حاشية (1)
[align=justify]
يعاني المصطلح العربي من عدة مشاكل عويصة لا بد من حلها أولا قبل التطرق إلى مناقشة مضامينه. من أهم تلك المشكلات:
1.وجود أكثر من مصطلح عربي مقابل المصطلح الأجنبي الواحد (مثال: في مجال تخصصي في علم التأثيل، يسألني الناس باستمرار عن معنى كلمة "التأثيل" فأقول: الـ فأسمع منهم: 1. الإيتيمولوجيا، 2. علم تاريخ الكلمات، 3. علم تأصيل الكلمات و4. علم التأثيل).
2. عدم الوضوح والدقة: يعاني المصطلح المستعمل من الضبابية وعدم الدقة نتيجية لانعدام أي نوع من أنواع التنسيق بين المترجمين المشارقة (المترجمين عن الإنكليزية) والمغاربة (المترجمين عن الفرنسية)، وبين المترجمين جميعا من جهة، والمؤسسات اللغوية العربية من جهة أخرى (مثال: انظر المشاركة رقم 7 على الرابط التالي:
http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=3027&forum=7
3. التأخر في وضع المصطلح العربي من جهة، وعدم التزام الكتاب العرب به من جهة أخرى. وهذا عائد إلى أسباب كثيرة أهمها شلل المؤسسات اللغوية العربية الرسمية وعدم ثقة المثقف العرب فيها عموما وفي المجامع اللغوية خصوصا لأنها لا تنتمي ــ فكرا ومنهجا وتطبيقا وعملا ــ إلى الألفية الثالثة!
هنالك مشاكل أخرى أشد تعقيدا أعود إليها لاحقا إن شاء الله. وأنصح المستزيدين بقراءة المقال التالي: (المصطلح اللغوي العربي بين الواقع و الطموح ــ د. ناصر إبراهيم صالح النعيمي على الرابط التالي: http://www.ulum.nl/d12.html) لتشكيل نظرة عامة عن مشاكل المصطلح العربي.
بربط ذلك بمصطح الحداثة أزعم أن طرح مواضيع مثل الحداثة للنقاش دون تحديد مفهوم المصطلح والاتفاق على معانيه، ليس من العلم في شيء، ولا يتعدى الطرح المسألة الاستهلاكية المحضة! والمدخل الصحيح إلى النقاش هو رفع الضبابية عن المصطلح المستعمل والاتفاق على حد واضح له. والحداثة لم تحد بعد، وأنا لا أفهم حتى اليوم معناها كما يطرحها "الحداثيون" العرب، وأنفي سلفا أية أية تهمة محتملة ترد عدم الفهم إلى قدراتي الذهنية وأذهب أبعد من ذلك وأقول إن عدم الوضوح عائد إلى عدم اتضاح الرؤية لدى من يسمون أنفسهم "حداثيون".
وأختم بالإشارة إلى أن "الحداثة" ــ كما يطرحها أصحاب الفكر الحداثي الغامض من العرب ــ باتت تعني للكثيرين تقويض الثوابت الدينية، ذلك لأن الدعوة إلى الثورة على المفاهيم الثابتة في كتابات أدونيس وغيره تحتل حيزا كبيرا من فكره. في هذا السياق أصبحت الحداثة تعني (الثورة على الدين). وهذا يذكرني بالموضة العربية الغبية في الخمسينات والستينات، والتي كانت تقتضي أن يكون المتعلم ماركسيا أو شيوعيا كي يعتبر "مثقفا". هذا زمن ولى .. إن المثقف الذي يعتبر الثقافة الحقة و"الحداثة" ثورة على الموروث الديني والفكري للأمة مثقف لا يزال يعيش في الخمسينات والستينات من القرن الماضي .. بل إنه مثقف يعاني من ظاهرة الارتداد إلى الأمية!
[/align]
تعليق