خلاصة في ضبط مصطلح العلمانية
تقليص
X
-
-
[align=center]إضفات وحواش[/align]
[align=justify]إن تقسيم جمهور المؤمنين عند النصارى إلى خاصة وهم الكهنوت، وعامة وهم الجمهور العامي، هو تقسيم موجود في كل الديانات والملل التي فيها كهنوت وكهنة.
ولقد تعلمنا من قبل وتذكرنا بفضل المعمعان الدائر في معرفة معتقدات "الموحدين الدروز" أن الدروز يقسمون، شأنهم في ذلك شأن النصارى، جمهورهم إلى خاصة وعامة، وأنهم يسمون الخاصة "العقال" والعامة "الجهال". وهذه التسمية ذات مغزى، فنصارى اليونان يسمون الجهال "علمانيين" ـ بفتح العين ـ نسبة إلى العالم، ولم يكن لهذه الكلمة معنى سلبي في الأول، إلا أنها سرعان ما اكتسبت معنى سلبيا، فصارت كلمة "علماني" ـ بمعناها الأصلي لا الحالي ـ تدل من هو عكس الكهنوتي في المستوى، أي الجاهل .. فالتسمية أصبحت فيما بعد تشنيعا، إلا أن التقسيم "عقال" لا يجهلون و"جهال" لا يعقلون عند الدروز مباشر، وسلبي، ومنذ البداية.
وعليه فلدينا في تراثنا اللغوي العربي الأصلي ثلاث مقابلات ــ أو مكافئات مصطلحية وظيفية كما يقال في علم المصطلح ــ لكلمة "علماني" بالمفهوم اليوناني النصراني الأصلي يعني "عكس الكهنوتي"، وهي:
1."العلماني": وهذه كلمة من التراث اللغوي النصراني العربي، وهي ترجمة مستعارة ومركبة وفق قالب الكلمة السريانية ܥܠܡܝܐ: عَلمايا "عالماني/علماني" نسبة إلى ܥܠܡܐ: عَلما "عالم".
2."العامة": وهذه كلمة من التراث اللغوي العربي العام، استعملها بهذا المعنى المخصوص معجميو المغرب العربي وكذلك رفاعة الطهطاوي في كتابه "تلخيص الإبريز في وصف باريز".
3."الجهال": من التراث اللغوي الدرزي، ذلك أن الدروز يقسمون جمهورهم إلى "عقال" وهم الكهنة و"جهال" وهم العامة.
وأدعو محبي العلم والمعرفة، ومتعاطي التثقيف والحكمة، وذوي الأذهان الحادة إلى النظر في المصطلحات المشابهة في الملل والطوائف المختلفة تمهيدا لحصرها ههنا.
[/align]
تعليق
-
حاشية في غاية الأهمية!
تعريب مصطلح "العلمانية" يعود للقرن العاشر الميلادي وأبعد!
[align=justify]فلقد جاء في الصفحة 92 من كتاب مصباح العقل* لساويرس ابن المقفع المتوفي سنة 987 ميلادية ــ وكان ساويرس ابن المقفع هذا، أو "أبى البشر ساورى ابن المقفع" كما كان يعرف في المصادر الإسلامية، حبرا قبطيا مارس، فيما مارس، وظيفة كاتب الدولة أيام حكم الأسرة الإخشيدية ــ ما نصه:
((التزويج مختلف عندنا، لأن للكنهة شروطا ذكرها الكتاب؛ وهي ألا يتزوجوا بأرملة ولا مطلقة ولا زانية. وليس للكاهن أن يتزوج، بعد امرأته الأولى، بغيرها؛ هذا بإجماع النصارى؛ إلا ما ابتدعه طيماثوس الجاثليق من إطلاقه للنسطورية التزويج، بعد امرأته الأولى، بما شاء، واحدة بعدة واحدة، ولو بلغ ذلك سبعة، وكذلك إبراهيم البطريق، صاحب نوبة)).
((والكاهن هو الأسقف والقس والشماس. إلا أنهم مختلفون في أمر آخر؛ لأن الشماس يمكنه أن يتزوج بعد الشماسية، ولا يمكن للأسقف والقس أن يتزوجا بعد الأسقفية والقسيسية، إلا عند الطائفتين اللتين ذكرتهما، أعني طيماثوس الجاثليق وإبراهيم البطريق، فإنهما أجازا ذلك للقس والشماس، كما ذكرت آنفا)).
((وقد رأى المتقدمون بعد ذلك رأيا في الأساقفة. أما المصريون فرأوا أن يكون الأسقف، بالإسكندرية خاصة، بتولا لم يتزوج في حال علمانيته. وأما النسطورية والسريان فرأوا ألا يكون الأسقف البتة ممن تزوج قبل أسقفيته. وأما النوبة فأمرهم على الرسم الأول)).
وهذا حسب علمنا أقدم ورود لمصطلح (العلمانية) بالعربية. وهو من التراث العربي المسحي كما ذكرنا مرارا في مقالتنا المرسومة بعنوان (تفكيك مصطلح العلمانية)، مع التنبيه إلى أن المفهوم المراد منها ههنا هو مفهوم الـLaïcisme/Laicism أي "العومنة" عكس الكهنوتية؛ وهو مفهوم ظهر مع مأسسة الكهنوت في الديانة النصرانية كما أبنا في مقالتنا المفصلة في تاريخ المصطلح. فابن المقفع يستعمل (علمانية) ههنا مقابل (أسقفية) أي الكهنوتية، هكذا دونما شرح، مما يعني بداهة أنه يفترض أن القارئ يدرك معناها وأنه ليس أول كاتب استعملها، وأن ديوان النصوص المسيحية العربية الذي يرى النور شيئا فشيئا يجب أن يحتوي على نصوص أقدم من نص ابن المقفع جاء فيها هذا المصطلح السرياني الأصل كما أبنا بالدليل القاطع والبرهان الساطع.
أما مفهوم "الدنيوية" للدلالة على الـ secularism الذي نادى به جورج هوليوك سنة 1851 (ويرادفه في هذا المعنى: مصطلح "الدهرية")، والمصطلح المنقحر "لائيكية" للدلالة على "الإيديولوجة العلمانية" الفرنسية laïcité الذي أدخل في الاستعمال في فرنسا سنة 1871 (ويرادفه في هذا المعنى: "اللادينية")، اللذان يؤديهما في العربية أيضا مصطلح (العلمانية)، فهما مفهومان حديثان نسبيا (ظهرا سنة 1851 وباطراد سنة 1871) كما لاحظنا في المقالة.
وعليه فإن تعريب مصطلح "العلمانية" يعود للقرن العاشر الميلادي كما يبدو من كتاب ابن المقفع الذي يعبر أقدم مصدر ورد فيه هذا المصطلح، وليس للقرن الثامن عشر أو التاسع عشر كما كنا نعتقد قبل اليوم!!!
ــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر:
ساويرس ابن المقفّع. كتاب مصباح العقل . سلسة التراث العربيّ المسيحيّ 1. تقديم وتحقيق خليل سمير، القاهرة، 1978 . مقدّمة الناشر (ص 5-71) – متن الكتاب (ص 3-104) .
[/align]تعليق
-
شكرا جزيلا دكتور للفوائد القيمة,
ملاحظة:
منذ عشرات السنين والكتاب المسلمون يعيبون على العلمانية واهلها ومن اجل ذلك صار اكثر العلمانيين يسمون انفسهم تسميات اخرى وهم يريدون معنى العَلمانية, ولكن بأسماء مجهولة عند بعض الناس ومبهمة غير محددة عند بعض
واكثر مصطلحين اسمعهما:
1) ليبرالي
2) مدني
فأما الاول فهو من التحرر ولكنهم يقصدون معنى العلمانية نفسه,
وامام الثاني فأصله خلاف العسكري ولكني احس بأنهم يقصدون به العلمانية .
فكيف عسى المترجمون ان يترجموا هذين الاسمين؟
ليبرالي, مدني (الدولة المدنية).تعليق
-
الدولة المدنية في مقالة في الويكيبيديا وفيها: "ومن أهم مبادئ الدولة المدنية أنها لا تتأسس بخلط الدين بالسياسة"
تعليق
-
زيادة في مصطلحات درجات المؤمنين (خاصة وعامة),
إن الناس في السعودية وخاصة في اقليم نجد يقولون كلمة (امْطوَّع=مُطوَّع=مُتطوِّع والجمع: مطاوعه) لمن هو بين منزلة العالم بالدين العامل به ومنزلة الجاهل غير المتعبد كثيرا. فالمطوع بين هاتين المنزلتين.تعليق
-
تحياتي الطيبة يا دكتور عبد الرحمن،
وقفتُ على نسخة عربية من الأناجيل الأربعة مؤرخة بسنة 438 هـ استعمل ناسخها في الخاتمة هذه اللفظة (علماني)، وهو ما يؤكد على مسيحيتها أصلاً وفصلاً.
وهذه النسخة بمكتبة برلين الحكومية:
Staatsbibliothek zu Berlin, Ms. or. oct. 1108, 206r
ونص ما جاء في حَرْد المتن هو: «تم نسخ الأربعة أناجيل المقدسة في نصف الصوم المقدس لصاحبها إسطفان بن فريح الأنطاكي المعروف بالروسن كان علماني وفي وقت نسخ الإنجيل المقدس اتراهب (كذا) وصار اسمه أرساني... إلخ». اهـ
خالص التحية[frame="4 93"]
ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ
[/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)تعليق
-
تحياتي الطيبة يا دكتور عبد الرحمن،
وقفتُ على نسخة عربية من الأناجيل الأربعة مؤرخة بسنة 438 هـ استعمل ناسخها في الخاتمة هذه اللفظة (علماني)، وهو ما يؤكد على مسيحيتها أصلاً وفصلاً.
وهذه النسخة بمكتبة برلين الحكومية:
staatsbibliothek zu berlin, ms. Or. Oct. 1108, 206r
ونص ما جاء في حَرْد المتن هو: «تم نسخ الأربعة أناجيل المقدسة في نصف الصوم المقدس لصاحبها إسطفان بن فريح الأنطاكي المعروف بالروسن كان علماني وفي وقت نسخ الإنجيل المقدس اتراهب (كذا) وصار اسمه أرساني... إلخ». اهـ
خالص التحية
شخصيا يخطر في بالي تساؤل لم يكتب راهب أنطاكي يوحي اسمه أنه سرياني بالعربية؟
هل تحول إلى مبشر أو رجل دين لأحد قبائل العرب فكتب هذه النسخة بالعربية لهم؟
ثانيا لماذا هناك تنقيط على كتابة عربية قبل أبي الاسود بثلاث قرون؟
ثالثا الخط يبدو أحدث كثيرا مما هو معهود في الخطوط العربية بتلك الفترة التي كانت قريبة للمسند بينما هذا الخط يكاد يطابق خطوط الزمن الإسلامي الوسيط وأنا لست خبير خطوط قديمة ولا حتى حديثة لكني قرأته بوضوح ولا أستطيع قراءة المسند والعربية القريبة منه عادةإعراب نحو حوسبة العربية
http://e3rab.com/moodle
المهتمين بحوسبة العربية
http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
المدونات العربية الحرة
http://aracorpus.e3rab.comتعليق
إحصائيات Arabic Translators International _ الجمعية الدولية لمترجمي العربية
تقليص
المواضيع: 10,507
المشاركات: 54,222
الأعضاء: 6,146
الأعضاء النشطين: 6
نرحب بالعضو الجديد, Turquie santé.
تعليق