حاشية في "التوفيقية"

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Aratype
    مشرف
    • Jul 2007
    • 1629

    حاشية في "التوفيقية"

    [align=right]
    أبتدئ في عرض التعريف الذي استنبطته من مراجع عديدة من أجل الكلام عن توفيقية الإسلام طبعاً...

    التوفيقية Syncrétisme هي عملية الربط السببي أو المنطقي التي تكشف عن مكامن الالتقاء والتوافق بين نظريات أو اعتقادات مختلفة، فتحاول صهرالاتجاهات أو سدَّ الفراغات، وإزالة التساؤلات، وتجلية الالتباسات، وإيضاح الاختلافات، فهي تسلِّم بأنَّ الإنسان يتعلَّم بالتكرار والمراجعة، والمحاولة والتجربة، ومقارنة الصحيح مع الخطأ.

    الشاهد النصِّي :
    لقد أظهر تحليل النصوص القرآنية التي نزلت في فجرالإسلام رؤية توفيقية يهودية - نصرانية في الإسلام، بسيطة وسهلة الفهم بالنسبة للعقل العربي في القرن السابع الميلادي...

    وماذا أجد عندكم في هذا الموضوع ؟
    [/align]
    التعديل الأخير تم بواسطة Aratype; الساعة 10-05-2009, 03:45 PM.
  • حامد السحلي
    إعراب e3rab.com
    • Nov 2006
    • 1374

    #2
    لم أفهم ما هو مدار البحث بالضبط، ولكن في العبارة قدر لا يستهان به من الصحة إن فهمت أن القرآن اعتبر الديانات التوحيدية كتلة في مواجهة الشرك من ناحية تصنيفية، وليس أدل على ذلك من سورة الروم
    ~§§ الروم(مكية)60 §§~
    الم{1} غُلِبَتِ الرُّومُ{2} فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ{3} فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ{4} بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ{5}

    فالقضية الأساسية التي كان يواجهها الإسلام في مطلعه هي الشرك وقد استمر هذا النهج قائما حتى النهاية {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً }النساء48
    ففي الأحكام يجوز أكل ذبائح أهل الكتاب و"نكاح" نسائهم بينما لا يجوز ذلك أبدا بحق المشركين
    ولكن القرآن اعتبر أن الانتقال للمدينة مرحلة فصل فقد تبين الفارق جليا بين التوحيد والشرك وحان الوقت لتنظيم المجتمع والدولة الإسلاميين وتفصيل الأحكام وهنا ظهرت التباينات مع أهل الكتاب، وهنا يتضح الفارق جليا في فهم معنى التوفيق مع أهل الكتاب فهو لم يكن سياسة مصلحية في تجاهل الفروقات مع أهل الكتاب وانحرافاتهم في الفترة المكية ثم انقلب عليها عندما قويت شوكة الإسلام في المدينة... لقد ظل القرآن يعتبر الفكرة الأصيلة في اليهودية والنصرانية هي التوحيد ولكنه رفض جهارا تشويه هذا التوحيد
    {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ }المائدة72
    {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }المائدة73
    {وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }التوبة30

    هذه المفاهيم طارئة على التوحيد لدى الكتابيين وهي غير واضحة في أذهان معظمهم لذالم يتخذ القرآن موقفا نهائيا في الحكم على تلبسهم أم عدمه بالشرك
    (( وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ{116} مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ{117} إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{118} قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{119} لِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ{120}

    تبقى الفكرة الأساسية هنا وهي أن الجدل حول أن القرآن أكان براغماتيا أم لا هو أصلا جدل مع من لا يؤمن بإلهية القرآن أو لا يدرك هذا الأمر ولا يقدر الله حق قدره {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ }الأنعام91 ونحن لسنا هنا "أظن" في معرض هذا الجدل
    إعراب نحو حوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle
    المهتمين بحوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
    المدونات العربية الحرة
    http://aracorpus.e3rab.com

    تعليق

    • Aratype
      مشرف
      • Jul 2007
      • 1629

      #3
      فهمتَ الغرض تماماً، والموضوع كما أشرت... المقصود هنا ليس كم يتبادر للذهن توفيقية النصرانية مع الوثنية (هي بالأحرى توليفية) التي أفرزت الكاثوليكية، بل توفيقية في الدعوة إلى أصل التوحيد والذكاء الاستراتيجي والبراغماتي في التركيز على ما يجمع المسلمين مع أهل الكتاب ثمَّ بيان ما يميزُّهم عن بعضهم البعض في رسالة توحيدية خيِّرة هدفها عبادة الله... تذكِّر حيناً وتعاتب حيناً آخر وتضع الحدود وتنذر بالعقاب في خاتمة المطاف...

      تعليق

      يعمل...