في البديل من العبرية
المدونة السادسة
[align=justify]חגורה = حِـزامالمدونة السادسة
نركب سياراتنا، وعلينا أن نتحزّم، فلماذا يصر بعضنا، وخاصة أطفالنا على أن يلفظوا (الحجورا)- بالجيم المصرية؟
فإذا طلب السائق منا أن نضع الحزام، فإن في وسعه أن يستخدم الفعل (تحزّم) ومشتقاته، وهو أيسر من اللفظ العبري: חגור أو התחגר، وكما أن القانون يلزمنا على وضع الحزام، فالقانون اللغوي يلزمنا أن نستخدم الحزام (جمعه أحزمة، فشدوها)، وليت هناك من يأخذ غرامة رمزية على كل استخدام للّفظة غير العربية.
מחזיק = مَـسّـاكَـة
أعرف كثرة الأسماء للسلسلة التي تحمل المفاتيح، لكنك قد لا تجد من يفهمك في أي لفظ تختاره من بينها، إلا إذا قلت للبائع (أعطني محزيق)، عندها قد يقول لك: "أيوه احكي عربي".
أقترح أن نستعمل لفظة (مسّاكة)- صيغة المبالغة من الفعل مسك، فهي تمسك بالمفاتيح المختلفة، وبحلقاتها، وجعلتها مبالغة لكثرة المسك بها، وكذلك لقلة استخدامها في اللغة العربية بأي معنى آخر.
سألني صديق: قال "ولماذا لا تجعل الاسم مذكرًا (مسّاك)؟
قلت "لغة التأنيث أرق، فالوصف المذكر يوحي بمعنى اعتدائي".
ضحك صاحبي وقال: من اليوم فصاعدًا لن أقول: حلقة، سلسلة، سلسال، حامل المفاتيح،
محزيق، ولن أستخدم ترجمة اللفظة الإنجليزية في المورد: حاملة، مِـمْـسك، بل سأكتفي بمسّاكة لتكون لفظة واحدة دالّة.
سأكون مدينًا بمسّاكة هدية لمن يستخدمها بصورة تلقائية، ويعتادها كأي كلمة عادية.
אשור = تصديق
ما أكثر ما أسمع (إشور) العبرية على ألسنة الطلاب والباحثين عن الوظائف، فهذا المسؤول (مئَـشّير מאשר، وتلك الشهادة مئوشيرت מאושרת)، وبالإضافة إلى اللفظ العبري الطاغي ثمة من يستخدم اللفظ العربي المشتق من الجذر (ص.د.ق) خطأ.
الخطأ الشائع هنا هو في قولنا (مصادقة) بمعنى الإقرار والتأييد، والصواب هو أن المصادقة مصدر صادق، وأن بين فلان وفلان صداقة أو مصادقة حميمة. فأنا صادقت محمدًا = اتخذته صديقًا، وصادقت محمدًا النصيحة أي أخلصتها له.
إذن، يجب أن نقول: التصديق، وقد صدّق فلان الطلب، أو صدّق عليه.
ففي معجم الوسيط: صدّق على الأمر أقرّه، ولعل القرآن سبق أن استخدم الفعل (صدّق) بمعنى التحقيق: {والذي جاء بالصدق وصدّق به أولئك هم المتقون} – سورة الزمر، 33، ويعني الفعل هنا حقق ما أورده قولاً بما تحراه فعلا، وقال الراغب الأصفهاني "ويستعمل التصديق في كل ما فيه تحقيق".
إذن، نقول: صدّق مدير المدرسة الشهادة (أو على الشهادة)، فحصل الطالب على التصديق (لا على الإشور)، وبلغ مجموع التصديقات (لا الإشوريم - אשורים) ثلاثة. أما الشهادة التي قد أجازها المدير أو وافق عليها وأمضاها، فهي مُصدَّقة (لا مئوشيرت).
כדאי = يُحبّـَّذ، مُـحــَـبَّـذ
تكاد اللفظة العبرية أن تكون شائعة جدًا وذائعة على الألسنة، فما من مناقشة إلا وتظهر (كداي) و (لو كداي לא כדאי) في الحوار.
تتعلق ترجمة اللفظة العبرية – باللغة التي نريد الترجمة إليها، فعند تغيير اللفظة العبرية إلى لغتنا (لهجتنا) الدارجة القريبة من الفصيحة نقول (يـسـوى أو يستاهل نسافر هذا الصيف)، وبالطبع تزاد الباء في أول الفعل المضارع بالعامية= (بيسوى أو بيستاهل نتعشى في هذا المطعم). ونحن -كما تعلمون- لا نقاوم العامية على الألسنة في حياتنا اليومية، وإلا فإننا نضرب في حديد بارد.
أما الفصيحة فأفضل ترجمة لها - في رأيي-: (يُحبّـذ) أو اسم مفعول (مُـحَـبَّـذ)، ولا أرى (يا حبذا) ملائمة، لأنها تعبير يدل على إعجاب أكثر من كونها اختيارًا بعد تقليب الأمر، كما أن (من المستحسن) لا تفي بالمعنى تمامًا، وإذا اخترنا (من المجدي) ابتعدنا أكثر.
إذن، يحبّذ أن نستخدم اللفظة العربية، ونفضلها على (كداي)، وإذا خاطبنا الأم في المطبخ نقول لها: بيسوى تطبخي اليوم مقلوبة. وأنا أقول لكم: يحبذ أن تتناولوا معنا طعام الغداء!
وبعد، فإذا كان لك عزيزي القارئ والمتابع أي اقتراح لترجمة، فلا تضن به علينا، كما أنتظر أي استفسار لا تجد له مخرجًا.
[/align]