بين المقام وسوق الغنم

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 4026

    بين المقام وسوق الغنم

    بين مقامِ العفَّاسِ بن عليش وسوقِ الغنمِ حَرَنَ الخروفُ، وأقسمَتْ أرجلُه قَسَمًا رباعيًا ألا تخطو خطوةً أخرى.
    فنظرَ صاحبُ الفضيلةِ إليه، وقالَ له في ضيقٍ: مالكَ لا تتحرك؟

    رفعَ الخروفُ رأسَه إليه، وقال: يا مولانا، بعتَني اليومَ أكثرَ من خمسينَ مرةٍ على أصحابِ النذورِ والكفاراتِ والصدقاتِ والقرابينَ. وفي كلِّ مرةٍ بَعْدَ أنْ تقبضَ الثمنَ، وَتَدُسُّهُ جيبَك، تصحبُ المشتريَ إلى الضريحِ، وتسحبُني خلفَكُما، فأسعى بين السوقِ والمقامِ، ثم تطوفُ بي مع كلِّ واحدٍ منهم سبعةَ أشواطٍ، ثم تقول له: "وَصَلَ نَذْرُكَ الْعَفَّاسَ، اذهبْ وسنذبحُ عَنْكَ." ثم تبيعني لغيرِه، وأنا صابرٌ صامتٌ. فيا مولانا، أدنى الأمرِ أنِّي خروفٌ لا سعيّ عليَّ ولا طواف. وها هي أرجلي تأبى أن تحملَني بعد أن خارتْ قواي. فارفقْ بي.
    أَنْعَمَ فضيلتُه النظرَ في الخروفِ، ثم أمسكَ بطرفِ لحيتِهِ بينَ أصابعِهِ، وقال: ممم! عجيبٌ! خروفٌ يتكلم؟ لا يمكنُ أن يكونَ هذا في مصلحَةِ العملِ.
    ثُمَّ خَلَعَ عَمَامَتَهُ السَّوْدَاءَ، وَشَدَّ بِهَا وَثَاقَ الْخَرُوفِ، وَجَرَّهُ إلى الْمَسْلَخِ .......... لِيَقْطَعَ لِسَانَهُ.
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

  • Aya waheed
    weissherz
    • Jan 2010
    • 644

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة ahmed_allaithy
    بين مقامِ العفَّاسِ بن عليش وسوقِ الغنمِ حَرَنَ الخروفُ، وأقسمَتْ أرجلُه قَسَمًا رباعيًا ألا تخطو خطوةً أخرى.
    فنظرَ صاحبُ الفضيلةِ إليه، وقالَ له في ضيقٍ: مالكَ لا تتحرك؟

    رفعَ الخروفُ رأسَه إليه، وقال: يا مولانا، بعتَني اليومَ أكثرَ من خمسينَ مرةٍ على أصحابِ النذورِ والكفاراتِ والصدقاتِ والقرابينَ. وفي كلِّ مرةٍ بَعْدَ أنْ تقبضَ الثمنَ، وَتَدُسُّهُ جيبَك، تصحبُ المشتريَ إلى الضريحِ، وتسحبُني خلفَكُما، فأسعى بين السوقِ والمقامِ، ثم تطوفُ بي مع كلِّ واحدٍ منهم سبعةَ أشواطٍ، ثم تقول له: "وَصَلَ نَذْرُكَ الْعَفَّاسَ، اذهبْ وسنذبحُ عَنْكَ." ثم تبيعني لغيرِه، وأنا صابرٌ صامتٌ. فيا مولانا، أدنى الأمرِ أنِّي خروفٌ لا سعيّ عليَّ ولا طواف. وها هي أرجلي تأبى أن تحملَني بعد أن خارتْ قواي. فارفقْ بي.
    أَنْعَمَ فضيلتُه النظرَ في الخروفِ، ثم أمسكَ بطرفِ لحيتِهِ بينَ أصابعِهِ، وقال: ممم! عجيبٌ! خروفٌ يتكلم؟ لا يمكنُ أن يكونَ هذا في مصلحَةِ العملِ.
    ثُمَّ خَلَعَ عَمَامَتَهُ السَّوْدَاءَ، وَشَدَّ بِهَا وَثَاقَ الْخَرُوفِ، وَجَرَّهُ إلى الْمَسْلَخِ .......... لِيَقْطَعَ لِسَانَهُ.

    لأنه خروف ...لم يكن عليه أن يعترض..!! متى سيفقد رقبته!!
    [align=center]Ich bin verwirrt[/align]

    تعليق

    • ahmed_allaithy
      رئيس الجمعية
      • May 2006
      • 4026

      #3
      المشاركة الأصلية بواسطة aya waheed

      لأنه خروف ...لم يكن عليه أن يعترض..!! متى سيفقد رقبته!!

      حين يمكنه النطق بنص لسان.
      د. أحـمـد اللَّيثـي
      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

      فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

      تعليق

      • حامد السحلي
        إعراب e3rab.com
        • Nov 2006
        • 1374

        #4
        طالما أن صاحب الفضيلة يستطيع مخاطبة الخروف
        إذا يحق له بيعه مرارا وتكرارا

        وهذه لحكمة لا يعلمها إلا الله
        ألم تر موسى إلام قاده الاعتراض على تصرفات الرجل الصالح :-)
        إعراب نحو حوسبة العربية
        http://e3rab.com/moodle
        المهتمين بحوسبة العربية
        http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
        المدونات العربية الحرة
        http://aracorpus.e3rab.com

        تعليق

        • trkali
          طارق ابراهيم
          • Jul 2009
          • 30

          #5
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          قال الشاعر احمد مطر
          نزعم أننا بشر

          لكننا خراف

          ليس تماماً.. إنما

          في ظاهر الأوصاف

          نُقاد مثلها؟ نعم

          نُذعن مثلها؟ نعم

          نُذبح مثلها؟ نعم

          تلك طبيعة الغنم

          لكنْ.. يظل بيننا وبينها اختلاف

          نحن بلا أردِية

          وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف

          نحن بلا أحذية

          وهي بكل موسم تستبدل الأظلاف

          وهي لقاء ذلها.. تثغو ولا تخاف

          ونحن حتى صمتنا من صوته يخاف

          وهي قُبيل ذبحها

          تفوز بالأعلاف

          ونحن حتى جوعنا

          يحيا على الكفاف
          **
          هل نستحق، يا ترى، تسمية الخراف


          في هذه القصة
          وجدت فرقاً جديداً بيننا وبين الخراف
          فهي تتكلم وتشكو ونحن نخاف حتي لا يقطع عنا الفرعون العلف

          تعليق

          يعمل...