خلفية
بدأ تعريب المصطلحات على يد نخبة كانت راسخة العلم بالعربية وتاريخها مع اطلاع متباين على العلوم التخصصية وغالب تعريباتهم كانت جيدة لكنها عمومية بطيئة الإيقاع من حيث الكثافة
منذ الخمسينات بدأ مترجمون متوسطي الأهلية بكلتا اللغتين وشبه معدومي الأهلية بالتخصص ترجمة المصطلحات مما أدى لتباينات كبيرة ونسبة من المصطلحات الهزيلة
ثم بدأت مؤسسات ممولة تقود عملية الترجمة والاصطلاح وبدأت ما يسمى بالفصحى الحديثة بالتبلور وهي لغة ما تزال غير موجودة أو مقعدة حتى اليوم لكن هناك سعي لتقعيدها تقوده حاليا شركات التقنية الكبرى مثل غوغل وآي بي إم وفرق البحث التابعة لها والتي تتركز في عدة جامعات مثل بنسلفانيا ونيويورك وليدز وليس هناك موقف واضح للمجامع اللغوية تجاه هذا الأمر بل تقريبا ترك لقناعات الأعضاء حسب المشاريع التي يعلملون عليها ومعجم الفيزياء للمجمع المصري مليئ باصطلاحات تعتمد اللمفاهيم الدارجة وليس النسق الاشتقاقي لعربية القرآن التي صات تسمى في أبحاث اللغويات وحوسبة اللغة العربية الكلاسيكية أو عربية القرآن
وتتسارع جهود تقعيد هذه اللغة والتي سمحت انترنت والشبكات الاجتماعية بخلق دور قائد لشركات التقنية الكبرى في نشر هذه اللغة وترسيخها بمثابة lingua franca بين اللهجات العربية المتباينة بعد أن كانت عربية القرآن هي القاسم المشترك الأساسي بيننا رغم أن جزءا كبيرا لا يستطيع الحديث بها أو تمييز ما هو صحيح وغير صحيح بها
ينحسر دور المؤسسات العربية بما فيها وزارات التعليم وواضعي المناهج في صياغة هذه اللغة كونهم بطيئين ومتخلفين من جهة وكون انترنت باتت مصدرا أساسيا للمعلومة بالنسبة لغالبية الجيل الجديد من العرب
رغم أن مراكز البحث الغربية التابعة للشركات الكبرى لم تسع حتى الآن لأي صدام مع المؤسسات التقليدية العربية فلم تحاول إصدار أي مرجع لقواعد العربية الحديثة أو معجم مصطلحات "للتداول" لكن أدوات كثيرة وأوراقا بحثية تشرحها قد باتت هي التي ترسم ملامح الفصحى الحديثة على انترنت
على مستوى اختصاصي في حوسبة اللغة معدودون هم الباحثون الذين يتمسكون بعربية القرآن ورغم أن كثر من اللغويين ما يزالون يتمسكون بها إلا أن دورهم ينحسر فلا ناتج لغوي يستطيع مواجهة سيل لأدوات التي تشكل خلفية اللغة على انترنت وعندما يستخدم أحدنا مصطلح مثل الشابكة ينظر له أنه متنطع بل البعض من صغار السن لايفهمونه
وحاليا العائق الوحيد أمام الهيمنة التامة لهذه اللغة المصنوعة هو اللهجات المحلية