الييديش اللغة و الأدب
أولا : اللغة:
ولغة الييديش هى اللغة التي تحدث بها اليهود مئات السنوات في أوروبا وبفضلها خلقوا ثقافة وأدبا ومسرحا الكثير منه راقي المستوى، ويتحدث بها نحو ثلاثة ملايين يهودي، في كلا من: أمريكا، المملكة المتّحدة، ليثوانيا، روسيا، إسرائيل، أوكرانيا، مولدوفيا، بيلوروسيا، بلجيكا، ألمانيا، سويسرا، السويد، كندا، بولندا، أستراليا، وأماكن أخرى. وهي لغة رسمية في كل من أقليم أوبلست في روسيا، السويد وهولندا ومولدوفيا.
وقد نَشأَت هذه اللغة في المحيط الثقافي الأشكنازي ، وأخذت في التطور منذ القرن العاشر في إقليم في رينلند، وبعد ذلك انتشرت إلى دول وسط وشرق أوربا ، ومنها إلى باقي القارات.
وكَانت لغة الييديش اللغةَ العامّيةَ الأكثر انتشارا لدى اليهود في وسط وشرق أوربا، قبيل الحرب العالمية الثانية. أما اليوم فيتحدث بها أحفاد أولئك اليهود يعيشون في الولايات المتّحدة، إسرائيل، وأجزاء أخرى مِنْ العالمِ.
تاريخ لغة الييديش:
يرجع تاريخ لغة الييديش إلى القرن العاشر عندما هاجر يهود فرنسا وإيطاليا إلى وادي الرين، وتحدثوا فيما بينهم بلغة تضمنت عناصر من اللهجات الإيطالية العبرية، والفرنسية العبرية، ولهجات ألمانية مختلفة. وفي العصور الوسطى المتأخّرة، وعندما استقر اليهود في أوربا الشرقية، دخلت عناصر سلافية إلى لغة الييديش.
وقد وصلت لغة الييديش إلى ذروتها في السنوات السابقة للمحرقة، حيث كان هناك نحو عشرة ملايين يهودي يتحدثون الييديش في العالم ، وكانت لغة الييديش اللغة اليهودية المنطوقة على نحو واسع.
وقد انتقلت مع المهاجريين اليهود إلى أمريكا وإسرائيل، أما اليوم فلا يزال هناك يهود يتحدثون الييديشية، كلغة غير أساسية. هذا بخلاف نشطاء لغة الييديش من شباب الجاليات الأرثذوكسية والحسيدية التي مازالت الييديشية عندهم لغةَ الحديث اليوميِ، وما زال أطفالهم يتعلمونها، هذا بالإضافة إلى فصول تعليم لغة الييديش الموجودة في الجامعات والمنظمات اليهودية التي بدأت تنتشر في العقود الأخيرة.
* أهم مراحل لغة الييديش:
- في المئة التاسعة والعاشرة بدأ اليهود في إقامة جاليات كبيرة في الإمبراطورية الرومانية العظمة للشعب الألماني. حينما ترك اليهود فرنسا وشمال إيطاليا واستوطنوا أقليم نهر الرين هجروا اللهجة اليهودية الفرنسية التي تدعى "لعز" واللهجة اليهودية الإيطالية وتقبلوا اللغة الألمانية القديمة التي تطورت تدريجيا على ألسنة اليهود حتى تحولت إلى لهجة ألمانية خاصة بالشعب اليهودي.
- خلال المئة الثالثة عشر هاجر جزء من اليهود لشرق أوربا وتحرروا من اللغة السلافية، وأصبحت الييدشية اللهجة الأكثر تأثيرا.
هذه الخطوة واكبت تكوين لهجتين بداخل الييديش ، ييديش شرقي تلقى تأثيرات من اللغات السلافية، وييديش غربي مازال في وسط يتكلمون فيه لغات ألمانية.
في هذه الفترة الجاليات اليهودية في منطقة السيخ وبولندا تحدثت لهجة سلافية يهودية تدعى كنعانية "כנענית" لكن بتأثير اليهود الذين هاجروا من جماعات الأشكيناز هُجرت هذه اللهجة وبدأوا يتحدثون الييديش.
- وفي المئة السادسة عشر تحول الييديش من لغة تحدث فقط إلى لغة مكتوبة، ومع ثورة بولين للمركز الروحاني لليهود كبرت الفجوة بين الييديش الشرقي والييديش الغربي.
- وفي فترة الهاسكلاه ، ومع منح المساوة في غرب أوربا، انخفض استخدام الييديش الغربي. بينما تحول الييديش الشرقي للهجة الييديشية الأكثر استعمالا.
- وفي نهاية المئة التاسعة عشر بدأ ازدهار الأدب الييديشي. وهذا الأدب حطم حواجز التقاليد، بل وأحيانا كان صاحب لون معادي للدين والتقاليد، مثل قصص ي.ل. بريز المشهورة.
وفي أوربا وبصفة خاصة بشرق أوربا كانت صحف الييديش المنتشرة باتساع ، تعبر عن كل ألوان المعاناة اليهودية من الحريديم حتى الصهاينة وأنصار حزب "بونيد הבּוּנְד" (حزب العمال اليهود في ليثوانيا وبولين وروسيا).
وفي أعقاب الثورة الصهيونية في نهاية المئة التاسعة عشر وحرب اللغة التي قادها أليعازر بن يهودا تحول الييديش إلى علامة للمهاجريين، واللغة التي استبدلت في إسرائيل بالعبرية.
- وشهدت المئة العشرين اضمحلال لغة الييديش حيث سُجل هبوط مفاجئ آخر في استعمال فرعي لغة الييديش بعد تحطيم اليهود السوفيت تحت حكم ستلين، وأثناء (الإبادة\ المحرقة) وبعد إقامة دولت إسرائيل التي رأت الييديش عدوا للعبرية والصهيونية وأطلقوا عليه رطانة ولسان المهجر.
- وفي سنة 1928 أُقيم بشرق الاتحاد السوفيتي (المنطقة اليهودية ذات الاسقلال الذاتي)، وفيه استعملت الييديشية كلغة رسمية. ويمثل اليهود الموجودين في المنطقة اليوم 2% فقط من نسبة السكان. ودُرست الييديشية في المدارس وأصبحت هناك محطة إذاعية تبث بالييدش.
- واليوم يتحدث الييديش 3 مليون شخص ،منهم 215.000 من سكان أوربا والولايات المتحدة وإسرائيل ، أي حوالي 3% من السكان اليهود.
*أهم سمات لغة الييديش:
وتنتمي لغة الييديش إلى العائلات اللغوية : الهندو أوربية، الجرمانية، الألمانية الغربية، الألمانية العالية.
وتعرف باسم ייִדיש أو אידיש : ومعناها الحرفي "يهودية" وقد تكون تقصير لـ"يديش-تايتش" (דיש־טײַטש) أو ألمانية- يهودية .
*وكان يطلق عليها عدة أسماء:
- لسان الاشكيناز "לשון ־ אַשכּנז "
- "טײַטש" وهو معاصر للهجة الألمانية المتوسطة العالية “Middle High German”
-وأيضا-מאַמע־לשון- أي mother tongue
ولهذه اللغة طابعها الخاص، إذ يصفها عالم لغة الييديش العظيم "ماكس وينريش" بأنها لغة مولدة من اللغات السامية والألمانية والسلافية ، وإن كان أكثر اللغويين يجمعون على أن لغة الييديش في الأصل لغة ألمانية غربية.
مع العلم بأنهم يقسمونها إلى شرقية وغربية، ولغة الييديش الغربية تحدث بها اليهود في ألمانيا، هولندا، فرنسا، سويسرا، وهنغاريا، وقد انقرضت بشكل كبير خلال نهاية القرن التاسع عشر. وهى تتميز عن اللهجة الشرقية بغياب التأثير السلافيِ. وقد رأى بعض العلماء أنّه يجب أنْ يؤخذ في الاعتبار أن لغة الييديش الشرقية لَها العديد مِنْ المغايرات الإقليمية، من حيث انقسام اللهجة الأساسية إلى جنوبية شرقية وشرق أوسطية وشمالية شرقية. و تَختلف اللهجات الشرقية عن بعضها في المفردات والقواعد، ونطق بعض حروف العلة.
وعلى أيه حال ينبغي على الباحث في لغة الييديش أن ينظر بعين الاعتبار إلى الرموز التي اطلقها علماء اللغة اللهجات الييديشية:
yid — Yiddish (generic)
ydd — Eastern Yiddish
yih — Western Yiddish
أما نظام الكتابة فيستخدم الأبجدية العبرية. و يكتب بالخط المطبعي واليدوي ، مثل اللغات اليهودية الأخرى. الفرق الوحيد بين الطريقة التي نكتب بها الييديش والطريقة التي نكتب بها العبري هو استعمال الحروف “אעוי “ بمثابة حروف مشكلة كالتالي:
אַ - /a/
אָ (קמץ-א) - /o/
ע - /e/
י - /i/
ו - /u/
ױ - /oj/
ײ - /ej/
ײַ - /aj/
بصرف النظر عن مقابلها العبري في الييديش التشكيل جزء من الحروف ولايمكن تخطيه في الكتابة.
وفيما يتعلق بنظام القواعد ؛ فقد استعارت لغة الييديش قواعدها النحوية من الألمانية.
وهناك ملاحظة تجدر الإشارة إليها، وهى أن أغلب مفردات الييديش من أصول ألمانية، وقليل من أصول عبرية وآرامية، والأغلبية من أصول سلافية ولثوانية.
وثمة ملاحظة أخرى، وهى أن الكلمات الييديشية التي مصدرها اللسان المقدس ( مثل السبت، الشريعة، ومثلها) بالرغم من تهجيتها الاشكنازية إلا أنهم يكتبونها بالضبط كما هي في العبرية.
أما من حيث الجانب الصوتي فالييديش باعتبارها لغة ألمانية، فهى مثل الألمانية ليس بها حروف حلق مثل العبرية القديمة.
ومن الملاحظ أن أغلب قواميس لغة الييديش تزيد عن كونها ثنائية إلى ثلاثة ورابعية اللغة، مما يسهل على الباحث في الدراسات اللغوية المقارنة، مثل قاموس إلياهو باحور 1542وهو قاموس يدييشي- عبري – ليثواني- ألماني.
ثانيا : أدب الييديش:
نشأ في ظل لغة الييديش أدبا ييديشيا ذو طابع خاص، في مجمله يضاهي ألوان أدبية سائدة في تلك الفترة، صبغت بصبغة يهودية، وتوراتية في أغلب الأحيان.
وقد احتضنت لغة الييديش الإرهصات الأولى للفنون الأدبية الناشئة، والتي من أهمها المسرح، وهناك ذخيرة أدبية ييديشية هائلة برغم ما فُقد أثناء حركات العنف التي وجهت تجاه اليهود في أوربا.
وتعود المخطوطات الأدبية الييديشية الأولى إلى العصور الوسطى. ومن أهمها كتاب صلاة يرجع لعام (1272)، هذا وقد احتوت مخطوطة كامبردج (1382) على أثار أدبية ييديشية، وقد ألقت الضوء على واحدة من أقدم القصائد الييديشية " قصيدة تضحية اسحق".
ويقف الشعر الملحمي على رأس الألوان الأدبية الييديشية وهو متأثر بالأغاني الملحمية الألمانية، كما كان هناك لون أدبي متميز يعرف باسم أدب النساء.
وقد انتشر أدب الييديش مع ظهور وانتشار الصحف الييديشية، وقد كانت هناك صحف ييديشية متخصصه، وقد ظهرت أول صحيفة ييديشية في أمستردام في 1686.
وقد ظهرت مجموعة من الكتابات الاحتفالية كان أهمها على الإطلاق مسرحيات عيد البوريم التي تُعرف باسم "بوريم شبيل"، وهي مقتبسة من المسرحيات الألمانية
Fastnachtspiel
وكانت هذة المسرحيات في البداية تستند على مواضيع توراية مثل بيع يوسف، وداود وجليات وإستير، وكانت تعتمد على ارتجال تلك القصص، ولم تكن تعتمد على نص مكتوب، وأخذت تتطور شيئا فشيئا حتى أضحى لها نظام خاص.
وكانت تؤدى بواسطة ممثليين ومغنيين متجولين، وفيما بعد أصبحت هناك فرق محترفة تقدم هذه المسرحيات، أغلبهم من طلاب الياشيفا.
وكانت هذه المسرحيات تقدم إما في الجيتو، أو في ساحات المعابد، وفيما بعد أصبحت تؤدى في المسارح العامة، بل وأصبح هناك فيما بعد مسرح قائم بذاته يُعرف باسم مسرح الييديش، وقد انتشرت مسارح الييديش في شتى أماكن التجمعات اليهودية. وكان من أهمها وأكثرها تطور مسارح مسكو وأمريكا.
ومن الجدير بالذكر ، أنه قد واكب ذلك تطورا في الشكل والمضمون والأداء المسرحي، وأصبح هناك محترفي مسرح ممثلين ومغنين وعازفين وكتاب.
في نهاية القرن الثامن عشرِ،ومع ظهور حركة الحسيديم وهى حركة باطنية ودينية مستندة على التَحرير التلقائيِ للمؤمنِ الذي يَتّصل مباشرة مع الله من خلال بعض الطقوس التعبدية، وبفضل جماعة الحسيديم شهدت لغة الييديش تطورا ملحوظا، وفي غضون 1815 ظهر أدب ييديشي حسيدي كان من أهمه أساطير بعل شيم طوف وحكايات الحبرِ نحمان .
وقد قادت لغة الييديش وأدبها غمار المعارك إبان ظهور حركة الهسكلاه (التنوير اليهودي)، فقد نادى المسكيليم ( أتباع حركة الهسكلاه)، بالانخراط في المجتمع الغربي والانفتاح على الثقافات الغربية وضروة مشاركة اليهود في الحياة الغربية مما يستلزم ترك لغة الييديش واستخدام اللغات الأجنبية ، لكن المفارقة العجيبة أن المسكيليم استخدموا لغة الييديش في نشر أفكارهم بين اليهود لأنها كانت همزة الوصل بين اليهود في الشتات.
ويمكن تأريخ أدب الييديش الحديث بعام 1864 العام الذي نشر فيه منديل رائعته الأدبية دروس إلى الرجل الصغير، الذي يعد واحدا من أقطاب أدب لغة الييديش الحديث الثلاثة:
- منديل موخير سفريم (1835-1917)
- شلوم عليخيم (1859-1916)
- -وإسحاق بريتز (1851-1915)
وقد انقسمت الكتابات الييديشية الأدبية من حيث الموضوعات إلى علمانية ودينية، ومعظم هذه الكتابات ساخره.
فقد زخرت الكوميديا اليديشية الدينية بالسخرية من الأسلوب التوراتي والكتابات الدينية وأسلوب الحاخامات. والدين هنا هو موضع السخرية لأن التشريعات الدينية كانت العقبة الرئيسية في طريق اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشوا فيها، وبالتالي فقد أضحت الكوميديا الدينية السـاخرة وسـيلة للتخلص من تلك العوائق، التشريعات الدينية. ويتجسد ذلك في كتابات شالوم عليخيم، خصوصاً في كتابه مغامرات مناحم مندل. هذا بالإضافة إلى احتفالات عيد البوريم التي تحوَّلت داخل المجتمعات الييديشية إلى احتفالات تسخر من الدين والحاخامات. حيث كانت إحدى فقرات العيد «توراة البوريم» بمثابة محاكاة ساخرة للتوراة حيث صار ملك البوريم تجسيداً للحاخام الأعظم وسخرية منه. هنا صارت الكوميديا إحدى وسائل الاندماج في المجتمع .
وفيما يتعلق بالكتابات العلمانية، أو بعبارة أخرى الكتابات التي تنحو نحو الكتابات الأوربية، وبخاصة من ناحية تناول الموضوعات فيما يتعلق بنظرة المجتمع الأوربي إلى اليهود التي تتبلور من خلالها سمات الشخصية اليهودية المنغلقة والمحبة للمال، ومن الملاحظ أن هذه الكتابات قد حصرت اليهودي في نمط ودور معين ، بل وصورة محددت الملامح، مثلما هو الحال مع شخصيات معروف الإسكافي ، والأحدب مهرج الملك، وحلاق بغداد، وحلاق إشبيلية، وهى ولا شك تتبنى صورة اليهودي كما تناولتها الأداب الأوربية مثل تاجر البندقية .
ومثلما احتضنت لغة الييديش بواكير المسرح اليهودي فقد احتضنت بواكير السنيما اليهودية أيضا؛ وقد بدأت السينما اليديشية، في الولايات المتحدة، في أواخر عصر السينما الصامتة حيث كان الحوار يُطبَع على الأفلام في كادرات منفصلة، وأهم أفلام تلك الحقبة: «حظ طيب» عام 1924، و«القلوب المحطمة» عام 1925، و«الجانب الشرقي لسارة» عام 1929.
ومع بداية ظهور الأفلام الناطقة في عام 1927، بدأ عصر ازدهار السينما اليديشية الذي وصل إلى ذروته في النصف الثاني من الثلاثينيات، حيث بلغ عدد الأفلام الناطقة باليديشية حوالي مائة فيلم أغلبها أمريكي، وبعضها بولندي أو من بلاد أوربية أخرى، إلى جانب 35 فيلماً تسجيلياً قصيراً.
ومن أهم الأفلام الأمريكية اليديشية: «الأب أبراهام صوت إسرائيل» عام 1931، و«قوة الحياة» عام 1938، و«يوسف في مصر» عام 1932، و«اليهودي التائه» عام 1932 ، و«أضواء القمة» عام 1939. أما في بولندا، «مهرج عيد النصيب» عام 1937، و«خطاب إلى أم» عام1938.
وإذا تركنا الأدب واتجهنا إلى الموسيقى ، فقد ولدت موسيقى ييديشية مولدة هى الأخرى مثل لغة الييديش من أنواع موسيقية شتى عربية وتركية وسلافية وغيرها ، تعرف باسم موسيقى كليزمير، وقد نشأت موسيقى كليزميرفي القرن السادس العشر، وقد أضيفت القصائد الغنائية إلى موسيقى كليزمير.
نشأت في جيتوات أوربا الشرقية ، كانت تؤدى بواسطة شعراء يهود متجولين، اُطلق عليهم اسم كليزميريم ، وكانت تؤدى هذه الموسيقى في الأفراح والأعياد . وقد اعتمدت هذه الموسيقى في بدايتها على الارتجال. وعلى ألات موسيقية بدائية وواسعة الانتشار في أوربا.
وفيما بعد اندمجت موسيقى كليزمير مع مسرحيات بوريم شبيل، وقد لقت هذه الموسيقى رواجا داخل المجتمعات الحسيدية، وقد دخلت هذه الموسيقة ضمن طقوسهم الدينية وصاحبت بعض الصلوات، وقد لازمتها رقصات إيقاعية في بعض الأحيان.
وفيما بعد أصبح هناك ملحنين وعازفين محترفين، وظهرت مسرحيات موسيقية مستقلة أغلبها كان يتناول موضوعات توراتية.
أولا : اللغة:
ولغة الييديش هى اللغة التي تحدث بها اليهود مئات السنوات في أوروبا وبفضلها خلقوا ثقافة وأدبا ومسرحا الكثير منه راقي المستوى، ويتحدث بها نحو ثلاثة ملايين يهودي، في كلا من: أمريكا، المملكة المتّحدة، ليثوانيا، روسيا، إسرائيل، أوكرانيا، مولدوفيا، بيلوروسيا، بلجيكا، ألمانيا، سويسرا، السويد، كندا، بولندا، أستراليا، وأماكن أخرى. وهي لغة رسمية في كل من أقليم أوبلست في روسيا، السويد وهولندا ومولدوفيا.
وقد نَشأَت هذه اللغة في المحيط الثقافي الأشكنازي ، وأخذت في التطور منذ القرن العاشر في إقليم في رينلند، وبعد ذلك انتشرت إلى دول وسط وشرق أوربا ، ومنها إلى باقي القارات.
وكَانت لغة الييديش اللغةَ العامّيةَ الأكثر انتشارا لدى اليهود في وسط وشرق أوربا، قبيل الحرب العالمية الثانية. أما اليوم فيتحدث بها أحفاد أولئك اليهود يعيشون في الولايات المتّحدة، إسرائيل، وأجزاء أخرى مِنْ العالمِ.
تاريخ لغة الييديش:
يرجع تاريخ لغة الييديش إلى القرن العاشر عندما هاجر يهود فرنسا وإيطاليا إلى وادي الرين، وتحدثوا فيما بينهم بلغة تضمنت عناصر من اللهجات الإيطالية العبرية، والفرنسية العبرية، ولهجات ألمانية مختلفة. وفي العصور الوسطى المتأخّرة، وعندما استقر اليهود في أوربا الشرقية، دخلت عناصر سلافية إلى لغة الييديش.
وقد وصلت لغة الييديش إلى ذروتها في السنوات السابقة للمحرقة، حيث كان هناك نحو عشرة ملايين يهودي يتحدثون الييديش في العالم ، وكانت لغة الييديش اللغة اليهودية المنطوقة على نحو واسع.
وقد انتقلت مع المهاجريين اليهود إلى أمريكا وإسرائيل، أما اليوم فلا يزال هناك يهود يتحدثون الييديشية، كلغة غير أساسية. هذا بخلاف نشطاء لغة الييديش من شباب الجاليات الأرثذوكسية والحسيدية التي مازالت الييديشية عندهم لغةَ الحديث اليوميِ، وما زال أطفالهم يتعلمونها، هذا بالإضافة إلى فصول تعليم لغة الييديش الموجودة في الجامعات والمنظمات اليهودية التي بدأت تنتشر في العقود الأخيرة.
* أهم مراحل لغة الييديش:
- في المئة التاسعة والعاشرة بدأ اليهود في إقامة جاليات كبيرة في الإمبراطورية الرومانية العظمة للشعب الألماني. حينما ترك اليهود فرنسا وشمال إيطاليا واستوطنوا أقليم نهر الرين هجروا اللهجة اليهودية الفرنسية التي تدعى "لعز" واللهجة اليهودية الإيطالية وتقبلوا اللغة الألمانية القديمة التي تطورت تدريجيا على ألسنة اليهود حتى تحولت إلى لهجة ألمانية خاصة بالشعب اليهودي.
- خلال المئة الثالثة عشر هاجر جزء من اليهود لشرق أوربا وتحرروا من اللغة السلافية، وأصبحت الييدشية اللهجة الأكثر تأثيرا.
هذه الخطوة واكبت تكوين لهجتين بداخل الييديش ، ييديش شرقي تلقى تأثيرات من اللغات السلافية، وييديش غربي مازال في وسط يتكلمون فيه لغات ألمانية.
في هذه الفترة الجاليات اليهودية في منطقة السيخ وبولندا تحدثت لهجة سلافية يهودية تدعى كنعانية "כנענית" لكن بتأثير اليهود الذين هاجروا من جماعات الأشكيناز هُجرت هذه اللهجة وبدأوا يتحدثون الييديش.
- وفي المئة السادسة عشر تحول الييديش من لغة تحدث فقط إلى لغة مكتوبة، ومع ثورة بولين للمركز الروحاني لليهود كبرت الفجوة بين الييديش الشرقي والييديش الغربي.
- وفي فترة الهاسكلاه ، ومع منح المساوة في غرب أوربا، انخفض استخدام الييديش الغربي. بينما تحول الييديش الشرقي للهجة الييديشية الأكثر استعمالا.
- وفي نهاية المئة التاسعة عشر بدأ ازدهار الأدب الييديشي. وهذا الأدب حطم حواجز التقاليد، بل وأحيانا كان صاحب لون معادي للدين والتقاليد، مثل قصص ي.ل. بريز المشهورة.
وفي أوربا وبصفة خاصة بشرق أوربا كانت صحف الييديش المنتشرة باتساع ، تعبر عن كل ألوان المعاناة اليهودية من الحريديم حتى الصهاينة وأنصار حزب "بونيد הבּוּנְד" (حزب العمال اليهود في ليثوانيا وبولين وروسيا).
وفي أعقاب الثورة الصهيونية في نهاية المئة التاسعة عشر وحرب اللغة التي قادها أليعازر بن يهودا تحول الييديش إلى علامة للمهاجريين، واللغة التي استبدلت في إسرائيل بالعبرية.
- وشهدت المئة العشرين اضمحلال لغة الييديش حيث سُجل هبوط مفاجئ آخر في استعمال فرعي لغة الييديش بعد تحطيم اليهود السوفيت تحت حكم ستلين، وأثناء (الإبادة\ المحرقة) وبعد إقامة دولت إسرائيل التي رأت الييديش عدوا للعبرية والصهيونية وأطلقوا عليه رطانة ولسان المهجر.
- وفي سنة 1928 أُقيم بشرق الاتحاد السوفيتي (المنطقة اليهودية ذات الاسقلال الذاتي)، وفيه استعملت الييديشية كلغة رسمية. ويمثل اليهود الموجودين في المنطقة اليوم 2% فقط من نسبة السكان. ودُرست الييديشية في المدارس وأصبحت هناك محطة إذاعية تبث بالييدش.
- واليوم يتحدث الييديش 3 مليون شخص ،منهم 215.000 من سكان أوربا والولايات المتحدة وإسرائيل ، أي حوالي 3% من السكان اليهود.
*أهم سمات لغة الييديش:
وتنتمي لغة الييديش إلى العائلات اللغوية : الهندو أوربية، الجرمانية، الألمانية الغربية، الألمانية العالية.
وتعرف باسم ייִדיש أو אידיש : ومعناها الحرفي "يهودية" وقد تكون تقصير لـ"يديش-تايتش" (דיש־טײַטש) أو ألمانية- يهودية .
*وكان يطلق عليها عدة أسماء:
- لسان الاشكيناز "לשון ־ אַשכּנז "
- "טײַטש" وهو معاصر للهجة الألمانية المتوسطة العالية “Middle High German”
-وأيضا-מאַמע־לשון- أي mother tongue
ولهذه اللغة طابعها الخاص، إذ يصفها عالم لغة الييديش العظيم "ماكس وينريش" بأنها لغة مولدة من اللغات السامية والألمانية والسلافية ، وإن كان أكثر اللغويين يجمعون على أن لغة الييديش في الأصل لغة ألمانية غربية.
مع العلم بأنهم يقسمونها إلى شرقية وغربية، ولغة الييديش الغربية تحدث بها اليهود في ألمانيا، هولندا، فرنسا، سويسرا، وهنغاريا، وقد انقرضت بشكل كبير خلال نهاية القرن التاسع عشر. وهى تتميز عن اللهجة الشرقية بغياب التأثير السلافيِ. وقد رأى بعض العلماء أنّه يجب أنْ يؤخذ في الاعتبار أن لغة الييديش الشرقية لَها العديد مِنْ المغايرات الإقليمية، من حيث انقسام اللهجة الأساسية إلى جنوبية شرقية وشرق أوسطية وشمالية شرقية. و تَختلف اللهجات الشرقية عن بعضها في المفردات والقواعد، ونطق بعض حروف العلة.
وعلى أيه حال ينبغي على الباحث في لغة الييديش أن ينظر بعين الاعتبار إلى الرموز التي اطلقها علماء اللغة اللهجات الييديشية:
yid — Yiddish (generic)
ydd — Eastern Yiddish
yih — Western Yiddish
أما نظام الكتابة فيستخدم الأبجدية العبرية. و يكتب بالخط المطبعي واليدوي ، مثل اللغات اليهودية الأخرى. الفرق الوحيد بين الطريقة التي نكتب بها الييديش والطريقة التي نكتب بها العبري هو استعمال الحروف “אעוי “ بمثابة حروف مشكلة كالتالي:
אַ - /a/
אָ (קמץ-א) - /o/
ע - /e/
י - /i/
ו - /u/
ױ - /oj/
ײ - /ej/
ײַ - /aj/
بصرف النظر عن مقابلها العبري في الييديش التشكيل جزء من الحروف ولايمكن تخطيه في الكتابة.
وفيما يتعلق بنظام القواعد ؛ فقد استعارت لغة الييديش قواعدها النحوية من الألمانية.
وهناك ملاحظة تجدر الإشارة إليها، وهى أن أغلب مفردات الييديش من أصول ألمانية، وقليل من أصول عبرية وآرامية، والأغلبية من أصول سلافية ولثوانية.
وثمة ملاحظة أخرى، وهى أن الكلمات الييديشية التي مصدرها اللسان المقدس ( مثل السبت، الشريعة، ومثلها) بالرغم من تهجيتها الاشكنازية إلا أنهم يكتبونها بالضبط كما هي في العبرية.
أما من حيث الجانب الصوتي فالييديش باعتبارها لغة ألمانية، فهى مثل الألمانية ليس بها حروف حلق مثل العبرية القديمة.
ومن الملاحظ أن أغلب قواميس لغة الييديش تزيد عن كونها ثنائية إلى ثلاثة ورابعية اللغة، مما يسهل على الباحث في الدراسات اللغوية المقارنة، مثل قاموس إلياهو باحور 1542وهو قاموس يدييشي- عبري – ليثواني- ألماني.
ثانيا : أدب الييديش:
نشأ في ظل لغة الييديش أدبا ييديشيا ذو طابع خاص، في مجمله يضاهي ألوان أدبية سائدة في تلك الفترة، صبغت بصبغة يهودية، وتوراتية في أغلب الأحيان.
وقد احتضنت لغة الييديش الإرهصات الأولى للفنون الأدبية الناشئة، والتي من أهمها المسرح، وهناك ذخيرة أدبية ييديشية هائلة برغم ما فُقد أثناء حركات العنف التي وجهت تجاه اليهود في أوربا.
وتعود المخطوطات الأدبية الييديشية الأولى إلى العصور الوسطى. ومن أهمها كتاب صلاة يرجع لعام (1272)، هذا وقد احتوت مخطوطة كامبردج (1382) على أثار أدبية ييديشية، وقد ألقت الضوء على واحدة من أقدم القصائد الييديشية " قصيدة تضحية اسحق".
ويقف الشعر الملحمي على رأس الألوان الأدبية الييديشية وهو متأثر بالأغاني الملحمية الألمانية، كما كان هناك لون أدبي متميز يعرف باسم أدب النساء.
وقد انتشر أدب الييديش مع ظهور وانتشار الصحف الييديشية، وقد كانت هناك صحف ييديشية متخصصه، وقد ظهرت أول صحيفة ييديشية في أمستردام في 1686.
وقد ظهرت مجموعة من الكتابات الاحتفالية كان أهمها على الإطلاق مسرحيات عيد البوريم التي تُعرف باسم "بوريم شبيل"، وهي مقتبسة من المسرحيات الألمانية
Fastnachtspiel
وكانت هذة المسرحيات في البداية تستند على مواضيع توراية مثل بيع يوسف، وداود وجليات وإستير، وكانت تعتمد على ارتجال تلك القصص، ولم تكن تعتمد على نص مكتوب، وأخذت تتطور شيئا فشيئا حتى أضحى لها نظام خاص.
وكانت تؤدى بواسطة ممثليين ومغنيين متجولين، وفيما بعد أصبحت هناك فرق محترفة تقدم هذه المسرحيات، أغلبهم من طلاب الياشيفا.
وكانت هذه المسرحيات تقدم إما في الجيتو، أو في ساحات المعابد، وفيما بعد أصبحت تؤدى في المسارح العامة، بل وأصبح هناك فيما بعد مسرح قائم بذاته يُعرف باسم مسرح الييديش، وقد انتشرت مسارح الييديش في شتى أماكن التجمعات اليهودية. وكان من أهمها وأكثرها تطور مسارح مسكو وأمريكا.
ومن الجدير بالذكر ، أنه قد واكب ذلك تطورا في الشكل والمضمون والأداء المسرحي، وأصبح هناك محترفي مسرح ممثلين ومغنين وعازفين وكتاب.
في نهاية القرن الثامن عشرِ،ومع ظهور حركة الحسيديم وهى حركة باطنية ودينية مستندة على التَحرير التلقائيِ للمؤمنِ الذي يَتّصل مباشرة مع الله من خلال بعض الطقوس التعبدية، وبفضل جماعة الحسيديم شهدت لغة الييديش تطورا ملحوظا، وفي غضون 1815 ظهر أدب ييديشي حسيدي كان من أهمه أساطير بعل شيم طوف وحكايات الحبرِ نحمان .
وقد قادت لغة الييديش وأدبها غمار المعارك إبان ظهور حركة الهسكلاه (التنوير اليهودي)، فقد نادى المسكيليم ( أتباع حركة الهسكلاه)، بالانخراط في المجتمع الغربي والانفتاح على الثقافات الغربية وضروة مشاركة اليهود في الحياة الغربية مما يستلزم ترك لغة الييديش واستخدام اللغات الأجنبية ، لكن المفارقة العجيبة أن المسكيليم استخدموا لغة الييديش في نشر أفكارهم بين اليهود لأنها كانت همزة الوصل بين اليهود في الشتات.
ويمكن تأريخ أدب الييديش الحديث بعام 1864 العام الذي نشر فيه منديل رائعته الأدبية دروس إلى الرجل الصغير، الذي يعد واحدا من أقطاب أدب لغة الييديش الحديث الثلاثة:
- منديل موخير سفريم (1835-1917)
- شلوم عليخيم (1859-1916)
- -وإسحاق بريتز (1851-1915)
وقد انقسمت الكتابات الييديشية الأدبية من حيث الموضوعات إلى علمانية ودينية، ومعظم هذه الكتابات ساخره.
فقد زخرت الكوميديا اليديشية الدينية بالسخرية من الأسلوب التوراتي والكتابات الدينية وأسلوب الحاخامات. والدين هنا هو موضع السخرية لأن التشريعات الدينية كانت العقبة الرئيسية في طريق اندماج اليهود في المجتمعات التي يعيشوا فيها، وبالتالي فقد أضحت الكوميديا الدينية السـاخرة وسـيلة للتخلص من تلك العوائق، التشريعات الدينية. ويتجسد ذلك في كتابات شالوم عليخيم، خصوصاً في كتابه مغامرات مناحم مندل. هذا بالإضافة إلى احتفالات عيد البوريم التي تحوَّلت داخل المجتمعات الييديشية إلى احتفالات تسخر من الدين والحاخامات. حيث كانت إحدى فقرات العيد «توراة البوريم» بمثابة محاكاة ساخرة للتوراة حيث صار ملك البوريم تجسيداً للحاخام الأعظم وسخرية منه. هنا صارت الكوميديا إحدى وسائل الاندماج في المجتمع .
وفيما يتعلق بالكتابات العلمانية، أو بعبارة أخرى الكتابات التي تنحو نحو الكتابات الأوربية، وبخاصة من ناحية تناول الموضوعات فيما يتعلق بنظرة المجتمع الأوربي إلى اليهود التي تتبلور من خلالها سمات الشخصية اليهودية المنغلقة والمحبة للمال، ومن الملاحظ أن هذه الكتابات قد حصرت اليهودي في نمط ودور معين ، بل وصورة محددت الملامح، مثلما هو الحال مع شخصيات معروف الإسكافي ، والأحدب مهرج الملك، وحلاق بغداد، وحلاق إشبيلية، وهى ولا شك تتبنى صورة اليهودي كما تناولتها الأداب الأوربية مثل تاجر البندقية .
ومثلما احتضنت لغة الييديش بواكير المسرح اليهودي فقد احتضنت بواكير السنيما اليهودية أيضا؛ وقد بدأت السينما اليديشية، في الولايات المتحدة، في أواخر عصر السينما الصامتة حيث كان الحوار يُطبَع على الأفلام في كادرات منفصلة، وأهم أفلام تلك الحقبة: «حظ طيب» عام 1924، و«القلوب المحطمة» عام 1925، و«الجانب الشرقي لسارة» عام 1929.
ومع بداية ظهور الأفلام الناطقة في عام 1927، بدأ عصر ازدهار السينما اليديشية الذي وصل إلى ذروته في النصف الثاني من الثلاثينيات، حيث بلغ عدد الأفلام الناطقة باليديشية حوالي مائة فيلم أغلبها أمريكي، وبعضها بولندي أو من بلاد أوربية أخرى، إلى جانب 35 فيلماً تسجيلياً قصيراً.
ومن أهم الأفلام الأمريكية اليديشية: «الأب أبراهام صوت إسرائيل» عام 1931، و«قوة الحياة» عام 1938، و«يوسف في مصر» عام 1932، و«اليهودي التائه» عام 1932 ، و«أضواء القمة» عام 1939. أما في بولندا، «مهرج عيد النصيب» عام 1937، و«خطاب إلى أم» عام1938.
وإذا تركنا الأدب واتجهنا إلى الموسيقى ، فقد ولدت موسيقى ييديشية مولدة هى الأخرى مثل لغة الييديش من أنواع موسيقية شتى عربية وتركية وسلافية وغيرها ، تعرف باسم موسيقى كليزمير، وقد نشأت موسيقى كليزميرفي القرن السادس العشر، وقد أضيفت القصائد الغنائية إلى موسيقى كليزمير.
نشأت في جيتوات أوربا الشرقية ، كانت تؤدى بواسطة شعراء يهود متجولين، اُطلق عليهم اسم كليزميريم ، وكانت تؤدى هذه الموسيقى في الأفراح والأعياد . وقد اعتمدت هذه الموسيقى في بدايتها على الارتجال. وعلى ألات موسيقية بدائية وواسعة الانتشار في أوربا.
وفيما بعد اندمجت موسيقى كليزمير مع مسرحيات بوريم شبيل، وقد لقت هذه الموسيقى رواجا داخل المجتمعات الحسيدية، وقد دخلت هذه الموسيقة ضمن طقوسهم الدينية وصاحبت بعض الصلوات، وقد لازمتها رقصات إيقاعية في بعض الأحيان.
وفيما بعد أصبح هناك ملحنين وعازفين محترفين، وظهرت مسرحيات موسيقية مستقلة أغلبها كان يتناول موضوعات توراتية.