره من أن يلكز جاره
    ويطلب منه سيجارة نارها تخفف ناره
    والمرسي الشاعر
    نسي القريض وادعى انه مريض
    أليس المخلوب لبه اشد بؤسا من محموم أو مسموم
    أو ذي جناح مهيض
    أما أمينة ووفاء وراضية ورشيدة وعبلة فقد تسللن من القوم في غفلة
    وجلسن أعلى التلة شامتات بمن يقول الموسيقى ضوضاء وهي الآن لعقله وقلبه رواء
    ومن يهاجم النساء في كل المواضيع ها هو الآن بين يدي موسيقاهن يضيع ومن يدعي الحصانة ركب للجنون حصانه
    وهكذا اسدلت الستارة وكل يسائل نفسه أكان في حلم أم الشيطان مسه
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 4026

    #2
    _md_re: المقامة الليثيَّة في التفاصيل الموجية للرد على المقامة الموسيقية

    اجتمعت نسوة في المدينة، في ليلة كئيبة حزينة، لأوقاتهن يضيعن، ولسير العظماء يلوكن، وعليهم يتجسسن، وبليل يدبرن، من المصائب أشدَّ مكيدة، وقد بعدت بهن الشُّقَّة عن الآراء السديدة. بزعامة بنت فقري واسمها رشيدة ، وهي التي لم يكن لها من اسمها نصيب، وبمكيدتها أوشكت شمسها على المغيب. وسنضع في ذراعيها أغلالاً وحديدا، وستلقى ثبوراً أكيدا، وسينالها من الليل أَسْوَدُهُ، ومن اللكم أزرقه، كما هو حال كل خارج عن قانون الطبيعة، والتجسس على الخلق وافتراء الأمور الفظيعة.

    فقد قالت إن الليثي منعه وقاره أن يلكز جاره، فيطلب منه سيجارة، ويعلم الله ما دخنتُها في شارع أو حارة، ولا شددت منها نفساً طويلاً أو قصيرا، ولا اتخذت لي في تدخينها يوماً سميرا. فهذا افتئات وافتراء، وكذب وادعاء، تتبرأ منه الأرض والسماء. فقد كنت يومها أمسك في يديَّ شيشة، في تعميرتها حشيشة أعطانيها الموجي قبل أن يفقد وعيه، ويبطل سعيه. وكنت جالساً في حالي، سارحاً في خيالي، وقد أحضرت كيساً من المانجو، لم أُرِد من طعمها أن أنجو. ولما غارت الشرطة على الموجي في كبسة، دفع الحشيشة في جيبي دون أن يهمس همسة. فلما حضروا وفتشوه، لم يجدوا معه ما ادَّعوه، فتركونا وتركوه. وعندها أخبرني بالحقيقة، وقال عنِّي صديقه. فقلت: يا موجي أردت تدبيسي، والآن تطلب العفو من كيسي، فقد خسرت الحشيشة والبنجو، وأحرمك فوقها من أكل المانجو. فأصيب بصدمة، وسقط مغشياً عليه وفي رأسه كدمة. ولم يكن هذا بفعل صاحبة العود المذكورة، ولا من أكله التاتورة. ثم جاء طه وعبد الرحيم، وأقعداه بعد أن استعاذا من الشيطان الرجيم، وسمَّيا العزيز الكريم، ورشوا على وجهه الماء، وقرأوا الفاتحة وأعطوه الدواء، ولم يفلح في النهاية إلا فحل بصل، شمَّـه فقام مفزوعاً ولم يدر ما حصل. فلما انتبه وأفاق، وقد ظننا به الفراق، صدمت رأسه رأس عبد الرحيم، فركبه شيطان رجيم، وفقد صوابه من ضيق وضجر ودفع الموجي فوقع برأسه على حجر. فعاد مغشياً عليه كما كان، ولم يكن بفعل العود والألحان. فاتصلنا بالدكتور جمال، فقال إنه في شر حال، بعد أن أكل حلة محشي، وثنَّاها بطبقيّ طرشي. وكان يصرخ في الهاتف "آه يا كرشي، آه يا كرشي. هذا من أفعال أمينة وعبلة زقزوق ، لا نجَّاهما المنتقم الجبار من الحروق، اتفقا مع راضية على أن يضربوني ضربة قاضية. فلا قامت لهن قائمة، وموعدهن معي قريب بقصيدة للظهر قاصمة." فقلنا "دعك من هذا، وقل لنا: للموجي نفعل ماذا؟". فقال "إنني بيطري يا شباب، ولا أفهم في هذا الهباب. ولكنني رغم هذا أعرف ما يفيقه، ويعيده إلى صوابه وطريقه. غنوا في أذنيه بصوت رخيم، ناعم حميم، يفوح رقة وولعا، وينضح خفَّةً ودلعاً، فقولوا "يا موكي يا موكي"، فسيدور محرك عقله كسيارة شيروكي، ويعود كما كان، أمام الشهود والعيان، في ثانية من زمان. وكان هذا حين خرجت الشقراء بالربابة، وجاء صوتها يطرق بابه، وكنا قد أعطيناها من أموالنا، بعد أن شكونا لها من حال الموجي وحالنا. وقلنا لها "افعلي هذا وحياة أبوكي" فقالت الشقراء "يا موكي يا موكي" فهبَّ الموجي واقفاً على قدميه واعتدلت رأسه بعد شقَّيْه. فأخذناه وانصرفنا، ولم يعرف من الأمر ما عرفنا. فقد كان يظن أنه في حلم، ولم يدرِ أنه علم. وقبل الانصراف حرقت الحشيشة الملعونة، في فحم شيشة كانت على الجدار مركونة. وحمدنا الله أن الموجي فتح عيونه، وعاد إلى وعيه وترك جنونه. ولم نحضر لتلك الربوة لنقع في تلك الكبوة، كبوة الخنا والغناء، والموسيقى والعناء. وذهبنا جميعاً إلى أخينا السليمان، وحكينا له ما كان. فقرأ على الموجي ما تيسَّر من سورة النور، وأعطاه سكنجبين السرور، فعاد إليه البِشر والحبور.

    فليعلم الجميع أن ما قالته رشيدة تلفيق فظيع، وكذب شنيع. وينبغي أن تعقد لها محاكمة، بلا دفاع ولا مسالمة. ويحكم عليها وعلى أطراف المكيدة بأحكام مغلَّظة شديدة، لا رحمة فيها ولا تيسير، ولا تسهيل ولا تعزير. بل تقام الحدود القاصمة، حتى لا تقوم لهن قائمة. وأضيفوا إليهن طالبة لشهادتها فينا وقد كانت عن الحقيقة غائبة. فشهادتها باطلة، وعقوبتها حاصلة. وبهذا ينبغي الإعلام، حتى يتحدد موعد الإعدام.

    انتهى.
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

    تعليق

    • ahmed_allaithy
      رئيس الجمعية
      • May 2006
      • 4026

      #3
      _md_re: المقامة الليثيَّة في التفاصيل الموجية للرد على المقامة الموسيقية

      قال عبد الله السالك -أوقع الله شانئه في المهالك-
      "بعد البسملة والحوقلة، وتلاوة الأوراد معقودة كالسلسلة، توكل الليث على الله، وأخذته إلى السوق قدماه، فاشترى أجمل القطاف، من الفاكهة كاملة الأوصاف، وعليها من أطيب اللحوم أضاف، وأعطاه البائع بالمجان عبوة بيف باف.

      وفي طريق العودة اعترض طريقه ما يشبه الحفرة، تفوح منها من الروائح ما يعاف الليث عن ذكره، ولو أعمل فيها كل فكره. فعزم أن يميط الأذى عن الطريق، حتى ينال رضا الله قبل دعاء الصديق والرفيق. وإذا الحفرة ما هي إلا جحر بائس للهوام والديدان والخنافس، فاستعاذ من الجن خبثِها وخبائثها، مذكرها ومؤنثها، وقدم يسراه على يمناه، فانحشرت قدمه لضيق المكان، وامتلائه بالذباب والأكلان، فسحب قدمه من فوره، واستهدى بالله كي لا يخرج عن طوره. وجلس يتوضأ من ذاك الدنس، ويطهر قدمه مما خنس، وما هي إلا لحظات حتى خرجت من الجحر دودة صفراء، في فمها ذرة سوداء، فألقت بها وانصرفت، فتقلبت الذرة في الأرض وبترابها اختلطت.
      حدج الليث في الذرة، وتفكَّر في أمرها مرةً بعد مرة، بعد أن رآها تتلوى من الألم، ومن قبل كانت في دنيا العدم. ولولا لطف الله أن اجترت الدودة طعامها، لما عرفت الذرة إلى الحياة طريقها.

      قال الليث وقد تأمل في الحال، ووضاعة المآل: ما دامت الدودة قد عافت هذه الذرة، فلا خير فيها ولا فائدة، بل إني أرى الدودة لربها ساجدة أن لفظت بطنُها ذاك القيح، فنجَّاها من مصير قبيح. وإذا كان الدود لا يبالي بها، فالليث أولى ألا يشغل نفسه بأمرها.
      وقبل أن يهم بالانصراف، بعد أن أزال عن الطريق الأذى والأجياف، دعاه فضوله إلى سؤالها عن اسمها، فقال: ما اسمك يا وئيدة؟ قالت: رشـ .. رشـ .. رشـ ...
      فضحك الليث وقال هذا هو الإنصاف، وأخرج من كيسه عبوة البيف الباف، ورشـ ... رشـ .. رشها، فلقيت برشَّتِه حتفها، وصار إلى بئس القرار مآلها.

      فاعتبروا يا أولي الألباب قبل أن يمسك الليث منكم بالتلباب.
      د. أحـمـد اللَّيثـي
      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

      فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

      تعليق

      يعمل...