د . فاروق مواسي
شاركت: 02 مارس 2006
نشرات: 50
المكان: باقة الغربية - فلسطين
ارسل: السبت ابريل 15, 2006 12:29 pm موضوع الرسالة: من سيرتي الذاتيــــة - د . فاروق مواسي
--------------------------------------------------------------------------------
رحلتي.... في رحاب لغتي
منذ أن شرعت أقرأ، وأعي ما أقرأ، أخذت لغة القرآن تتنفس في وجداني بيانًا وإيقاعًا وإمتاعًا. كنت أنهض من النوم على قراءة والدي لسورة (الكهف) أو (مريم) وسواهما، فأشنف أذني بهذا الخشوع ....وأحاول أن أتدبر- وأنا على فراشي- معنى هذه الكلمة وتلك، وأُكثر من استعمال المعجم أو كتب التفسير حتى أعي المعنى .
ثم تمكنت بصبر غريب أن أطالع معجم المنجد كله ، لأدوّن ما أحب من كلمات
ارتأيت أن أعرفها، أو لأصوب خطأ شائعًا، أو لأخطّئ هذه العبارة أو تلك.
وظلت هذه "الآفة" تلاحقني ....فلا يكاد يخطب خطيب إلا رأيت أن هناك خطبًا في اللغة ، بسبب اللحن والركاكة أو التكرار أو الإطالة المملة ،أو كلها معًا ولا يكاد يكتب كاتب ويسلم من ملاحظاتي- إذا أحب أن يسمعها فعلاً ، وإذا كان يتقبلها بتسامح، وما أندر ذلك التسامح!
وأسعفني على هذه "الحراسة" الطوعية للفصيحة أنني عدت إلى كتب "النحوالواضح" و"مبادئ العربية" و "سلم اللسان" فحفظتها... أو على الأقل تدارستها . وكان لتدريسي مادة العربية دافع لأن أدرس " البلاغة الواضحة" ، وأمثلة الكتاب فيها ، وأحفظ القصائد الكثيرة التي أعلمها خاصة.... وأتابع كتب "تيسير الإنشاء" المختلفة ، وأدْرس العروض وحدي، ذلك لأننا لم نلَقّـَن هذا العلم في المدارس ، ولا في الجامعة.
وكانت دار الإذاعة قد أعلنت عن إجراء مسابقات في اللغة والأدب، يحظى الفائز فيها بجائزة مالية، إضافة إلى هذه الجائزة المعنوية التي لا بد منها إعلاميًا. فشاركت في مسابقة عن المتنبي وشعره، وحفظت آنذاك _سنة 1966 مئات الأبيات، وشاركت كذلك في مسابقة عن الشعر الهجري، و أخرى عن الخنساء، وكنت الفائز الأول فيهما. بيد أن مسابقة القرآن الكريم كانت مفصلاً هامًا في حياتي،فقد تقدم نحو خمسين مرشحًا للفوز بجائزة "حفظ القرآن الكريم-الفائز الأول".
وبعد إجراء امتحانات تحريرية وشفهية حظيت بالجائزة المميزة (آذار 1967)، ولم يتسنَّ لي ذلك لولا هذا الحفظ الذي خَصصت له وقتـًا طويلاً، وكنت أقف في ذلك على كل شكل لحرف.... مما يدعوني أحيانًا لأتساءل عن إعراب هذه الكلمة أو معنى تلك، .....والتساؤل هو بداية البحث- كما هو معروف-.
وبرغم هذا الجو المحافظ الأصيل، فقد تركت لنفسي فسحة.. لكل تجديد، وكانت جملة طه حسين عن اللغة : ".....ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها " التي كنت استمع إليها في مقدمة البرنامج اللغوي الإذاعي(أبجد هوز) محفزًا لي على التسامح في بعض الأمور اللغوية. (وسأتناول ذلك بعد سطور)...... ذلك لأن مارون عبود الذي قرأته في أواسط الستينيات كان له تأثير ملموس على توجهي اللغوي والأدبي؛ يقول عبود في كتابه "مجددون ومجترّون" :
"فالتقليد داء أدبنا الوبيل،هو تصلب شرايين قلب الأدب العربي.. قال الشاعر العربي:وسقى ضريحَك صيّبُ القطر، والله لا أدري لماذا هذه السقيا ، أ ليفرخ وينبت ويصير دمنة ترعاها الإبل والشاء؟ أم لترتوي كبده الباردة؟
أما نحن فأعدنا كلامهم بلا تفكير، ورددنا ما قالوه أجيالاً، ولم نتساءل لماذا؟...... وأما نحن فما يجعلنا نقول مثلهم؟... ألسنا نقول هذا لأننا نفكر بعقول غيرنا؟؟! ".
****
رأيت أن لغتنا "يسر لا عسر" ، وقد كتبت للأستاذ محمد علي سعيد الذي جشم نفسه في إعداد كتاب"كنوز اللغة العربية"-لطلاب المدارس الابتدائية، سنة 1980 - أن هذه المجموعة لا تقدم غذاء لغويًا صحيًا، بل جرؤت على القول إنها تنفره من لغته ، إذ ليس ثمة ضرورة أن يعرف التلميذ كنى وألقابــًا عفا عليها الزمان- كأن يعرف أن "أم ليلى" هي الخمرة، وأن "أبا خالد" هو الكلب ، "وأم دفر" هي الدنيا.
ثم ما حاجة التلاميذ لمعرفة صوت الدب بأنه (القهقاع) وصوت القفل، وكذلك العقرب والفيل والخنزير والفأرة أنه (الصَئِيّ) وأن(الشبرق) هو صغير القط و(الخرنق) صغير الأرنب.
وتبقى مشكلة لفظ كل حرف وحرف ، وكيف يجب أن ننطق الكلمة. وأكرر ذلك كيف يجب أن ننطق كل كلمة؟
من هنا فإننا مدعوون للابتعاد عن التكلف والثقل في مثل هذه الألفاظ ، وذلك حتى تكون لغتنا مأنوسة لطيفة محببة .
وثمة من يسألني هنا : لقد قدمت أنت برامج إذاعية لغوية ..... ومنها " وقفة مع اللغة " وقبل ذلك كتبت في " صدى التربية " في أواسط السبعينيات ست عشرة حلقة عن اللغة الصحيحة التي ترتئيها وهي " من أحشاء اللغة " ، فلماذا تسلك سبيلاً تحرمه على غيرك ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) ؟ فماذا تبغي ؟ أفصح !
وقد أجبت عن هذا السؤال في كتابي " أدبيات " – مواقف نقدية " ( ص 173 ) وبينت رؤيتي في فهم اللغة وتطورها ، إذ أنني أصبو إلى ما يلي :
- أن نلفظ الكلمة الصحيحة كما اتفقت عليها المعاجم – دون اللجوء إلى الشاذ الغريب .
- أن ألفظ – على سبيل المثال - عَدي ( بالفتح ، وليس بضم العين التي تعني تصغير عدو ) ، وألفظ عَرَف - بفتح الراء ، وأقول حَـيْـرة ( مصدر حار ) ... الخ ، كما يجب الانتباه إلى صحة لفظ الأسماء التاريخية ونحوها .
- أن نحافظ على النحو والصرف بالقواعد المتبعة المألوفة ، فلا أجيز " جاء أباك " حتى لو كانت هناك عشرات الشواهد . فعلينا مثلاً في الصرف أن نقول " ظرف معيش " لا " معاش " ولا نقول : " " الدولتان الأعظم " وقس على ذلك . ومع ذلك فثمة مجال للاشتقاق هنا وهناك ، إذا جرى ذلك على أصول ومنطق صرفي معين .
- أن نتقبل الشائع إذا كان صحيحًا ، أو أن نجد له تخريجًا لغويًا ، فلماذا ألفظ " على الرُّغم " بضم الراء – ما دام الفتح فيها جائزًا ، وما دامت هذه الطريقة طريقة لفظنا المألوفة ؟!
- أن نستعمل الكلمة الأعجمية الشائعة في لغات العالم ، وذلك إذا لم يكن لها بديل دقيق يؤدي دلالتها تمامًا ، فأنا أستعمل في كتابتي " التلفزيون " و " الرادار " و " الكاسيت "و" الفيتامين " .... الخ ؛ بل لا ضرورة للمزدوجين في كل منها . لقد أدخل العباسيون مثلاً كلمات مستحدثة وعرّبوها ، فلا جناح علينا أن نسير سيرتهم . ومن يستصعب ذلك فعليه الر جوع إلى كتاب " لحن العامة " للزُّبيدي " عندها سيُفاجأ بكثير من الكلمات والألفاظ التي يريد صاحبنا أن يخرجها من دائرة العربية ....مع أنها اليوم في صميم اللغة وفي كل المعاجم .
- أن ننحت ونولد كلمات جديدة ، فقد قمت شخصيًا بابتداع ألفاظ على نحو : " حتَّن " بمعنى وافى بآخر المستجدات ( ويستعملونها في المغرب حيَّن ) وقد أنشأتها من لفظتيْ ( حتى الآن ) ، وأوجدت كلمة ( مَشْرى ) للمجمَّع التجاري و المِجواب للرد الآلي في الخلوي ، و( الواقنسية ) للشعر الواقعي الرومانسي و ( الاجتأدبي ) مختصرة من الاجتماعي – الأدبي ، وثمة كلمات أخرى كثيرة لا مجال هنا لذكرها ، وكلها تدل على محاولاتي الجادة بأن تظل العربية سائدة . وسائغة على الألسن ، ولكل امرئ ما نوى .
- وكذلك الأمر أن نتقبل التعبير والأساليب التي لم يكن للعربية القديمة بها عهد ، ولن يضار اللغة أن نسوق لها عبارة مترجمة عن لغة أخرى ، فهذه اللغات أنهار تتلاقى شئنا أم أبينا . وتبقى هنا مسألة الذوق في قبول هذا الأسلوب أو رفض ذاك .***
إن شجرة اللغة قد تتساقط منها أوراق ذوت ، أو تراها أصبحت هشيمًا تذروه الرياح ، لكن هذه الأوراق ( أعني الألفاظ والتعابير ) سرعان ما تستبدل بأوراق أخرى يانعة دعت إليها الحاجة واستلزمها الظرف ، والشجرة تبسق أصيلة شامخة . وهذا الفرع منها إذا انكسر فإنه لا يغير من اطراد نموها ، وسيظل أصلها ثابتًا وفروعها الأخرى في السماء . ونحن العرب في هذا الوطن نصارع يوميًا في سبيل الحفاظ على أسباب حياتنا وتطورنا ، ونحن نصطدم بواقع مغاير – واقع متحرك دينامي في المجتمع الإسرائيلي ، وعلى لسانه لغة تحاول أن تأخذ من حضارتي وتراثي الكثير من فولكلور وألفاظ وآثار ، حتى وصلنا بسبب هذه القوة الحضارية – اعترفنا أم لم نعترف – إلى أن هذه اللغة أخذت تقحم الجملة العربية ، بل تتداخل في نسيج التعبير ، وأضحى شبابنا ومثقفونا ( من محامين وأطباء واختصاصيين وتكنولوجيين ) يكررون على مسامعنا كلمات هي بالعبرية الفصحى .
هزني ذلك فكتبت مقالتي اللغة " العِـرْبِـية " عن اللغة التي لا هي عربية تعرف ، ولا عبرية تفهم ، فالأولاد يأخذون ( البيجديمات ) ، واشتروا ( كرطيسين ) ، وقس على ذلك .
وحاولت أن أقدم حلولاً افتراضية للخروج من هذا الخلط ، أو على الأقل للتقليل منه .
وفي ظني أن المبادرة التي قمنا بها نحن بعض عشاق اللغة – تدل على الغيرة اللغوية ، حيث قررنا أن نقيم جمعية لغوية ، عُقدت أولا في عبلين ، ثم التأمت ضمن اللجنة العليا اللغة العربية ، ويرأسها سليمان جبران وأعضاؤها هم – مع حفظ الألقاب :-
فهد أبو خضرة وخولة السعدي ومحمود أبو فنة وجورج قنازع ونزيه قسيس وجميل غنايم وإلياس عطا الله وفاروق مواسي .
وقد كانت لنا جلسات كثيرة تخللتها نقاشات جادة وأحيانًا حادة . وتمكنا من إصدار كراسين ، فيهما ترجمات لمصطلحات وتعابير تسعف الكاتب في كتابته .
وفي الآونة الأخيرة أخذ الأستاذ موفق خوري – مدير دائرة الثقافة العربية – يدعم مجمع اللغة العربية في البلاد ، وكلفني أنا والأستاذين حنا أبو حنا ونايف خوري ( كانون الثاني 2001 ) بان نسافر إلى القاهرة – إلى معرض الكتاب) ا . وكان لنا في القاهرة لقاء مع د. شوقي ضيف رئيس المجمع الذي حدثناه عن الفكرة ، فوجد أن تحقيق الاعتراف بنا عسير ، بسبب أن هناك مجمعًا فلسطينيًا آخر قد ووفق عليه .
( ومن العجيب والطريف أن هذا الشيخ الهِـمّ كان يقرأ بدون نظارة ) – وكان لجمال مراد سكرتير المجمع فضل في التقليل من عبثية اللقاء ، فأهدانا بعض الإصدارات . وأهديته شخصيًا بعض نتاجي ، ومنه مقالة لغوية لي حول ( الاسم المقصور ) نشرت في مجلة ( جامعة ) – العدد الأول 1997 ، باقة الغربية . وقد عكفنا الأستاذ حنا وأنا على تدبيج رسالة شرحنا فيها ضرورة أن نجد لنا سندًا وعضدًا ، في ظروفنا أو على الأصح في ظروف لغتنا ، ولا أدري إن ظلت رسالتنا في طوايا الملفات والنسيان . ومع ذلك تأسس المجمع وعقد جلساته الأولى للتداول في الدستور .
وكان لي حلم آخر : فقد عهدت لي كلية الشريعة في باقة حيث كنت أرأس فيها قسم اللغة العربية بأن أؤسس ( مركز اللغة العربية ) ، وذلك لتشجيع الأبحاث اللغوية.... والنية معقودة كذلك على الاهتمام بوسائل تدريس اللغة في فروعها المختلفة ، وقد رأست المركز وأصدرت كتابين تحت عنوان " دراسات وأبحاث في اللغة " ( 2004 ، 2005 ) .
وقد تشهد الأيام حلمًا آخر يتحقق – وهو تبني صف متميز من المتفوقين في العربية من طلاب الصفوف العاشرة ( من جميع المدارس الثانوية العربية ) بحيث يدرسون يومًا في الأسبوع في الكلية دروسًا إضافية في اللغة والأدب ، كل ذلك لإعدادهم بأن يكونوا باحثين ومحاضرين في دور المعلمين والجامعات ، ونحن بحاجة ماسة لإكمال ما كان قد بدأه الرعيل الأول ، هذا الرعيل الذي أعطى الكثير ، ولكن الزمن يغير عليه بالشيخوخة – اعترفوا أم لم يعترفوا.
***
كلفتنا وزارة المعارف نحن مجموعة من أساتذة اللغة العربية بأن نعد منهاجًا جديدًا لتدريس قواعد العربية ، وكنت من الذين تحمسوا جدًا لفكرة إرجاء تدريس النحو إلى المرحلة الثانوية وإلى التخلي عن أسلوب " النحو الواضح " لأستاذينا علي الجارم ومصطفى أمين . وقد كتبت مقدمة كتب " الجديد " للمرحلة الثانوية بتكليف من زميليّ د . فهد ابو خضرة و د . إلياس عطا الله ، فقلت /قلنا :
" هذا الكتاب يقدم منهجًا جديدًا لتدريس القواعد ، فيه اجتهاد في ترتيب المواد ودقة في تعريفها . ونحن لا نزعم أننا استحدثنا في المادة بقدر ما نؤكد أننا جددنا في أسلوب التدريس ، وقد شملنا ما رأيناه ضروريًا فيسرنا ، معتمدين الأهم والأعم والأجود والأفيد .
وقد رأينا ان نتناول وظيفة الكلمات في الجملة كالفاعل والمفعول به في الدراسة مرجئين مسائل الإعراب إلى المدرسة الثانوية ، وذلك لأننا أيقنا صعوبة الإعراب لدى الناشئة ، بل إن معظم الكبار لا يبقون منه إلا ذكريات مريرة وجهلاً مطبقًا بالقراءة المثلى .
ومن مظاهر الجدة أننا اعتمدنا النص مفتاحًا للدرس ، وغالبًا ما يكون تراثيًا ، ليفيد الطالب من مضمونه ويجيب عن أسئلة فهم المقروء ، ولا بد منها بادئ ذي بدء .
ولم نغفل لحظة أن غايتنا الأولى والأخيرة أن نضبط كلامنا بالشكل ، فكثرت التمارين الوظيفية ملائمة لمعرفة الطالب ، ومواكبة لمسيرته ، وقد اعتمدنا على أشعار العرب- قديمها وحديثها ."
( انظر مثلا مقدمة : الجديد في قواعد اللغة للصف العاشر )
ولا شك أن للصديق د . محمود أبو فنة يدًا طولى في المناهج الجديدة للغة والأدب ، وهو يدعوني للاشتراك الفعال فيها ، وقد قمنا بشبه ثورة في مناهج الأدب العربي كذلك ، إذ أخذنا ندرّس الألوان الأدبية من قصة ورواية ومسرحية وشعر حديث ومنه الشعر الفلسطيني ( المحلي ) ، كما اخترنا نصوصًا أدبية تمثل اتجاهات أدبية متباينة ، وتمثل عصورًا مختلفة . وعلى إثر هذا المنهاج الذي أقِر في الثمانينـيات أصدرتُ كتابين مساعدين لتحليل النصوص أتيت على ذكرهما في سيرتي الذاتي هذه في حديثي عن تجربتي النقدية ، وفي مواضيع أخرى .
ونشغل هذه الأيام بإعداد منهاج جديد آخر للأدب يلائم القرن الحادي والعشرين بمستجداته المتباينة ، ويتلافى ما نقص من المنهاج الأول . ولا شك أن اللجان المختلفة التي تعهد لنا وزارة المعارف بها من شأنها أن تحرك وتحفز ، ومن يدري فقد نكون بنينا لبنة في صرح اللغة ، أو على الأقل أخلصنا لها ، وحرصنا عليها ما وسعتنا الحيلة .
***
كنت وما زلت أنفر من التنطع وفضفاضية العبارات في دائرة الخواء،فقلت منتصرًا للغتي يوم أن سـيقـت للتمسح على الأعتاب:
- تبا للغة المبتذله
لغتي بيعت في سوق الأوحال
تبا للغة المسييــه
لقحها عبد الشهوات الدجال
كفرًا بالإنشاء وبالأفعال وبالأسماء
كفرًا إن نأسن في هذي الحال
(تنويعات منا فينا، المجموعة الكاملة،المجلد الأول، ص176)
وكنت وما زلت أنفر من هؤلاء من الذين يهاجمون الجديد، لا لسبب إلا أنهم لا يعرفون أو لا يألفون ما استجد، ولقد أوذيت إثر ذلك، واتُّهمت في لغتي ؛فوقف بعض الزملاء متصدين لمنهاج القواعد الجديد، وللكتب التي أعددناها، وكأنهم الذادة عن اللغة المنافحون لرد "الكيد" الذي يراد بها،وقد استمعت إلى دعواهم أو دعــاويهم، فما أبانوا ولا أفصحوا ، بله لاكوا العبارات في أخطاء لغوية فاحشة ... وصبري بالله .
وضقت ذرعًا بأخطاء ولحون يشترطها هذا " اللغوي " أو ذاك ، فيجعل الأمر استبدادًا ، أو على الأقل استئثارًا ، أو على أقل الأقل منظارًا أحاديــًا .
ومن باب التيسير – تحمست لفكرة توحيد شكل كتابة الهمزة وجعلها ( ئـ ) على نبرة في كل موقع . وقد وردت الفكرة أولا لدى بعض أهل المجمع اللغوي في القاهرة وكتب في ذلك الأستاذ وديع خوري ( البيادر – القدس – نيسان 1997، ص 19 ) ، وعرض الأمر بشكل علمي الدكتور فهد أبو خضرة " المنبر " ( العدد الأول سنة 1989) ، ثم كتبت أنا وبموافقة للطرح نصًا تجريبيـًا ( العدد الثاني 1989) فكان أن تجنى بعض الزملاء الغيورين على ذلك ، فوصف صاحب الاقتراح كتابة الهمزة بأنه " ذلك الغبي الذي ظن أن يستطيع أن يسهل الكتابة .." ... ( المواكب 78/1993) ، ويا سبحان الله !
واللغة وعاء الفكر ، وهي بأهلها ، وقد لا يروق البعض إذا غبطت العبرية على مرونتها..... وليس أدل على ذلك من صيغ التصغير فيها أو بناء صيغة لأصحاب المهن ، وخلق كلمات جديدة سرعان ما تشيع على الألسن وفي السطور ، إذ أن لهم مجمعًا لغويًا لا مجامع ، وهم لهم دولة ونظام لا دول وأنظمة .
ولكم عملت جاهدًا على تطويع لغتنا لكل مبتكر ، وأن تكون لغتنا العلمية دقيقة المؤدى ، ولها توصيل من غير حشو أو ترهل ، وأن تكون العربية الميسرة على ألسنة طلابي ، كما دعوت إلى ذلك في دورات الاستكمال التي قدمتها لمدرّسي اللغة العربية . وأعتز كثيرًا بأنني لا أني عن تلبية أية دعوة فيها نصرة للغة ، وذلك بالتطوع في إلقاء المحاضرات على طلاب المدارس الثانوية المختلفة ، وقد كنت من المتحمسين الفعالين في " سنة اللغة العربية " التي تقيمها المدارس بين سنة وأخرى ... ، وحصلت على رسائل تقديرية من هذه المعاهد العلمية ، وعلى ثقة المستفتين بالمسائل اللغوية ، وليس أدل على ذلك من المكالمات الهاتفية التي تصلني تترى عن معنى هذا الاسم للمولود / ة ، أو عن إعراب هذه الكلمة في هذا البيت ، أو في الآية . ثم إني كنت وراء المذياع أجيب ( في مطالع السبعينيات ) عن كل سؤال طلابي من مضمار اللغة والأدب فإذا بي – بعد أن توقف البرنامج – أجيب كل سائل عند معرفتي ، أو أنقب في المصادر حتى أفيد أنا وأفيد الآخرين .
وما أكثر ما تعلمت من معاجم الأخطاء الشائعة للعدناني ومصطفى جواد وزهدي جار الله وإميل يعقوب ! وما أكثر ما أتصفح " إصلاح المنطق " و " أدب الكاتب " و كتب الألفاظ والمعاني .***
ومن طموحي أن يولي أهل الاقتصاد والاجتماع اهتمامهم برقي اللغة ، فيجعلون وكدهم دعم التخصص والدراسة في خضم اللغة ، حتى يبحثوا ويعملوا بجد لا تطوعًا واحتسابًا فقط . وما أروع العمل الجماعي إذا كان أعضاء المجموعة الدارسون يتحلون برحابة الصدر ورحابة الأفق معًا .
ومن طموحي كذلك أن نكثر من مشروع " سنة اللغة العربية " ، فيكون بين الفينة والفينة وفي كل المواقع ، حتى يفسح المجال لزملاء آخرين كي يتعبدوا في محراب هذه اللغة أو في جوب آ فاقها . وسأسعد حقًا أن أرى أكثر من غواص يبحث عن صدفات اللغة ، ويطلع علينا بالدر المكنون الذي يبهجه ، فيتنافس الطلاب والكتاب في صنوف الآداب ، فالعربية كما يقول عبد الحميد الكاتب " ثقاف ألسنتكم " وها هي في عصر الحاسوب أخذت تصارع بحق وحقيق في سبيل بقائها على الأقراص . فاثبتي يا لغتي !!
ثم : هل حقًا يحبك أبناؤك وذووك ؟ [/size]
الرجوع الى المقدمة
amal
شاركت: 25 مارس 2006
نشرات: 3
ارسل: السبت ابريل 15, 2006 7:24 pm موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
الاستاذ الكبير فاروق مواسي،
لقد اتحفتنا والله بكلامك الجميل والمفيد،
كم أود أن أقرأ لك نصا آخر من سيرتك الذاتية بعنوان ( رحلتي في رحاب قريتي )، قد تحملنا رياح الغربة قريبا من طولكرم والشعراوية......
حقيقة انني بحثت عنك هنا لأوجه لك سؤالا حيّرني كثيرا، فأنا أعمل على ترجمة كتاب، وقد حيّرني كثيرا ترجمة كلمة ( femenist ( اود او اجد كلمة واحدة مقابلة لها باللغة العربية.
أتمنى الا اثقل عليك، مع شكري الجزيل لك، وامنياتي لك بظهيرات جميلة في عليّة بيت تداعبه نسائم البحر الابيض المتوسط.
أمل منصور
الرجوع الى المقدمة
د . فاروق مواسي
شاركت: 02 مارس 2006
نشرات: 50
المكان: باقة الغربية - فلسطين
ارسل: الاحد ابريل 16, 2006 6:05 am موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
[b][color=darkred]أمل الغالية ...
[size=18]
ويا هلا برائحة الوطن ( ريحة البلاد ) ....
شكرًا على ثقتك وعلى محبتك التي لمستها أو استشففتها .....
أنا من أنصار إبقاء التعابير التي ما زالت عليها قضايا نقاشية في تحديدها ، نحو الليبرالية ، الراديكالية ، البرجوازية ، الكلاسية ، الفيميــنيـة ،. فمن يدع إلى المساواة بين الجنسين وعلى جميع الأصعدة فهو فيمـيــــني ....وبالطبع لم يستخدم ذلك أحد ( استخدموا المصدر بالإنجليزية فيمينيزم ، وقالوا هو فيمينيـــستي = أي استخدموا النسبة مرتين ياء النسبة وحروف الإنجليزية ist )...
ولو هيئ لي أن أجد لفظة عربية ( ولكن من سيستعملها ؟ ) لاخترت معالَـقـَة ( من التعبير : عِـلق نساء أي ملازم لهن ، وليس بالضرورة لأن يكون ذلك بمعنى زير نساء ) ، والرجل معالِـق وهي معالقِة......
وأصدقك أنني أعالق في مسائل كثيرة .....وميزة اللفظة العربية أنني أستخدم الفعل ....[/[/
color]color]فما رأيك [/
[color=darkblue][size=24]وتحيـــة فاروقيــــة
الرجوع الى المقدمة
د . فاروق مواسي
شاركت: 02 مارس 2006
نشرات: 50
المكان: باقة الغربية - فلسطين
ارسل: الاحد ابريل 16, 2006 12:40 pm موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
تعليق سمير حمود — أبريل 15, 2006 في الساعة 7:47 pm
استاذي الفاضل ، سلام الله عليك ورحمته.
كنت قد عاهدتُ نفسي وأقسمتُ على ألا أعود إلى حاسوبي ولا أتابع ما يُنشر في الأدب لأسباب ذاتية ، ولكنه الإدمان على ما يبدو . أما تعليقي على مقالتك هذه فيمكنك اعتباره أمرا خارجا عن إرادتي وجدتُني مضطرا له لشدة ما يعنيني الأمر كقارئ عاشق للعربية من جهة وكمدرّس يدرسها ويدرّسها من جهة أخرى . فاسمح لي من فضلك أن أصاحبك في قراءة بعض النقاط التي طرحتَها وما أكثرها وأغناها قيمةً . بدايةًلا أظن أحدا يملك أن يُنكر مدى إخلاصك للغتك ومساهماتك في تطويرها ومنحها الثبات والصمود، ولكنك قد طرحتَ مسألة التجديد في اللغة بعدة مجالات :
-التجديد في التعابير والمصطلحات - وهذا ما تُشكر عليه أنت وأمثالك ممن يسعون إلى إيجاد مصطلحات تناسب عصرنا ومستجداته ، ودعني أقبل معك القبول بكلمات أعجمية خصوصا عندما تكون أسماء لأجهزة أو مستحدثات كأمثلتك التي ذكرتها.إلا أني أتحفظ على قبول الشائع ! فأنت أدرى يا دكتور بقلة العارفين المتقنين للغة ما أثّر على المستوى المتدني لكثير من الشائع فكيف نقبله؟ ( وملاحظتك-إن كان صحيحا- أجدها أغرب فأين يكون التجديد هنا؟)
-ذكرتَ الوضع الخاص للأقلية العربية بداخل إسرائيل وأوافقك أن العبرية تغزونا بشكل فظيع وقد قرأتُ مقالتك عن “العِربية” وهي غنية جدا ولا يمكن إنكار ما طرحتَه فيها ولكن ألا ترى معي أن العربية مغزوة من جميع اللغات في معظم البلاد العربية؟ وفي كثير من الحالات تُغزى الفصحى من اللهجات الدارجة وهذا مدعاة للبحث أيضا. ولكن دعني أقف عند غبطتك للعبرية لمرونتها، ألا ترى معي أستاذي أن إمكانية المقارنة غير متوازنة كون العبرية لا تملك حركات في أواخر الكلمات تتغير تبعاً لوظيفة الكلمة؟خلافا للغة العربية؟ أي أن المرونة تكون في قبول تعبير جديد ، ولكن ليس في قواعد اللغة !! وهذا يقودنا الى النقطة التالية التي طرحتَها وهي مسألة القواعد والإعراب. ودعني أبدي رأيي في المنهاج التعليمي الذي ذكرتَه لا لأني “لا أعرف أو آلف الجديد.. ” بل بمنظار موضوعي بحت آمل ألا “ينفرك”! فلغتنا العربية تتميز بكون الدور الوظيفي للكلمة في الجملة يؤثّر تأثيرا مباشرا على تشكيلها ، فإذا لم يفهم الإنسان وظيفة الكلمة ودورها (إعرابها) يحول ذلك بينه وبين فهم معنى الجملة.فإذا اتفقنا أن لغتنا “يسرٌلا عسرٌ” حسب تعبيرك ، نفهم أن بإمكان المنهاج تيسير الإعراب للطالب بحيث نساعده على فهم الجملة لفهم إعرابها . كما يمكن تبسيط الإعراب ليكون عليه فهم دور الكلمة الوظيفي دون ترديد جمل لا يستوعبها ، ولكن! إذا تعلم الطالب الفاعل أو المفعول به دون أن يربط ذلك بتأثير الوظيفة على تشكيل آخر الكلمة وقعت الواقعة فنجد الطالب في المرحلة الثانوية لا يكاد يفقه المعنى من وراء جملة إذا صيغت بشكل يتقدم به المفعول به على الفاعل. وهذا ماحصل للطلاب الذين درسوا منهاج الجديد حين بات مطلوبا منهم إيجاد العلاقة والتزامن بين الوظيفة والتشكيل للكلمة. وقد ذكرتَ بأن المنهاج جدد طرق التدريس ولكن اسمح لي بمخالفتك في هذه أيضا فهو قد أدنى من مستوى ما يُطلب من الطالب في القواعد خاصة دون أن يضمن تمكن الطالب من الحد الأدنى المطلوب منه. واعذرني في القول بأن النحو الواضح قد خرّج لنا فحولا في العربية متمكنين منها من أمثال الدكتور فاروق وزملائه فهل ترى الجديد قابلا لتخريج من هم مثلك في تمكنهم من لغتهم؟
ليس معنى كلامي أني أسعى للتعسير في اللغة أو جعلها حكرا على أقلية من الناطقين بل أنا من المؤمنين بتعدد المستويات المقبولة multiplestandards ولكن بشرط ضمان انكشاف الطالب للأسس والقواعد الأساسية في اللغة حتى لو لم نحاسبه عليها في الامتحان.
من جهة أخرى-
تطرقتَ للتجديد في الكتابة مثل الهمزة ورغم عدم إيماني بمثل هذه الحاجة إلا أني سأقبلها ما دامت منك.
-التجديد بتبسيط الألفاظ وهذا أيضا يمكن اعتباره مقبولا ما دام لا يمس بأصول اللغة.
آمل ألا تكون قراءتي لمقالتك “منفرة”، ولكنك قد نجحتَ في إثارة اهتمامي بالمقالة وبما طُرح فيها من أفكار جديرة بالنقاش.
ولك تحياتي مع الإعزاز والإكبار يا أستاذي الفاضل .
[color=blue]أخي الفاضل ، سلام الله عليك ورحمة تترى .
شكرًا أولاً لأنك عدت إلى حاسوبك وتابعتني ، وشكرًا ثانية على تعليقك على مقالتي قارئًا عاشقًا للعربية من جهة ، ومدرّسًا يدرُسها ويدرّسها من جهة أخرى .
شكرًا لتبينك مدى إخلاصنا للغتنا ولمدى المساهمات في تطويرها ومنحها الثبات والصمود….فحياك الله وبياك …
اسمح لي أخي الفاضل أن أجيب بإيجاز :
تقول : ” أتحفظ على قبول الشائع ! فأنت أدرى يا دكتور بقلة العارفين المتقنين للغة ما أثّر على المستوى المتدني لكثير من الشائع فكيف نقبله؟
( وملاحظتك-إن كان صحيحا- أجدها أغرب فأين يكون التجديد هنا؟)
أقصد تعابير شائعة نحو ( خمّ ) فهي أفصح من ( قن ) ، وبدلة ( بدل بذلة ) ، و( على قد الحال ) ، و( فوق هذا والذي ) ….وكثير غيرها …
” الجديد” ليس جديدًا تمامًا ، وإنما الحديث كان في سياق عام ورؤية فيها طرح مستجد ….أو قل طرحه من جديد …
-
وتسأل : ” ألا ترى معي أن العربية مغزوة من جميع اللغات في معظم البلاد العربية؟ وفي كثير من الحالات تُغزى الفصحى من اللهجات الدارجة وهذا مدعاة للبحث أيضا. ”
طبعًا ، فقد كنت في المغرب ، فما وجدت في مطعم لائحة طعام بالعربية ،
واستمعت إلى بعض مثقفي الخليج وهم يخلطون بين العربية والإنجليزية …المشكلة عمت وطمت ..وضع العربية أشعر أنه في أزمة بين أهلها وفي جميع مواطنها ، ولذا كانت جملتي الأخيرة في المقالة …
وتسأل : ” ألا ترى معي أستاذي أن إمكانية المقارنة غير متوازنة كون العبرية لا تملك حركات في أواخر الكلمات تتغير تبعاً لوظيفة الكلمة؟خلافا للغة العربية؟ أي أن المرونة تكون في قبول تعبير جديد ، ولكن ليس في قواعد اللغة !! ”
الجواب أن الشكل قائم على كل حرف في العبرية عدا الحرف الأخير ، ونحن عند الوقف نسكن الحرف الأخير ….
أنا لم أقارن ، ولكني أتحدث عن ظاهرة تطور العبرية ، ولم أعلل أو أحلل ، فأنا أكتب سيرتي وعشقي للغة ومشاعري إزاء لغتي وأشعر بالغيرة من لغة دينامية ، وأنت تتفق معي في ذلك …
ثم إنك ترى أن منهاجنا الجديد ” لا يراعي الدور الوظيفي للكلمة في الجملة …… ولكن! إذا تعلم الطالب الفاعل أو المفعول به دون أن يربط ذلك بتأثير الوظيفة على تشكيل آخر الكلمة وقعت الواقعة ….
إن الناحية الوظيفية تقتصر على المدرسة الإعدادية ، ونكتفي منه أن يحسن القراءة المشكولة ، وأن يعرف الفاعل في الجمل المختلفة التالية ( دون ضرورة إعراب دقيق ) :
حضر محمد .
حضر هذا ، وسأل عنك . (الضمير المستتر أيضًا )
يعجبني أن تجتهد .
يعجبني أن نجاحك باهر .
ونماذج أخرى …حتى إذا وصل الصف العاشر بدأ بالناحية الوظيفة الملازمة لمعرفته وتحديده الذي أتقنه ….
أحب أن أقول لك إنني متحمس للطريقة ، وقد شرحتها للأستاذ اللامع محمود امين العالم ، فدهش ، وألح علي أن أحضر الكتب في زيارتي القادمة ، كما حدثت الكاتب المعروف وصاحب مؤلفات في اللغة سليمان فياض ، فقال لي : يا بيه الوضع لديكم أفضل ….
ثم تعترف بأن المنهاج جدد طرق التدريس ولكنك تقول إنه أدنى من مستوى ما يُطلب من الطالب في القواعد خاصة .
أتعرف يا صديقي أنني في دورات استكمال المعلمين أسمع آراء تتناقض ، ففي حين يذهب بعضهم إلى أننا عمدنا إلى التسهيل قال الآخرون إننا صعّبنا ….واحترنا …وقد بينت استبانة استطلاعية نسبة متساوية بين الرأيين ….
. يبقى أن أعارضك مع تقدير جهود ” النحو الواضح ” وأوّليته ، فأنا أرى أنه لم يكن وحده هو الذي خرّج من خرج ، فالمتمكنون درسوا الشرتوني بعمق ، وتنقلوا بين مصادر ومراجع ليس النحو الواضح بينها ….ولن أذكر لك هنا عشرات الثغرات في الكتاب ( صدر سنة 1926 ) التي أقدمها للأساتذة في محاضراتي …..
لم أفهم مغزى قولك ” ليس معنى كلامي أني أسعى للتعسير في اللغة أو جعلها حكرا على أقلية من الناطقين بل أنا من المؤمنين بتعدد المستويات المقبولة multiplestandards ولكن بشرط ضمان انكشاف الطالب للأسس والقواعد الأساسية في اللغة حتى لو لم نحاسبه عليها في الامتحان. ”
وفي أي سياق ذكرت ذلك ؟
تقول :
” تطرقتَ للتجديد في الكتابة مثل الهمزة ورغم عدم إيماني بمثل هذه الحاجة إلا أني سأقبلها ما دامت منك.”
شكرًا على هذه الثقة ، وقد عرضت الأمر على أنه محاولة ، ولست أرى نفسي اليوم مساندًا متحمسًا للفكرة ….ولكن ، لا بأس في عرضها ، فربما يفكر أحدهم بفكرة من وحيها تكون إبداعية ….
* * * * * *
شكرًا على هذه الغيرة اللغوية ، فأنا أعتز بأمثالك ، وأرجو أن نستمر في علاقة بناءة ، وحبذا تواصلك معي عبر موقعي وبريدي هناك ، فأنت قد نجحتَ في إثارة اهتمامي بآرائك ، وبما طرحت فيها من أفكار جديرة بالنقاش.
ولك تحياتي مع الإعزاز والإكبار يا أستاذي الفاضل .
ولك محبتي
[size=24]وتحية فاروقيــــةhttp://www.geocities.com/faruqmawasi [/size]
الرجوع الى المقدمة
amal
شاركت: 25 مارس 2006
نشرات: 3
ارسل: الاحد ابريل 16, 2006 8:14 pm موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
عزيزي الدكتور فاروق،
لا فضّ فوك... انت لا تعلم مدى راحتي لردك عليّ، لقد انزلت حملا ثقيلا عن كتفيّ،
بأي الكلمات أشكرك؟؟؟
لم اكن في يوم ما فيمينية، لكن الكتاب الذي اترجمه يتحدث عن المرأة بكل ابعادها، وقد اثقلتني هذه الكلمة كثيرا الى ان اخذت بيدي وبقلمي،
شكرا لك بعدد حبات اللوز الاخضر على اشجار حاكورتكم وحاكورتنا !!!!!
أمل منصور
الرجوع الى المقدمة
anuasir5
شاركت: 24 مارس 2006
نشرات: 14
المكان: الجليل
ارسل: الثلاثاء ابريل 18, 2006 2:55 pm موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
أستاذي الجليل
تحيات قلبية نقية
لعل من واجب كل من يعرفك توجيه الشكر الكبير والتقدير على مساهمتك الكبيرة في تطوير لغتنا الغالية . ولي سؤال أرجو أن تفتيني فيه فهل هنالك ترجمة عربية لكلمة רלוונטי باللغة العربية؟ وهلا أفدتني في الأصح بالنسبة لكتابة الهمزة التي تليها واو فهل أكتب (يقرءون) أم (يقرؤون)؟ما هو الأصح؟
ولك شكري ومحبتي سلفا.
الرجوع الى المقدمة
د . فاروق مواسي
شاركت: 02 مارس 2006
نشرات: 50
المكان: باقة الغربية - فلسطين
ارسل: الاربعاء ابريل 19, 2006 5:47 am موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
شكرًا وتحية معًا
وبعد ، فأما الكلمة العبرية وهي مأخوذة من relevant ومعناها وثيق الصلة بالموضوع ، فقد رأيت أن من الضروري إيجاد كلمة واحدة ، فكتبتها في أكثر من كتاب ( لوزارة المعارف ) = موصول ، والمصدر موصولية ....ولم أجد اعتراضًا من أحد ...
جدير بالذكر أن كل تعبير لا يُستساغ في البداية ، لكنه سرعان ما يكون مألوفًا .
أرجو إبداء رأيك في اقتراحي ....
يقرءون
يقرأون
يقرؤون
كلها صحيحة ، فالأولى بسبب عدم اللجوء إلى واوين لمن لا يحب تكرار ذلك ....
والثانية حسب أصل الفعل ، فدخل الضمير الزائد ، فيحق لنا إبقاء الأصل ( عدا تقرئين - مع الياء ) .
والثالثة أن الهمزة كتبت بحرف المذ الذي لحركتها ، نحو : يقرؤه ....ويصح يقرأه
وتحيـــة فاروقيــــة
الرجوع الى المقدمة
anuasir5
شاركت: 24 مارس 2006
نشرات: 14
المكان: الجليل
ارسل: الاربعاء ابريل 19, 2006 12:57 pm موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
أستاذنا الكبير حياك الله بتحية أهل الجنة وجزاك عني كل خير فقد أفدتني فيما احتجت اليه . وقد أراحتني مسألة الهمزة بإمكانياتها، أما الموصول فيبدو أني بحاجة لبعض الوقت حتى أعتاد عليها فهي غريبة عني رغم أن تعليلك منطقي. وكنت قد سمعت أحد الأصدقاء يترجمها (حيوي) بسبب تلك العلاقة الحيوية بارتباطها بالأمر فما رأيك؟ وهل تجوز؟
شاركت: 02 مارس 2006
نشرات: 50
المكان: باقة الغربية - فلسطين
ارسل: السبت ابريل 15, 2006 12:29 pm موضوع الرسالة: من سيرتي الذاتيــــة - د . فاروق مواسي
--------------------------------------------------------------------------------
رحلتي.... في رحاب لغتي
منذ أن شرعت أقرأ، وأعي ما أقرأ، أخذت لغة القرآن تتنفس في وجداني بيانًا وإيقاعًا وإمتاعًا. كنت أنهض من النوم على قراءة والدي لسورة (الكهف) أو (مريم) وسواهما، فأشنف أذني بهذا الخشوع ....وأحاول أن أتدبر- وأنا على فراشي- معنى هذه الكلمة وتلك، وأُكثر من استعمال المعجم أو كتب التفسير حتى أعي المعنى .
ثم تمكنت بصبر غريب أن أطالع معجم المنجد كله ، لأدوّن ما أحب من كلمات
ارتأيت أن أعرفها، أو لأصوب خطأ شائعًا، أو لأخطّئ هذه العبارة أو تلك.
وظلت هذه "الآفة" تلاحقني ....فلا يكاد يخطب خطيب إلا رأيت أن هناك خطبًا في اللغة ، بسبب اللحن والركاكة أو التكرار أو الإطالة المملة ،أو كلها معًا ولا يكاد يكتب كاتب ويسلم من ملاحظاتي- إذا أحب أن يسمعها فعلاً ، وإذا كان يتقبلها بتسامح، وما أندر ذلك التسامح!
وأسعفني على هذه "الحراسة" الطوعية للفصيحة أنني عدت إلى كتب "النحوالواضح" و"مبادئ العربية" و "سلم اللسان" فحفظتها... أو على الأقل تدارستها . وكان لتدريسي مادة العربية دافع لأن أدرس " البلاغة الواضحة" ، وأمثلة الكتاب فيها ، وأحفظ القصائد الكثيرة التي أعلمها خاصة.... وأتابع كتب "تيسير الإنشاء" المختلفة ، وأدْرس العروض وحدي، ذلك لأننا لم نلَقّـَن هذا العلم في المدارس ، ولا في الجامعة.
وكانت دار الإذاعة قد أعلنت عن إجراء مسابقات في اللغة والأدب، يحظى الفائز فيها بجائزة مالية، إضافة إلى هذه الجائزة المعنوية التي لا بد منها إعلاميًا. فشاركت في مسابقة عن المتنبي وشعره، وحفظت آنذاك _سنة 1966 مئات الأبيات، وشاركت كذلك في مسابقة عن الشعر الهجري، و أخرى عن الخنساء، وكنت الفائز الأول فيهما. بيد أن مسابقة القرآن الكريم كانت مفصلاً هامًا في حياتي،فقد تقدم نحو خمسين مرشحًا للفوز بجائزة "حفظ القرآن الكريم-الفائز الأول".
وبعد إجراء امتحانات تحريرية وشفهية حظيت بالجائزة المميزة (آذار 1967)، ولم يتسنَّ لي ذلك لولا هذا الحفظ الذي خَصصت له وقتـًا طويلاً، وكنت أقف في ذلك على كل شكل لحرف.... مما يدعوني أحيانًا لأتساءل عن إعراب هذه الكلمة أو معنى تلك، .....والتساؤل هو بداية البحث- كما هو معروف-.
وبرغم هذا الجو المحافظ الأصيل، فقد تركت لنفسي فسحة.. لكل تجديد، وكانت جملة طه حسين عن اللغة : ".....ونحن نملكها كما كان القدماء يملكونها " التي كنت استمع إليها في مقدمة البرنامج اللغوي الإذاعي(أبجد هوز) محفزًا لي على التسامح في بعض الأمور اللغوية. (وسأتناول ذلك بعد سطور)...... ذلك لأن مارون عبود الذي قرأته في أواسط الستينيات كان له تأثير ملموس على توجهي اللغوي والأدبي؛ يقول عبود في كتابه "مجددون ومجترّون" :
"فالتقليد داء أدبنا الوبيل،هو تصلب شرايين قلب الأدب العربي.. قال الشاعر العربي:وسقى ضريحَك صيّبُ القطر، والله لا أدري لماذا هذه السقيا ، أ ليفرخ وينبت ويصير دمنة ترعاها الإبل والشاء؟ أم لترتوي كبده الباردة؟
أما نحن فأعدنا كلامهم بلا تفكير، ورددنا ما قالوه أجيالاً، ولم نتساءل لماذا؟...... وأما نحن فما يجعلنا نقول مثلهم؟... ألسنا نقول هذا لأننا نفكر بعقول غيرنا؟؟! ".
****
رأيت أن لغتنا "يسر لا عسر" ، وقد كتبت للأستاذ محمد علي سعيد الذي جشم نفسه في إعداد كتاب"كنوز اللغة العربية"-لطلاب المدارس الابتدائية، سنة 1980 - أن هذه المجموعة لا تقدم غذاء لغويًا صحيًا، بل جرؤت على القول إنها تنفره من لغته ، إذ ليس ثمة ضرورة أن يعرف التلميذ كنى وألقابــًا عفا عليها الزمان- كأن يعرف أن "أم ليلى" هي الخمرة، وأن "أبا خالد" هو الكلب ، "وأم دفر" هي الدنيا.
ثم ما حاجة التلاميذ لمعرفة صوت الدب بأنه (القهقاع) وصوت القفل، وكذلك العقرب والفيل والخنزير والفأرة أنه (الصَئِيّ) وأن(الشبرق) هو صغير القط و(الخرنق) صغير الأرنب.
وتبقى مشكلة لفظ كل حرف وحرف ، وكيف يجب أن ننطق الكلمة. وأكرر ذلك كيف يجب أن ننطق كل كلمة؟
من هنا فإننا مدعوون للابتعاد عن التكلف والثقل في مثل هذه الألفاظ ، وذلك حتى تكون لغتنا مأنوسة لطيفة محببة .
وثمة من يسألني هنا : لقد قدمت أنت برامج إذاعية لغوية ..... ومنها " وقفة مع اللغة " وقبل ذلك كتبت في " صدى التربية " في أواسط السبعينيات ست عشرة حلقة عن اللغة الصحيحة التي ترتئيها وهي " من أحشاء اللغة " ، فلماذا تسلك سبيلاً تحرمه على غيرك ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) ؟ فماذا تبغي ؟ أفصح !
وقد أجبت عن هذا السؤال في كتابي " أدبيات " – مواقف نقدية " ( ص 173 ) وبينت رؤيتي في فهم اللغة وتطورها ، إذ أنني أصبو إلى ما يلي :
- أن نلفظ الكلمة الصحيحة كما اتفقت عليها المعاجم – دون اللجوء إلى الشاذ الغريب .
- أن ألفظ – على سبيل المثال - عَدي ( بالفتح ، وليس بضم العين التي تعني تصغير عدو ) ، وألفظ عَرَف - بفتح الراء ، وأقول حَـيْـرة ( مصدر حار ) ... الخ ، كما يجب الانتباه إلى صحة لفظ الأسماء التاريخية ونحوها .
- أن نحافظ على النحو والصرف بالقواعد المتبعة المألوفة ، فلا أجيز " جاء أباك " حتى لو كانت هناك عشرات الشواهد . فعلينا مثلاً في الصرف أن نقول " ظرف معيش " لا " معاش " ولا نقول : " " الدولتان الأعظم " وقس على ذلك . ومع ذلك فثمة مجال للاشتقاق هنا وهناك ، إذا جرى ذلك على أصول ومنطق صرفي معين .
- أن نتقبل الشائع إذا كان صحيحًا ، أو أن نجد له تخريجًا لغويًا ، فلماذا ألفظ " على الرُّغم " بضم الراء – ما دام الفتح فيها جائزًا ، وما دامت هذه الطريقة طريقة لفظنا المألوفة ؟!
- أن نستعمل الكلمة الأعجمية الشائعة في لغات العالم ، وذلك إذا لم يكن لها بديل دقيق يؤدي دلالتها تمامًا ، فأنا أستعمل في كتابتي " التلفزيون " و " الرادار " و " الكاسيت "و" الفيتامين " .... الخ ؛ بل لا ضرورة للمزدوجين في كل منها . لقد أدخل العباسيون مثلاً كلمات مستحدثة وعرّبوها ، فلا جناح علينا أن نسير سيرتهم . ومن يستصعب ذلك فعليه الر جوع إلى كتاب " لحن العامة " للزُّبيدي " عندها سيُفاجأ بكثير من الكلمات والألفاظ التي يريد صاحبنا أن يخرجها من دائرة العربية ....مع أنها اليوم في صميم اللغة وفي كل المعاجم .
- أن ننحت ونولد كلمات جديدة ، فقد قمت شخصيًا بابتداع ألفاظ على نحو : " حتَّن " بمعنى وافى بآخر المستجدات ( ويستعملونها في المغرب حيَّن ) وقد أنشأتها من لفظتيْ ( حتى الآن ) ، وأوجدت كلمة ( مَشْرى ) للمجمَّع التجاري و المِجواب للرد الآلي في الخلوي ، و( الواقنسية ) للشعر الواقعي الرومانسي و ( الاجتأدبي ) مختصرة من الاجتماعي – الأدبي ، وثمة كلمات أخرى كثيرة لا مجال هنا لذكرها ، وكلها تدل على محاولاتي الجادة بأن تظل العربية سائدة . وسائغة على الألسن ، ولكل امرئ ما نوى .
- وكذلك الأمر أن نتقبل التعبير والأساليب التي لم يكن للعربية القديمة بها عهد ، ولن يضار اللغة أن نسوق لها عبارة مترجمة عن لغة أخرى ، فهذه اللغات أنهار تتلاقى شئنا أم أبينا . وتبقى هنا مسألة الذوق في قبول هذا الأسلوب أو رفض ذاك .***
إن شجرة اللغة قد تتساقط منها أوراق ذوت ، أو تراها أصبحت هشيمًا تذروه الرياح ، لكن هذه الأوراق ( أعني الألفاظ والتعابير ) سرعان ما تستبدل بأوراق أخرى يانعة دعت إليها الحاجة واستلزمها الظرف ، والشجرة تبسق أصيلة شامخة . وهذا الفرع منها إذا انكسر فإنه لا يغير من اطراد نموها ، وسيظل أصلها ثابتًا وفروعها الأخرى في السماء . ونحن العرب في هذا الوطن نصارع يوميًا في سبيل الحفاظ على أسباب حياتنا وتطورنا ، ونحن نصطدم بواقع مغاير – واقع متحرك دينامي في المجتمع الإسرائيلي ، وعلى لسانه لغة تحاول أن تأخذ من حضارتي وتراثي الكثير من فولكلور وألفاظ وآثار ، حتى وصلنا بسبب هذه القوة الحضارية – اعترفنا أم لم نعترف – إلى أن هذه اللغة أخذت تقحم الجملة العربية ، بل تتداخل في نسيج التعبير ، وأضحى شبابنا ومثقفونا ( من محامين وأطباء واختصاصيين وتكنولوجيين ) يكررون على مسامعنا كلمات هي بالعبرية الفصحى .
هزني ذلك فكتبت مقالتي اللغة " العِـرْبِـية " عن اللغة التي لا هي عربية تعرف ، ولا عبرية تفهم ، فالأولاد يأخذون ( البيجديمات ) ، واشتروا ( كرطيسين ) ، وقس على ذلك .
وحاولت أن أقدم حلولاً افتراضية للخروج من هذا الخلط ، أو على الأقل للتقليل منه .
وفي ظني أن المبادرة التي قمنا بها نحن بعض عشاق اللغة – تدل على الغيرة اللغوية ، حيث قررنا أن نقيم جمعية لغوية ، عُقدت أولا في عبلين ، ثم التأمت ضمن اللجنة العليا اللغة العربية ، ويرأسها سليمان جبران وأعضاؤها هم – مع حفظ الألقاب :-
فهد أبو خضرة وخولة السعدي ومحمود أبو فنة وجورج قنازع ونزيه قسيس وجميل غنايم وإلياس عطا الله وفاروق مواسي .
وقد كانت لنا جلسات كثيرة تخللتها نقاشات جادة وأحيانًا حادة . وتمكنا من إصدار كراسين ، فيهما ترجمات لمصطلحات وتعابير تسعف الكاتب في كتابته .
وفي الآونة الأخيرة أخذ الأستاذ موفق خوري – مدير دائرة الثقافة العربية – يدعم مجمع اللغة العربية في البلاد ، وكلفني أنا والأستاذين حنا أبو حنا ونايف خوري ( كانون الثاني 2001 ) بان نسافر إلى القاهرة – إلى معرض الكتاب) ا . وكان لنا في القاهرة لقاء مع د. شوقي ضيف رئيس المجمع الذي حدثناه عن الفكرة ، فوجد أن تحقيق الاعتراف بنا عسير ، بسبب أن هناك مجمعًا فلسطينيًا آخر قد ووفق عليه .
( ومن العجيب والطريف أن هذا الشيخ الهِـمّ كان يقرأ بدون نظارة ) – وكان لجمال مراد سكرتير المجمع فضل في التقليل من عبثية اللقاء ، فأهدانا بعض الإصدارات . وأهديته شخصيًا بعض نتاجي ، ومنه مقالة لغوية لي حول ( الاسم المقصور ) نشرت في مجلة ( جامعة ) – العدد الأول 1997 ، باقة الغربية . وقد عكفنا الأستاذ حنا وأنا على تدبيج رسالة شرحنا فيها ضرورة أن نجد لنا سندًا وعضدًا ، في ظروفنا أو على الأصح في ظروف لغتنا ، ولا أدري إن ظلت رسالتنا في طوايا الملفات والنسيان . ومع ذلك تأسس المجمع وعقد جلساته الأولى للتداول في الدستور .
وكان لي حلم آخر : فقد عهدت لي كلية الشريعة في باقة حيث كنت أرأس فيها قسم اللغة العربية بأن أؤسس ( مركز اللغة العربية ) ، وذلك لتشجيع الأبحاث اللغوية.... والنية معقودة كذلك على الاهتمام بوسائل تدريس اللغة في فروعها المختلفة ، وقد رأست المركز وأصدرت كتابين تحت عنوان " دراسات وأبحاث في اللغة " ( 2004 ، 2005 ) .
وقد تشهد الأيام حلمًا آخر يتحقق – وهو تبني صف متميز من المتفوقين في العربية من طلاب الصفوف العاشرة ( من جميع المدارس الثانوية العربية ) بحيث يدرسون يومًا في الأسبوع في الكلية دروسًا إضافية في اللغة والأدب ، كل ذلك لإعدادهم بأن يكونوا باحثين ومحاضرين في دور المعلمين والجامعات ، ونحن بحاجة ماسة لإكمال ما كان قد بدأه الرعيل الأول ، هذا الرعيل الذي أعطى الكثير ، ولكن الزمن يغير عليه بالشيخوخة – اعترفوا أم لم يعترفوا.
***
كلفتنا وزارة المعارف نحن مجموعة من أساتذة اللغة العربية بأن نعد منهاجًا جديدًا لتدريس قواعد العربية ، وكنت من الذين تحمسوا جدًا لفكرة إرجاء تدريس النحو إلى المرحلة الثانوية وإلى التخلي عن أسلوب " النحو الواضح " لأستاذينا علي الجارم ومصطفى أمين . وقد كتبت مقدمة كتب " الجديد " للمرحلة الثانوية بتكليف من زميليّ د . فهد ابو خضرة و د . إلياس عطا الله ، فقلت /قلنا :
" هذا الكتاب يقدم منهجًا جديدًا لتدريس القواعد ، فيه اجتهاد في ترتيب المواد ودقة في تعريفها . ونحن لا نزعم أننا استحدثنا في المادة بقدر ما نؤكد أننا جددنا في أسلوب التدريس ، وقد شملنا ما رأيناه ضروريًا فيسرنا ، معتمدين الأهم والأعم والأجود والأفيد .
وقد رأينا ان نتناول وظيفة الكلمات في الجملة كالفاعل والمفعول به في الدراسة مرجئين مسائل الإعراب إلى المدرسة الثانوية ، وذلك لأننا أيقنا صعوبة الإعراب لدى الناشئة ، بل إن معظم الكبار لا يبقون منه إلا ذكريات مريرة وجهلاً مطبقًا بالقراءة المثلى .
ومن مظاهر الجدة أننا اعتمدنا النص مفتاحًا للدرس ، وغالبًا ما يكون تراثيًا ، ليفيد الطالب من مضمونه ويجيب عن أسئلة فهم المقروء ، ولا بد منها بادئ ذي بدء .
ولم نغفل لحظة أن غايتنا الأولى والأخيرة أن نضبط كلامنا بالشكل ، فكثرت التمارين الوظيفية ملائمة لمعرفة الطالب ، ومواكبة لمسيرته ، وقد اعتمدنا على أشعار العرب- قديمها وحديثها ."
( انظر مثلا مقدمة : الجديد في قواعد اللغة للصف العاشر )
ولا شك أن للصديق د . محمود أبو فنة يدًا طولى في المناهج الجديدة للغة والأدب ، وهو يدعوني للاشتراك الفعال فيها ، وقد قمنا بشبه ثورة في مناهج الأدب العربي كذلك ، إذ أخذنا ندرّس الألوان الأدبية من قصة ورواية ومسرحية وشعر حديث ومنه الشعر الفلسطيني ( المحلي ) ، كما اخترنا نصوصًا أدبية تمثل اتجاهات أدبية متباينة ، وتمثل عصورًا مختلفة . وعلى إثر هذا المنهاج الذي أقِر في الثمانينـيات أصدرتُ كتابين مساعدين لتحليل النصوص أتيت على ذكرهما في سيرتي الذاتي هذه في حديثي عن تجربتي النقدية ، وفي مواضيع أخرى .
ونشغل هذه الأيام بإعداد منهاج جديد آخر للأدب يلائم القرن الحادي والعشرين بمستجداته المتباينة ، ويتلافى ما نقص من المنهاج الأول . ولا شك أن اللجان المختلفة التي تعهد لنا وزارة المعارف بها من شأنها أن تحرك وتحفز ، ومن يدري فقد نكون بنينا لبنة في صرح اللغة ، أو على الأقل أخلصنا لها ، وحرصنا عليها ما وسعتنا الحيلة .
***
كنت وما زلت أنفر من التنطع وفضفاضية العبارات في دائرة الخواء،فقلت منتصرًا للغتي يوم أن سـيقـت للتمسح على الأعتاب:
- تبا للغة المبتذله
لغتي بيعت في سوق الأوحال
تبا للغة المسييــه
لقحها عبد الشهوات الدجال
كفرًا بالإنشاء وبالأفعال وبالأسماء
كفرًا إن نأسن في هذي الحال
(تنويعات منا فينا، المجموعة الكاملة،المجلد الأول، ص176)
وكنت وما زلت أنفر من هؤلاء من الذين يهاجمون الجديد، لا لسبب إلا أنهم لا يعرفون أو لا يألفون ما استجد، ولقد أوذيت إثر ذلك، واتُّهمت في لغتي ؛فوقف بعض الزملاء متصدين لمنهاج القواعد الجديد، وللكتب التي أعددناها، وكأنهم الذادة عن اللغة المنافحون لرد "الكيد" الذي يراد بها،وقد استمعت إلى دعواهم أو دعــاويهم، فما أبانوا ولا أفصحوا ، بله لاكوا العبارات في أخطاء لغوية فاحشة ... وصبري بالله .
وضقت ذرعًا بأخطاء ولحون يشترطها هذا " اللغوي " أو ذاك ، فيجعل الأمر استبدادًا ، أو على الأقل استئثارًا ، أو على أقل الأقل منظارًا أحاديــًا .
ومن باب التيسير – تحمست لفكرة توحيد شكل كتابة الهمزة وجعلها ( ئـ ) على نبرة في كل موقع . وقد وردت الفكرة أولا لدى بعض أهل المجمع اللغوي في القاهرة وكتب في ذلك الأستاذ وديع خوري ( البيادر – القدس – نيسان 1997، ص 19 ) ، وعرض الأمر بشكل علمي الدكتور فهد أبو خضرة " المنبر " ( العدد الأول سنة 1989) ، ثم كتبت أنا وبموافقة للطرح نصًا تجريبيـًا ( العدد الثاني 1989) فكان أن تجنى بعض الزملاء الغيورين على ذلك ، فوصف صاحب الاقتراح كتابة الهمزة بأنه " ذلك الغبي الذي ظن أن يستطيع أن يسهل الكتابة .." ... ( المواكب 78/1993) ، ويا سبحان الله !
واللغة وعاء الفكر ، وهي بأهلها ، وقد لا يروق البعض إذا غبطت العبرية على مرونتها..... وليس أدل على ذلك من صيغ التصغير فيها أو بناء صيغة لأصحاب المهن ، وخلق كلمات جديدة سرعان ما تشيع على الألسن وفي السطور ، إذ أن لهم مجمعًا لغويًا لا مجامع ، وهم لهم دولة ونظام لا دول وأنظمة .
ولكم عملت جاهدًا على تطويع لغتنا لكل مبتكر ، وأن تكون لغتنا العلمية دقيقة المؤدى ، ولها توصيل من غير حشو أو ترهل ، وأن تكون العربية الميسرة على ألسنة طلابي ، كما دعوت إلى ذلك في دورات الاستكمال التي قدمتها لمدرّسي اللغة العربية . وأعتز كثيرًا بأنني لا أني عن تلبية أية دعوة فيها نصرة للغة ، وذلك بالتطوع في إلقاء المحاضرات على طلاب المدارس الثانوية المختلفة ، وقد كنت من المتحمسين الفعالين في " سنة اللغة العربية " التي تقيمها المدارس بين سنة وأخرى ... ، وحصلت على رسائل تقديرية من هذه المعاهد العلمية ، وعلى ثقة المستفتين بالمسائل اللغوية ، وليس أدل على ذلك من المكالمات الهاتفية التي تصلني تترى عن معنى هذا الاسم للمولود / ة ، أو عن إعراب هذه الكلمة في هذا البيت ، أو في الآية . ثم إني كنت وراء المذياع أجيب ( في مطالع السبعينيات ) عن كل سؤال طلابي من مضمار اللغة والأدب فإذا بي – بعد أن توقف البرنامج – أجيب كل سائل عند معرفتي ، أو أنقب في المصادر حتى أفيد أنا وأفيد الآخرين .
وما أكثر ما تعلمت من معاجم الأخطاء الشائعة للعدناني ومصطفى جواد وزهدي جار الله وإميل يعقوب ! وما أكثر ما أتصفح " إصلاح المنطق " و " أدب الكاتب " و كتب الألفاظ والمعاني .***
ومن طموحي أن يولي أهل الاقتصاد والاجتماع اهتمامهم برقي اللغة ، فيجعلون وكدهم دعم التخصص والدراسة في خضم اللغة ، حتى يبحثوا ويعملوا بجد لا تطوعًا واحتسابًا فقط . وما أروع العمل الجماعي إذا كان أعضاء المجموعة الدارسون يتحلون برحابة الصدر ورحابة الأفق معًا .
ومن طموحي كذلك أن نكثر من مشروع " سنة اللغة العربية " ، فيكون بين الفينة والفينة وفي كل المواقع ، حتى يفسح المجال لزملاء آخرين كي يتعبدوا في محراب هذه اللغة أو في جوب آ فاقها . وسأسعد حقًا أن أرى أكثر من غواص يبحث عن صدفات اللغة ، ويطلع علينا بالدر المكنون الذي يبهجه ، فيتنافس الطلاب والكتاب في صنوف الآداب ، فالعربية كما يقول عبد الحميد الكاتب " ثقاف ألسنتكم " وها هي في عصر الحاسوب أخذت تصارع بحق وحقيق في سبيل بقائها على الأقراص . فاثبتي يا لغتي !!
ثم : هل حقًا يحبك أبناؤك وذووك ؟ [/size]
الرجوع الى المقدمة
amal
شاركت: 25 مارس 2006
نشرات: 3
ارسل: السبت ابريل 15, 2006 7:24 pm موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
الاستاذ الكبير فاروق مواسي،
لقد اتحفتنا والله بكلامك الجميل والمفيد،
كم أود أن أقرأ لك نصا آخر من سيرتك الذاتية بعنوان ( رحلتي في رحاب قريتي )، قد تحملنا رياح الغربة قريبا من طولكرم والشعراوية......
حقيقة انني بحثت عنك هنا لأوجه لك سؤالا حيّرني كثيرا، فأنا أعمل على ترجمة كتاب، وقد حيّرني كثيرا ترجمة كلمة ( femenist ( اود او اجد كلمة واحدة مقابلة لها باللغة العربية.
أتمنى الا اثقل عليك، مع شكري الجزيل لك، وامنياتي لك بظهيرات جميلة في عليّة بيت تداعبه نسائم البحر الابيض المتوسط.
أمل منصور
الرجوع الى المقدمة
د . فاروق مواسي
شاركت: 02 مارس 2006
نشرات: 50
المكان: باقة الغربية - فلسطين
ارسل: الاحد ابريل 16, 2006 6:05 am موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
[b][color=darkred]أمل الغالية ...
[size=18]
ويا هلا برائحة الوطن ( ريحة البلاد ) ....
شكرًا على ثقتك وعلى محبتك التي لمستها أو استشففتها .....
أنا من أنصار إبقاء التعابير التي ما زالت عليها قضايا نقاشية في تحديدها ، نحو الليبرالية ، الراديكالية ، البرجوازية ، الكلاسية ، الفيميــنيـة ،. فمن يدع إلى المساواة بين الجنسين وعلى جميع الأصعدة فهو فيمـيــــني ....وبالطبع لم يستخدم ذلك أحد ( استخدموا المصدر بالإنجليزية فيمينيزم ، وقالوا هو فيمينيـــستي = أي استخدموا النسبة مرتين ياء النسبة وحروف الإنجليزية ist )...
ولو هيئ لي أن أجد لفظة عربية ( ولكن من سيستعملها ؟ ) لاخترت معالَـقـَة ( من التعبير : عِـلق نساء أي ملازم لهن ، وليس بالضرورة لأن يكون ذلك بمعنى زير نساء ) ، والرجل معالِـق وهي معالقِة......
وأصدقك أنني أعالق في مسائل كثيرة .....وميزة اللفظة العربية أنني أستخدم الفعل ....[/[/
color]color]فما رأيك [/
[color=darkblue][size=24]وتحيـــة فاروقيــــة
الرجوع الى المقدمة
د . فاروق مواسي
شاركت: 02 مارس 2006
نشرات: 50
المكان: باقة الغربية - فلسطين
ارسل: الاحد ابريل 16, 2006 12:40 pm موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
تعليق سمير حمود — أبريل 15, 2006 في الساعة 7:47 pm
استاذي الفاضل ، سلام الله عليك ورحمته.
كنت قد عاهدتُ نفسي وأقسمتُ على ألا أعود إلى حاسوبي ولا أتابع ما يُنشر في الأدب لأسباب ذاتية ، ولكنه الإدمان على ما يبدو . أما تعليقي على مقالتك هذه فيمكنك اعتباره أمرا خارجا عن إرادتي وجدتُني مضطرا له لشدة ما يعنيني الأمر كقارئ عاشق للعربية من جهة وكمدرّس يدرسها ويدرّسها من جهة أخرى . فاسمح لي من فضلك أن أصاحبك في قراءة بعض النقاط التي طرحتَها وما أكثرها وأغناها قيمةً . بدايةًلا أظن أحدا يملك أن يُنكر مدى إخلاصك للغتك ومساهماتك في تطويرها ومنحها الثبات والصمود، ولكنك قد طرحتَ مسألة التجديد في اللغة بعدة مجالات :
-التجديد في التعابير والمصطلحات - وهذا ما تُشكر عليه أنت وأمثالك ممن يسعون إلى إيجاد مصطلحات تناسب عصرنا ومستجداته ، ودعني أقبل معك القبول بكلمات أعجمية خصوصا عندما تكون أسماء لأجهزة أو مستحدثات كأمثلتك التي ذكرتها.إلا أني أتحفظ على قبول الشائع ! فأنت أدرى يا دكتور بقلة العارفين المتقنين للغة ما أثّر على المستوى المتدني لكثير من الشائع فكيف نقبله؟ ( وملاحظتك-إن كان صحيحا- أجدها أغرب فأين يكون التجديد هنا؟)
-ذكرتَ الوضع الخاص للأقلية العربية بداخل إسرائيل وأوافقك أن العبرية تغزونا بشكل فظيع وقد قرأتُ مقالتك عن “العِربية” وهي غنية جدا ولا يمكن إنكار ما طرحتَه فيها ولكن ألا ترى معي أن العربية مغزوة من جميع اللغات في معظم البلاد العربية؟ وفي كثير من الحالات تُغزى الفصحى من اللهجات الدارجة وهذا مدعاة للبحث أيضا. ولكن دعني أقف عند غبطتك للعبرية لمرونتها، ألا ترى معي أستاذي أن إمكانية المقارنة غير متوازنة كون العبرية لا تملك حركات في أواخر الكلمات تتغير تبعاً لوظيفة الكلمة؟خلافا للغة العربية؟ أي أن المرونة تكون في قبول تعبير جديد ، ولكن ليس في قواعد اللغة !! وهذا يقودنا الى النقطة التالية التي طرحتَها وهي مسألة القواعد والإعراب. ودعني أبدي رأيي في المنهاج التعليمي الذي ذكرتَه لا لأني “لا أعرف أو آلف الجديد.. ” بل بمنظار موضوعي بحت آمل ألا “ينفرك”! فلغتنا العربية تتميز بكون الدور الوظيفي للكلمة في الجملة يؤثّر تأثيرا مباشرا على تشكيلها ، فإذا لم يفهم الإنسان وظيفة الكلمة ودورها (إعرابها) يحول ذلك بينه وبين فهم معنى الجملة.فإذا اتفقنا أن لغتنا “يسرٌلا عسرٌ” حسب تعبيرك ، نفهم أن بإمكان المنهاج تيسير الإعراب للطالب بحيث نساعده على فهم الجملة لفهم إعرابها . كما يمكن تبسيط الإعراب ليكون عليه فهم دور الكلمة الوظيفي دون ترديد جمل لا يستوعبها ، ولكن! إذا تعلم الطالب الفاعل أو المفعول به دون أن يربط ذلك بتأثير الوظيفة على تشكيل آخر الكلمة وقعت الواقعة فنجد الطالب في المرحلة الثانوية لا يكاد يفقه المعنى من وراء جملة إذا صيغت بشكل يتقدم به المفعول به على الفاعل. وهذا ماحصل للطلاب الذين درسوا منهاج الجديد حين بات مطلوبا منهم إيجاد العلاقة والتزامن بين الوظيفة والتشكيل للكلمة. وقد ذكرتَ بأن المنهاج جدد طرق التدريس ولكن اسمح لي بمخالفتك في هذه أيضا فهو قد أدنى من مستوى ما يُطلب من الطالب في القواعد خاصة دون أن يضمن تمكن الطالب من الحد الأدنى المطلوب منه. واعذرني في القول بأن النحو الواضح قد خرّج لنا فحولا في العربية متمكنين منها من أمثال الدكتور فاروق وزملائه فهل ترى الجديد قابلا لتخريج من هم مثلك في تمكنهم من لغتهم؟
ليس معنى كلامي أني أسعى للتعسير في اللغة أو جعلها حكرا على أقلية من الناطقين بل أنا من المؤمنين بتعدد المستويات المقبولة multiplestandards ولكن بشرط ضمان انكشاف الطالب للأسس والقواعد الأساسية في اللغة حتى لو لم نحاسبه عليها في الامتحان.
من جهة أخرى-
تطرقتَ للتجديد في الكتابة مثل الهمزة ورغم عدم إيماني بمثل هذه الحاجة إلا أني سأقبلها ما دامت منك.
-التجديد بتبسيط الألفاظ وهذا أيضا يمكن اعتباره مقبولا ما دام لا يمس بأصول اللغة.
آمل ألا تكون قراءتي لمقالتك “منفرة”، ولكنك قد نجحتَ في إثارة اهتمامي بالمقالة وبما طُرح فيها من أفكار جديرة بالنقاش.
ولك تحياتي مع الإعزاز والإكبار يا أستاذي الفاضل .
[color=blue]أخي الفاضل ، سلام الله عليك ورحمة تترى .
شكرًا أولاً لأنك عدت إلى حاسوبك وتابعتني ، وشكرًا ثانية على تعليقك على مقالتي قارئًا عاشقًا للعربية من جهة ، ومدرّسًا يدرُسها ويدرّسها من جهة أخرى .
شكرًا لتبينك مدى إخلاصنا للغتنا ولمدى المساهمات في تطويرها ومنحها الثبات والصمود….فحياك الله وبياك …
اسمح لي أخي الفاضل أن أجيب بإيجاز :
تقول : ” أتحفظ على قبول الشائع ! فأنت أدرى يا دكتور بقلة العارفين المتقنين للغة ما أثّر على المستوى المتدني لكثير من الشائع فكيف نقبله؟
( وملاحظتك-إن كان صحيحا- أجدها أغرب فأين يكون التجديد هنا؟)
أقصد تعابير شائعة نحو ( خمّ ) فهي أفصح من ( قن ) ، وبدلة ( بدل بذلة ) ، و( على قد الحال ) ، و( فوق هذا والذي ) ….وكثير غيرها …
” الجديد” ليس جديدًا تمامًا ، وإنما الحديث كان في سياق عام ورؤية فيها طرح مستجد ….أو قل طرحه من جديد …
-
وتسأل : ” ألا ترى معي أن العربية مغزوة من جميع اللغات في معظم البلاد العربية؟ وفي كثير من الحالات تُغزى الفصحى من اللهجات الدارجة وهذا مدعاة للبحث أيضا. ”
طبعًا ، فقد كنت في المغرب ، فما وجدت في مطعم لائحة طعام بالعربية ،
واستمعت إلى بعض مثقفي الخليج وهم يخلطون بين العربية والإنجليزية …المشكلة عمت وطمت ..وضع العربية أشعر أنه في أزمة بين أهلها وفي جميع مواطنها ، ولذا كانت جملتي الأخيرة في المقالة …
وتسأل : ” ألا ترى معي أستاذي أن إمكانية المقارنة غير متوازنة كون العبرية لا تملك حركات في أواخر الكلمات تتغير تبعاً لوظيفة الكلمة؟خلافا للغة العربية؟ أي أن المرونة تكون في قبول تعبير جديد ، ولكن ليس في قواعد اللغة !! ”
الجواب أن الشكل قائم على كل حرف في العبرية عدا الحرف الأخير ، ونحن عند الوقف نسكن الحرف الأخير ….
أنا لم أقارن ، ولكني أتحدث عن ظاهرة تطور العبرية ، ولم أعلل أو أحلل ، فأنا أكتب سيرتي وعشقي للغة ومشاعري إزاء لغتي وأشعر بالغيرة من لغة دينامية ، وأنت تتفق معي في ذلك …
ثم إنك ترى أن منهاجنا الجديد ” لا يراعي الدور الوظيفي للكلمة في الجملة …… ولكن! إذا تعلم الطالب الفاعل أو المفعول به دون أن يربط ذلك بتأثير الوظيفة على تشكيل آخر الكلمة وقعت الواقعة ….
إن الناحية الوظيفية تقتصر على المدرسة الإعدادية ، ونكتفي منه أن يحسن القراءة المشكولة ، وأن يعرف الفاعل في الجمل المختلفة التالية ( دون ضرورة إعراب دقيق ) :
حضر محمد .
حضر هذا ، وسأل عنك . (الضمير المستتر أيضًا )
يعجبني أن تجتهد .
يعجبني أن نجاحك باهر .
ونماذج أخرى …حتى إذا وصل الصف العاشر بدأ بالناحية الوظيفة الملازمة لمعرفته وتحديده الذي أتقنه ….
أحب أن أقول لك إنني متحمس للطريقة ، وقد شرحتها للأستاذ اللامع محمود امين العالم ، فدهش ، وألح علي أن أحضر الكتب في زيارتي القادمة ، كما حدثت الكاتب المعروف وصاحب مؤلفات في اللغة سليمان فياض ، فقال لي : يا بيه الوضع لديكم أفضل ….
ثم تعترف بأن المنهاج جدد طرق التدريس ولكنك تقول إنه أدنى من مستوى ما يُطلب من الطالب في القواعد خاصة .
أتعرف يا صديقي أنني في دورات استكمال المعلمين أسمع آراء تتناقض ، ففي حين يذهب بعضهم إلى أننا عمدنا إلى التسهيل قال الآخرون إننا صعّبنا ….واحترنا …وقد بينت استبانة استطلاعية نسبة متساوية بين الرأيين ….
. يبقى أن أعارضك مع تقدير جهود ” النحو الواضح ” وأوّليته ، فأنا أرى أنه لم يكن وحده هو الذي خرّج من خرج ، فالمتمكنون درسوا الشرتوني بعمق ، وتنقلوا بين مصادر ومراجع ليس النحو الواضح بينها ….ولن أذكر لك هنا عشرات الثغرات في الكتاب ( صدر سنة 1926 ) التي أقدمها للأساتذة في محاضراتي …..
لم أفهم مغزى قولك ” ليس معنى كلامي أني أسعى للتعسير في اللغة أو جعلها حكرا على أقلية من الناطقين بل أنا من المؤمنين بتعدد المستويات المقبولة multiplestandards ولكن بشرط ضمان انكشاف الطالب للأسس والقواعد الأساسية في اللغة حتى لو لم نحاسبه عليها في الامتحان. ”
وفي أي سياق ذكرت ذلك ؟
تقول :
” تطرقتَ للتجديد في الكتابة مثل الهمزة ورغم عدم إيماني بمثل هذه الحاجة إلا أني سأقبلها ما دامت منك.”
شكرًا على هذه الثقة ، وقد عرضت الأمر على أنه محاولة ، ولست أرى نفسي اليوم مساندًا متحمسًا للفكرة ….ولكن ، لا بأس في عرضها ، فربما يفكر أحدهم بفكرة من وحيها تكون إبداعية ….
* * * * * *
شكرًا على هذه الغيرة اللغوية ، فأنا أعتز بأمثالك ، وأرجو أن نستمر في علاقة بناءة ، وحبذا تواصلك معي عبر موقعي وبريدي هناك ، فأنت قد نجحتَ في إثارة اهتمامي بآرائك ، وبما طرحت فيها من أفكار جديرة بالنقاش.
ولك تحياتي مع الإعزاز والإكبار يا أستاذي الفاضل .
ولك محبتي
[size=24]وتحية فاروقيــــةhttp://www.geocities.com/faruqmawasi [/size]
الرجوع الى المقدمة
amal
شاركت: 25 مارس 2006
نشرات: 3
ارسل: الاحد ابريل 16, 2006 8:14 pm موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
عزيزي الدكتور فاروق،
لا فضّ فوك... انت لا تعلم مدى راحتي لردك عليّ، لقد انزلت حملا ثقيلا عن كتفيّ،
بأي الكلمات أشكرك؟؟؟
لم اكن في يوم ما فيمينية، لكن الكتاب الذي اترجمه يتحدث عن المرأة بكل ابعادها، وقد اثقلتني هذه الكلمة كثيرا الى ان اخذت بيدي وبقلمي،
شكرا لك بعدد حبات اللوز الاخضر على اشجار حاكورتكم وحاكورتنا !!!!!
أمل منصور
الرجوع الى المقدمة
anuasir5
شاركت: 24 مارس 2006
نشرات: 14
المكان: الجليل
ارسل: الثلاثاء ابريل 18, 2006 2:55 pm موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
أستاذي الجليل
تحيات قلبية نقية
لعل من واجب كل من يعرفك توجيه الشكر الكبير والتقدير على مساهمتك الكبيرة في تطوير لغتنا الغالية . ولي سؤال أرجو أن تفتيني فيه فهل هنالك ترجمة عربية لكلمة רלוונטי باللغة العربية؟ وهلا أفدتني في الأصح بالنسبة لكتابة الهمزة التي تليها واو فهل أكتب (يقرءون) أم (يقرؤون)؟ما هو الأصح؟
ولك شكري ومحبتي سلفا.
الرجوع الى المقدمة
د . فاروق مواسي
شاركت: 02 مارس 2006
نشرات: 50
المكان: باقة الغربية - فلسطين
ارسل: الاربعاء ابريل 19, 2006 5:47 am موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
شكرًا وتحية معًا
وبعد ، فأما الكلمة العبرية وهي مأخوذة من relevant ومعناها وثيق الصلة بالموضوع ، فقد رأيت أن من الضروري إيجاد كلمة واحدة ، فكتبتها في أكثر من كتاب ( لوزارة المعارف ) = موصول ، والمصدر موصولية ....ولم أجد اعتراضًا من أحد ...
جدير بالذكر أن كل تعبير لا يُستساغ في البداية ، لكنه سرعان ما يكون مألوفًا .
أرجو إبداء رأيك في اقتراحي ....
يقرءون
يقرأون
يقرؤون
كلها صحيحة ، فالأولى بسبب عدم اللجوء إلى واوين لمن لا يحب تكرار ذلك ....
والثانية حسب أصل الفعل ، فدخل الضمير الزائد ، فيحق لنا إبقاء الأصل ( عدا تقرئين - مع الياء ) .
والثالثة أن الهمزة كتبت بحرف المذ الذي لحركتها ، نحو : يقرؤه ....ويصح يقرأه
وتحيـــة فاروقيــــة
الرجوع الى المقدمة
anuasir5
شاركت: 24 مارس 2006
نشرات: 14
المكان: الجليل
ارسل: الاربعاء ابريل 19, 2006 12:57 pm موضوع الرسالة:
--------------------------------------------------------------------------------
أستاذنا الكبير حياك الله بتحية أهل الجنة وجزاك عني كل خير فقد أفدتني فيما احتجت اليه . وقد أراحتني مسألة الهمزة بإمكانياتها، أما الموصول فيبدو أني بحاجة لبعض الوقت حتى أعتاد عليها فهي غريبة عني رغم أن تعليلك منطقي. وكنت قد سمعت أحد الأصدقاء يترجمها (حيوي) بسبب تلك العلاقة الحيوية بارتباطها بالأمر فما رأيك؟ وهل تجوز؟