[align=justify]الزملاء والزميلات الأفاضل،
لا بد من وجود آلية تمكن المترجمين البارعين من امتلاك المفاتيح لصياغة المصطلحات والمفاهيم المستحدثة في اللغات الأجنبية تمهيداً لتوطينها في العربية ـ خاصة وأن المجامع اللغوية العربية الكثيرة لا تواكب تطور المصطلح كما ينبغي، فذلك أحسن بكثير من استعارة الألفاظ الأجنبية كيفما اتفق. ولكن بشرط أن يكون المترجمون ملمين بقواعد الاشتقاق وقواعد التعريب على أكمل وجه وهذا أضعف الإيمان!
أما الألفاظ الحديثة التي دخلت العربية وشاعت فيها مثل "إنترنت"، فما المانع من اعتمادها ـ كما اعتمد الأقدمون كلمة "كاغد" (من الفارسية)، و"قرطاس" (من اليونانية χαρτις)، و"راموز" (من السريانية ܪܡܘܙܐ)، و"هيكل" (من السومرية "إي جال")، و"صراط" (من اللاتينية stratum)، وغيرها، وكما اعتمد المعاصرون "غاز" (من الهولندية: geest "روح")، و"تلفزيون" وووو؟ وقد أبان الأخ الدكتور فاروق المواسي مراراً أن اعتماد مصطلح شائع مع وجود بعض الثغرات فيه، خيرٌ من اعتماد لفظ أسلم لغوياً لا يتفق على استعماله عربيان اثنان، خاصة وإننا نعيش في زمن إذا ناقش عربيان اثنان موضوعاً فيه، خرجا على الناس بثلاثة آراء في الموضوع ذاته، لأن الخلاف صار هدفاً بحد ذاته لا تكتمل آلة العالِم العربي إلا به.
وقد أبنت سابقاًَ في أكثر من مداخلة الفرق بين الاقتراض المعجمي والاقتراض المفهومي، وهذا قدر اللغات فلا عيب في ذلك. وإنما العيب في أداء بعض المترجمين الذين يستعيرون كلمة أجنبية ويقحمونها في ترجمتهم العربية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث في العربية عما يقابل (أو قد يقابل) الكلمة المراد ترجمتها، وهذا كثير. ومن هؤلاء المترجمين من لا يكلف نفسه حتى عناء شرح الكلمة الأجنبية التي أتى بها في نصه العربي في حاشية حتى يفهم الناس مراده منها، وهذا هو مكمن الخطر.
أعتقد أن المعضلة في عدم التوفيق في قضية المصطلح تكمن في التوفيق بين حبنا الشديد للغة العربية ورغبتنا الشديدة في الحفاظ عليها سليمة لأسباب كثيرة، وبين مواكبة العصر الحديث مواكبة لا تضر بلغتنا، وبين الآلية اللاعقلانية التي تحكم شيوع كلمة أجنبية وتوطينها في اللغة. وهذه معضلة لا أعرف لها حلاً ولكني أعتقد أن المجامع اللغوية العربية الكثيرة (مع أن اللغة واحدة) تتحمل القسط الأكبر من مسؤولية تراكم المشاكل المصطلحية والمعجمية في الوطن العربي لعجزها عن مواكبة التطور العلمي الحاصل في العالم وتقصيرها المثير للقلق في خدمة اللغة التي وُجدت تلك المجامع لأجلها. وربما يكون تجديد تلك المجامع، واعتماد اللغويين الضليعين فيها لاستدراك ما فات واحتواء التراكمات المعجمية والفروقات المصطلحية الحاصلة في الوطن العربي، والمشاركة البناءة للأعضاء في هذا المنتدى الذي أقترحه لنخصصه للنقاش الجاد في إيجاد المفاتيح التي تخول المترجمين صياغة المصطلحات والمفاهيم المستحدثة في اللغات الأجنبية تمهيداً لتوطينها في العربية توطيناً سليماً لا يمجه الذوق اللغوي ولا يؤخرنا عن مواكبة العصر، ـ أقول ربما كان هذا أول الخطوات في طريق حل المعضلة.
وأدعو زملائي وزميلاتي الأفاضل إلى الإدلاء بدلوهم في هذا الموضوع.[/align]
لا بد من وجود آلية تمكن المترجمين البارعين من امتلاك المفاتيح لصياغة المصطلحات والمفاهيم المستحدثة في اللغات الأجنبية تمهيداً لتوطينها في العربية ـ خاصة وأن المجامع اللغوية العربية الكثيرة لا تواكب تطور المصطلح كما ينبغي، فذلك أحسن بكثير من استعارة الألفاظ الأجنبية كيفما اتفق. ولكن بشرط أن يكون المترجمون ملمين بقواعد الاشتقاق وقواعد التعريب على أكمل وجه وهذا أضعف الإيمان!
أما الألفاظ الحديثة التي دخلت العربية وشاعت فيها مثل "إنترنت"، فما المانع من اعتمادها ـ كما اعتمد الأقدمون كلمة "كاغد" (من الفارسية)، و"قرطاس" (من اليونانية χαρτις)، و"راموز" (من السريانية ܪܡܘܙܐ)، و"هيكل" (من السومرية "إي جال")، و"صراط" (من اللاتينية stratum)، وغيرها، وكما اعتمد المعاصرون "غاز" (من الهولندية: geest "روح")، و"تلفزيون" وووو؟ وقد أبان الأخ الدكتور فاروق المواسي مراراً أن اعتماد مصطلح شائع مع وجود بعض الثغرات فيه، خيرٌ من اعتماد لفظ أسلم لغوياً لا يتفق على استعماله عربيان اثنان، خاصة وإننا نعيش في زمن إذا ناقش عربيان اثنان موضوعاً فيه، خرجا على الناس بثلاثة آراء في الموضوع ذاته، لأن الخلاف صار هدفاً بحد ذاته لا تكتمل آلة العالِم العربي إلا به.
وقد أبنت سابقاًَ في أكثر من مداخلة الفرق بين الاقتراض المعجمي والاقتراض المفهومي، وهذا قدر اللغات فلا عيب في ذلك. وإنما العيب في أداء بعض المترجمين الذين يستعيرون كلمة أجنبية ويقحمونها في ترجمتهم العربية دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث في العربية عما يقابل (أو قد يقابل) الكلمة المراد ترجمتها، وهذا كثير. ومن هؤلاء المترجمين من لا يكلف نفسه حتى عناء شرح الكلمة الأجنبية التي أتى بها في نصه العربي في حاشية حتى يفهم الناس مراده منها، وهذا هو مكمن الخطر.
أعتقد أن المعضلة في عدم التوفيق في قضية المصطلح تكمن في التوفيق بين حبنا الشديد للغة العربية ورغبتنا الشديدة في الحفاظ عليها سليمة لأسباب كثيرة، وبين مواكبة العصر الحديث مواكبة لا تضر بلغتنا، وبين الآلية اللاعقلانية التي تحكم شيوع كلمة أجنبية وتوطينها في اللغة. وهذه معضلة لا أعرف لها حلاً ولكني أعتقد أن المجامع اللغوية العربية الكثيرة (مع أن اللغة واحدة) تتحمل القسط الأكبر من مسؤولية تراكم المشاكل المصطلحية والمعجمية في الوطن العربي لعجزها عن مواكبة التطور العلمي الحاصل في العالم وتقصيرها المثير للقلق في خدمة اللغة التي وُجدت تلك المجامع لأجلها. وربما يكون تجديد تلك المجامع، واعتماد اللغويين الضليعين فيها لاستدراك ما فات واحتواء التراكمات المعجمية والفروقات المصطلحية الحاصلة في الوطن العربي، والمشاركة البناءة للأعضاء في هذا المنتدى الذي أقترحه لنخصصه للنقاش الجاد في إيجاد المفاتيح التي تخول المترجمين صياغة المصطلحات والمفاهيم المستحدثة في اللغات الأجنبية تمهيداً لتوطينها في العربية توطيناً سليماً لا يمجه الذوق اللغوي ولا يؤخرنا عن مواكبة العصر، ـ أقول ربما كان هذا أول الخطوات في طريق حل المعضلة.
وأدعو زملائي وزميلاتي الأفاضل إلى الإدلاء بدلوهم في هذا الموضوع.[/align]
تعليق