ماذا يعني ان تكون الأكادية أقدم تدوينا من العربية؟

تقليص
X
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد آل الأشرف
    عضو منتسب
    • Jun 2018
    • 212

    #16
    اشتقاق لفظ صواع الذي ورد في الآية (قالوا نفقد صواع الملك)
    والصاع المطمئن من الأرض كالحفرة، والمعنى المحوري: إفراغ من الكثيف يتيح الاحتواء والحوز..
    ومنه الصاع مكيال لأهل المدينة، والصوع والصواع: إناء يشرب فيه.
    والصواع عربي لاتساقه تماما مع المعنى الأصلي ومع معنى الفصل المعجمي صعع، ووجود تطبيق آخر للكلمة يتحقق فيها ملحظها أي ملحظ الخلو من الكثيف وهو الصاع من الأرض كالحفرة، ثم لصيغة بنائها المألوفة في العربية- فكل ذلك يقطع بعروبة الصواع. وزَعْمُ تعريبها الذي استسلم له العلامة الخولي لا دليل عليه.
    نقلا عن الشيخ الدكتور محمد حسن حسن جبل رحمه الله- مختصرا.

    تعليق

    • محمد آل الأشرف
      عضو منتسب
      • Jun 2018
      • 212

      #17
      لفظ قسيس:
      (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) [المائدة: غ¸غ²]
      قسقس العظم: أكل ما عليه من اللحم وتمخخه. القَسّ: صاحب الإبل
      الذي لا يفارقها. اقتس الأسد: طلب ما يأكل. القسقسة: دلج الليل الدائب.
      القسقاس - بالفتح: العصا، والجيد من الرِشاء، والقسّ - بالفتح: الصقيع
      (الساقط من السماء بالليل كأنه ثلج).
      و المعنى المحوري: تتبع أو متابعة بدأب واستقصاء* كما يتتبع
      الأكل اللحم الذي على العظم ويتمخخ العظم، وكما يتتبع صاحب الإبل إبله لا
      يفارقها، وكما يقتسّ الأسد يطلب ما يأكل لا يَني، وكدَلج الليل الدائب الذي لا
      فتور فيه، وكامتداد العصا في ذاتها أو لأنها من وسائل المتابعة، و?الرشاء الجيد
      يوصل إلى الماء بتتابع لقوته أو لكفاية امتداه. والصقيع ماء متجمد ساقط.
      وتجمده يجعل مادته متتابعة لأنها متماسكة. ومنه قسَّ الشيء: تَتَلاَه؛ ورجل
      قسقاس - بالفتح: يسأل عن أمور الناس، (يتتبعها) وقسَّ الإبل وقسقسها:
      ساقها، والقَسّ - مثلثة: تتبع الشيء وطلبه، والنميمة (توصيل بعد متابعة).
      والقسقاس: الدليل الهادي، والقسوس من الإبل: التي لا تَدِرّ حتى تنتبذ. أما القسقاس: بالفتح: شدة البرد والجوع، فهو من التوالي أو من أن البرد يجمِّد والتجمد يداخل البدن فيمتد ويتصلب، يمسك بعضه بعضا وهذه متابعة.
      والقَسّ بالفتح والقِسِّيس. ?س?غŒر: رئيس النصارى في العلم كما قال المجد هو من تتبعه دقائق علمهم. أو من تتبع أمور الناس. (ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا ) [المائدة: 5] فالكلمة بهذا المعنى أيضا بِنْتُ التركيب دون أدنى تكلف. فلا أساس ولا معنى للزعم بأنها معربة عن العبرية (وقد أورده السيوطي في المتوكلي).
      .................................................. .................................................. .
      حاشية:
      * (صوتيا): تعبر القاف عن تعقد واشتداد في الباطن، والسين عن امتداد بدقة وقوة، والفصل منهما يعبر عن نفاذ إلى العمق بقوة وحدة كالقسقاس: العصا والرشاء. وفي
      (قسو) تعبر الواو عن الاشتمال، ويعبر التركيب عن الاشتمال على زيادة الحدة المتمثلة في الصلابة كما في الحجر القاسي. وفي (قوس) يعبر التركيب الموسوط بواو الاشتمال عن اشتمال على قوة الدفع امتدادا ?ما يدفع السهم. وفي (قسر) يعبر التركيب المختوم براء الاسترسال عن استرسال القوة والحدة أي تعديها إلى (الغير) كما في القسر الإكراه.

      نقلته بتصرف يسير عن الشيخ الدكتور محمد حسن حسن جبل رحمه الله من كتابه النفيس (المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم).

      تعليق

      • محمد آل الأشرف
        عضو منتسب
        • Jun 2018
        • 212

        #18
        قال تعالى " و زنوا بالقسطاس المستقيم" الاسراء 35. و فُسِّر القسطاس بأنه ميزان العدل أي ميزان كان من موازين الدراهم و غيرها. و كذلك فسر بأنه الميزان, صغيرا كان أو كبيرا. و في الغريب لابن قتيبة هو الميزان. و حكى فيهما القول بتعريبه عن الرومية منسوبا في القرطبي لابن عزيز و مجاهد، لكن هذا فسره بالعدل.
        و أودها السيوطي في المتوكلي في المعرَّبات عن الرومية، كما أودها الجواليقي في المعرب من تحقيق ف. عبد الرحيم. و قد. رده هنريكوس لاماس*في كتابه فوائد اللغة إلي كلمة* constance بمعنى القويم بتقدير كلمة Libra اي* الميزان. و الكلمتان بمعنى الميزان القويم. و قد سبق أن تبين كيف أن القسط يعبر عن المكيال و عن الميزان و عن العدل و الصيغة فيها زيادة السين، و هي تعبر عن دقة. فالقسطاس تعني المُقسّم بدقة و ذلك عمل الميزان. و كما في كلمة قرطاس و هو الأديم الذي ينصب للنضال، يصيبه الرامي فيقال قَرْطَسَ، فكأن معنى القرطاس المنفوذ فيه أو الذي يُثقب. كذلك فإن معنى القسطاس الذي يُفرَّق و يُقسّم به بقدَرٍ، أي الميزان، و لا غرابة. ووضح بذلك أن ادعاء تعريبه تمحُّل لا مبرر له. فأنا مع صاحب المصباح في قوله إنّه عربي مأخوذ من القِسط، فالكلمة في جذرها وفي صورتها الأخيرة تحمل معناها بلا تأول أو تكلف.
        فكيف نترك هذا إلى زعم غريب الأساس يرد كلمتنا إلى كلمة فيها اختلاف حروف عن كلمتنا و تحمل معنى غير معنى كلمتنا، ثم نؤولهما و نتمحل لالتقائهما؟! وأما لفظ قسط في الآية " و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم الناس بالقسط" الحديد 25
        فالقَسَطُ محرّكة* يُبسٌ يكون في الرأس و الرجل و الركبة، أو يكون القَسَط يُبْسا في العنق. يقال: عنق قَسْطاء وبعير أقسط أي في عصب قوائمه يُبس خِلقةً.
        و هو في الخيل قصر الفخذ و الوظيف و انتصاب الساقين، و انتصاب في رجلي الدابة. فالمعنى المحوري تجمد العضو المتحرك على وضع الخلقة السوية دون ليونة الحركة التي يتأتى معها التواؤم مع اتجاهٍ أو هيئة مطلوبة. كيبس الركبة و الركبة و الرجل.*
        و من هذا القِسط، بالكسر: مكيال قدر نصف صاع. و الكوز عند اهل الأمصار. فكل منها قدر ثابت متجمد في كل ما يكال به، أي لا يزيد مرة و ينقص أخرى. و منه مع لحظ السواء في المعنى المحوري عُبِّر بالقسط بالكسر عن الحصة و النصيب. أخذ كل من الشركاء قسطه أي حصته المساوية لحصة غيره أو المستحقة له، ثم قيل و كل مقدار فهو قسط في الماء و غيره. و قال امرؤ القيس يصف خيلا*: إذا هن أقساط كرجل الدَبَى. فُسّر بأن الخيل قطع و فرق كلٌ كالرِجْل من الجراد. فهو تجمع جزئي في كتلة. و منه قالوا قسّط الشيء و قَسَطَه أي فرّقه، فأعطى هذا قِسْطاً و هذا قسطا. و كذلك جاء قَسَط بمعنى عَدَلَ. فالعدل أصله موازنة ثِقْلٍ بثقل. فكذلك هنا كيل لهذا و كيل لذاك. و لذا وصف الميزان نفسه بالقسط لأنه يعدِل هذا الجانب منه بهذا. قال سبحانه " و نضع الموازين القسط ليوم القيامة". و قال تعالى "و أقيموا الوزن بالقسط". و قال عز وجل " و يقتلون الذين يأمرون بالقسط". و من ذلك جاء الإقساط. العدل في القسمة، كأنما هو إعطاء كلٍّ قِسطه. قال تعالى" و إن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين". و من ذلك جاء الإقساط، العدل في القسمة كأنما هو إعطاء كل قسط، قال تعالى "فأصلحوا بينها بالعدل و أقسطوا" فهذا المعنى كما قالوا تقسطوا الشيء بينهم، أي تقسموه على العدل و السواء. و قسَّط الشيء أي فرّقه. و القِسط و الإقساط و التفضيل، أقسط هي من معنى العدل المذكور.
        و من ذلك التجمد مع الصلابة في الأصل، قالوا قَسَط أي جار عن الحق. كما أن عتا تعبّر عن نوع من الجفاف و الجمود يقال للشيخ إذا ولى و كبر عتا عُتُوّا. المقصود طال عمره أكثر مما في الغالب، و البقاء الطويل جمود. ثم قالوا العتا العصيان، و العاتي الشديد الدخول في الفساد المتمرد الذي لا يقبل موعظة. و في تفسيرهم قسط بجارَ بُعدٌ.
        و أرى أن الدقيق قسط بمعنى عصى و تجبر فلم يطع و لم يخضع لما أمر به الله، اخذا من الصلابة في الأصل. اما الجور فحقيقته الاقتطاع من حق صاحب الحق، وهذا لا يتأتى هنا إلا باللازم. و تأمل مقابلة القاسطين بالمسلمين في قوله تعالى" و أنا منا المسلمون و منا القاسطون." الجن 14. أي الذين لم يسلموا و لم ينقادوا أي عصوا و استغلظوا، وأما الشاهد قول الشاعر:
        قوم هم قتلوا ابن هند عنوة
        عمرا و هم قسطوا على النعمان
        استشهادا لقسط بمعنى جار، الواضح فيه معنى العصيان و التمرد على الملك النعمان انظر ابن قتيبة و السجستاني و الزمخشري و غيرهم.
        انتهى.
        نقلا عن الشيخ الدكتور محمد حسن حسن جبل رحمه الله.

        تعليق

        • محمد آل الأشرف
          عضو منتسب
          • Jun 2018
          • 212

          #19
          وجاء في المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم:
          ï´؟ يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَىظ° ï´¾ ]مريم[ 7
          " الزُكرة : وعاء من أدم / زقٌّ صغير للشراب / يجعل فيه شراب أو خلّ . زكَر الإناء : ملأه زكَر السقاء : ملأه . تزكر الشرابُ : اجتمع . تزكر بطنُ الصبي : عظُم وحسنت حاله ".
          المعنى المحوري : ملء الكيس ونحوه بمائع للإيعاء كما في الاستعمالات المذكورة . أما قولهم " من العنوز الحمر عنز حمراء زكرية – بالفتح والتحريك أيضا أي شديدة الحمرة " . فذلك من الشدة في المعنى المحوري ، وهي المتمثلة في الامتلاء. ويرشح هذا أن تركيب (حمر) يعبر عن نوع من الشدة أيضا .
          ولم يأت من مفردات التركيب في القرآن إلا كلمة زكريا (بالمد ، والقصر ، وكعربيّ ، وبلا تشديد ياء الأخيرة) وهم اسم علم للنبي الذي كفل مريم عليهما السلام ï´؟ وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا غ– ï´¾ ]آل عمران : 37[. وقد ترددوا في عروبته وعجمته، وليس فيه ما يحتم عجمته، فالعربية أولى به مما يسمى اللغات السامية، لإلف صيغته، وقرب معناه (التفاؤل بالامتلاء خيرا أو عظمة) وبين أيدينا من العربية ما يرجع إلى منتصف الألف الرابع ق. م. كما في معجم الأكدية للمجمع العلمي (العراقي).
          معنى الفصل المعجمي (زك): الامتلاء أو التشبع بمائع أو نحوه كما يتمثل ذلك في القربة الملأى – في (زكك)، وفي تشبع الأرض الزكية بالخصوبة – في (زكو)، وفي امتلاء الزقِّ الصغير بالشراب – في (زكر).

          تعليق

          • محمد آل الأشرف
            عضو منتسب
            • Jun 2018
            • 212

            #20
            لفظ (التنور) في القرآن
            في قوله تعالى: {حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كلٍ زوجين اثنين } [ هود : 40 ] .
            « بمعنى كل مفجر ماء : تَنُّور - كسَفُّود . والتنور أيضا : الذي يختبز فيه » . المعنى المحوري هو : امتلاء الجوف بشيء لطيف الجرم أو الحركة – ينفذ منه : كالماء وهو لطيف الجرم والحركة – في مَفْجَره ، وكالنار – وهي لطيفة الجرم والحركة أيضا – في جوف التنور . وكلاهما يخرج من جوف : فالماء من الأرض والنار في تجويف التنور أو منه، كما أن النار أصلا كامنةٌ تُستخرج بالاقتداح. وفي آية التركيب وكذا { وفار التنور } [ المؤمنون : 27 ] فالمناسب للسياق والقصة الماء لا النار ، كما قال تعالى في قصة نوح أيضا : { وفجرنا الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر } [ القمر : 12] . والقول بأن التنور يطلق على تنوير الصبح له وجه من معنى التركيب – للطف الضوء واسترساله – إن ثبت وروده عن العرب - لكن يبعد أن يكون هو المراد في آية التركيب ؛ لأن الآية الأخرى تكاد تعين المراد ، وبقرينة كلمة « فار » . وقد مر بنا قولهم : « كل مفجر ماء تنور » . وقد قالوا أيضا : « تنانير الوادي : محافله. والتنور أيضا جبل عين الورد بالجزيرة » ، قال في [ تاج ] « وهذا الجبل يجري نهر جيحان تحته » ففي هذه الاستعمالات ارتبط اللفظ بمواضع اجتماع الماء، مما يؤكد شيوع إطلاقه على مفجر الماء. كما أن التنور ( نوع من الكوانين / الذي يُخْتَبز فيه ) معروف تماما عند العرب ، وورد في الحديث الشريف: « في تنور أهلك » ، ولعله الذي قصده ابن دريد بقوله : « لا تعرف له العرب اسما غير هذا» ( فاللفظ كان معروفا وشائعا عند العرب بالمعنيين.
            والصيغة التي ورد بها اللفظ معروفة أيضا بل كثيرة مثل : سبورة، صيًور الأمر وصيورته: عاقبته، وما بها دَيُّور : أحد ، سَفُّود ... الخ ، بل إن الصيغة شائعة عند العامة.
            أما ما قاله الأزهري من أن أصل بنائه « تنر » ، ولا نعرفه في كلام العرب ؛ لأنه مهمل ، فقد قال ابن فارس والراغب في « تجر » إنه ليس في كلام العرب تاء بعدها غير هذا اللفظ اهـ. ولم ينف هذا عربيته. ثم إن إرجاع تَنْوُور إلى تنر ليس ضربة لازب ؛ فقد قال ثعلب إن أصلها تنوور، أي أنه من النار ، وهذا متوجه. ونضيف للمسألة أن كلام اللغويين في ما هو من كلام العرب وما ليس من كلامهم ينبغي أن يؤخذ بحذر ، لسعة اللغة وعظمتها ، وقد قال الشافعي -- : إن كلام العرب لا يحيط به إلا نبي – قال ابن فارس : وهذا ?لام حَرِىّ أن يكون صحيحا.
            لقد وصف « المنجد » التنور بأنه تجويفة أسطوانية من فَخَّار تُجعل في الأرض ويخبز فيها. وانطباق الأصل الذي ذكرناه على هذا واضح. ومن الناحية الصوتية فإن « تن » تعبر عن لزوم جوف ( أو ظرف ) كقولهم : تَنَّ بالمكان : أقام ، والراء تعبر عن استرسال ينطبق على الماء والنار .
            بعد كل هذا نقول عن يقين إن لفظ تنور عربي، وإنه – إن كان بكل لسان كما قالوا - فإنها عن العرب أو العربية الأولى أُخذ . ولا أجد ما يمنع من القطع بأن المراد به في الآية هو مفجر الماء – كما قال تعالى في قصة نوح ( وفجرنا الأرض عيونا } [ القمر 12 ] .
            نقلته بتصرف يسير عن المعجم الاشتقاقي المؤصل.

            تعليق

            • محمد آل الأشرف
              عضو منتسب
              • Jun 2018
              • 212

              #21
              لفظ (طغى) في القرآن:
              قال تعالى: (إنا لما طغا الماء حملناكم في الجارية ï´¾ [الحاقة: 11] «الطَغْية – بالفتح: المستصعِبُ العالي من الجبل/ أعلى الجبل. وكل مكان
              مرتفع طَغْوة. وطغى الماء والبحر: ارتفع وعلا على كل شيء فاغترقه (أي استغرقه وغطاه)، والدم: تبيّغ أي هاج وتوقد حتى تظهر حُمرتُه في البدن والعروق».
              المعنى المحوري: ارتفاع الشيء باستغلاظ وتجاوز حتى يغشى ويغطى ما حوله: كأعلى الجبل المستصعِب ونحوه، وكماء البحر بما ذكر من وصفه وكالدم ببروز حمرته من الجلد ( إنا لما طغا الماء حملنكم في الجارية » (أي في طوفان نوح عليه السلام حملنا آباءكم)، « وكل شيء جاوز حده (حتى غطى ما حوله) فقد طغى. ومنه «طغى الرجل: طَغيا وطُغيانا – بالضم، وطَغوَى بالفتح: جاوز القدر وارتفع وغلا في الكفر أو العصيان ( إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى ï´¾ [العلق: 6 – 7]، ( كذبت ثمود بطغواها ï´¾ [الشمس: 11]،
              أي بطغيانها ( فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية ï´¾ [الحاقة: 5]: أي الطغيان (أي بسببه) مصدر كالعاقبة والعافية. أو بصيحة العذاب (صيحة تصُخّ وتٌصِم تغشاهم فتقتلهم. ولكلٍ وجهٌ. والطغيان بمعنى الجلبة والصياح واردْ «سمعت طَغغŒ القوم أي صوتهم (أصوات كثيرة تغشى) ومثل «طغت البقرة صاحت». « ما زاغ البصر وما طغى ï´¾ [النجم: غ±غ· ]: ما جاوز ما أٌمِر برؤيته / ولا تجاوز المرئي إلى غيره [بحر: ظ،ظ¥ظ¨/ظ¨]. وكل ما في القرآن من التركيب فهو بمعنى التجاوز في غِلظ.
              وتخط للحق وعدوان. ( قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين ï´¾ [القلم: 31] يلحظ أنهم لما ازداد إحساسهم بفحش ما ارتكبوا وصفوا أنفسهم بالطغيان بعد أن كانوا وصفوها بالظلم.
              ومن ذلك الأصل «الطاغية: ملك الروم» - إذ كان الملك ينتزع بالقهر والغلبة (يغشى ويغطى كل الأقران والمنافسين ببطشه). وقالوا أيضا (الطاغية ما كانوا يعبدون من الأصنام هذه طاغية دوس وخثعم: صنمهم). وهو من غشيان الجميع بالسيادة والقهر على زعمهم. وكذلك يقال للصنم طاغوت، ثم يقال لكل ما يعبد من دون الله، ولكل رأس في الكفر، وللشيطان. وكل ذلك الغشيان بغلظ وقوة ملك أو رياسة أو تسلط بالوسوسة – ولو توهُّما ( فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى ï´¾ [البقرة: ظ¢ظ¥ظ¦ ] في بحر ظ¢ظ¨ظ،/ظ¢ والمصباح أن أصلها طغووت (فعلوت) قدمت لام الكلمة فقلبت ألفا. أما المراد بالكلمة فهو الشيطان، أو الساحر، أو الكاهن، أو ما عبد من دون الله [بحر ظ¢/ ظ¢ظ©ظ¢] والأخير أرجح في هذا السياق، وفي سائر مواضعها. وقد قيل في [النساء: 60] بغيره. هذا، ووجود التاء في آخر الطاغوت لا يَصِمُ الكلمة بالعجمة فلها نظائر : جبروت ورحموت ورهبوت وملكوت الخ.
              فالكلمة من حيث مأخذ معناها من الأصل واضحة، ومن حيث الصيغة لها نظائر، فلا سند يعتمد عليه زاعمو تعريبها.
              -------------------
              (1) (صوتيا): الطاء تعبر عن ضغط أو غلظ وتمدد والغين تعبر عن جرم مخلخل كالغشاء الغض والفصل منهما مع الياء يعبر عن بروز الشيء بغلظه أو قوته حتى يصير كالغشاء يعلو ما حوله كالطغية أعلى الجبل وكما يطغى الماء.

              تعليق

              • محمد آل الأشرف
                عضو منتسب
                • Jun 2018
                • 212

                #22
                لفظ (إبليس) في القرآن
                قال تعالى: (فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَفِرِينَ ) (البقرة: ظ£ظ¤)
                البلس - محركة: ثمر التين إذا أدرك، واحدته بتاء، وبضمتين: العدس
                وهو البُلسٌن أيضًا. والبلسان: شجر له دهن حار يتنافس فيه.
                المعنى المحوري هو: اشتمال باطن الشيء على حدةٍ لا تظهر: كما تحتوي ثمرة التين على حبيبات دقيقة صُلْبة في جوفها، وكما تحتوي جُبَّة العدس على حبته الصلبة الدقيقة، وكما يحتوي حب البَلَسان على دهن حارٍ خَفِيّ فيه، وهذه الحرارة حدة تناسب الخشونة والصلابة.
                ومنه: «أبلَسَتْ الناقةُ: لم تَرغُ من شدة الضَبَعة، أي الشهوة للقاح، والناقة مِبْلاس» (فالشهوة الشديدة تسبب لها نوعا من الألم الحاد أو التوتر ينتشر في باطنها فلا ترغو). ومنه أيضًا: "أبلس الرجل: سكت غما، أو حُزنًا، أو يأسا وحيرة، أو ندما، أو لانقطاع حجته" ... (فالحزن وغيره من المشاعر الحادة القاسية التي تعتمل في جوفه تمنعه من الكلام يأسا من جدواه). وهذا كما يقولون: سكت على مضض، أي على حرقة وألم لاذع في الجوف.. وربما قيل في هذا: ضَمِدَ: ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ ï´¾ [الروم: غ±غ²]، ï´؟ أَخَذْتَنهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُبْلِسُونَ ï´¾ [الأنعام: ظ¤ظ¤]، ï´؟ لَا يُفَتِّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ ï´¾ [الزخرف: ظ§ظ¥] ومثلها ما في [المؤمنون: غ·غ·]، ï´؟ فَتَرَى الْوَدْقَ يخْرُجُ مِنْ خِلَلِهِ، فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) (وَإِن كَانُوا مِن قَبْلِ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْهِم مِن قَبْلِهِ لَمُبْلِسِونَ ) [الروم: ظ¤ظ¨ - ظ¤ظ©] ففي كل ذلك هناك حرقة في الجوف تحسّرًا أو ندما أو يأسا. وفي الآية الأخيرة يجوز أن تكون الحرقة حقيقية من شدة الجفاف، كما قالوا عام الرَمادة من الرماد: دقاق الفحم من حُراقة النار. بقى من هذا الجذر كلمة إبليس وهي عند الكثيرين معربة [الجواليقي شاكر غ·غ±، ف عبد الرحيم (غ±غ²غ²) دائرة المعارف الإسلامية ظ، / ظ،ظ¨ظ¥] لكننا نتبين بوضوح أن اللفظ والتسمية هي من المعنى الذي ذكرناه: فقد ذكر القرآن الكريم إبليس في مواضع ذكره (أَحَدَ عَشَر موضعا ) - عارضًا إباءه السجود لآدم استكبارًا لأنه - في زعمه - خير من آدم إذ هو خُلق من نار وآدم من طين. ولما لعن وطرد قال: {لَأُزينَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ï´¾ [الحجر: ظ£ظ©] فهذه طبائع مخلوق يُكِنّ في طويته فسادًا وكفرًا بعصيانه ربه - وهذه محادّة وخشونة، ويكن كِبْرَاّ وهو غلظ ومشاعر حادة نحو غيره، وحقدًا جعله يُقسم أن يغوي ذرية آدم، والحقد غل وحرارة جوف. ثم إنه لقى من جزاء تكبره ما أمضّه وأحرق قلبه غيظاً ومزيد حقد وعجزا - وهذا تأويل اسمه على الفاعلية والمفعولية معا. وعلى الوجهين فاللفظ مأخوذ بوضوح من المعنى الذي ذكرنا.
                وهنا وجه آخر لتسميته قد يكون أوجه مما سبق وهو أنه مسمى بعمله وهو الوسوسة، وهي الكلام الخفي، وحديث النفس والحديث إلى النفس (وسوس في صدره الشيطان: حدثه في نفسه) والتركيب أصيل في التعبير عن عدم التصويت وعدم إظهار صوت كما في «أبلس الرجل، وأبلست الناقة، وقد ذكرناهما.
                بقى من ركائز القائلين إن اللفظ معرب أنه ورد في القرآن ممنوعا من الصرف، ولا علة لذلك مع العَلَميّة إلا العُجمة - على دعواهم. وهذا مردود بأن العلمية وحدها تكفي علة لمنع الصرف عند كثيرين؛ لأن للعلمية من القوة ما ليس لغيرها، ولورود السماع (أي سماع منع العلم من الصرف لعلة العلمية وحدها) في العلمية دون غيرها. ثم إنهم قالوا في جواز منع المصروف أربعة مذاهب أحدها الجواز مطلقا ... والرابع جواز ذلك في العَلَم خاصة [شرح الأشموني وحاشية الصبان جـ ظ¢ظ§ظ¦/ظ£] ، ثم عللوا منع الصرف بثقل الاسم الممنوع من الصرف، وأن منعه يخففه (المصدر السابق ص غ²غ²غ· الحاشية)، حيث وصف الذي لا ينصرف بالثقيل [وص غ²غ²غ¹/ الشرح) حيث قال إن المفرد الجامد النكرة كرجل وفرس / خفيف فاحتمل زيادة التنوين. والذي يُشبه الفعل ثَقُل ثِقَله فلم يدخله التنوين.
                وأيضا (ص غ²غ³غ·/ الحاشية)، حيث قال إن فائدة منع العلم المعدول تخفيف اللفظ وتمحضه للعلمية). ولذلك قال الطبري في تفسيره [ظ¥ظ،ظ*/ظ،] تٌرِكَ إجراؤه (يقصد صرفه) استثقالاً، إذ كان اسما لا نظير له من أسماء العرب (يقصد أنه نادر لا أنه منقطع النظير فسيأتي أن له نظائر فشبهته العرب بأسماء العجم التي لا تُجْرَى اهـ. ونظير إبليس في المنع استثقالاً قولهم: نار إجْبيرَ - غير مصروفة، وهي نار الحٌباحِب. ثم إن للكلمة من حيث صيغتها نظائر في العربية مثل إبريق، وإبريج (الممخضة)، وإجفيل: ( الجبان، والظليم ينفر من كل شيء والقوس البعيدة السهم)، وإخريط نبات من الحَمْض يُغسل به)، وإبريز (الخالص من الذهب) وغيرهن.. فليست هناك أية حجة قائمة لزاعمي تعريب لفظ إبليس، ويضاف الآن أنه يؤخذ مما أورده د. ف. عبد الرحيم في تحقيقه لمعرب الجواليقي أن للكلمة صيغة سريانية غير مبدوءه بحرف (د) وهو نفس الحال في العربية، في حين أن ما يُدّعى أنه الأصل اليوناني مبدوء بالدال وكذلك الحال في أربع لغات أوربية. فهذا وجه جديد لإضعاف ادعاء تعريب الكلمة، ثم إذا كانت في السريانية فهي من المشترك السامي ( الأعرابي - الجزري). والعربية أصل الساميات ( الأعرابيات - الجزريات).
                نقلا عن الشيخ محمد حسن حسن جبل رحمه الله في كتابه الفريد المعجم الإشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم.

                تعليق

                يعمل...