<hr style="color:#D1D1E1; background-color:#D1D1E1" size="1"> السلام عليكم
أخْذًا بـ"البُعد المستقبلي للمصطلحية"، وحرصًا على ألا تنتشر ترجمات غير مدققة أو لا تؤدي المعنى المراد أو يعتورها نقص، من وجهة نظري القاصرة، لاسيما بواسطة وسائل الإعلام، اخترت لكم مصطلحا يُتداول في حقل معرفي جديد، هو Human Enhancement (علما بأنه ينبغي مراعاة المصطلحات الأخرى التي تندرج في نفس الحقل الدلالي، مثل Enhanced Human وHuman Enhancement Technologies في إطار ما يسمى "المصطلحية الموضوعية" (من الموضوع) مقابل "المصطلحية المخصوصة").
وفيما يلي أحد تعريفات المصطلح محل النظر:
‘Human enhancement’ refers to the use of medicine, technology, and techniques to improve the capacities of people beyond what we would consider normal or healthy.
المصدر:
www.fhi.ox.ac.uk/research/human_enhancement
ملحوظة :
في الدراسات والمقالات التي وقف عليها العبد الضعيف، ترد مرادفات للمصطلح، مثل "Human Improvement" و"Human Augmentation"، لكن بدرجة أقل بكثير من "Human Enhancement" الذي بدأ يحظى بقبول العلماء.
ومن الملحوظ أنه يرد في التعريفات عبارات من قبيل "improve" ومشتقاتها، وأقل منها "augment" ومشتقاتها. ومن هنا قد تختلف الترجمات، في جملة عوامل. ولعل هذا ما جعل أستاذنا الجليل الأستاذ الدكتور طه عبد الرحمن حفظه الله ومتّعه بالصحة والعافية يترجم مصطلح Enhanced Human بـ"الإنسان المزيد"(1).
ومن الترجمات التي عثرت عليها: "تحسين العرق البشري" و"تحسين الإنسان".
وقبل أن أقترح المقابل الذي أراه يؤدي المعنى ويندرج في منظومتنا المعرفية أكثر من غيره، فيما يلي الأسباب التي تدفعني إلى عدم الأخذ بالترجمات المذكورة:
- تحسين العرق البشري:
المصطلح موضع النظر يشمل معاني تتجاوز مجرد "تحسين" العرق البشري، إذ إنه يعني، في جملة ما يعني، زيادة قدرات الإنسان الجسدية والفكرية والعاطفية.
- تحسين الإنسان:
كلمة "تحسين" توحي بأن الإنسان كان أقل حسنا بل قبيحا أو رديء الصنع (والعياذ بالله)؛ والله جل جلاله وجل شأنه يقول:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ} (المؤمنون، 12-14)؛
{ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ} (السجدة، 7)
{صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (النمل، 88)
- الإنسان المزيد (زيادة الإنسان):
"الزيادة" التي أشار إليها أستاذنا الجليل الدكتور طه عبد الرحمن حفظه الله، مستفيدا من الآية 1 من سورة فاطر (انظر الحاشية (1) أسفله)، أتت في سياق إيجابي؛ وكيف لا وهي تتحدث عن المولى جل شأنه فاطر السماوات والأرض، وجاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع.
أما ما يفعله الذين يشتغلون بـHuman Enhancement، فبعض آثاره وخيمة (أي إن المعنى سلبي من بعض الوجوه)(2).
ثم إن كلمة enhancement في المصطلح موضع النظر تفيد "النقصان" أيضا، إذ إن التقانات التي تتناول الموضوع تهتم أيضا بالتخفيف من المعاناة والمرض والقضاء عليهما والتخلص من الغباء وسوى ذلك مما يؤدي معنى نقصان الشيء في الإنسان أو تقليله.
والذي يظهر لي أن الأَوْلى الاستئناس بالآية الكريمة {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَٰثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَٰناً مَّرِيداً لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلأَنْعَٰمِ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَٰنَ وَلِيّاً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً} (النساء 117-119).
فالتغيير يشمل الزيادة والنقصان.
ملحوظة: من أعمال الشيطان أمره الإنسان بأن يغير خلق الله تعالى. وقد جاء هذا الأمر بالتغيير في سياق سلبي؛ وكيف لا وصاحبه الشيطان، لعنه الله.
وعلى هذا، أقترح:
تغيير الإنسان - Human Enhancement
الإنسان المغيَّر(3) - Enhanced Human
تقانات تغيير الإنسان - Human Enhancement Technologies
ملحوظة:
مع أن أستاذنا الجليل الدكتور طه عبد الرحمن حفظه الله اختار مصطلح "الإنسان المزيد"، لاحظت أن حسه وحدسه الترجمي هدياه إلى معنى التغيير في الصفحة التي قبل الصفحة التي ورد فيها المقابل الذي اختاره (ص 258) حيث قال:
"(...) فيحسب أنه حصَّل القدرة التي يملكها الخلاَّق العليم في أن يحيي ويميت ويبدئ ويعيد، وأنه يستطيع أن يسد مسدَّه في تقرير مصير الـخَلق، مُغيِّرا طبيعته ومبدّلا سيرته بما يخدم غرضه في تحصيل البقاء".
والله أعلم وأحكم
----------
(1) اختار الأستاذ الجليل ترجمة المصطلح بـ"الإنسان المزيد"، مستفيدا من قوله تعالى {ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (فاطر، 1)، في كتابه "سؤال العمل"، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء-المغرب، 2012، ص 259، الحاشية 11.
(2) انظر مثلا:
http://www.youtube.com/watch?v=1YvBvqcbPf4
و
http://news.discovery.com/human/evol...ans-121108.htm
(3) أول من سمعته استعمل هذا المصطلح هو الأستاذ حسن السرّات (صيف 1433 - 2012)
أخْذًا بـ"البُعد المستقبلي للمصطلحية"، وحرصًا على ألا تنتشر ترجمات غير مدققة أو لا تؤدي المعنى المراد أو يعتورها نقص، من وجهة نظري القاصرة، لاسيما بواسطة وسائل الإعلام، اخترت لكم مصطلحا يُتداول في حقل معرفي جديد، هو Human Enhancement (علما بأنه ينبغي مراعاة المصطلحات الأخرى التي تندرج في نفس الحقل الدلالي، مثل Enhanced Human وHuman Enhancement Technologies في إطار ما يسمى "المصطلحية الموضوعية" (من الموضوع) مقابل "المصطلحية المخصوصة").
وفيما يلي أحد تعريفات المصطلح محل النظر:
‘Human enhancement’ refers to the use of medicine, technology, and techniques to improve the capacities of people beyond what we would consider normal or healthy.
www.fhi.ox.ac.uk/research/human_enhancement
ملحوظة :
في الدراسات والمقالات التي وقف عليها العبد الضعيف، ترد مرادفات للمصطلح، مثل "Human Improvement" و"Human Augmentation"، لكن بدرجة أقل بكثير من "Human Enhancement" الذي بدأ يحظى بقبول العلماء.
ومن الملحوظ أنه يرد في التعريفات عبارات من قبيل "improve" ومشتقاتها، وأقل منها "augment" ومشتقاتها. ومن هنا قد تختلف الترجمات، في جملة عوامل. ولعل هذا ما جعل أستاذنا الجليل الأستاذ الدكتور طه عبد الرحمن حفظه الله ومتّعه بالصحة والعافية يترجم مصطلح Enhanced Human بـ"الإنسان المزيد"(1).
ومن الترجمات التي عثرت عليها: "تحسين العرق البشري" و"تحسين الإنسان".
وقبل أن أقترح المقابل الذي أراه يؤدي المعنى ويندرج في منظومتنا المعرفية أكثر من غيره، فيما يلي الأسباب التي تدفعني إلى عدم الأخذ بالترجمات المذكورة:
- تحسين العرق البشري:
المصطلح موضع النظر يشمل معاني تتجاوز مجرد "تحسين" العرق البشري، إذ إنه يعني، في جملة ما يعني، زيادة قدرات الإنسان الجسدية والفكرية والعاطفية.
- تحسين الإنسان:
كلمة "تحسين" توحي بأن الإنسان كان أقل حسنا بل قبيحا أو رديء الصنع (والعياذ بالله)؛ والله جل جلاله وجل شأنه يقول:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَانَ مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ} (المؤمنون، 12-14)؛
{ٱلَّذِيۤ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ ٱلإِنْسَانِ مِن طِينٍ} (السجدة، 7)
{صُنْعَ ٱللَّهِ ٱلَّذِيۤ أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ} (النمل، 88)
- الإنسان المزيد (زيادة الإنسان):
"الزيادة" التي أشار إليها أستاذنا الجليل الدكتور طه عبد الرحمن حفظه الله، مستفيدا من الآية 1 من سورة فاطر (انظر الحاشية (1) أسفله)، أتت في سياق إيجابي؛ وكيف لا وهي تتحدث عن المولى جل شأنه فاطر السماوات والأرض، وجاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع.
أما ما يفعله الذين يشتغلون بـHuman Enhancement، فبعض آثاره وخيمة (أي إن المعنى سلبي من بعض الوجوه)(2).
ثم إن كلمة enhancement في المصطلح موضع النظر تفيد "النقصان" أيضا، إذ إن التقانات التي تتناول الموضوع تهتم أيضا بالتخفيف من المعاناة والمرض والقضاء عليهما والتخلص من الغباء وسوى ذلك مما يؤدي معنى نقصان الشيء في الإنسان أو تقليله.
والذي يظهر لي أن الأَوْلى الاستئناس بالآية الكريمة {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَٰثاً وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَٰناً مَّرِيداً لَّعَنَهُ ٱللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءَاذَانَ ٱلأَنْعَٰمِ وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ ٱللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ ٱلشَّيْطَٰنَ وَلِيّاً مِّن دُونِ ٱللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً} (النساء 117-119).
فالتغيير يشمل الزيادة والنقصان.
ملحوظة: من أعمال الشيطان أمره الإنسان بأن يغير خلق الله تعالى. وقد جاء هذا الأمر بالتغيير في سياق سلبي؛ وكيف لا وصاحبه الشيطان، لعنه الله.
وعلى هذا، أقترح:
تغيير الإنسان - Human Enhancement
الإنسان المغيَّر(3) - Enhanced Human
تقانات تغيير الإنسان - Human Enhancement Technologies
ملحوظة:
مع أن أستاذنا الجليل الدكتور طه عبد الرحمن حفظه الله اختار مصطلح "الإنسان المزيد"، لاحظت أن حسه وحدسه الترجمي هدياه إلى معنى التغيير في الصفحة التي قبل الصفحة التي ورد فيها المقابل الذي اختاره (ص 258) حيث قال:
"(...) فيحسب أنه حصَّل القدرة التي يملكها الخلاَّق العليم في أن يحيي ويميت ويبدئ ويعيد، وأنه يستطيع أن يسد مسدَّه في تقرير مصير الـخَلق، مُغيِّرا طبيعته ومبدّلا سيرته بما يخدم غرضه في تحصيل البقاء".
والله أعلم وأحكم
----------
(1) اختار الأستاذ الجليل ترجمة المصطلح بـ"الإنسان المزيد"، مستفيدا من قوله تعالى {ٱلْحَمْدُ للَّهِ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ جَاعِلِ ٱلْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُوْلِيۤ أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي ٱلْخَلْقِ مَا يَشَآءُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (فاطر، 1)، في كتابه "سؤال العمل"، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء-المغرب، 2012، ص 259، الحاشية 11.
(2) انظر مثلا:
http://www.youtube.com/watch?v=1YvBvqcbPf4
و
http://news.discovery.com/human/evol...ans-121108.htm
(3) أول من سمعته استعمل هذا المصطلح هو الأستاذ حسن السرّات (صيف 1433 - 2012)
تعليق